المقالات

09 مايو 2020

أيقونة السيد المسيح على المنديل

لقد ترك السيد المسيح صورته مطبوعة على المنديل "Mandilum" وعلى الكفن المقدس. وقد انطبعت بصورة معجزية تذكارًا للأجيال. وعنها أخذ الفنانون على مدى العصور مثال صورة وجه السيد المسيح ويحرص الأرثوذكس البيزنطيون في الفن الخاص بأيقوناتهم أن يكون وجه السيد المسيح أقرب ما يكون للوجه المطبوع على المنديل وعلى الكفن المقدس. لقد ترك السيد المسيح للأجيال المتعاقبة كلامه مدونًا في الأناجيل المقدسة وصورته على المنديل والكفن المقدس لأنه سبق أن قال لتلاميذه: "إن أنبياءَ وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا. ولكن طوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع" (مت13: 17، 16) إذن فقد طوّب السيد المسيح في العهد الجديد كلًا من الرؤية والسمع لِما يخص أعماله، وأقواله، وظهوره، وتعاليمه وعن هذه الطوبى كتب القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1يو1: 1) وقد حفظت الكنائس الأرثوذكسية هذا التقليد الرسولي الذي استلمته الكنيسة من السيد المسيح وصارت الكنيسة تحتفل وترفع البخور وتوقد الشموع أثناء قراءة الإنجيل المقدس لأنه كلام السيد المسيح ويقول الشماس(قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس). ويقول الأب الكاهن(مبارك الآتي باسم الرب؛ ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح..). كما أنها صارت تحتفل وترفع البخور وتوقد الشموع أو القناديل أمام أيقونةالسيد المسيح؛ وبخاصة أيقونة الصلبوت التي تحمل ذِكرى آلامه. والتي يصل الاحتفال بها في يوم الجمعة العظيمة إلى الذروة ويتلو ذلك تكريم أيقونة الدفن في نهاية الصلوات إلى فجر الأحد حينما يبدأ تكريم أيقونة القيامة لمدة أربعين يومًا وتضاف إليها أيقونة الصعود في عيد الصعود إلى صلوات رفع بخور أحد العنصرة في يوم الخمسين وبهذا يسير الأمران معًا: الرؤية (للأيقونة)، والسمع (عند قراءة الإنجيل) تمامًا كما قصد السيد المسيح "طوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع" (مت13: 16) أليست الكنيسة ككل هي أيقونة السماء على الأرض فكيف لا تحوى أيقونة للسيد المسيح؟!وكما إننا لا نقدم العبادة لكتاب الإنجيل كما لو كان هو الله الكلمة وليس كلمة الله المدوّنة في الكتب المقدسة، هكذا فنحن لا نعبد أيقونة السيد المسيح وكأنها هي السيد المسيح نفسه إن تكريم الأيقونات Veneration of Icons لا يتعارض إطلاقًا مع الوصية. ففي الوصايا العشر قال الرب لشعبه في القديم "لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن" (خر20: 4، 5). أي أن ما نهي عنه الرب في الوصية هو عبادة الصور والتماثيل التي يعبدها الوثنيون وكأنها الآلهة التي يُقدّم لها السجود ولكن من الجانب الآخر؛ أمر الرب موسى النبي بأن يصنع من خراطة الذهب كروبين (أي ملاكين) فوق غطاءتابوت العهد يتجهان الواحد نحو الآخر؛ وينظران نحو غطاء التابوت ويبسطان أجنحتهما (انظر خر37: 6-9) حتى تلامس أجنحة الواحد منهما الآخر فوق غطاء التابوت وكان تابوت العهد في قدس الأقداس. وكان مجد الرب يتراءى لموسى فوق غطاء التابوت تحت جناحيّالكروبين؛ وكان موسى يسمع صوت الرب وهو يكلّمه "من على الغطاء الذي على تابوت الشهادة من بينالكروبين" (عد 7: 89) وفي عهد سليمان الملك عند تدشين الهيكل في أورشليم حينما "أدخل الكهنة تابوت عهد الرب إلى مكانه في محراب البيت في قدس الأقداس إلى تحت جناحيّ الكروبين لأن الكروبين بسطا أجنحتهما على موضع التابوت وظلل الكروبان التابوت وعصيه من فوق" (1مل8: 6، 7)، قيل "أن السحاب ملأ بيت الرب. ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب" (1مل8: 10، 11) وكان العابدون من الشعب يدخلون إلى الهيكل وهم يرددون: "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك" (مز5: 7) لم تكن العبادة تقدَّم للكروبيم؛ بل للرب الساكن في بيته المقدس والساكن في السماوات، والذي سماء السماوات لا تسعه وكان في القدس مذبح البخور والكهنة يبخرون في وجود تابوت العهد والكروبيم (انظر 1مل 6: 23-28) ونقش الكروبيم على ستور خيمة الاجتماع وعلى جدران الهيكل "وجميع حيطان البيت في مستديرها رسمها نقشًا بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج" (1مل6: 29). "والمصراعان من خشب الزيتون ورسم عليهما نقش كروبيم ونخيل وبراعم زهور" (1مل 6: 32) ولم يعتبر هذا كله مخالفًا للوصية إن الأيقونة المدشّنة بالميرون هي (ميناء خلاص لكل من يلجأ إليها بإيمان) (من طقس تدشين الأيقونة) هي مثل جهاز التليفون إذا تم توصيل الحرارة إليه وتحمل رقم القديس صاحب الأيقونة الصلاة تصل إلى السماوات والبخور هو العلامة المنظورة للصلاة في الكنيسة وشركة الصلاة مع القديسين. وقد أبصر يوحنا في سفر الرؤيا في السماء حول العرش الإلهي الأربعة وعشرين قسيسًا وفي أيديهم مجامر من ذهب يرفعون بخورًا الذي هو صلوات القديسين (انظر رؤ5: 8) وإيقاد الشمع أمام الأيقونة هو لتأكيد أن السيد المسيح هو نور العالم. وبالنسبة للقديسين أن حياتهم كانت منيرة بالمسيح الذي قال أيضًا لتلاميذه: "أنتم نور العالم" (مت5: 14) وتظهر أهمية الشموع بصفة خاصة حينما توجد كنيسة بلا تيار كهربائي في الصلوات المسائية والليلية، أو التي في الصباح الباكر جدًا. وهذا كان الوضع إلى عهد قريب قبل اختراع التيار الكهربائي إن الأيقونة في الكنيسة في حال مثل هذا بدون الشمع أمامها؛ لا يراها أحد من الناس وتكون الشمعة هي تقدمة حب نحو من أناروا العالم بقداستهم وعند قراءة الإنجيل أيضًا تضاء الشموع لنفس الأسباب ولأن الإنجيل قد أنار العالم، والسيد المسيح قد "أنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2تى1: 10). أي بواسطة بشرى الخلاص بموت السيد المسيح وقيامته ولا يفوتنا هنا أن نشير أنه في كلٍ من التقليد الأرثوذكسي الشرقي والبيزنطي قد تلازم تكريم الأيقونة مع تكريم الإنجيل المقدس. لأن السيد المسيح ترك لنا صورته على المنديل والكفن وكلامه فيالإنجيل، ولم يترك تمثالًا مجسّمًا لصورته. ومن هنا لم تُدخِل الكنائس الأرثوذكسية التمثال في تقليدها وطقوسها التي تجرى داخل الكنيسة في أثناء الصلوات المقدسة إن للتمثال أبعاد ثلاث (طول - عرض - ارتفاع). أما الأيقونة فلها بعدين، وبعدها الثالث هو عمق أو علو روحانية صاحب أو صاحبة الأيقونة. نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
08 مايو 2020

خمس صفات لحياة الإنسان الناجح

يقول معلمنا بولس الرسول: «أخيرًا أيُّها الإخوَةُ افرَحوا. اِكمَلوا. تعَزَّوْا. اِهتَمّوا اهتِمامًا واحِدًا. عيشوا بالسَّلامِ، وإلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ سيكونُ معكُمْ» (2كو13: 11).وضع لنا بولس الرسول وصفة فيها خمس صفات لحياة الإنسان الناجح، وهو يذكرها في كلمات مختصرة، الكلمات هي: افرحوا، اكملوا، تعزّوا، اهتموا، عيشوا. ولكي أشرح لكم كل كلمة من هذه الخمس، سأضع مقابل الكلمات الخمس، خمسًا أُخَر تشرحها، فيكون موضوعنا كله عبارة عن عشر كلمات.1) افرحوا... بالمسيحأول كلمة "افرحوا"، ونضع معها كلمة "بالمسيح". اجعل دائمًا فرحك الرئيسي بمسيحك الذي تجسد من أجلك، وعلّم وصنع معجزات من أجلك، وصُلِب على الصليب وقام من أجلك. يوم وُلِد السيد المسيح رتلت الملائكة: «المَجدُ للهِ في الأعالي، وعلَى الأرضِ السَّلامُ، وبالناسِ المَسَرَّةُ» والمسرة هي الفرح. وفي تعاليم السيد المسيح قدّم لنا قصص الخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال في لوقا 15، وأكثر كلمة تكرّرت في هذا الأصحاح هي كلمه "الفرح". وعندما قام الرب وظهر لتلاميذه، يقول لنا في إنجيل معلمنا يوحنا «ففَرِحَ التلاميذُ إذ رأوا الرَّبَّ» (يوحنا20:20). توجد في الحياة أشياء كثيرة تفرحنا، مثل العمل الناجح، الدراسة التي تحبها، الحصول على مال، نجاح مشروع... لكن اجعل أولًا فرحك بالمسيح المخلص والفادي. ولكن لماذا؟ لأن أهم فرح عند الإنسان هو فرح خلاصه من الخطية، الخطية هي مرض الإنسان الروحي، ولا يستطيع أحد أن يمحوه إلا شخص المسيح، والكتاب المقدس يقول لنا أنه ليس بغيره (أي المسيح) خلاص. والقديس بولس الرسول قال لنا وصية جميلة: «اِفرَحوا في الرَّبِّ كُلَّ حينٍ، وأقولُ أيضًا: افرَحوا» (فيلبي4:4). اجعل فرحك دومًا بمسيحك الذي يبارك طريقك وصحتك وخدمتك وعملك وبيتك وأولادك وبناتك. افرح ولا تسمح لأحد أن ينزع منك الفرح. 2) اكملوا... بالكنيسة وذلك بارتباطك بالحياة داخل الكنيسة، ولا أقصد الارتباط الشكلي، وإنما الارتباط العملي، أي عضويتك الحية في الكنيسة كعضو عامل تمارس سرّي التوبة والاعتراف، والإفخارستيا. أيضًا الارتباط بالكنيسة واجتماعاتها وخدمتها. مرة زرت كنيسة في مصر، ووجدتها في منتهى النظافة رغم أنها منطقة صناعية متربة، فلما تساءلت عن سر نظافتها أعلموني أن عندهم خدمة تُسمى "خدمة المقشات"، فكل اجتماع في الكنيسة يخصّص أربعة من أعضائه لتنظيف وترتيب الكنيسة بعد نهاية الاجتماع، وهكذا جعلوا لكل فرد دور في الكنيسة. الكنيسة ليست ناديًا اجتماعيًا، بل هي موضع الأمور الروحيه والصلوات والتسابيح والترانيم والتعاليم والحياة المرفوعه لله. اكملوا بالكنيسة، فمن يربّي ابنه داخل الكنيسة فهذه تربية صحيحة، وهي أكثر شيء يحفظ أولادنا وبناتنا من العالم. وتربية الكنيسة لا تعني التربية المنغلقة، بل هي شبع بالله داخل الكنيسة، وبهذا لو وُضِع أمامهم عسل العالم، فسيدوسونه بأرجلهم، لأن الكنيسة علمتهم كل المبادئ والقيم التي يعيشون بها في المجتمع. 3) تعزوا... بالإنجيل تعزوا بكلمه الله المقدسة، اجعلوا الإنجيل مفتوحًا أمامكم باستمرار، واقرأوه وأنتم مجتمعون، حتى ولو مرة في الأسبوع تجتمع الأسرة مع بعضها حول كلمه الله. القديس يوحنا ذهبي الفم له كلمه جميلة، يقول: "الكتاب المقدس روضة النفوس"، ومرة أخرى قال: "في الكتاب المقدس منجم لآلئ". يقولون الإنجيل الحلو هو الذي يشرب عرقك ودموعك، فعندما تقرأ في الإنجيل وتدرس فيه وتحفظ آياته، فأنت تبذل مجهودًا (أي العرق)، وعندما تقرأ الإنجيل وتصلي قبل القراءة لكي ينير الله ذهنك فهذه هي الدموع. الإنجيل مليء بالكنوز والرسائل الروحية، لذلك يقول داود النبي: «لكل كمال رأيت منتهى، أمّا وصاياك فواسعة جدًا» (مزمور119). كيف يمكن لكلمة الله يمكن أن تعزّى الإنسان؟ يقول لنا الكتاب الكثير في هذا: «عِندَ كثرَةِ هُمومي في داخِلي، تعزياتُكَ تُلَذِّذُ نَفسي... ناموسُ الرَّبِّ كامِلٌ يَرُدُّ النَّفسَ... شَهاداتُ الرَّبِّ صادِقَةٌ تُصَيِّرُ الجاهِلَ حَكيمًا... وصايا الرَّبِّ مُستَقيمَةٌ تُفَرِّحُ القَلبَ. أمرُ الرَّبِّ طاهِرٌ يُنيرُ العَينَينِ... أحكامُ الرَّبِّ حَقٌّ عادِلَةٌ كُلُّها. أشهَى مِنَ الذَّهَبِ والإبريزِ الكَثيرِ...». تعزوا بالإنجيل، اجعلوا الإنجيل دائمًا هو حل لكل مشكلة، وهو الذي يمنح راحه في البيت. 4) اهتموا اهتمامًا واحدًا... بالمحبة المحية هي الوصية الأولى، والتي فيها جميع الوصايا التي يجب أن نهتم بها. اهتم أن تظهر محبتك بالعمل وليس بالكلام. «يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللِّسانِ، بل بالعَمَلِ والحَقِّ!» (1يوحنا3: 18)، اهتموا اهتمامًا واحدًا بعمل المحبة لمن هم حولكم. محبتك لله تحفظك من خطايا كثيره، ولهذا السبب قال الرب لنا: «تحب الرب إلهك من كل قلبك، من كل فكرك، من كل نفسك، ومن كل قدرتك... وتحب قريبك كنفسك». اهتم في كل عمل بالمحبة، والمحبة تكون صادره من القلب. بولس الرسول كتب لنا أصحاحًا جميلًا جدا عن المحبة في كورنثوس الأولى 13، لكن ختمه بعبارة جميلة جدًا، «أمّا الآنَ فيَثبُتُ: الإيمانُ والرَّجاءُ والمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاثَةُ ولكن أعظَمَهُنَّ المَحَبَّةُ». 5) عيشوا... بالسلام هماك إنسان يصنع سلامًا، نسميه peace maker، وآخر لا يصنع السلام نسميه trouble maker. هذه الوصية تذكّرنا بما قاله لنا السيد المسيح: «طوبَى لصانِعي السَّلامِ، لأنَّهُمْ أبناءَ اللهِ يُدعَوْنَ»، يصير الإنسان ابن الله بالحقيقة إن صنع سلامًا. تقرأون في كتب الاقتصاد عن صناعات خفيفة وصناعات ثقيلة، أمّا صناعة السلام فهي صناعة صعبة. نقرأ حين تشاجر رعاة إبراهيم مع رعاة لوط على موارد المياه، كيف سعى إبراهيم للسلام مع ابن اخيه، بل ومنحه حق الاختيار. واختار لوط الأرض، أرض سدوم وعمورة التي امتلأت بالشر. أمّا إبراهيم الذي جعل اختياره صنع السلام، فصارت الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا نصيبه. عيشوا إذًا بالسلام... لو وضعت هذه الخمس كلمات أو وصايا مع بعضها البعض في حياتك اليومية، وفي تربية أولادك وبناتك، في عملك، في دراستك، في ارتباطك بالكنيسة، في حياتك مع الإنجيل؛ إذا فعلت هذا ستصير حياتك ناجحة. افرحوا بالمسيح. اكملوا بالكنيسة. تعزوا بالإنجيل. اهتموا اهتمامًا واحدًا بالمحبة. عيشوا بالسلام. عيشوا حياتكم وأنتم فرحون ومتعزون في قلوبكم، والمحبة سائدة في حياتكم، والسلام يملأ كل يوم من أيام عمركم. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 مايو 2020

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سِفْرُ اَلْجَامِعَةِ

1- بين اصحاح 3 : 19 – 21، 12 : 7 ففى الاول يقول (لان ما يحدث لبنى البشر يحدث للبهيمه وحادثه واحده لهم موت هذا كموت ذلك ونسمه واحده للكل فليس للانسان مزيه على البهيمه لان كليهما باطل. يذهب كلاهما الى مكان واحد. كان كلاهما من التراب والى التراب يعود كلاهما. من يعلم روح بنى البشر هل هى تصعد الى فوق وروح البهيمه هل هى تنزل الى اسفل) وفى الثانى ان للانسان روحاترجع بعد الموت الى الله للذى اعطاها. فنجيب لفهم معنى الآيات الاول ى ينبغى ان ننتبه الى ان الكلام فيها مؤلف من شطرين لكل منهما طرفان يوطىء باحدهما ثم ياتى بالثانى تفسيرا لمضمونه بحيث يحصر هذه المقابله بين الانسان والبهيمه وذلك انه يقول فى الشطر الاول من كلامه (وما يحدث لبنى البشر يحدث للبهيمه وحاثه واحده لهم) ثم فسر فقال (موت هذا كموت ذاك ونسمه واحده للكل) ثم قال فى الشطر الثانى (فليس للانسان مزيه على البهيمه لان كليهما باطل وذلك لانه يذهب كلاهما الى مكان واحد كان كلاهما من التراب والى التراب يعود كلاهما) فواضح من ثم ان ليس الملحوظ فى هذه المقابله الا النسمه التى بها تقوم حياه الجسد. لان للانسان روحا ونفسا وجسدا كما قال بولس الرسول : (ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم) (2 تس 5 : 23) والفرق بين الروح والنفس ان الروح ما تقوم به حياه الانسان بالنسبه لله، وان النفس ما تقوم به حياه الانسان الحيوانيه. فما قصده كاتب سفر الجامعه تشبيه الانسان بالبهيمه من جهه الحياه الحيوانيه ناظرا فى هذا التشبيه الى امر واحد وهو ان كلا من الطرفين نهايته الموت، اى ان الانسان فى وجوده الخارجى لا يتفاوت عن البهيمه فى شىء من الخضوع لاحكامه تعالى.وما ذكر فى (اى 14 : 7 – 12) يؤخذ منه ظاهرا انكار القيامه مع انه قصد بقوله ان الانسان اذا مات لا يقوم اى لا يقوم ليرجع الى العالم ويباشر عمله كما كان ولكنه لم ينكر فيه انه يقوم للدينونه فذلك اثبته فى (ص 19 : 26).والغايه التى حدث بالحكيم الى ايراد هذا التشبيه هو توبيخ الانسان المتكبر وتثبيته فهو لم يخرج فى كلامه عن معنى قول المزمور (مثل الغنم يسلقون للهاويه) (49 : 14) فنهايه كليهما تظهر للعين البشريه واحده. قيل فى مكان آخر عن الشرير (يدفن دفن حمار) (ار 22 : 19).اما معنى القول الوارد فى عد 21 (من يعلم روح البشر هل تصعد الى فوق) اى من يتامل هذا ويراعيه فى قلبه كقول الكتاب ايضا من صدق خبرنا (اش 53 : 1) فما اقل الذين يعيشون فى العالم وهم عالمون ان لهم ارواحا ستصير الى الله، والكثيرون يعيشون كالبهائم التى لا هم لها الا الاكل والشرب. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
06 مايو 2020

مفهوم القيامة وروحياتها

إن القيامة دخل على البشرية فعندما خلق الله الإنسان خلقه للحياة نفخ فيه نسمة حياة ، فصار نفساً حية و أراد الله له الحياة و الخلود و لكن حرية الإنسان انحرفت إلي الخطيئة ، فجلب لنفسه الموت كنتيجة لخطيئته ، لأن " أجرة الخطية هي موت " ( رو 6 : 23 ) و هكذا دخل الموت إلي العالم . و ساد علي الجميع لذلك نحن نفرح بالقيامة لأنها أنتصار علي الموت و عودة بطبيعة الإنسان إلي الحياة فالله خلق الإنسان ليحيا ن لا ليموت قيامة المسيح هي عربون لقيامتنا جميعاً ، لذلك وصفه القديس بولس الرسول بأنه " باكورة الراقدين " ( 1 كو 15 : 20 ) هو الباكورة ، و نحن من بعده و لعل سائلاً يسأل كيف يكون المسيح هو الباكورة ، بينما قام من قبله كثيرون ؟! إبن ارملة صرفة صيدا اقامة إيليا النبي من الموت ( 1 مل 17 : 22 ) و ابن المرأة الشمونمية اقامة أليشع النبي من بعد أن مات ( 2 مل 4 : 32 - 36 ) كما أن هناك ثلاثة أقامهم السيد المسيح نفسه و هم إبن ارملة نايين ، و ابنة يايرس ، و لعازر حقاً إن هناك اشخاصاً قاموا من الموت قبل المسيح ، و لكنهم بعد قيامتهم عادوا فماتوا ثانية و مازالوا ينتظرون القيامة العامة أما قيامة المسيح فهي القيامة التي لا موت بعدها ، و هي الباكورة ، و الشهوة التي يشتهيها كل مؤمن بحب الخلود القيامة التي نعينها هي الطريق إلي الأبدية التي لا نهاية لها و نحن نعلم أن قصة حياة الإنسان علي الأرض هي قصة قصيرة جداً و إذا ما قيست بالأبدية تعتبر كأنها لا شئ و الخلود هو الحلم الجميل الذي تحلم به البشرية إن القيامة ترفع من قيمة الإنسان ، و تؤكد أن حياته لا تنتهي بموته القيامة تؤكد أن هناك حياة أخري غير هذه الحياة الأرضية ، سوف نحياها بمشيئة الرب بعد القيامة و هكذا نقول في " قانون الإيمان " الذي نتلوه كل يوم في صلواتنا " و ننتظر قيامة الأموات ، و حياة الدهر الآتي اَمين " إذن لعلنا نقول إن أهم ما في القيامة هو ما بعد القيامة فالقيامة تدل علي أن لحياة الإنسان امتداداً في العالم الآخر ، و أن الموت هو مجرد مرحلة في حياة الإنسان ، أو هو مجرد جسر بين حياتين إحداهما أرضية و الأخري سمائية و لا شك أن الحياة الأخري أفضل بكثير ، لأنها حياة في السماء ، مرتفعة عن مستوي المادة كما أنها حياة نقية ، لا توجد فيها أية خطية و فوق كل ذلك فهذه الحياة الأخري هي عشرة مع الله و ملائكته و قديسيه عبر عنها الكتاب بقوله " ما تره عين ، و لم تسمع به أذن ، و لم يخطر علي قلب بشر ، ما أعده الله للذين يحبونه " ( 1 كو 2 : 9 ) و لهذا قال مار اسحق " إن مخافة المكوت تزعج قلب الرجل الجاهل أما الإنسان البار فيشتهي الموت مثلما تشتهي الحياة " و لهذا قال القديس بولس الرسول " لي اشتهاء أن أنطلق ، و أكون مع المسيح ، فذلك أفضل جداً " ( في 1 : 23 ) حقاً أن الموت يصبح شهوة للذين يحبون الله و يحبون الحياة الأخري ، و يرون أنها أفضل جداً من عالمنا هذا الذي فقد نقاوته هؤلاء لإيمانهم بالقيامة - لا يرون الموت نهاية حياة ، إنما هو انتقال لحياة أخري إن القيامة غيرت نظرة الناس لي الموت ، فأصبح مجرد أنتقال ، جسر يعبر إلي حياة أخري ، أو قل هو عملية ارتقاء ، لذلك صار شهوة للأبرار لما حدث أن المسيح داس الموت بقيامته ، سقطت هيبة الموت إلي الأبد ، و لم يعد القديسون يخافون الموت اطلاقاً ، كما أصبحوا لا يخافون مسبباته ، كالمرض مثلاً ، أو مؤامرات الناس الأشرار و اعتدائاتهم إنما يخاف الموت الإنسان الخاطئ ، الذي لم يتب ، فيخشي مصيره بعد الموت ، و الوقوف أمامدينونة الله العادلة أو يخاف الموت الإنسان الخاطئ ، الذي له شهوات يمارسها في هذا العالم و يخشي أن يحرمه الموت منها أما البار فلا يخاف الموت اطلاقاً ، لأنه يؤمن بالقيامة و القيامة ترتبط بالإيمان ، فالملحدون مثلاً لا يؤمنون بالقيامة الإنسان المؤمن يؤمن بقدرة الله علي اقامة الجحسد من الموت ، فالذي خلق البشر من التراب ، و خلق التراب من العدم ، هو قادر علي اعادة الجسد إلي الحياة ليعود فيرتبط بروحه أما الملحدون فلا يؤمنون بوجود الروح أو استمرارها بعد الموت ،و لا يؤمنون بالحياة الأخري ، و لا بالثواب و العقاب لهذا قلت إن القيامة ترتبط بالأيمان و الإيمان بالقيامة يقود إلي حياة البر و الفضيلة فهو يؤمن بأنه بعد القيامة ، سيقف أمام الله في يوم الدينونة الرهيب ، لكي يعطي حساباً عن كل أعماله ، إن خيراً و إن شراً لذلك يقوده هذا الإيمان إلي حياة الحرص و التدقيق خوفاً من دينونة الله العادلة و بالتالي يحاسب نفسه علي كل عمل ، و كل فكر و كل شعور ، و كل كلمة ، و يقوم نفسه ، كما قال القديس مقاريوس " احكم يا أخي علي نفسك ، قبل أن يحكموا عليك " بل إن الإيمان الحقيقي بالقيامة يقود إلي حياة الزهد و النسك القيامة حولت أنظار الناس إلي أمجاد العالم الآخر ، فتصاغرت في أعينهم المتعالزائلة في هذا العالم الفاني و من فرط تفكيرهم في غير المنظور ، ازدادوا بالمحسوسات و المرئيات و أصبحوا كما قال الكتاب " غير ناظرين إلي الأشياء التي تري ، بل إلي التي لا تري لأن التي تري وقتية ، و أما التي لا تري فابدية " ( 2 كو 4 : 18 ) و لو لم تكن القيامة ، لتهالك الناس علي هذه الحياة الرضية ، و غرقوا في شهواتها كالأبيقوريين الذين كان يقولون " لنأكل و نشرب ، لأننا غداً نموت " ( 1 كو 15 : 32 ) أما الذين يؤمنون بالقيامة و يستعدون لها ، فإنهم يضبطون أنفسهم حسناً و يدخلون في تداريب روحية لتقويم ذواتهم و لا ينقادون وراء الجسد و لا المادة بل يحيون بالروح بأسلوب روحي ، و يقمعون أجسادهم و حواسهم و أعصابهم حب الأبدية جعل الأبرار يشتاقون إلي شئ أكبر من العالم و أسمي كل ما في العالم لا يشبعهم ، لأن في داخلهم اشتياقاً إلي السماء و إلي النعيم الروحي الذي يسمو علي الحس و يرتفع فوق كل رغبة أرضية لذلك نظر القديسون إلي الأرض كمكان غربة ، و اعتبروا أنفسهم غرباء ههنا ، يشتاقون إلي وطن سماوي ، إلي حياة أخري ، من نوع اَخر روحاني نوراني سمائي ما لم تره عين اشتاقوا إلي العالم الآخر الذي كله قداسة و طهارة وروحانية ، و سلام و حب و نقاء حيث الله يملأ القلوب فلا تبقي فيها شهوة لشئ اَخر غيره القيامة فيها لون من العزاء و التعويض للناس فالذي لا يجد عدلاً علي الأرض ، عزاؤه أن حقه محفوظ في السماء ، عند الرب الذي يحكم للمظلومين الذي لا يجد خيراً علي الرض مثل لعازر المسكين ، عزاؤه أنه سيجد كل الخير هناك و كما كان علي الأرض يتعذب ، فهو في السماء يتعزي فالقيامة تقيم توازناً في حياة كل إنسان إذ أن محصلة ما يناله علي الرض ، و ما يناله في السماء تشكل توازناً قوامه العدل و القيامة تقدم عزاء حقيقياً لجميع الأصدقاء و المحبين ، إذ تجمعهم ثانية ، بعد أن يفرقهم الموت لو كان الأمر ينتهي عند القبر و لا قيامة ، إذن لكان احباؤنا الذين فارقونا بالموت قد أنتهوا ، و انتهت صلتنا بهم ، و ما عدنا نراهم و هذا لا شك يتعب القلب ، و يسبب فجيعه للمحبين الذين بغير القيامة يفقدون احباءهم إلي غير رجعة إن القيامة تعطينا أيضاً فكرة عن قوة الله و محبته الله القوي الذي يستطيع أن يقيم الأجساد بعد أن تكون قد تحللت و تحولت إلي التراب ، و يعيدها بنفس شكلها الأول ، و لكن بلون من التجلي روحانية و نورانية إنه الله المحب الذي لم يشأ أن يتمتع وحده بالوجود ، فخلق كائنات أخري كما لو يشأ أنه يعيش وحده في الخلود ، فأنعم بالخلود علي الناس و الملائكة ، و وهب البشر حياة أبدية بعد قيامهم من الموت و من متع القيامة زوال الشر و زوال كل ما سببته الخطية ففي النعيم الذي يحياه الأبرار لا يكون هناك شر و لا خطيئة بل مجرد معرفة الخطية ستنتهي و نعود إلي حياة البساطة الكاملة و النقاوة الكاملة كالملائكة ،و كالأطفال في براءتهم و تتخلص النفس من الأمراض التي رسبتها عليها الخطية كالخوف ، و الشك ، و الشهوة ، و القلق ، و ما شابه ذلك ، و عندئذ تلبس النفس اكليل البر ، و تزول منها جميع النقائص نفسية كانت أم جسدية يعوزنا الوقت إن تحدثنا عن كل أمجاد القيامة فذلك يحتاج إلي كتب . قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب تأملات في القيامة
المزيد
05 مايو 2020

اِرْفَعُوُا أَيُّهَا الْرُؤسَاءُ أَبْوَابَكُم

في تمثيلية عيد القيامة المجيدة التي تجري حالياً في كنيستنا القبطية، بعد أن يعلنَ الشماسان الواقفان خارج الهيكل قيامة الربِّ من بين الأموات، يقولا: «اِرْفَعُوُا أَيُّهَا الْرُؤسَاءُ أَبْوَابَكُم، وَارْتَفِعِي أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّةُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ» (مزمور 24: 7). وفي الحقيقة هذا هو مزمور عيد الصعود في كنيستنا القبطية لقد أخطأ الإنسان قديماً، وطُرد من حضرة الله، «وَأَقَامَ (اللهُ) شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ» (تكوين 3: 24). وهكذا أُغلقت أبوابُ السماء في وجه الإنسان ولكن، بعد أن قام الربُّ يسوع من بين الأموات، صعد إلى السماء حاملاً معه الطبيعة البشرية، حسب قول معلمنا بولس الرسول: «أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أفسس 2: 6). لذلك كان يجب أن تُفتح أبوابُ السماء ثانية في وجه الإنسان المخلوق جديداً في المسيح يسوع، ولم تكن السماءُ مغلقةً في وجه الربِّ يسوع، بل في وجهنا نحن، نحن الذين كان يحملنا في جسده يقول القديس أثناسيوس في كتاب تجسد الكلمة (25: 5-6): [لقد جاء الربُّ لكي يُحدِرَ الشيطان، ويُطهِّر الهواء، ويُهيِّئ لنا طريق الصعود إلى السموات، كما يقول الرسول: «عبر الحجاب أي جسده» (عبرانيين 10: 20) وهكذا لما رُفِعَ طهَّر الهواء كما يقول: «رأيتُ الشيطان ساقطاً كالبرق» (لوقا 10: 18). ثم افتتح طريقاً جديداً صاعداً إلى السموات قائلاً أيضاً: «ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم، وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية» (مزمور 24: 7). لأنه لم يكن الكلمة هو المحتاج إلى فتح الأبواب، إذ هو ربُّ الكلِّ، ولم يكن شيءٌ من المصنوعات مغلقاً أمام خالقه، بل نحن الذين كنا نحتاج إلى ذلك، نحن الذين كان يُصعدنا معه بجسده الخاص؛ فكما أنه قدَّم هذا الجسد للموت من أجل الجميع، هكذا أيضاً بواسطته قد أعدَّ طريق الصعود إلى السموات] ومزمور الصعود هذا معروف أيضاً في الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، تقول خدمة مساء عيد الصعود في كنيسة أنطاكيا الأرثوذكسية[إن الربَّ قد صعد إلى السماوات لكي يرسل المعزي إلى العالم، فالسماوات هيأت عُرْسَهُ، والغمام هيأ ركوبه، الملائكة يتعجبون إذ يشاهدون إنساناً أعلى منهم، الآب يقتبل في أحضانه من هو معه أزلياً، الروح القدس يأمر جميع ملائكته: ارفعوا يا رؤساء أبوابكم، فيا جميع الأمم صفقوا بالأيدي لأن المسيح صعد إلى حيث كان أولاً… يا يسوع الحلو، أنت من الأحضان الأبوية لم تنفصل، ولو تصرفت على الأرض مثل إنسان. اليوم ارتقيت بمجد إلى جبل الزيتون، وبإشفاق منك أصعدت طبيعتنا الهابطة وأجلستها مع الآب]. نيافة الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس الأسقف الشهيد رئيس دير القديس أبو مقار
المزيد
04 مايو 2020

عيد القيامة أو أحد القيامة

إذا كان اليوم السابع هو السبت فيكون اليوم الأول هو الأحد، بداية الخليقة كانت يوم الأحد، ويكون على هذا الأساس أنه في الترجمة القبطي نقول "خبزنا الذي للغد على اعتبار أننا في اليوم السابع فيكون الغد هو اليوم الثامن" ويكون هنا قيامة السيد المسيح هي باكورة لقيامة البشر "صار باكورة الراقدين" (1 كو 15). أي أنه أول واحد قام قيامة ليس بعدها موت، هناك قيامة قبل ذلك حدث لـ8 عبر تاريخ الكتاب المقدس 3 في العهد القديم، وفي العهد الجديد: 2 أقامهم السيد المسيح و2 أقاموهم الرسل: بطرس أقام طابيثا وبولس أقام أفتيخوس. لكن باكورة الراقدين أي أول قيامة لا يعقبها موت، قيامة دائمة وحياة أبدية جديدة لذلك يوم عيد القيامة نسميه أحد القيامة باعتبار أنه اليوم الثامن ليس في عداد الزمن البشرى على الأرض ولكنه زمن الأبدية الذي ننتظره. المزمور يقول "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه " (مز 118: 24).لماذا نقول هذا على يوم قيامة السيد المسيح هذا هو اليوم الذي صنعه الرب؟خلاصة ما تممه الرب لأجل البشرية في خلاصها من الخطية ومن الموت، بمعنى أن شوكة الموت قد كُسرت وغلبة الهاوية قد انتهت (1 كو 15: 55) "أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية؟" شوكة الموت انكسرت وغلبة الهاوية انتهت. كيف انكسرت شوكة الموت ومازال الناس تُخطئ؟ وكيف انتهت غلبة الهاوية ولا زال ناس تهلك؟ شوكة الموت انكسرت بمعنى أن الدين قد سُدد المسيح دفع الدين لم يكن هناك دين على البشرية، لكنه تسدد على الصليب ما علاقة الصليب بالقيامة؟ صحيح تسدد بالصليب لكن لو لم يقم السيد المسيح من الموت كانت قد بقيت خطية قتل المسيح. لذلك في القيامة كملت المسألة الدين قد سُدد على الصليب لأن المسيح كان ذبيحة للصليب وصار ذبيحة حية بالقيامة. كون أحد يُخطئ أو لا يُخطئ هذه حرية شخصية.أين غلبتك يا هاوية؟ بمعنى أنه لم يعد للشيطان سلطان على الإنسان، إلا بإرادته. مثال: فكرة خروف الفصح في حالة الدهن بالدم للقائمتين والعتبة العُليا يعبر الملاك المُهلك ولا يقتل الابن البكر. إذا لم يذبح واحد خروف الفصح ولم يدهن القائمتين والعتبة العُليا؟ كان سوف يهلك الملاك الابن البكر. وفي حالة عدم الدهن بالدم معنى عدم ذبح خروف الفصح لن يعبر الملاك المُهلك وسيقتل الابن البكر. هنا واضح أن سلطان الشيطان قد زال عن كل من استفاد بالقيامة، المستفيد من سداد الدين والذي لم يعد للشيطان سلطان عليه نتيجة فعل الخلاص الذي تممه السيد المسيح."يكن لعيد الفصح المقدس المنزلة الأولى في أعياد المسيحيين من أزمنة الرسل والسيد المسيح قال لمريم المجدلية "إني صاعد لأبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" هذه رسالة حملتها مريم المجدلية للتلاميذ. رسالة تُلَخِّص الفكرة وهنا يريد السيد المسيح أن يقول أن إلهنا بالخلقة صار إلههُ بالتجسد لكي يُصير أباه بالطبيعة أبًا لنا بالتبني. هنا يريد أن يقول كمال الذبيحة في الصعود بمعنى: 1- المسيح صار ذبيحة بالصليب 2- المسيح صار ذبيحة حية بالقيامة 3- صار ذبيحة حية دائمة بالصعود. لذلك ربط الصعود بالقيامة، فعندما لمسته مريم المجدلية عند القبر ثم شكت في القيامة نتيجة الإشاعة أن المسيح أحد سرقه، فعندما ذهبت تبكى عند القبر وتبكى للتلاميذ وتقول: "أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه" وحتى عندما ظهر لها ظنته أنه البستاني، شكت لكنه قال لها أنه ليس هناك فقط قيامة لكن هناك أيضًا صعود. وأراد أن يربط القيامة بالصعود كما ربط الصليب بالقيامة عن طريق الجراحات. في جسد القيامة وُجدت أثار الجروح المسامير والحربة، وفي حديثه عن الصعود بعد القيامة ربط بين القيامة والصعود، "إني صاعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" لذلك كانوا يسموا الذبيحة قديمًا صعيدة أي تنزل نار من السماء وتصعدها، صعيدة طاهرة. لأن علامة قبول الذبيحة هو صعودها.لذلك مهم نعرف الهدف من تمثيلية القيامة: هناك فرق بين تمثيلية ومسرحية، الفرق تمثيلية بمعنى أن أشخاص يمثلوا دور لأشخاص حقيقيين، لكن المسرحية هي أداء دور قد يكون غير حقيقي، ممكن تكون قصة خيالية لذلك نسميها تمثيلية القيامة لأن الذي يقول يمثل دور كائن حقيقي. تمثيلية القيامة جزئين، الجزء الأول نكون أمام قبر السيد المسيح الذي في الخارج يمثل التلاميذ والمريمات الذين يطمأنوا على القيامة لذلك عبارة "أخرستوس أنستى أو المسيح قام" هذه معلومة في صورة سؤال أو سؤال في صورة معلومة، أي هل المسيح قام؟ لأن كل الذي ذهب للقبر كان لكي يتأكد من حقيقة القيامة، الذي في الداخل يمثل الملاكين الذين كانوا داخل القبر وعاينوا القيامة، ونضع في الدفن فعلًا شمعدانيين أو قنديليين إشارة للملاكين، الذي كان عند الرأس هو الملاك ميخائيل رئيس السمائيين فكان حاضر القيامة وهو الذي دحرج الحجر وهو الذي أكد للمريمات القيامة.ورئيس الملائكة ميخائيل نسميه ملاك القيامة وهو الذي يبوق في يوم القيامة العامة أيضًا وسيعلن القيامة العامة كما أعلن قيامة السيد المسيح. الجزء الثاني يقولوا "أفتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد". هذا هو الذي يقف خارج الهيكل وهو يمثل الذين كانوا صاعدين مع السيد المسيح في صعوده وبهذا يكون قد نقلنا من القيامة للصعود، وهذا جعل البعض يقول أن المسيح صعد بعد القيامة مباشرة ليأخذ اعتماد الآب لذبيحته بينما هذا كلام لم يحدث. لأنه إذا كان المسيح صعد بعد القيامة، لم نقل يوم عيد الصعود "أفتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد".إذًا لماذا نذكرها في القيامة؟ طالما السيد المسيح لم يصعد بعد القيامة مباشرة؟ لعدة أسباب: 1) لكى نربط بين الصليب والقيامة والصعود لكمال الذبيحة، لأن ذبيحة السيد المسيح ذبيحة كاملة ومقبولة. 2) لكى يظهر أن هناك معجزة أن السيد المسيح بقى على الأرض أربعين يوم بينما جسد القيامة لم يبق على الأرض لابد أن يصعد إلى السماء. 3) لأن الكنيسة تريد أن تربط بين قيامة المسيح وقيامتنا نحن، لذا لم نجد النور ينور ليس عند إعلان القيامة لكن عند إعلان دخول المسيح داخل الأبواب الدهرية لأنه دخل سابقًا لنا لأنه كما دخل هو سندخل نحن أيضًا. لهذه الأسباب الثلاثة ربطت الكنيسة بين القيامة والصعود في تمثيلية القيامة.الملائكة من الداخل يقولوا من هو ملك المجد، هم ملائكة ليسوا آلهة لا يعرفوا كل شيء فيرد من بالخارج ويقول هذا هو الرب العزيز القوى الجبار القاهر في الحروب، ويدخل ويضاء النور إعلان بداية اليوم الثامن وهنا تربط الكنيسة بين قيامة المسيح وقيامتنا لأن النور يظلم إشارة لانتهاء اليوم السابع وتنور إعلان اليوم الثامن أو الحياة الجديدة. ثم يزفوا صورة القيامة وتظل تُزف في الكنيسة طيلة الخمسين يوم، من عيد القيامة لعيد الصعود في الكنيسة كلها ومن عيد الصعود لعيد العنصرة داخل الهيكل وفي يوم عيد العنصرة في باكر القداس تعمل الزفة بصورة القيامة والصعود كاملة في الكنيسة كلها باعتبار أن القيامة والصعود هما أساس حلول الروح القدس، لأن كان لابد أن يدخل المسيح إلى الأقداس "دخل إلى الأقداس مرة واحدة فوجد فداءًا أبديًا" (عب 9: 12).الفداء تم على الصليب؟ نعم لكن كان لابد أن ندخل إلى الأقداس لكي تكون الذبيحة قُبلت، إصعاد الذبيحة ودخولها إلى لدن الله الآب. قيامة الموتى هي أعظم عمل ينسب للاهوت، بمعنى أن أكبر معجزة كون الموتى يقوموا أكبر معجزة يصنعها الله مع البشر (يو 5: 25) "تأتى ساعة يسمع فيها كل من في القبور صوت ابن الله والذين يسمعون يُحيَون" بمعنى يقومون من الموت. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين أسقف المنوفية
المزيد
03 مايو 2020

الأحد الثانى من الخماسين

فى إنجيل هذا اليوم يقول ربنا يسوع المسيح: “أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء .إن أكل أحد من هذا الخبز يحيـا إلى الأبد. والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم” (يو 6: 51). 1- قال القديس كيرلس عمود الدين فى تأملاته هذه الكلمات التى قالها الرب يسوع باية وسيلة يمكن للإنسان الذى على الأرض- وقد التحف بالمـائت أن يعود إلى عدم الفساد؟أجيب أن هذا الجسد المائت يجب أن يشترك فى قوة واهب الحيـاة النازلة من الله، أما قوة وهب الحياة التى لله الآب فهى الإبن الوحيـد الكلمة الذى أرسله إلينا مخلصا وفاديا.كيف أرسله إلينا؟ يخبرنا يوحنا الإنجيلى بكـل وضـوح: ” والكلمة صار جسدا وحل بيننا ” (يو14:1) عندما نأكل جسد المسيح المقدس ونشرب دمه الكريم ننال الحيـاة فينا إذ نكون كما لو أننا واحد معه.. نسكن فيه وهو أيضا يملك فينا لا تشك فإن هذا حق، ما دام يقول بنفسه بوضوح فى نفس الإنجيـل ” الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمـه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير. لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه ” (يو 53:6-56) لذلك يجب أن نتقبل كلمة المخلص بإيمان، اذ هـو الحـق الـذى لا يقدر أن يكذب وقال أيضا القديس كيرلس عمود الدين فى موضوع : الحاجة إلى الإشتراك المنتظم فى سر الإفخارستيا: ( إن اكتسـاب الحياة الروحية من خلال الإفخارسـتيا يتطلـب إشـتراكا منتظمـا فى السر. فالمؤمن يحتفظ بحياته الروحية وينمو فى الروح طالمـا إستمر إرتباطه بالمسيح، ليس روحيا فقط ولكن أيضـا مـن خـلال ممارسة عملية منتظمة للأكل من جسد المسيح والشرب من دمـه. أما الإشترك غير المنتظم فى الإفخارستيا فقد يحـرم المؤمـن مـن الحياة الأبدية ) إن هؤلاء الذين لا يأخذون المسيح من خلال الإفخارسـتيا يظلـون محرومين بصورة مطلقة من أى اشتراك أو تذوق للحيـاة المقدسـة السعيدة وفى كتابه ” شرح تجسد الإبن الوحيد “.. يشير القديس كيرلس الكبـير إلى قول أشعياء النبى: ” وجاء إلى أحد السيرافيم وفى يده جمرة متقدة أخذها من على المذبح بملقط وقال لى هذه ستلمس شفتيك فتنزع إثمك وتطهرك من خطاياك ” (أش 6: 7،6) ويعلق على ذلك القديس كيرلس فيقول ( نحن نقول أن الجمرة المتقدة هى مثال وصورة للكلمة المتجسد.. لأنه عندما يلمس شفاهنا، أى عندما نعترف بالإيمان به، فإنه ينقينـا من كل خطية ويحررنا من اللوم القديم الذى ضدنا ). 2- قال الأب ميلاتو من ساردس( يتحقق سر الفصح فى جسد الرب، فقـد أقتيـد كحمـل وذبـح كشاة مخلصا إيانا من عبوديـة العـالم ( مصـر ) ومحررنـا مـن عبودية الشيطان كما من فرعون، خاتماً نفوسنا بروحه وأعضائنـا الجسدية بدمه ) إنه ذاك الواحد الذى خلصنا من العبودية إلى الحرية، ومن الظلمـة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة ومن الطغيان إلى الملكوت الأبدى. إنه ذاك الذى هو ( الفصح ).. عبور خلاصنا، هو الحمل الصـامت الذى أخذ من القطيع وأقتيد للذبح فى المساء ودفن بالليل.. من أجـل هذا كان عيد للفطير مرآ كما يقول كتابكم المقـدس: تـأكلوا فطـيراً بأعشاب مرة نعم.. مرة لكم هذه !لمسامير!لتى استخدمت.. مر هو لللسان الـذى جدف.. مرة هى الشهادة الباطلة !لتى نطقتم بها ضده. 3- يقول القديس إكليمنضس الإسكندرى فى موضوع الإستعداد للتناول(لا يكون باستعدادات خارجيـة فحسـب وإنمـا بتهيئـة النفـس داخلياً خلال ممارسة حياة الحـب والطـهارة الجسـدية والقلبيـة، وأن يكون سلوكنا فـى حياتنـا اليوميـة مطبقـاً لسـلوكنا داخـل الكنيسة) ثم يقول: يليق بالرجال والنساء أن يذهبوا إلى الكنيسة فـى هـدوء ونظام وسكون، وتكون فيهم محبة صادقة.. يكونون أطهاراً بالجسـد والقلب مؤهلين للصلاة أمام الله. 4- يقول الأباء الرسل فى الدسقوليه أما يوم الرب ( يوم الأحد ) فهو للرب وحده. إجتمعوا فيه لتكسـروا الخبز وتصلوا الإفخارستيا بعدما تعترفون بخطاياكم لتكون ذبيحتكـم طاهرة. وليكف عن الإجتماع معكم كل من كان على خلاف مع أخيـه حتى يتصالحاً معاً لكـى لا تتنجس ذبيحتكحم.. لأن هذه الذبيحة هى التـى قال الرب عنها: ” لأن من مشرق الشمس إلى مغربها إسمى عظيم بين الأمم. وفى كل مكان يقرب لإسمى بخور تقدمة طاهرة لأن إسمى عظيم بين الأمم قال رب الجنود ” (مل 1: 14،11) ونلاحظ فى هذا النص أربع ملاحظات :- 1-إرتباط الإفخارستيا بيوم الرب. 2- إرتباط الإفخارستيا بالإعتراف بالخطية. 3- إرتباط الإفخارستيا بالإجتماع العام للكنيسة. 4- إرتباط الإفخارستيا بالمصالحة. 5- القديس يوحنا ذهبى الفم وسر الإفخارستيا (استحق القديس يوحنـا ذهبى الفـم أن يدعـى بحـق “معلـم الإفخارستيا” ليس لأنه أكثر الحديث عن هذا السر العظيـم وشـهد بأمانة وفى وضوح عن تحول القرابين وحضور الرب حقيقيا ككـاهن السر الخفى والذبيحة المحيية فى نفس الوقت، لكنـه أيضـا عرف كيف يسحب قلوب الكثيرين إلى مذبح الله ويدخل بهم إلى المقدسـات الإلهية ويرتفع بهم إلى السماء، ليدركوا سماوية السر الذى تخدمـه الطغمات السمائية فى شركة الأرضيين تحت قيادة الرب نفسه ) وإليك أجمل ما قاله القديس يوحنا ذهبى الفم عن الإفخارستيا:- أ‌- ” جعلنا أعضاء جسده من لحمه وعظامه ” (أف 5: 20)، ليس خلال الحب وحده وإنما بالفعل ذاته، هذا يتحقق بالطعام المجانى الـذى قدمه لنا، مريدا أن يعلن حبه لنا. من أجل حبه مزج نفسه بنـا،عجن جسده بجسدنا لكى نصير معه واحدا.. نصير جسدا واحدا متحدا بالرأس. ب‌- إذا كان الخبز يحوى حبوبا كثيرة صارت متحدة معا فلا تظـهر للحبوب بعد، هى موجودة فعلا ولكن لا يظهر إختلافها بسـبب إتحادها معا، هكذا أيضا إرتباطنا مع بعضنا البعـض.. لأنـه جسدا واحدا يغتذى به الكل، إنه شركة فى جسد الرب، شـركة مع المسيح نفسه. ج- وقال أيضا: فى خدمة الليتورجية يشترك معنا الملائكـة.. إن الملائكة يتضرعون إلى الرب من أجل جنس البشـر وكأنـهم يرددون قائلين: ” نصلى إليك من أجل الذين حسبتهم أهلا لحبـك فوهبتهم حياتك.. نسكب إليك تضرعاتنا عنهم كما سكبت دمـك من أجلهم.. نطلب إليك من أجل هؤلاء الذين بذلت جسدك هذا من أجلهم “. د- ويقول أيضا: إن كانت طقوسنا تتم على الأرض لكنها متأهبـة للسموات إذ يكون ربنا يسوع المسيح نفسه الذبيـح مضطجعـا، والروح مرافقا لنا، والجلس عن يميـن الآب حـاضرا هنـا.. ماذا؟! أليست تسابيحنا سماوية؟! أليس المذبـح سـمائيا؟! إذ لا يحمل أمورا جسدانية بل تقدمة روحية “فالذبيحة لا تتحـول إلى تراب ورماد بل هى بهية وسامية. الكنيسة سماوية بل هـى السماء نفسها. ه- ويقول أيضاً: حتى الأن المسيح الملاصق لنا الذى أعد المـائدة هو بنفسه يقدسها، فإنه ليس إنسان يحول القرابين إلـى جسـد المسيح ودمه بل المسيح نفسه الذى صلب عنا.. ينطق الكلمات لكن التقديس يتم بقوة الله ونعمته. 6- قال القديس كيرلس الاورشليمى ( لكونه هو نفسه تكلم وقال عن الخبز هذا جسدى، فمن يجسر بعد ذلك أن يرتاب.. ولكونه هو نفسه ثبت وقال هذا هو دمى، فمن يتوهـم أو يقول أنه ليس دمه؟.. لأن الذى حول وقتا ما الماء إلى خمر فـى قانا الجليل بإشارته أفليس مصدقا إذا قال أن هذا هو دمى؟! )وقد دعى إلى عرس جسدى فصنع فيه تلك العجيبة الفائقة، فكيـف لا نعترف له بالأحرى بأنه منح بنى العرس التمتع بجسـده ودمـه؟.. فلنتناولهما إذن باليقين التام أنهما جسد المسيح ودمه لأنه برسم الخبز يعطى لك الجسد وبرسم الخمر يعطى لـك الـدم، لكـى بتناولك من جسد المسيح ودمه تصير متحداً معه جسـداً ودمـاً. لأننا بهذه الحالة نصير لابسى المسيح، أى بإمتزاج جسده ودمه فـى أعضائنا. وبهذه الواسطة نصير مشاركـى الطبيعة الإلهية، كمـا قال القديس بطرس: ” كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهيـة هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة ” (2 بط 1: 3، 4). 7- وقال القديس يوستينوس الشهيد لأننا لا نتناولهما بمثابة خبز عادى لكن كما أنه بكلمة الله لما تجسـد يسوع المسيح مخلصنا قد أتخذ لأجل خلاصنا لحما ودما، هكذا تعلمنـا أن الغذاء الذى شكر عليه بدعاء كلامه- وبه يغتذى لحمنـا ودمنـا بحسب الإستحالة- هو لحم ودم ذلك المتجسد. 8- قال القديس مارافرآم السريانى إن جسد الرب يتحد بجسدنا على وجه لا يلفظ بـه أيضـاً ودمـه الطاهر يصب فى شراييننا، وهو كله بصلاحه الأقصى يدخل فينا وقال أيضاً: إنكم تشتركون فى جسد الرب الكلى القدسـية بإيمـان كامل غير مرتابين أنكم تأكلون الحمل كله. 9- وقال القديس أغناطيوس إن جسد الرب يسوع واحد، هو ودمه المهرق عنا واحـد.. خـبز واحد كسر، وكأس واحدة وزعت للجميع، ومذبح واحد لكل الكنيسة. 10- وقال القديس كبريانوس إننا نحثهم ونحرضهم على الجهاد ولا نتركهم بغير سلاح، بل نحصنهم بالسلاح الكامل وهو جسد ودم المسيح.. لأننا كيف نعلم من ندعوهم إلى الإعتراف بإسمه أن يهرقوا دمهم إذا كنا لا نمنح دم المسيح للمجاهدين عنه. 11- قال القديس جيروم حينما أتوا إليه بالسرائر المقدسه وقت نياحته ما هذا الإتضاع يا سيدى الذى تريد أن تـأتى بـه إلـى خـاطئ، وترضى لا أن تؤاكله فقط بل أن تؤكل منه أيضاً. صلوات خاصة قبل وبعد التناول من الأسرار المقدسة:- صلاة قبل التناول من الأسرار المقدسة:- ياربى إنى غير مسـتحق أن تدخـل تحـت سـقف بيتى لأنى إنسان خاطئ، فقل كلمة أولا لكى لتبرأ نفسى.. قل لنفسـى مغفـورة لك خطاياك إنى مقفر وخال من كل صلاح، وليس لى سوى تحننـك ورأفتـك ومحبتك للبشر.لقد تنازلت من سماء، مجدك غير المدرك إلى ذلنـا وأرتضيـت أن تولد فى مزود البقر، فلا ترفض يا مخلصى القدوس أن تقبـل إليـك نفسى الذليلة الحقيرة التى تنتظر حضورك البهى.إنك لم تستنكف من دخول بيت الأبرص لتشفيه، فاسمح يـا إلهى بالدخول إلى نفسى لتطهرها. لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك، فلا تحرمنى الدنو منـك لتنـاول جسدك الطاهر ودمك الأقدس، بل فليصر تناولى للإشـتراك معـك، وإبادة كل ما هو دنس ولإماتة أهوائى الرديئـة، وللعمـل بوصايـاك المحيية، ولشفاء نفسى وجسدى من كـل خطيـة. ولقبـول مواهبـك ولسكنى نعمتك ولحلول روحك وللإتحاد بك والثباث فيك لأحيا لأجـل إسمك القدوس. أمين. صلاة بعد التناول من الأسرار المقدسة:- قد إمتلأ قلبى فرحا ولسانى تهليلا.. فلتعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى لقد أقبلت إليك يارب لتلبسنى حلة نقية تؤهلنى للدخول إلى عرسـك. فليكن إتحادى بك اليوم دائماً لأنى به أزداد فى الفضيلة ثباتـا ونمـوا ويشتد إيمانى ويتقوى رجائى فليصر تناولى الآن علامة للخلاص ولباسا للنعمة، وحلـة للميلاد الجديد، وطهارة وقداسة للنفس والجسد ونقاوة للحب، وفرحاً وسـروراً أبدياً وجواب حسن القبول أمام منبرك الرهيب أسلم ذاتى بين يدى حنوك، فاجعلنى واحدا معك وسـيرنى تحـت إرادتك. استدع إليك عقلى وحواسى وإرادتى لتباركـها وتكون طـوع مشيئتك أحيى قلبى وأيقظ ضميرى. شتت جميع خيـالات العـدو، وقـل للزوابع أن تسكت سر معى وهدئ روعى، أرو عطشى، وأضرم لهيب محبتـك فـى قلبى، تلاف بحنو ورفق كل ما ينقصنى. أمكث معى لأن النـهار قـد مال ورافقنى إلى أن ينسم النهار، فأنت وحدك غايتى وسعادتى. أنـت وحدك يارب إلى الأبد. أمين.
المزيد
02 مايو 2020

أنا هو القيامة والحياة

هناك فرق بين أن يقول السيد المسيح أنا أمنح القيامة والحياة، وأن يقول "أنا هو القيامة والحياة" (يو11: 25)لأن قوله "أنا هو القيامة" يعني أنه هو نفسه سيقوم بحسب الجسد إلى جوار أنه هو ينبوع القيامة بالنسبة للبشر كما أنه هو الحياة كقول القديس يوحنا الإنجيلي "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ في الظلمة" (يو1: 4، 5)هناك فرق بين قيامة لعازر من الأموات وقيامة السيد المسيح، لعازر أقامه السيد المسيح، أما المسيح رب المجد فقد أقام نفسه بسلطانه الإلهي كما أن قيامة لعازر كانت قيامة مؤقتة أعقبها الموت مرة أخرى. أما السيد المسيح فقد قام لكي لا يسود عليه الموت فيما بعد لأنه لم يكن ممكنًا أن يُمسك منه هناك فرق بين سيارة نضع فيها بضع لترات من البنزين لتعطيها دفعة من الطاقة تسير بها بضعة كيلومترات ثم تتوقف. وبين الينبوع الذي ينبع منه البنزين إذا وجد في سيارة فإنها سوف تسير إلى ما لا نهاية ولا تتوقف على الإطلاق كما أنها يمكنها أن تعطى وقودًا لباقي السيارات إن اتحاد اللاهوت بالناسوت في السيد المسيح قد أعطى للناسوت إمكانية التحرر من الموت بصفة نهائية بحسب التدبير. ولكن السيد المسيح قد "ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (انظر عب2: 9). أي أنه أخذ جسدًا قابلًا للموت ولم يتدخل اللاهوت لكي يمنع الموت عن الناسوت في وقت الصلب والفداء. ولكنه في مسألة القيامة قد برهن على أن الذي مات هو هو نفسه الله الكلمة الذي هو بلا شك أقوى من الموت بحسب لاهوته "وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات" (رو1: 4) إن القيامة بالفعل كانت هي أقوى دليل على ألوهية السيد المسيح،لهذا قال هو نفسه لليهود: "متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو" (يو8: 28). أي أن البرهان الأقوى على لاهوته سيتحقق عند قيامته من الأموات بعد أن يصلبه اليهود ويقتلونه معلقين إياه على خشبة. أي حينما يرتفع على عود الصليب إن الانتصار على الموت في جسم بشريتنا لم يكن ممكنًا أن يتحقق إلا بتجسد وحيد الآب، الذي هو كلمة الله، الذي اتخذ طبيعتنا البشرية -بلا خطية- لكي يعبر لنا بها من الموت إلى الحياة، لأن الحياة التي فيه كانت أقوى من الموت الذي لنا لذلك فهناك علاقة وثيقة بين قول السيد المسيح: "أنا هو القيامة" (يو11: 25) وبين معنى التجسد الإلهي، لأنه بتجسده قد أعطى لطبيعتنا البشرية إمكانية القيامة في شخصه المبارك وعن ذلك كتب معلمنا بولس الرسول: "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (أف2: 6). وقال أيضًا: "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" (كو3: 1) لقد صار المسيح هو حياتنا كلنا وقيامتنا كلنا.. صار هو "باكورة الراقدين" (1كو15: 20) وصرنا نحن متحدين معه بشبه موته وقيامته في المعمودية "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه" (كو2: 12). نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
01 مايو 2020

القديس يوحنا الحبيب

في عيد القيامة وفرحة القيامة التي نحتفل بها فى الخمسين المقدسة, عيد القيامة ليس يوماً واحداً لكن نعتبرهم خمسين يوم أحد كأنه يوم أحد كبير ممتد من عيد القيامة إلى عيد العنصرة.من التداريب الروحية القوية فى الخمسين المقدسة أننا نقرأ الأسفار التي كتبها القديس يوحنا (إنجيل يوحنا ـ 3 رسائل ـ سفر الرؤيا).نتقابل فى فترة الخمسين المقدسة مع شخصيات كثيرة تقابلت مع السيد المسيح حيث ظهر المسيح لمدة 40 يوم فى ظهورات فردية كما لتوما وأيضاً جماعية مثل تلميذي عمواس والتلاميذ, فى فترة الخماسين نقترب إلى السيد المسيح لكي ما نتعرَّف عليه أكثر وأكثر.من ضمن الشخصيات الكثيرة التي تقابل معها السيد المسيح هو القديس يوحنا الحبيب. من هو القديس يوحنا الحبيب؟ هو القديس الذي كان يتكئ على صدر السيد المسيح فهو كان قريباً جداً من قلب المسيح. هو الذي اختاره السيد المسيح لكي ما يرعى أمه. هو الذي كتب عن نفسه: “التلميذ الذي كان يسوع يحبه “, هذا يجعلنا نغير منه ونطلب أن نصير مثله. القديس يوحنا هو إنسان عادي, صياد سمك من عائلة ميسورة. معنى اسمه: “اللَّه يتحنَّن”، وأبوه زَبْدِي (هبة اللَّه) وأمه سالومى (تعني: سلام صهيون) وأخيه يعقوب الذي عرف بيعقوب الكبير ضمن تلاميذ المسيح وأول شهيد من الاثني عشر. امتاز يوحنا بأنه يعرف المسيح, ما يُسمِّى بموهبة التَّعرُّف القلبي. من ألقابه: الرسول, الإنجيلي, اللاهوتي, الرائي, الحبيب, رسول المحبة, التلميذ الذي كان يسوع يحبه, التلميذ الذي إتكئ على صدر المسيح. عندما كبر في السن كانوا يحمله تلاميذه ليقول العظة، وكانت عظته من 3 كلمات فقط: “حبوا بعضكم بعضاً”. المعجزة التى قرأنها اليوم هى ” معجزة صيد 153 سمكة ” آخر معجزة في إنجيل يوحنا. المعجزة باختصار: حين ذهب 7 من التلاميذ كي يصطادوا طول الليل ولكن بلا جدوى وفي بداية النهار رأوا شخص على شاطئ بحرية طبرية يسألهم إذا كان معهم إداماً (سمك)؟ فقالوا: لا.. فقال لهم: ألقوا الشباك على جانب السفينة الأيمن فتجدوا سمك. فأطاعوا. وبالفعل اصطادوا سمك، فأخذوا منه السمك الكبير وعددهم 153 سمكة و7 صيادين مختبرين يعرفوا أن الصيد ليلاً ليس فى بداية النهار ولم يعرفوا مَن الذى قال لهم هذا؟ ولكن واحد منهم فقط صرخ وقال: “هو الرب” يوحنا الحبيب, السيد المسيح ممكن أن تقابله في عابر سبيل, في طفل صغير, عند البئر, عند الشجرة, ليلاً مثل نيقوديموس, وسط الزحام الشديد, حتى وهو مصلوب على الصليب مثل اللص اليمين. درِّب قلبك كيف تكتشف حضور المسيح, نعمة عالية نطلبها باستمرار ونقول: أعطنا يارب أن نشوفك ونسمع صوتك.مريم المجدلية عند القبر كانت تبكي فلم ترَى المسيح، ولكن عندما نطق بِاسمها وقال: “يا مريم” صرخت: “رَبّوني” أي يا مُعلِّم، وأمسكت به ولم تُريد أن تتركه فهى رؤيا واحدة وإحساس واحد تصطاد به المسيح.أيضا تلميذى عمواس كانا يتكلَّما مع المسيح ولم يعرفاه إلاَّ عند كسر الخبز، فاختفى عن عيونهم.ما فعله السيد المسيح مع مريم المجدلية وتلميذي عمواس والتلاميذ يستطيع ويحب ويقدر أن يفعله اليوم مع كل شخص مِنَّا, في غرفتك, في قلايتك, في عملك, في خدمتك, في وسيلة مواصلات, فدرِّب نفسك على هذه الموهبة القلبية التي بها تتعرَّف على شخص المسيح, هذه الموهبة تبدأ أولاً: عندما يمتلئ قلبك بالمحبة. لماذا كتب يوحنا أسفاره؟ الإنجيل: لتعرفوا كيف تحبوا المسيح. الرسائل: لتعرفوا كيف تحبوا الكنيسة. الرؤيا: لتعرفوا كيف تحبوا السماء. أعطانا هذه الأسفار لكي ما نعرف طريقنا، فالمحبة هى طريقنا إلى قلب يسوع والكنيسة وهى طريق السماء. أسباب كتابة انجيل يوحنا؟ سبب لاهوتي: لتثبيت الإيمان، فكتبه بطبيعة لاهوتية. سبب دفاعي: للدفاع عن الإيمان وتصحيح الأفكار الخاطئة وبعض الهرطقات التي ظهرت في نهاية القرن الأول. سبب تعليمي: ليُعلِّمنا المحبة الإلهية. سبب كرازي: هو رسالة الأبدية. تقسيم إنجيل يوحنا إلى: 1. المقدمة: هى نشيد الكلمة أو نشيد اللوغوس. 2. الخاتمة: (الأصحاح 21). 3. جزء المعجزات (1 ـ 12): به 8 معجزات. 4. جزء الآلامات (13 – 20): به شرح تفصيلى لآلام السيد المسيح إلى القيامة والأصحاح 17 نُسمِّيه: “قُدس الأقداس” وهو الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي فيها شهوة قلب المسيح وهى أن يكون الجميع واحد: (الفرد – البيت – الكنيسة – كنائس العالم كله). نعتبر القديس يوحنا هو فيلسوف المحبة, مُحب للحكمة التى هى المحبة. تدريب: أقرأ إنجيل يوحنا وعيش داخله وابحث فيه عن المحبة من آيات أو مواقف واطلب من اللَّه أن يعطيك موهبة التعرُّف عليه. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل