المقالات

01 ديسمبر 2024

إنجيل قداس الاحد الرابع من شهر هاتور

تتضمن الحث على استعمال الغنى لخلاص النفس لا لهلاكها مرتبة على قوله تعالى للرئيس الغني بفصل اليوم:"يعوزك شئ واحد أذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء ( مر ١٠ : ١٧ -٣١) قال البشير يفضل اليوم إن واحداً ركض وجثا لسيدنا له المجد وسأله قائلاً: " أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحيوة الأبدية. فقا له لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " إن هذا الشاب الغنى الرئيس كما يدعوه مار متى ومار لوقا وكان مؤمناً بأن يسوع المسيح معلم وصالح. وليس بأنه إله. ولذا قال له سيدنا له المجــــد: "لماذا تدعونى صالحاً فكأنه يقول له : " إذا كنت لا تؤمن بألوهيتي فلماذا تدعوني صالحاً "لأن صلاح البشر او الملائكة إنما هو بواسطة النعمة فقط وليس أحـــد صالحاً بالطبع إلا واحد وهو الله ثم قال له: " انت تعرف الوصايا لا تقتل لا تزن لا تشهد بالزور لا تسلب اكرم أباك وأمك فقال له الشاب يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي . فنظر إليه يسوع وأحبه " يظهر من هذا أيها الأحباء أن الشاب لم يأت إلى السيد له المجد ليجربه كالناموس ولكنه كان قد سمع بأعماله العظيمة وتعاليمه المحيبة واحساناته العميمة . فأتى ليتعلم كيف وبماذا يرث الحيوة الأبدية . لأنه لو كان مجيئه وأقواله على سبيل الرؤية فقط . لما كان السيد قد أحيه وهو علام الغيوب وفاحص الكلى والقلوب فهذا الشاب كان حافظا للوصايا ولكنه كان غنيا ومفضلا غناه على كل شئ أخر لذا قال له سيدنا " يعوزك شئ واحد اذهب بع كل مالك وأعط الفقراء ليكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب ويظهر من قول البشير " فنظر اليه يسوع وأحبه " أن هذا الشاب كان راغباً في الكمال الذي يقول عنه البشير متى ولكن هموم الحيوة وغرور الغنــــى ولذات العالم حالت دون ذلك فاغتم لدى سماعه قول السيد له " بع كل مالك " ومضى حزيناً كما يقول البشير " لانه كان ذا أموال كثيرة " وإذ رأى سيدنا له المجد كآبة هذا الرئيس الغنى. وعدم سماعه مشورته حباً في ثروته قال " ما أعسر دخول ذوى الاموال إلى ملكوت الله " ثم عاد فقال باكثر إيضاح " ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله " فماذا يجب إذن أن يقال ؟ أنقول إن الغنى مضر بالإنسان لانه يحول بينه وبين الخلاص بسبب الأبهة ومجاملة الناس له والمديح والتملق وغير ذلك ما يحوك في قلب الانسان شعائر الخيلاء والكبر ثم التأنق في المأكل والمشرب وراحة الجسد التي تزكى في الإنسان معظم الشهوات فيجمح كالبهيم في بيداء المنكرات أو نقول إن الفقر لخير للانسان لانه يصير وديعاً هادئاً مطيعاً لما له من الحقارة بدل الأبهة وخمول الذكر بدل المديح والازدراء عوض المجاملة فلا هو مقيد بمحبة الفضة والذهب ولا هو موثق باستغلال الحقول ولا بفخامة القصور ولا غير ذلك مما يحول دون ارتقائه إلى قمة الكمال البشرى كلا لا يجب أن يقال هذا ولا ذاك لأنه لا الفقر في حد ذاته يوصل إلى الفضيلة ولا الغنى فى حد ذاته يؤدى إلى الرذيلة وإنما هى إرادة الانسان وميله فإن قلت وكيف ذلك ؟ أجبتك أنه كما أنه يمكنك بلسانك إن أردت تمجد الله وتحسن إلى البشر وبه أيضاً إن أردت تكفر بالله وتلعن البشر هكذا بالغنى يمكنك إن أردت تشبع الجائع وتكسو العريان وتعضد الأرملة واليتيم وغير ذلك وبه أيضاً تقترف أعظم الخطايا وترتكب أفظع المنكرات التي تسهل طريق المهالك وعليه فكم يلزم الغنى من الأتعاب والجهاد في سبيل الحصول على المراد دون أن يسقط فى أشراك الطمع ومحبة المال أو الظلم والجور وكم يلزمه من الشجاعة والشهامة حتى لا يغلب من غرور الغنى وهمومه وملذاته وأباطيله حقاً إن خلاص الغنى عظيم وعسير ومرور الجمل من ثقب ابرة أيسر من دخول غنى إلى ملكوت الله ولكن هذا العسير والغير ممكن يصير سهلاً وممكناً بمؤازرة العون الالهى لأن عند الله كل شئ مستطاع أى أنه متى وجد الله جل وعز في الانسان الغنى أميالاً صالحة ونوايا حسنة فأنه يهبه نعمته فيتغلب بها على تجارب الغنى فيصير أمامه غير المستطاع مستطاعاً وممكناً وهاكم بعض الأمثلة على أن الله يهب النعمة لمن تكون نواياهم صالحة دون سواهم أثباتاً لذلك قال الكتاب المقدس عن غنيين من الأشرار الأول" انسان غنى أخصبت كورته وقال أفعل هذا أهدم مخازني وأبنى أعظم منها وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي وأقول لنفسى يانفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلى واشربى وافرحى فقال له الله يا غبى هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون " الثاني " كان انسان غنى وكان يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها وكان مسكين اسمه لعازر مطروحاً عند بابه مضروباً بالقروح ويشتهى أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغنى بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن ابراهيم ومات الغنى أيضاً ودفن فرفع عينيه إلى الهاوية وهو في العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه ، فنادى وقال يا أبي أبراهيم ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب فقال له ابراهيم يا ابني أنك استوفيت خيراتك في حياتك وهاكم مثال الأغنياء الابرار قال الكتاب " وكان ابرام ( أو ابراهيم ) غنيا جدا في المواشى والفضة والذهب " وكان من أهل العدل والنزاهة فاضلاً كريماً حتى أنه اضاف الملائكة وكان مطيعاً لله جداً حتى أنه لم يتأخر عن تقديم ابنه للذبح وبالأجمال كان باراً فاضلاً ،ونال أعظم مقام في السماء حتى أن مكان الراحة والنعيم دعى حضن ابراهيم وقال ايضاً عن أيوب البار . إنه كان غنياً جداً وأعظم كل بني المشرق وكان فاضلاً مستقيماً طاهراً وعادلاً تقياً ومبتعداً عن كل شر وكان شهماً ثابت العزيمة والصبر مطيعاً لله لدرجة جعلته مستحقاً لأن يقول عنه سيد البرايا : "ليس مثله في الأرض" فلماذا صار في أيوب غير الممكن ممكناً ؟ الجواب هو لأن الله تعالى رأى نوايا قلبه أنها صالحة فأعطاه من نعمته ما قد عضده وشجعه ونصره في هاتيك الحروب الهائلة والتجارب الشديدة المزعجة التي أثارها الشيطان ضده فالحصول على الخلاص إذن لا يتوقف على الغنى ولا يتيسر بالفقر لأن الله عز وجل خلق منذ البدء كل شئ حسنا وإنما الأمر يتوقف على إرادة الانسان وأميال قلبه قد سمعتم أيها الاغنياء بفصل هذا اليوم كيف أن السيد في مثل مرور الجمل من ثقب الابرة قد صعب عليكم أمر خلاصكم إلى اعظم درجة بحيث يكاد أن يكون مستحيلاً فجففوا إذن من اهتمامكم بما لا يدوم ولا تدعوا زخرف الدنيا يغريكم ولا بهجة الدينار تطغيكم ولا يفوتكم أن يوم الرب يأتي كلص وغضبه ينزل بغتة فكونوا مستعدين لئلا يصيبكم ما أصاب ذلك الغني الجاهل الذي بيما كان يقول أهدم وأبنى وأخزن وأقول لنفسى لك خيرات كثيرة لسنين كثيرة وافاه النذير من قبله تعالى قائلاً له " يا غبى هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون" فسبيلنا ايها الاحباء أن نتخذ ما جرى لهذا الغنى خير عبرة لنا فنقدس نفوسنا وأجسادنا ولا ندع حب المال يتسلط علينا فيشل قلوبنا عن فرائض الدين بل نقوم بمساعدة البائسين واغاثة الملهوفين عالمين أنه إنما أنعم علينا به المنعــــــم لقضاء الحاجات وعمل المبررات فنقتني الفضائل وصالح الاعمال بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذى له المجد إلى الابد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
30 نوفمبر 2024

سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي

يَقُول المَزْمُور ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾( مز 118مِنْ الخِدْمَة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل – القِطْعَة 15) ثَبِّتْ خُوفَك بِمَسَامِير فِي لَحْمِي الإِنْسَان مِحْتَاجٌ أنْ يَعِيش خُوف الله فِي حَيَاتُه لأِنَّ الإِنْسَان عِنْدَمَا يَحْيَا المَخَافَة يَعْتَقُه الله مِنْ أُمور كَثِيرَة عِنْدَمَا يَعِيش الإِنْسَان المَخَافَة يَجِدٌ فَوَاصِل كَثِيرَة بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَكُون المَخَافَة أمَام عَيْنِيّ الإِنْسَان سَيُفَكِّر ألْف مَرَّة قَبْل أنْ يَسْقُط أوْ يَفْعَل أي أمر أحْيَاناً نَسْتَغِل حَنَان الله وَطِيبْتُه وَأنَّهُ مِنْتِظِرْنَا وَيُرِيدْ رُجُوعْنَا وَيَقْبَلْنَا وَسَيَقْبَلْنَا وَلأِنَّنَا لاَ نَرَى فِي الله سِوَى حَنَانُه إِتَّكَلْنَا عَلَى ذلِك فَصِرْنَا نَفْعَل أي شِئ تَحْت هذَا البَنْد هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَتَمَادَى ؟ هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَحْيَا الإِسْتِهَانَة ؟ لاَ لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الله بِمَا يَلِيقٌ بِحُبُّه وَأيْضاً بِمَا يَلِيقٌ بِمَخَافَتُه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَضَعْ فِي رِسَالَتُه إِلَى رُومْيَة قَانُون جَمِيل هُوَ ﴿ فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضاً سَتُقْطَعُ ﴾( رو 11 : 22 ) الله صَارِم وَلَطِيفْ الإِثْنَان مَعاً لِذلِك الله يُرِيدَك أنْ تَتَعَامَل مَعَهُ بِحُبُّه وَفِي نَفْس الوَقْت بِمَخَافَة مُشْكِلِة الإِنْسَان عِنْدَمَا يَسْتَهْتَر وَيَسْتَهْتَر وَعِنْدَمَا يَفْعَل الخَطِيَّة يَتَمَادَى وَلاَ يَشْعُر بِهَا حَتَّى أنَّ أَيُّوب الصِّدِّيق يَقُول ﴿ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ ﴾ ( أي 15 : 16) هَلْ يَشْرَب الإِنْسَان المَاء وَتَعَبْ مِنُّه ؟ أي يَفْعَلُون الخَطِيَّة دُونَ أنْ يَدْرُوا أي مُمْكِنْ إِنْسَان يِكْذِب عَادِي قَدْ يِشْتِهِي مَا لِغِيرُه عَادِي يَفْعَل خَطَايَا ضِدٌ جَسَدُه عَادِي يَسْتَهْتَر بِالكِنِيسَة عَادِي يُوْم مَعَ يُوْم صَارَ الأمر سُلُوك فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانَتْ لَهَا قَوَانِينْ مُخِيفَة مُجَرَّدٌ أنْ يَضْحَك إِنْسَان فِي الكِنِيسَة يُبْعَدٌ عَنْهَا سَنَة الَّذِي يَسْعَل يَبْصِقٌ أوْ يَعْطَس يُبْعَدٌ سَنَة قَدْ تَقُول أنَّ بِهَا تَشَدُّدٌ زَائِدْ لكِنْ هَلْ تَصِل إِلَى دَرَجِة أنَّ الَّذِي يَسْعَل يُطْرَدٌ خَارِجاً ؟ أمَّا نَحْنُ فَنَمْزَحٌ دَاخِل الكَنِيسَة مَا مَعْنَى هذَا ؟ مَعْنَاه أنَّ المَخَافَة تَقِلْ لأِنَّ الله طَيِّبْ وَحَنُون وَ نَحْنُ لَمْ نَأتِ اليُّوم لِنَجْعَلْكُمْ تَتَعَامَلُون مَعَ الله الغِير طَيِّبْ الصَّارِم لاَ الله حَنُون وَطَيِّبْ جِدّاً جِدّاً جِدّاً لكِنَّهُ أيْضاً صَارِم لِذلِك يَقُول فِي سِفْر مَلاَخِي ﴿ إِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي ﴾ ( ملا 1 : 6 ) نَعَمْ أنْتَ تُحِبِّنِي لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَكُون لِي كَرَامَة لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُطْرُس الرَّسُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ( 1بط 1 : 17) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – أيْضاً فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل فِيلِبِّي﴿ تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ﴾ ( في 2 : 12) وَرَبَّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ ﴾( لو 12 : 4 – 5 ) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – يُوْجَدٌ شِئ تَخَافْ مِنْهُ ﴿ خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَ مَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ ﴾ ( لو 12 : 5 )إِذاً يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه مَخَافِة رَبِّنَا يَسُوع يِكَلِّمْنَا عَنْهَا .. فِي رِسَالِة يَهُوذَا يِقُول﴿ خَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ ﴾ ( يه 23 ) أي كَلِّمُوا بَعْضَكُمْ عَنْ المَخَافَة سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لاَبُدْ أنْ تُوْجَدٌ مَخَافَة نَقُول مَثَلاً دَخَل طِفْل مَعَ أبِيهِ الكِنِيسَة وَهُوَ مِتْعَصَبْ وَيِشْتِمْ بِألْفَاظ صَعْبَة أوْ يَبْصِقٌ عَلَى مَنْ فِي الكِنِيسَة أبْسَطْ شِئ وَاحِدٌ مِنَّا يَنْتَهِرُه وَنِسْألُه هَلْ لاَ تُحِبُّه ؟ يَقُول كَيْفَ وَهَلْ لِكَيْ أُحِبُّه لاَ أُقَوِّمُه ؟ نَعَمْ أُحِبُّه وَلِذلِك لاَ أصْمُت عَنْ أي خَطَأ يَفْعَلُه لاَبُدْ أنْ تَكُون هُنَاك مَخَافَة مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تِتْعِبْ الشَّبَاب وَتِكْبَر دَاخِلْهُمْ أنْ يَقُول الشَّاب لَنْ أتُوب الأنْ العُمْر أمَامِي عِنْدَمَا أكْبَر سَأتُوب لأِنِّي الأنْ شَاب وَيَصِل إِلَى دَرَجِة يِشْرَب الإِثْم كَالمَاء حَتَّى أنَّهُ يِكْذِبْ وَلاَ يَشْعُر فِي البِدَايَة يُشْعُر إِنُّه يِكْذِبْ وَيَتَمَادَى حَتَّى أنَّ البَعْض يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب ذَكَاء فَأصْبَح لاَ يَحْزَنْ مِنْ كِذْبُه بَلْ يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب مَهَارَة وَيُتْقِنْ الكِذْب وَقَدْ يَصْنَعْ مِنْ الكِذْب دِرَامَا وَيُخْرِجْهَا وَيَزِيدْ مِنْ الإِخْتِرَاعَات إِلَى أنْ يَصِير هذَا الأمر سُلُوك كَذلِك الأفْكَار الشَّهْوَانِيَّة أصْبَح لاَ يَطْرُدْهَا بَلْ يَسْعَى إِلَيْهَا حَتَّى وَهيَ بَعِيدَة عَنُّه وَيُحْضِرْهَا لِنَفْسُه وَيَتَمَادَى فِيهَا وَيَزِيدْ مِنْ خَيَالْهَا فَتُؤَثِر فِيه وَتِتْعِبُه .. لاَ تُوْجَدٌ مَخَافَة فَصَارَ بِلاَ رَقِيبْ هُنَا نُشَبِّه النَّفْس بِمَبْنَى وَالمَبْنَى لاَبُدْ أنْ يَكُون فِيهِ ثَلاَثَة أشْيَاء هِيَ حَوَائِطْ وَنَوَافِذْ وَبَاب الحَائِطْ يَحْمِينَا مِنْ الَّذِينَ فِي الخَارِج إِذاً الحَائِطْ فِي أنْفُسْنَا هَدَفُه أمن يَجْعَل فَوَاصِل بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشُّرُور النَّوَافِذ فَائِدَتْهَا تُعْطِي إِضَاءَة إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون عَنْدِنَا نَوَافِذْ نَرَى مِنْهَا الله وَنُكَلِّمُه وَحَوَائِطْ تَحْمِينَا أمَّا البَاب فَهُوَ الإِرَادَة أي الأُمور الَّتِي نَخْتَار أنْ نَفْتَح لَهَا أوْ نَصُدَّهَا تَخَيَّل لَوْ هُدِمَتْ الحَوَائِطْ إِذاً لاَ تَحْتَاجٌ لِبَاب أوْ نَوَافِذْ لأِنَّهُمَا بِلاَ فَائِدَة وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَدْخُل سَيَدْخُل لِذلِك إِسْتِمْرَار الخَطَايَا يُسَلِّطْهَا عَلَى الإِنْسَان وَعَدُو الخِير لَهُ مِنْ الحِيَل مَا يَجْعَل الإِنْسَان يِعِيش فِي خِدْعَة لِذلِك يَقُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ لاَ يَارَبَّ أنَا أُرِيدْ مَخَافَتَك دَاخِلِي هُنَاك فِئَة فِي الكِنِيسَة الأُولَى إِسْمَهَا (( خَائِفِي الله )) يُقَال هذَا رَجُل تَقِي لأِنَّهُ يَخَاف الله مِثَال إِنْسَان يِشْتِرِي مِنْ بَائِعْ وَيَتْرُك آخَر وَيَقُول لأِنَّهُ يَخَاف الله وَلاَ يُزِيدْ مِنْ الأسْعَار وَلاَ يَغِش المِيزَان شِهَادَة جَمِيلَةٌ يَخَاف الله إِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّهُ كُون أنَّكَ شَاب وَأنَّكَ فِي سِنْ الطَّاقَة وَالقُّوَة أنَّكَ لاَ تَخَاف الله وَأنَّ الَّذِي يَخَاف الله هُوَ الَّذِي يِكْبَر فِي أيَّامُه لاَ مَخَافِة الله مَنْهَجٌ لاَبُدْ أنْ يَسْتَمِر فِي حَيَاتَك لأِنَّ كُلَّ فِتْرَة تَمُر عَلِيك بِدُون مَخَافِة الله تَتْرُك فِيك أضْرَار وَأضْرَار وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الخَطِيَّة لَهَا مَرَاحِل تَقِفْ عِنْدَهَا أبَداً بَلْ كُلَّ مَا تُمَارِس الخَطِيَّة كُلَّمَا نَمِتْ دَاخِلَك كُلَّمَا إِزْدَادٌ سُلْطَانْهَا كُلَّمَا ضَعُفَتْ إِرَادْتَك كُلَّمَا إِنْسَحَبْ خُوف الله مِنْ القَلْب لِذلِك يَقُول فِي المَزْمُور ﴿ لَمْ يَجْعَلُوا اللهَ أَمَامَهُمْ ﴾ ( مز 54 : 3 )وَيَقُول فِي سِفْر الرُؤْيَا﴿ خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْداً ﴾ ( رؤ 14 : 7 ) أيْضاً يَقُول ﴿ مَنْ لاَ يَخَافَكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ لأِنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ ﴾ ( رؤ 15 : 4 ) مَنْ لاَ يَخَافَك يَارَبَّ ؟ بُولِس الرَّسُول يَقُول﴿ لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ ﴾ ( رو 11 : 20 ) سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي أُرِيدْ مَخَافَتَك تُسَمَّر دَاخِلِي أُرِيدْ أنْ أعْمَل مَا يُرْضِيك ألَسْنَا نَقُول ﴿ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ أرْضَوْكَ مُنْذُ البَدْء ﴾( مَا يُقَال فِي مَجْمَع القِدِّيسِينْ ) . مَاذَا أفْعَل لِكَيْ أخَاف الله ؟ ثَلاَثَة كَلِمَات 1- إِجْعَل الله أمَامَك دَائِماً :- لِكَيْ لاَ تُخْطِئ أُشْعُر أنَّ الله دَائِماً أمَامَك مَا أجْمَلٌ قَوْل دَاوُد النَّبِي ﴿ جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ ﴾ ( مز 16 : 8 ) قَدْ يُخْطِئ الطَّالِبْ لكِنْ هَلْ يُخْطِئ أمَام المُدَرِّس ؟ إِذاً هَلْ يُخْطِئ أمَام النَّاظِر ؟ أمر أعْلَى هَلْ يُخْطِئ أمَام وَزِير التَّرْبِيَة وَالتَّعْلِيمْ ؟ مَاذَا أكُون أنَا أمَام الله ؟ أكُون مُنْضَبِطٌ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك الخَطِيَّة هِيَ نُوع مِنْ أنْوَاع الإِلْحَاد لإِنِّي عِنْدَمَا أفْعَل الخَطِيَّة أُغَيِّبْ الله وَهَلْ يُوْجَدٌ مَكَان الله غَائِبْ عَنُّه ؟ هَلْ تَتَذَكَّر قِصِّة الرَّاهِبْ الَّذِي أرَادَتْ إِمْرَأة أنْ تُغْوِيه وَتُسْقِطُه فِي الخَطِيَّة فَأخَذَهَا إِلَى مَكَان السُوق وَقَالَ لَهَا هَيَّا نُمَارِس الخَطِيَّة فَقَالَتْ المَرْأة لَهُ مَا هذَا يَا رَاهِبْ هَلْ أُصِبْتَ بِالجُنُون ؟ فَسَألَهَا لِمَاذَا ؟ قَالَتْ المَرْأة أتَفْعَل الخَطِيَّة أمَام كُلَّ هؤلاَء ؟!! فَقَالَ لَهَا الرَّاهِبْ أتَخَافِينَ النَّاس ؟ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ لَهَا ألاَ تَخَافِينَ الله إِذاً ؟ عَرِّفْنِي مَكَان لَيْسَ بِهِ الله وَافْعَل بِهِ الخَطِيَّة لكِنْ الله مَوْجُودٌ فِي كُلَّ مَكَان ضَابِطْ الكُلَّ لاَ يَخْلُو مِنْهُ مَكَان إِذاً كَيْفَ أفْعَل الخَطِيَّة أمَام الله ؟ قَدْ يَخْجَل إِنْسَان أنْ يَفْعَل الخَطِيَّة أمَام طِفْل وَيَقُول كَيْفَ أُخْطِئ أمَام طِفْل إِنْ كَانَ طِفْل يَجْعَل الإِنْسَان يَحْتَرِمُه كَمْ تَكُون إِهَانِتْنَا لله عِنْدَمَا نَفْعَل الخَطِيَّة أمَامُه ؟ يَحْكِي الكِتَاب المُقَدَّس عَنْ مَلِك إِسْمُه مَنَسَّى وَيَقُول عَنْهُ الكِتَاب ﴿ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ ﴾ ( 2مل 21 : 6 ) كَانَ يَغِيظْ الله حَقِيقَةً أي وَاحِدٌ مِنَّا يَفْعَل الخَطِيَّة تَنْطَبِقٌ عَلِيه نَفْس الآيَة الإِنْسَان الَّذِي يُخْطِئ يَغِيبْ الله عَنْ وَعْيُه وَعِنْدَمَا يُغَيِّبُه عَنْ وَعْيُه مَاذَا يَحْدُث ؟ الله يَغِيبْ وَيَغِيبْ حَتَّى يَنْسَحِبْ فَيَشْعُر الإِنْسَان بِعُزْلَه عَنْ الله فَتُحَدِّثُه عَنْ الله يَقُول لَك أنَّهُ وَهْم هذِهِ بِدَايِة الإِلْحَادٌ لِذلِك عِنْدَمَا أسْألَك اليُّوْم هَلْ الله مَوْجُودٌ فِي حَيَاتَك أم تَقُول لِي حَقِيقَةً لاَ أشْعُر بِهِ ؟ أقُول لَك أنْتَ الَّذِي غَيِّبْتُه عَنْ وَعْيَك وَكَثْرِة فِعْل الخَطَايَا بِإِسْتِهَانَة غَيَّبْ الله عَنْ وَعْيَك وَبِالتَّالِي يَنْطَبِقٌ عَلِيك قَوْل المَزْمُور﴿ قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِلهٌ ﴾ ( مز 14 : 1 ؛ مز 53 : 1 ) لاَ يُوْجَدٌ إِله أسْتَطِيعْ أنْ أقُول لَك أنَّكَ مِحْتَاجٌ جِدّاً فِكرِة مَخَافِة الله دَاخِلَك لأِنَّهُ مَوْجُودٌ جَيِّدٌ قَوْل إِلِيشَع النَّبِي عِنْدَمَا كَانَ يَقُول دَائِماً ﴿ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ ﴾ ( 2مل 5 : 16) أنَا وَاقِفْ أمَامُه الأنْ ؟ بِالطَبْع الَّذِي يَتَدَرَّبْ عَلَى طَرْدٌ الخَطِيَّة لأِنَّ الله أمَامُه عِنْدَمَا يَأتِي إِلَى الكِنِيسَة يَشْعُر بِوُجُودٌ الله بِقُّوَة الله يُسَيْطِر عَلَى المَكَان وَعَلَى الفِكْر فَيَدْخُل وَيَسْجُد بِخُشُوع وَيَعْبُد الله بِرَفْع قَلْب وَيَقِينْ أنَّهُ حَاضِر لِذلِك يَقُول بِفَرَح ﴿ عَمَانُوئِيل إِلَهْنَا فِي وَسَطْنَا الآنْ ﴾ وَكَأنَّنَا نَقُولْهَا وَنَحْنُ نُصَفِقٌ بِأيْدِينَا هذَا مَا نَقُولُه فِي لَحْن " ~pouro " هُوَ مَوْجُودٌ فَهَلْ تَشْعُر بِهِ ؟ نَعَمْ كُلَّمَا تَدَرَّب كَيَانِي وَمَشَاعْرِي وَقَلْبِي أنَّ الله مَوْجُودٌ كُلَّمَا هَرَبَتْ مِنِّي الخَطِيَّة هَلْ تُرِيدْ أنَّ خُوْف الله يُغْرَس فِي قَلْبَك وَيُسَمَّر دَاخِلَك ؟ أُشْعُر بِاسْتِمْرَار أنَّ الله مَوْجُودٌ وَنَمِّي فِي وَعْيَك أنَّهُ مَوْجُودٌ وَكُلَّ مَا لاَ تَرَاه أعْيُنْ النَّاس تَرَاه العِينْ الَّتِي تَفْحَص الكُلَّ وَتَخْتَرِق أسْتَار الظَّلاَم وَتَعْرِف الخَفِيَات الله يَعْرِفْ مَا فِي قَلْبَك وَمَا فِي إِشْتِيَاقَاتَك وَيَعْرِفْ تَصَوُرَات مَخَادِعَك إِنْ كَانَ الله يَرَى كُلَّ هذَا هَلْ لاَ أخْجَل ؟ تَخَيَّل أنَّ الله فَاحِص أعْمَاق قُلُوبْنَا وَيَعْرِفْ أخْطَائْنَا وَمُتَأنِّي عَلِينَا كَيْ نَتُوب وَلكِنَّنَا نَسْتَهْتَر بِطُول أنَاتُه وَنَتَمَادَى فِي الخَطِيَّة فَيَقُول لَنَا أنَا مُتَأنِّي عَلِيكُمْ كَيْ تَتُوبُوا فَتُخْطِئُون أكْثَر ؟ أنَا أُعْطِيكُمْ فُرْصَة لِلتُّوْبَة فَتَأخُذُونَهَا فُرْصَة لِلخَطِيَّة وَالشَّر ؟ إِنِّي أنْتَظِر وَأتَأنَّى وَلكِنْ إِلَى مَتَى ؟ يَقُول سِفْر الرُؤْيَا ﴿ أَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ ﴾ ( رؤ 2 : 21 ) وَلِنَسْأل أنْفُسْنَا لِمَاذَا نَحْنُ نَعِيش حَتَّى الأنْ ؟ لِكَيْ نَتُوب الله أعْطَانَا الزَّمَنْ لِنَتُوب إِجْعَل الله أمَامَك كُلَّ حِينْ الإِحْسَاس الرُّوحِي يَحْتَاجٌ إِيمَان بِأُمور لاَ تُرَى لِذلِك بَيْنَمَا أنَا سَائِر فِي الطَّرِيقٌ أرَى الله وَأنَا جَالِس أرَى الله وَفِي كُلَّ مَكَانْ وَكُلَّ حَال أرَى الله أرَادَ الإِمْبِرَاطُور أنْ يَذِل القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ فَقَالَ لَهُ سَأنْفِيك فَقَالَ لَهُ القِدِيس هَلْ سَتَنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لاَ يُوْجَدٌ فِيهِ الله ؟ إِلَى أيْنَ ؟ وَاحْتَار الإِمْبِرَاطُور فَقَالَ لَهُ القِدِيس إِنْ أرَدْتَ أنْ تَذِلِنِي إِنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لَيْسَ بِهِ الله لأِنَّهُ مَكْتُوب ﴿ لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا ﴾ ( مز 24 : 1) أي مَكَانْ أذْهَبْ إِلِيه أرَى فِيهِ الله وَنَاس جِدِيدَة تُمَجِّد الله أفْرَح وَأقُول أشْكُرَك يَارَبَّ إِحْسَاس قَوِي أنَّ الله مَالِئ الكُلَّ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك عِنْدَمَا يَقُول لَك شَخْص تَسْتَطِيعْ أنْ تَغِش فِي الإِمْتِحَانَات ؟ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ هَيَّا نَذْهَبْ لِمَكَانْ نُخْطِئ فِيهِ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ وَأنْتَ وَحْدَك قُلْ رَبِّنَا مَوْجُودٌ نَمِّي إِحْسَاس وُجُودٌ الله أمَامَك دَائِماً. 2- فَكَّر كَثِيراً فِي الدَيْنُونَة :- شِئ مُهِمْ جِدّاً أنْ يَكُون فِكْر الدَيْنُونَة أمَامَك ألَسْتُمْ أنْتُمْ أُنَاس كَنَسِيِينْ أوْلاَدٌ الله وَكُلَّ يُوْم تَقُولُون فِي صَلاَة النُّوم ﴿ هُوَذَا أَنَا عَتِيدٌ أَنْ أَقِفْ أَمَام الدَّيَّان العَادِل مَرْعُوباً وَمُرْتَعِباً مِنْ كَثْرَة ذُنُوبِي لأِنَّ العُمْر المُنْقَضِي فِي المَلاَهِي يَسْتَوْجِبْ الدَّيْنُونَة لكِنْ تُوبِي يَا نَفْسِي مَادُمْتِ فِي الأرْض سَاكِنَة﴾( القِطْعَة الأُولَى فِي صَلاَة النُّوْم ) هَلْ وَضَعَتْ الكِنِيسَة هذِهِ الصَّلاَة لِمَنْ هُمْ بَعْد السِّتِينْ عَام مِنْ أعْمَارِهِمْ ؟ أم وَضَعَتْهَا لَنَا كُلِّنَا لِعُمْر الشَّبَاب وَالثَّانَوِي وَالكُهُولَة وَ؟ كُلِّنَا نُصَلِّيهَا كُلَّ يُوْم وَالكِنِيسَة تَعْتَبِر نِهَايِة اليُّوْم يُشِير إِلَى يُوْم الدَّيْنُونَة وَنِصْف اللِّيل يُشِير لِلمَجِئ الثَّانِي فِكْر الكِنِيسَة أنَّ اليُّوْم عِنْدَمَا يَمُر كَأنَّ العُمْر يَمُر لِذلِك لاَبُدْ مِنْ الإِسْتِعْدَادٌ كُلَّ يُوْم ؟ نَعَمْ الَّذِي يَشْعُر بِهذَا الإِحْسَاس يُنَمِّي مَخَافِة الله دَاخِلُه وَهذَا الإِحْسَاس يُقِيمْ بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة حَوَاجِز إِحْسَاس إِنِّي أعِيش وَالدُنْيَا تَسِير مِنْ حَوْلِي وَأنَا أعْمِل الخَطِيَّة اليُّوْم وَغَداً وَهذَا يُقَسِّي القَلْب وَيَنْزَع المَخَافَة وَيَفْصِلْنِي عَنْ الله اليُّوْم نَرَى صَحْوَة عَنْدَ غَيْر الْمَسِيحِيِّينْ الشَّبَاب مِنْهُمْ يَتَدَيَنُوا وَالَّذِي لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي تَعَلَّمْ يُصَلِّي وَالَّذِي لاَ يَقْرأ كِتَابُه بَدَأَ يَقْرأ وَ الْمَسِيحِيَّة بِهَا إِسْتِهْتَار هَلْ لأِنَّ إِلهْنَا حَنُون ؟ يِمْكِنْ !!! أوْ لأِنِّي أضْغَطْ عَلَى مُفْتَاحٌ فَيُجِيبْ نَعَمْ أقُول لَهُ أُرِيدَك أنْ تَعْمَل لِي كَذَا وَكَذَا يُجِيبْ نَعَمْ تَعَوَّدْنَا عَلَى الإِله الَّذِي وَقْت مَا نَحْتَاجُه يَأتِي لِيُلَبِّي طِلْبَاتْنَا أيْنَ العِبَادَة وَالحُبْ وَالإِكْرَام ؟ إِجْعَل الله أمَامَك وَاهْتَمْ بِالدّيْنُونَة ألَسْنَا نَقُول ﴿ بِمَا أَنَّ الدَّيَّان حَاضِر إِهْتَمِّي يَا نَفْسِي وَتَيَقَظِّي وَتَفَهَّمِي تِلْكَ السَّاعَة المَخُوفَة فَإِنَّهُ لَيْسَ رَحْمَة فِي الدَّيْنُونَة لِمَنْ لَمْ يَسْتَعْمِل الرَّحْمَة﴾ ( القِطْعَة الثَّانِيَة مِنْ الخِدْمَة الثَّالِثَة مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل )إِذاً أنَا مِحْتَاجٌ أنْ أعْرِفْ أنَّ هُنَاك دَيْنُونَة وَدَيَّان مَا أجْمَلٌ أنْ أتَخَيَّل نَفْسِي في مَوْقِفْ الدَّيْنُونَة وَأعْمَالِي تُكْتَبْ أمَامِي – يَارَبَّ إِرْحَمْنِي – إِنَّ العِلْم يُقَدِّم إِخْتِرَاعَات وَاخْتِرَاعَات هُنَاك جِهَاز رَسْم قَلْب هُنَاك جِهَاز رَسْم مُخ يِرْسِمْ ذَبْذَبَاتُه وَكِيمْيَائُه وَيَقُول مَا هِيَ كَفَاءِة المُخ تَخَيَّل لَوْ إِخْتَرَعُوا جِهَاز يُوضَعْ فِي المُخ يِتَرْجِمْ كُلَّ الأحْلاَم وَالتَّخَيُّلاَت وَيَعْرِضْهَا عَلَى ألـ Data show لِيَعْرِض كُلَّ مَا فِي عَقْلِي تَخَيَّل مَاذَا سَيَعْرِض وَمَاذَا يَدُور فِي عَقْلِي وَخَفَائِي ؟ مَا الَّذِي تَسْتَحِي أنْ يُعْرَض ؟ الَّذِي تَسْتَحِي مِنْهُ لاَ تُفَكِّر فِيهِ لِمَاذَا تَسْتَمِر فِي التَّفْكِير ؟ لأِنَّ الله غِير مَوْجُودٌ أمَامَك ؟!! تَخَيَّل حَالَك عِنْدَمَا تَقِفْ فِي الدَّيْنُونَة يَقُول أحَدٌ الأبَاء ﴿ سَنَقِفْ فِي اليُّوْم الأخِير كَمَا فِي مَسْرَح كِبِير مُضَاء أمَام مَنْ لاَ نَعْرِفَهُمْ وَمَنْ نَعْرِفَهُمْ ﴾ لَمَّا يِكُون مَسْرَح وَاسِعْ وَمُسَلَّطَة عَلِيه الأضْوَاء وَكُلِّنَا نُقَفْ وَكُلَّ أعْمَالْنَا تَظْهَر وَتُكْشَفْ إِذاً إِعْمِل أعْمَالٌ جَيِّدَة كَيْ تَجِدٌ مَا يَشْفَعْ فِيك قَدْ تَقُول هَلْ الله قَاسِي ؟ أُجِيبَك أبَداً لكِنَّهُ عَادِلٌ لِذلِك أنَا مِحْتَاجٌ مَخَافِة الله فِي حَيَاتِي مَاذَا أقُول وَأُفَكِّر وَمَا هيَ نَوَايَاي ؟ ضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامَك يُقَال عَنْ القِدِيس أرْسَانْيُوس أنَّهُ كَانَ دَائِمْ البُكَاء وَعِنْدَمَا كَانُوا يَسْألُوه لِمَاذَا البُكَاء ؟ كَانَ يَقُول خَوْفاً مِنْ الدَّيْنُونَة فَقَالُوا لَهُ فَمَا بَالْنَا نَحْنُ ؟ أجَابَهُمْ أنَّ هذِهِ اللَّحْظَة أمَامِي دَائِماً يَا أوْلاَدِي الَّذِي يَضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامُه تُقَدِّسُه وَمَا الَّذِي يَجْعَل الإِنْسَان يَزْدَادٌ فِي الشُّرُور ؟ إِنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ دَيْنُونَة أمَامُه وَلاَ مَنْ الَّذِي يُحَاوِل أنْ يَلْغِي فِكْر الدَّيْنُونَة مِنْ دَاخِلْنَا وَيُرِيدْ أنْ يَمْحِيهَا ؟ عَدُو الخِير الشَّيْطَان يُرِيدْ أنْ يُحَوِّل حَيَاتْنَا كُلَّهَا إِلَى جَلْسَة نَجْلِسْهَا مَعاً أوْ نُزْهَة نَتَنَزَهَهَا أوْ هَرَج وَمَرَج وَ الأمر لَيْسَ كَذلِك لأِنَّ الله لَمْ يَخْلِقْنَا مِثْل أي حَيَوَان نَعِيش فِتْرَة ثُمَّ نُذْبَح وَهُنَاك مَنْ يَأكُل لَحْمُه لاَ الإِنْسَان عَلَى صُورَة الله وَمِثَالُه خَالِدٌ يُخَلَّدٌ لِلأبَدْ الله خَلَقَنَا لِكَيْمَا يُحْضِرْنَا إِلَيْهِ فِي الأبَدِيَّة إِذاً حَيَاتِي لَهَا قِيمَة عَالِيَة جِدّاً وَأهَمْ قِيمَة فِي حَيَاتِي أنَّ فِيهَا مَعْرِفَة الله كَلِمَة صَعْبَة عَلِينَا جِدّاً عِنْدَمَا يَقُول لاَ أعْرِفَكُمْ ( لو 13 : 25 ؛ 27 ) لِمَاذَا يَارَبَّ ؟ يَقُول هَلْ عَرَفْتِنِي أنْتَ كَيْ أعْرِفَك أنَا ؟ أحَدٌ الأبَاء القِدِيسِينْ يَقُول نَحْنُ نَتَكَلَّمْ لكِنْ لاَ نَعْمَل وَيَسْأل مَاذَا يَكُون الله بِالنِّسْبَة لَك ؟ تَقُول أبَانَا يِسْأل هَلْ تُطِيعُه وَتَخَافُه ؟ وَكَمَا يَقُول الكِتَاب "تَدْعُونَنِي أباً وَلاَ تُكْرِمُونَنِي تَدْعُونَنِي سَيِّد وَلاَ تُطِيعُونِي تَدْعُونَنِي مُعَلِّمْ وَلاَ تَسْمَعُونَنِي " كَلاَم فَقَطْ لاَ أنْتُمْ سُفَرَاء الْمَسِيح ( 2كو 5 : 20 ) أنْتُمْ رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة ( 2كو 2 : 15) إِنْ كُنْتُمْ تَعِيشُون فِي مَنْطِقَة مُعَيَّنَة الأنْ فَكُلَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ رِسَالَة تَخَيَّل لَوْ أوْلاَدٌ الْمَسِيح رَائِحَة الْمَسِيح فِيهُمْ لَيْسَتْ ظَاهِرَة يَقُول الكِتَاب ﴿ أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأِنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ ﴾ ( مت 5 : 13)إِنْ كَانْ عَنْدِنَا مَلْح وَفَسَد يِكُون كَارْثَة لأِنَّ المَلْح عِنْدَمَا يَفْسَد إِنْ وَضَعْتَهُ فِي قِطْعِة أرْض يِفْسِدْهَا يَصِير شِئ فَاسِد يِفْسِد أي شِئ فِي حِينْ إِنْ فَضَلاَت البَهَائِمْ تِفِيد أكْثَر لكِنْ المَلْح الفَاسِد إِذَا وُضِعَ فِي مَكَان يِفْسِدُه الله يَقُول لَك تُوْجَدٌ دَيْنُونَة ضَعْهَا أمَام عَيْنَيْكَ إِعْمِل لِلأبَدِيَّة وَضَعْ هذَا الفِكْر أمَام عَيْنَيْكَ كَثِيرُون يَقُولُون نَحْنُ شَبَاب أعْطِنِي عُمْر كَيْ أتُوب أنَا لاَ أقُول لَك كُنْ مِنْتِظِر المُوْت دَائِماً لاَ الله أعْطَاك رِسَالَة وَالله يِفَرَّحَك بِأيَّامَك لكِنْ إِعْرَفْ أنَّ حَيَاتَك لَيْسَتْ مِلْك لَك وَتُوْجَدٌ دَيْنُونَة وَيُوْجَدٌ عِقَاب وَجَحِيمْ وَتَمَتُّعْ وَقِدِّيسِينْ بَاعُوا العَالَمْ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامَهُمْ مَا الَّذِي يَجْعَل قِدِيس مِثْل مَارِجِرْجِس يَظِل سَبَعْ سَنَوَات يِتْعَذِبْ كَانْ يَكْفِيه يُوْم أوْ إِثْنِينْ ؟ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامُه المُكَافَأة أمَام عَيْنَيْهِ وَلِذَا لَمْ يَعِش لِهذَا الزَّمَنْ قَطْ يُقَال عَنْ الرُّومَان أنَّهُمْ كَانُوا طُغَاة يَتَفَنَّنُون فِي عَذَاب الْمَسِيحِيِّينْ وَكَانَ مِنْ ضِمْن أسَالِيب التَّعْذِيب لَدَيْهِمْ أنْ يَضَعُوا المُعَذَّبِينْ عُرَاه فِي حَمَّام جَلِيد وَيَظِل فِيهِ الْمَسِيحِي عِدِّة سَاعَات حَتَّى يَمُوْت وَفِي أحَدٌ المَرَّات وَضَعُوا مَجْمُوعَة مِنْ أرْبِعِينْ مَسِيحِي وَكَانَ كُلَّ وَاحِدٌ فِيهُمْ حَسَبْ قُدْرِتُه مِنْهُمْ مَنْ يَمُوْت بَعْد نِصْف سَاعَة وَآخَر يَمُوْت بَعْد سَاعَة وَآخَر بَعْد سَاعْتِينْ وَهكَذَا وَكَانَ كُلَّ فَرْدٌ مِنْهُمْ يَمُوْت يَأتِي مَلاَك وَيُعْطِيه إِكْلِيل وَيَأخُذْ نَفْسُه إِلَى السَّمَاء لكِنْ لِلأَسَفْ هذَا المَنْظَر هُنَاك مَنْ يَرَاه وَمَنْ لاَ يَرَاه وَكَانُوا كَيْ يُزِيدُوا مِنْ ذُل الْمَسِيحِيِّينْ أنْ يَضَعُوا أمَامَهُمْ حَمَّام بِهِ مَاء فَاتِر لَذِيذْ فَكَانَ مَنْ يُرِيدْ أنْ يُغَيِّر مَكَانُه مُجَرَّدٌ أنْ يُعْلِنْ رَغْبِتُه كَانُوا يَنْقِلُوه إِلَى حَمَّام المَاء الفَاتِر أحَدٌ هؤلاَء الأرْبَعِينْ مَسِيحِي ضِعِفْ وَقَالْ ضَعُونِي فِي المَاء الفَاتِر فَجَاءَ مَلاَكُه وَظَلَّ يُرَفْرِفْ وَمَعَهُ الإِكْلِيل المَجْمُوعَة كُلَّهَا إِسْتَشْهِدُوا وَلِبْسُوا الأكَالِيل مَاعَدَا الَّذِي ضِعِفْ أمَّا الجُنْدِي الَّذِي كَانَ يُعَذِّبَهُمْ مِنْ جَمَال الأكَالِيل تَقَدَّم وَنِزِل حَمَّام الجَلِيد وَأخَذَ هُوَ الإِكْلِيل هُنَاك أُمور لاَبُدْ أنْ تَكُون أمَام عُيُونِنَا الأُمور الَّتِي لاَ تُرَى ضَعْ الأبَدِيَّة أمَام عَيْنَيْكَ وَالدَّيْنُونَة أمَامَك إِعْرَفْ أنَّهُ تُوْجَدٌ مُجَازَاة وَعُقُوبَة إِعْرَفْ أنَّهُ إِنْ كُنَّا نَخْدَع النَّاس فَلَنْ نَسْتَطِيعْ أنْ نَخْدَع الله إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون هُنَاك دَيْنُونَة لاَبُدْ أنْ أخَافْ الله أخَافُه فِي ضَمِيرِي وَفِي مَخْدَعِي وَفِكْرِي أنَا مُمْكِنْ أكُون صُورَة أمَام البِيتْ وَخَارِج البِيتْ مُخْتَلِفْ عَنْ هذِهِ الصُورَة لاَ ضَعْ مَخَافِة الله أمَام عَيْنَيْكَ . 3- فَكَّر كَثِيراً فِي أضْرَار الخَطِيَّة :- إِتَّبِعْ الخَطِيَّة لِفِتْرَة وَسَتَرَى مَاذَا تَفْعَل فِيك سَتَعِيش مَقْسُوم وَمَذْلُول تَجْعَلَك إِنْسَان جَبَانْ عِنْدَمَا تُسَيْطِر خَطِيِة شَهْوَة عَلَى إِنْسَان يَشْعُر أنَّهُ إِنْسَان بِلاَ فَائِدَة لأِنَّ الخَطِيَّة تُوَلِّدٌ الجُبْن يُرِيدْ أنْ يَخْتَبِئ لِيَفْعَل شِئ خَاطِئ يَرَى أُمور مِنْ وَرَاء النَّاس تَجْعَلُه يَفْقِدٌ إِحْتِرَامُه لِنَفْسُه وَبِالتَّالِي يَفْقِدٌ آدَمِيَتُه الخَطِيَّة لَهَا ضَرِيبَة بِالإِضَافَة إِلَى أنَّهَا لَهَا أضْرَار نَفْسِيَّة وَعَصَبِيَّة فَتَجِدٌ الشَّخْص الشَّهْوَانِي أنَانِي مُتَرَدِّدٌ وَمُذَبْذَبْ قُدْرَاتُه عَلَى التَّفْكِير غِير صَافْيَة وَإِحْسَاسُه بِالذَّنْب رَهِيبْ فَيَزْدَادٌ بُعْدُه عَنْ الله الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار لِذلِك أطْلَقُوا عَلَى خَطَايَا الشَّهْوَة إِسْم (( خَطَايَا العُزْلَة )) كَانُوا يَتَخَيَّلُون أنَّ الَّذِينَ يَعِيشُون فِي إِسْتِبَاحَة لِشَهَوَاتِهِمْ أُنَاس سُعَدَاء وَتُفَاجَأ أنَّهُمْ فِي كَآبَة وَحُزْن وَيَتَنَاوَلُون عِلاَج إِكْتِئَاب هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الإِنْسَان يَكُون سَعِيد عِنْدَمَا يُلَبِّي نِدَاء الخَطِيَّة ؟ أبَداً السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة فِي البِّر وَفِي مَخَافِة الله هذَا الكَلاَم إِنْ كَانَ شَدِيدْ إِلاَّ أنَّهُ تَكْمُنْ فِيهِ السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة ضَعْ الله أمَامَك تَجِدٌ أنَّكَ سَعِيد وَفِي فَرَح دَائِمْ كَثِيرُون مِنَّا تَخَيَّلُوا أنَّهُمْ إِنْ عَاشُوا حَيَاة مَنْ هُمْ فِي الخَارِج كُلَّ المَشَاكِل تُحَل لاَ الأمر يَتَلَخَص فِي أنَّهُ سَتَتَخَلَّص مِنْ المَشَاكِل الَّتِي هُنَا وَسَتَجِدٌ مَشَاكِل أُخْرَى غِير الأُولَى لكِنْ هُنَا وَهُنَاك تُوْجَدٌ مَشَاكِل الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار كُلُّنَا نَعْلَمْ أنَّ الَّذِينَ يُسَافِرُون إِلَى الخَارِج إِنْ تَعَبُوا بِأي مَرَض لاَبُدْ مِنْ طَبِيبْ وَرُوشِتَّة هُنَا تَسْتَطِيعْ أنْ تَدْخُل أي صَيْدَلِيَّة وَتَطْلُبْ دَوَاء لِلضَغْط أوْ السُّعَال أوْ أمَّا فِي الخَارِج فَلاَبُدْ مِنْ رُوشِتَّة وَجُرْعَة مُحَدَّدَة وَيُقَال أنَّهُ مِنْ شِدِّة الطَّلَبْ عَلَى الأدْوِيَة النَّفْسِيَّة نَتِيجِة النَّسْبَة العَالْيَة لِحَالاَت الإِكْتِئَاب وَالعُزْلَة جَعَلُوا أدْوِيِة الإِكْتِئَاب تُصْرَفْ بِدُون رُوشِتَّة وَأطْلَقُوا عَلَيْهَا (( أدْوِيِة الرَّفْ )) فَتَجِدٌ فِي أي سُوبَر مَارْكِتْ أوْ صَيْدَلِيَّة رَفْ يُصَرَّح لَك أنْ تَأخُذْ مِنْهُ بِيَدَك أي شِئ تَحْتَاجُه وَتَجِدٌ عَلِيه بَعْض الفِيتَامِينَات وَالمُسَكِنَات وَمَرَاهِمْ الحَسَاسِيَّة وَمُهَضِمَات وَوَضَعُوا مَعَهُمْ أدْوِيِة الإِكْتِئَاب نَتِيجِة زِيَادِة نِسْبِة الإِكْتِئَاب بَيْنَهُمْ لاَ تَتَخَيَّل أنَّ السَّعَادَة خَارِج الْمَسِيح لاَ الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار وَكَمَا أنَّ الخَطِيَّة لَهَا عُقُوبَة سَمَاوِيَّة لَهَا أيْضاً عُقُوبَة أرْضِيَّة مِنْ أيْنَ العُقُوبَة الأرْضِيَّة ؟ هَلْ الإِنْسَان الَّذِي يَحْيَا فَاقِدْ سَلاَمُه ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ أوْ قَدْ يُصَاب بِمَرَض ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ الله سَمَح أنْ يَكُون لَنَا جَسَد وَغَرِيزَة وَشَهْوَة وَحَيَاة لِقَصْدٌ مُعَيَّنْ مُجَرَّدٌ أنْ يَسْتَخْدِمْهَا الإِنْسَان لِقَصْدٌ آخَر تِتْلَفْ مِثْل إِنْسَان يَأتِي بِسَيَارَة وَيُرِيدْ أنْ يَجْعَلْهَا تَسِير لِلخَلْف رَغْم أنَّهَا مُصَمَّمَة لِتَسِير لِلأَمَام لكِنْ هذَا الإِنْسَان يَضْبُطْهَا لِتَسِير لِلخَلْف وَيَقُودَهَا وَهُوَ نَاظِر لِلخَلْف وَبِالطَّبْع تَحْدُث لَهُ حَوَادِث نَحْنُ هكَذَا الله أعْطَانَا أجْسَادٌ وَحَيَاة لِهَدَفْ مُعَيَّنْ لِلإِرْتِفَاع لِلسَّمَاء نَحْنُ حَوَّلْنَا الهَدَفْ لِلأرْض وَشَهَوَاتْهَا وَنُخْطِئ وَنَسِير لِلوَرَاء لأِنَّهُ لَيْسَ هذَا هُوَ هَدَفْ الله فِي خَلِيقَتُه لاَ الله أعْطَاك الجَسَد إِنَاء لِلكَرَامَة أمَّا يَصِل بِك إِلَى السَّمَاء وَهُوَ بِنَفْس شَكْلُه سَيَتَمَجَّدٌ فِي السَّمَاء وَأمَّا نَسْتَعْمِلُه بِعَكْس قَصْد الله فَيِتْلَفْ إِنْسَان يِدَخَنْ فَتِمْرَض الرِّئَتِينْ إِنْسَان يِشْرَب كُحُولِيَات فَيِمْرَض الكِبْد إِنْسَان يُدْمِنْ المُخَدَرَات فَيُتْلِفْ المُخ إِنْسَان يُفْرِط فِي الأكْل فَيُتْلِفْ جَسَدُه كُلَّ شِئ لَهُ ضَرِيبَة الله يَقُول لَك هَلْ هذَا الجَسَد مِلْك لَك ؟ هَلْ أنَا أُعْطِيه لَك لِتَفْعَل بِهِ كُلَّ هذَا ؟ لاَ هُوَ لِي وَأنَا أقْرَضْتُه لَك أعْطِيتُه لَك أمَانَة إِذاً هُنَاك عُقُوبَة فَكَّر فِي عُقُوبِة الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَفْعَل الخَطِيَّة وَضَمِيرَك يُؤَنِبَك هذَا يُسَاوِي الكَثِير تَجِدٌ نَفْسَك فَاقِدْ سَلاَمَك وَفَرَحَك ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ تَجِدٌ الإِنْسَان يَفْقِدٌ سَلاَمُه وَفَرَحُه حَتَّى أنَّ المُجْتَمَعْ يَنْفُر مِنُّه وَيَتْرُكُه أحِبَّاؤه وَقَدْ تَصِل العُقُوبَة إِلَى عُقُوبَة قَانُونِيَّة سِجْن هذَا غِير العُقُوبَة السَّمَاوِيَّة وَعَلَيَّ أنْ أخْتَار سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي يَارَبَّ أُرِيدْ أنْ أعِيش مَخَافَتَك أنَا آتِي إِلَى الكِنِيسَة وَأقِفْ بِإسْتِقَامَة أسْمَع كَلِمَاتَك أنَا أسْتَذْكِر دُرُوسِي لأِنَّهَا أمَانَة وَإِنْ كُنْت أصُوم فَلأنِّي مِحْتَاجٌ أنْ أضْبُط جَسَدِي لأِنَّهُ كَثِيراً مَا يَتَمَرَّدٌ عَلَيَّ لِذلِك مِحْتَاجٌ أنْ أُرَوِضُه وَأرْبُطُه مِحْتَاج أنْ أجْعَل الله أمَامِي كُلَّ حِينْ الَّذِي يَعِيش بِمَخَافَة يَتَمَتَّعْ بِلُطْف الله عِنْدَمَا تَخَافْ الله سَتَجِدُه يَقُول لَك أنَا أُطَمْئِنَك المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل إِلْتَجَأت إِلِيه فَقَالَ لَهَا أُصْمُتِي دُورِك إِنْتَهَى وَأنَا سَأُحَامِي عَنِّك وَأوْقَفْهَا وَرَاءَهُ وَدَافَعْ عَنَهَا ( يو 8 : 3 – 11) إِلْجَأ لَهُ المَرْأة الخَاطِئَة ذَهَبِتْ إِلِيه وَوَقَفِتْ وَرَاءَهُ وَالَّذِي دَانْهَا قَالَ لَهُ يَسُوع أُرِيدْ أنْ أقُص عَلِيك قِصَّة كَانَ لِدَائِنْ مَدِينَان عَلَى الوَاحِدٌ خَمْسُون وَعَلَى الآخَر خُمْسُمَائَة وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَان فَسَامَحْهُمَا كِلَيْهِمَا مَنْ مِنْهُمَا يُحِبُّه أكْثَر ؟ أجَابَهُ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأكْثَر فَقَالَ لَهُ يَسُوع بِالصَوَاب حَكَمْت بِالتَّعْبِير الدَّارِج عَرَّفُه خَطَأُه وَقَالَ لَهُ ﴿ مَاءً لأِجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ ﴾( لو 7 : 44 – 46 ) أدْخَلُه فِي مُقَارَنَة مَعَهَا وَأظْهَر لَهُ خَطَأُه إِذاً الَّذِي يَعِيش مَخَافِة الله يَحْتَمِي فِيهِ وَيَتَمَتَّعْ بِكُلَّ حَنَانُه كُلَّ حَنَان الله لِخَائِفِي الله هَلْ تُرِيدْ أنْ تَتَمَتَّعْ بِحَنَان الله ؟ خَافْ الله سَتَعْرِفْ كَمْ هُوَ حَنُون ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي ﴾ هُنَاك إِسْتِهْتَار دَخَل حَيَاتَك أفْقَدَك الكَثِير عِش الإِسْتِقَامَة وَجِدِّيِة الحَيَاة بِهَدَفْ وَإِفْرَح بِعَمَل الله فِي حَيَاتَك سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
29 نوفمبر 2024

مائة درس وعظة (٥٦)

يوحنا الحبيب « فيلسوف المحبة » "قال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب"(يو ٢١:٧). القديس يوحنا صياد سمك من عائلة میسورة، ومعنى اسمه (الله يتحين) وأبوه زبدي( هبة الله) وأمه سالومی (سلام صهيون) وأخوه يعقوب الكبير ضمن تلاميذ المسيح وأول شهيد من الاثنى عشر أولاً: مكانه ومكانته ١- صدر المسيح هو القديس الذي كان يتكي على صدر السيد المسيح، فقد كان قريباً جداً من قلب المسيح. ٢- رعاية العذراء هو الذي اختاره السيد المسيح لكي ما يرعى امه. ٣- التلميذ المحبوب هو الذي كتب عن نفسه التلميذ الذي كان يسوع يحب هذا يجعلنا تغير منه، وتطلب أن تصير مثله . ٤- فيلسوف المحبة عندما كبر في السن كان يحمله تلاميذه ليقول العظة وكانت عظته من ٣ كلمات فقط ، "أحبوا بعضكم بعضاً". ثانياً: التعرف القلبي: ١- الرؤية: امتاز يوحنا بما يسمى بموهبةالتعرف القلبي ففى معجزة صيد ١٥٣ سمكة، حين ذهب ٧ من التلاميذ كي يصطادوا طوال الليل، ولكن بلا جدوى، وفى بداية النهار راوا شخصاً على شاطئ بحيرة طبرية يسألهم إذا كان معهم إداماً ( طعاما) فقالوا لا فقال لهم القوا الشباك على جانب السفينة الأيمن فتجدوا سمكاً، فأطاعوا وبالفعل اصطادوا سمكاً كثيراً (١٥٣سمكة) والصيادون المختبرون يعرفون أن الصيد يكون ليلا وليس في بداية النهار، ولم يعرفوا من الذي قال لهم هذا، ولكن واحدا منهم فقط صرح وقال "هو الرب" وهذا كان يوحنا الحبيب. ٢- المقابلة: السيد المسيح ممكن أن تقابله في عابر سبيل، في طفل صغير ، عند البشر، عند الشجرة، ليلا مثل نيقوديموس وسط الزحام الشديد حتى وهو مصلوب على الصليب مثل اللص اليمين. ٣- الصوت: مريم المجدلية عند القبر لم تر المسيح، ولكن عندما نطق باسمها وقال يا مریم صرخت "ر بونی" وامسکت به ولم ترد آن تتركه . ٤- الحضور أيضاً تلميذا عمواس كانا يتكلمان مع المسيح ولم يعرفا إلا عند كسر الخبز فاختفي عن عيونهما.ما فعله السيد المسيح مع المجدلية وتلميذي عمواس والتلاميذ يستطيع أن يفعله اليوم مع كل شخص منا في غرفته، في عمله. في خدمته فدرب نفسك على هذه الموهبة القلبية حضور المسيح. ثالثا: اسفار يوحنا لماذا كتب يوحنا أسفاره؟ ١- الإنجيل: لتعرفوا كيف تحبون المسيح. ٢- الرسائل: لتعرفوا كيف تحبون الكنيسة ٣- الرؤيا لتعرفوا كيف تحبون السماء رابعا: سمات إنجيل يوحنا ١- لاهوتي لتثبيت الإيمان فكتبه بطبيعة لاهوتية ٢- دفاعي للدفاع عن الإيمان وتصحيح الافكار الخاطئة وبعض الهرطقات التي ظهرت في نهاية القرن الأول ٣- تعلیمی ليعلمنا المحبة الإلهية. ٤- گرازي هو رسالة الأبدية. خامساً: تقسيم إنجيل يوحنا. ١- المقدمة نشيد الكلمة أو نشيد اللوغوس ٢- المعجزات (۱-۱۲) به ۸ معجزات ٣- الآلام ( ١٣-٢٠) شرح تفصیلی لالام المسيح إلى القيامة، والأصحاح ١٧ تسمية "قدس الأقداس" وهو الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي فيها شهوة قلب المسيح، وهي أن يكون الجميع واحدا (الفرد - البيت الكنيسة كنائس العالم كله) ٤- الخاتمة (الاصحاح ٢١) سادساً: القاب يوحنا ١- الرسول: التلميذ ٢- الإنجيلي: البشير اللاهوتي ٣- الرائي كاتب الرؤيا ٤- الحبيب فيلسوف المحبة رسول المحبة، الذي كان يسوع يحبه والتلميذ الذي اتكأ على صدر المسيح. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
28 نوفمبر 2024

مشكلة أوريجانوس

هناك خمسة إتهامات منسوبة للعلامة أورجانوس، الأولى مؤكدة، أما الأربع إتهامات الآخرى فغير معلوم على وجه اليقين هل هو فعلا آمن بها أم إنها بدع مدسوسة فى كتاباته من قبل الهراطقة لنشر افكارهم من خلال كتب العلامة اورجانوس، وتتمثل تلك التهم فى الآتى: 1- قم بخصى نفسة (وهذة حقيقة مؤكدة). 2- آمن بعودة التجسد: أى أن النفوس خلقت قبل الأجساد وإرتبطت بالأجساد كتأديب عن خطايا سابقة أرتكبتها وأن عالم الحس بالنسبة لها ليس إلا مكاناً للتطهير. 3- نفس المسيح لها وجود سابق قبل التجسد وإتحدت باللاهوت. 4- ستعود كل الخليقة إلى أصلها فى الرب، ويخلص كل البشر (وأن العقوبة الأبدية لها نهاية) 5- سيخلص الشيطان وكل الأرواح الشريرة فكر أوريجانوس والبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 التفسير الرمزى هو إتجاه لتفسير الكتب المقدسة بما يسمو بالروحانيات، ولا دخل بالثقافة الوثنية أو الفلسفة الوثنية فى تفسير الكتب المقدسة لسبب بسيط هو أن التفسير الرمزى هو إتجاه فكرى بحثى تأملى للوصول إلى العمق الروحانى، والتفسيرات الرمزية تعتمد على قدرة تأمل الإنسان، وتختلف قدرة التأمل من إنسان إلى آخر، كما أنه فى فقرة ما أو آية ما ينطبق عليها التفسير الحرفى وينطبق عليها ايضاً التفسير الحرفى البسيط، بل نستطيع القول أنه يمكن تفسير كل شئ بالتفسير الرمزى ولكن لا يمكننا تفسير كل شئ بالتفسير الحرفى البسيط، والتفسير الرمزى لا يتعارض إطلاقاً مع التفسير الحرفى، ولكن التمسك بالتفسير الحرفى بمفرده فهذا قد يقتل التمتع بالايات المقدسة هو الذى تجعل الإنسان يسموا فى سماء الروح نحن محتاجين للتفسير الرمزى أكثر من الحرفى، وبالرغم من أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد حرمت أوريجانوس وحرمت فى بعض الأحيان من يقرأ كتاباته، إلا أن كتاباته لا زالت حية ويقرأها الأقباط حتى يومنا هذا بل ويستمتعون بها، كما أنه يمكن القول فى ثقة أن التفسير المجازى والرمزى والتأملى الأوريجانى هو الذى يتبعه غالبية قادة الكنيسة القبطية كمنهج رئيسى فى تفسير الكتب المقدسة وبالرغم من محبة معظم الأقباط لهذا المنهج الأوريجانى فى الكنيسة القبطية فى التفسير شعباً وقادة، إلا أن الكنيسة القبطية تفتقر للتفسير العلمى الواضح والبسيط، وإنغماس القادة فى هذه التفسيرات الروحية جعل البرتستانت يتقدموننا فى التفسير العلمى وإلتزامهم بالآيات وحفظهم ودراستهم للكتب المقدسة وننهى هذا الموضوع بالقول أن تفسير الكتب المقدسة يتم عن طريق محاور عديدة منها التفسير الرمزى، والحرفى، والعلمى.. ألخ كما يجدر الإشارة فى التفسير إلى الناحية التاريخية والجغرافية بل والإجتماعية وعادات الناس فى هذه العصور القديمة بل قد يحتاج موضوع ما إلى نوع العملة ومقدارها. الموضوع ليس حرباً بين الفكر الأوريجانى والفكر الحرفى وأيضاً ليس تحيزاً بين منهج وآخر ولكن التفسير الشامل الكامل هو الذى يلم بتفاصيل وزوايا الأحداث فى الكتب المقسة من جميع وجهات النظر: الرمزية والحرفية والعملية والإجتماعية والإقتصادية والتاريخية والجغرافية وغيرها وبالنسبة إلى موضوع أوريجين أو أوريجانوس يمكن تقسيم موضوعه إلى: شخصيته، أعماله الشخصية، كتاباته، منهجة الفكرى فى التفسير الرمزى لقد حرم اوريجانوس لأجل عمل شخصى بتنفيذ آية فى الكتاب المقدس تفسير حرفى وهو صاحب فكر التفسير الرمزى، أما كتاباته لا يستطيع احد أن يتأكد من: هل أدخل النساخ عليها تغيير أم لا (فى أزمنة لاحقة خاصة من الأريوسيين) لأن الاباء العظماء مثل أثناسيوس الرسولى وغيره قد إستخدموها، لهذا لا زالت كتاباته تقرأ، أما عن منهجه فى التفسير الرمزى فلا أحد يستطيع حرم إنسان يستخدم التفسير الرمزى والمجازى الأوريجانى الفكر الأوريجانى والبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 فى القرن الرابع شغف آباء القرن الرابع بالفكر الأوريجانى (نسبة إلى العلامة المصرى أوريجانوس) وقلدت كتاباتهم الفكر الأوريجانى المؤسس على الرمزية، كما درسوها وحفظوها وأخذوا أفكاره وأستبعدوا أخطاؤه، مشيرين إليها دون أن يقلل ذلك إهتمامهم بها أما رهبان مصر فقد إنشغلوا بالفكر الأوريجانى البابا أثناسيوس الرسولى وآباء وقديسين إستخدما كتابات وأقوال العلامة أوريجانوس وقد إعتمد البابا أثناسيوس الرسولى علي ما وجده في كتابات العلامة المصرى أوريجانوس من براهين قوية تسندة فى قوانين الإيمان النيقاوى وفى مقاومة الهرطقة الأريوسية كما شغف بكتابات أوريجانوس آباء وقديسين كبار منهم آباء الكبادوك مثل القيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزنيزى الناطق بالإلهيات وفى الغرب إستوحى القديسان هيلارى أسقف بواتيه وأمبروسيوس أسقف ميلان منها أفكارهما وتأملاتهما أخذ القديس جيروم والأب يوحنا الأنطاكى من كتابات العلامة المصرى أوريجانوس المنهج التفسيرى الأوريجانى فى تفسير الكتب المقدسة. بداية مهاجمة التفسيرات الأوريجانية الرمزية بالعودة إلى الحرفية فى حوالى عام 373 بدأ القديس أبيفانيوس (315- 403م) أسقف سيلاميسى بقبرص كتابه عن الهرطقات " خزانة العلاج لشفاء كل الهرطقات" وقد كان ناسكاً أراد أن يرد على كل الهرطقات، وظن أن العلامة أوريجين قد أفسد نقاوة الإيمان الحقيقى (بقصد البسيط) بسم الثقافة الوثنية، وقد إعتبر كتاباته هرطوقية دان فيها أولاً وقبل كل شئ ميله لتفسيره العبارات الحرفية الواضحة برمزية روحية، خاصة روحنة تعليم القيامة لم يقصد أبيفانوس إدانة أوريجين الراقد، بل قصد جزء من كتاباته رآها من وجهة نظرة ليست سليمة ولكنها هرطوقية لأنها رمزية وإبتعدت عن الحرفية البسيطة وفى عام 394 قامت مناقشة بين يوحنا اسقف أورشليم ومعه روفينوس كاهن أويلية وكانا الإثنان معجبان بالعلامة أوريجين وكتاباته، وبين جيروم الذى إعتبر أوريجين هرطوقياً يؤيده بلا شك أبيفانيوس أسقف سلاميس.. الثورة الفكرية التى أحدثتها الكتابات الأوريجانية بين رهبان مصر الرهبنة فى بدء قيامها فى مصر تأسست على الممارسة العملية لآيات الكتاب المقدس وتنفيذ الوصايا الإنجيلية والنمو فى سلم الفضائل الروحية والقداسة والصراع فى البرية ضد قوات لاشر الروحية هذا ما أعلنه اثناسيوس الرسولى فى كتابه عن القديس أنطونيوس، وكانت فى البداية لا تحتوى على أى إتجاه تأملى عقلى، ولكن ما ان تسللت الأوريجانية " التفسير الرمزى والمجازى " إلى بعض الرهبان والنساك حتى وجدوها لذة وغاية فى الإنطلاق فى تاملات إلهية عميقة وبهذه التأملات الروحية أثار الفكر الوريجانى ثورة فكرية فى الحياة الرهبانية وخاصة بين رهبان مصر. وخرج القمص العلامة تادرس يعقوب الملطى بنتيجة فقال " نستطيع القول أن الكتابات الأوريجانية هى سر التحول الرهبانى من نسكيات مجاهدة لأجل الفضيلة إلى نسكيات مجاهدة من أجل التأمل أو التأوريا.. "وفى حوالى عام 370م عشق رهبان نتريا الفكر الأوريجانى فى التفسير وحفظ كثير منهم كتابات العلامة المصرى أوريجانوس، وكان الأخوة الطوال فى مقدمة هؤلاء الذين حفظوا عن ظهر قلب الملايين من سطور كتابات أوريجانوس، وإشتهر الإخوة الطوال بالقداسة والنسك والزهد الشديد، وسجل التاريخ نضالهم ضد الأريوسية وذهب أحدهم مع البابا أثناسيوس الرسولى إلى نيقية، وكانوا على علاقة طيبة مع كل من البابا أثناسيوس الرسولى 20، والبابا تيموثاوس 21، وكانوا على علاقة طيبة مع البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 حتى عام 400م وكان قد احبهم واكرمهم فرسم ديسقوروس أسقفاً على هرموبوليس، وأراد أن يرسم أخاً آخر منهم أسقفاً إلا أنه قطع اذنه، ورسم الأثنين الباقيين كاهنين عنما رفضاً الأسقفية وأراد البابا أن يبقيهما بالأسكندرية ولكنهما فضلا سكنى البرية وفى شقوق الأرض لممارسة عباداتهم الروحية. وقوع اغلبية من الرهبان فى بدعة وهرطقة تصور شكل الله الإنسانى فى منطقة الأسقيط حيث كان يتواجد أعداد كبيرة من الرهبان وكانوا فيما يبدوا على درجة بسيطة من العلم، رفضوا التفسير الرمزى الأوريجانى رفضاً قاطعا بل أنهم إعتبروا الرهبان الذين يأخذون به أعداء وهراطقة، وقاموا بتفسير العهد القديم تفسيراً حرفياً فتصورا أن الإله له وجه وعينان وأيدى وأعضاء جسدية وفسروا بعض الايات التى وردت فى العهد القديم بلغة يفهمها البشر بتفسير حرفى كقول العهد القديم إسجدوا عند موطئ قدميه (مز99: 5)عيناى على أمناء الأرض... المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عينى (مز 101: 6، 7) يداك صنعتانى وأنشأتانى (مز119: 73)أضئ بوجهك على عبدك وعلمنى فرائضك (مز114: 135)وهكذا سقطوا فى بدعة جديدة إعتنقوا فكر تجسيم شكل الإله أو تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism كان رأس وقائد هذه البدعة أفوديوس من بين النهرين وجر ورائه الكثيرين من الرهبان... وحدث نزاع فكرى بين الوريجانيين من جهة وأصحاب هرطقة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism كم جهة أخرى وأصبح هناك حزبين من الرهبان وكثر اللغط والكلام حول هل للإله أعضاء جسدية؟ وهكذا أصبح فى مصر فريقان من الرهبان فريقاً وصل إلى أقصى درجات العلم فى التفسير وهو الفريق الذى تبنى التفسير الرمزى الأوريجانى وآخر فريقا من الرهبان جاهلاً تصور أن للإله أعضاء جسدية حسية وكان للأسف الرهبانمن أصحاب بدعة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism هم الأكثر عدداً وقوة، فقد كان التعلم فى الأزمنة القديمة لا يقدر عليه إلا الأغنياء وكان يعتبر شكلاً من أشكال الرفاهية إنقسم رهبان مصر إلى قسمين أكثرية سقطت فى بدعة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism وأقلية رهبانية كانت تفسر الإنجيل بطريقة رمزية كان أول من بدأ بها هو العبقرى أوريجانوس العلامة المصرى، وكان البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 يميل إلى الإتجاه الأوريجانى الرمزى فى التفسير وفى عام 399م كتب البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 رسالته الفصحية التى تقرأ فى كل الكنائس والتى كان من العادة إرسالها ويحدد فيها عيد القيامة حسب قوانين مجمع نيقية، وفى هذه الرسالة لمح البابا بطريقة غير مباشرة أنه لا يليق بنا أن نعتقد فى الإله بطريقة جسمانية مادية لأن الإله روح، إذ هو غريب عن الشكل البشرى وقد روى القديس يوحنا كاسيان فى كتابه " المناظرات " أثر هذه الرسالة على جماعات الرهبان، فقد رفضت المجامع قرائتها ، ما عدا القديس بفنوتيوس الذى كان أباً لمنطقة شهيهيت العليا، الذى تلاها فى مجمعه وما أن عرف الراهب البسيط صرابيون وهو من أنصار بدعة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism ما جاء فى الرسالة حتى رأس حركة مقاومة لهذه الرسالة وسرعان ما إنضم له أعداد غفيرة من الرهبان وكان هذا الراهب بسيطاً وزاهداً وناسكاً الرهبان يهددون البابا بقتله لأنه هرطوقى وسرت نار التمرد والثورة فى قلوب الرهبان التى خرجت للبرية للصلاة والجهاد والفضيلة، وبالرغم من أنهم يعتنقون فكراً هطوقياً إتهموا البابا بأنه هرطوقى وتجمعوا فى جماعات بالإسقيط وتحركوا فى حشد غفير إلى الإسكندرية، فأحاطوا بالبطريركية يصيحون ويتوعدون بالقضاء على البابا الهرطوقى مهددين بقتل صاحب البدعة والهرطقة البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 هذا ما سجله المؤرخون القدامى إلى من إنحاز البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23؟ ويقول العلامة القمص تادرس يعقوب ملطى عن هؤلاء الرهبان الهراطقة: " أن كثيرين منهم كانوا بسطاء وعباد روحيين، ويسهل قيادتهم ويبذلون حياتهم من أجل طاعة مرشديهم الروحيين، وكانوا مملوئين حباً للإله الذى ظنوا أنه له شكل مجسم، ورأى البابا ثاؤفيلس البطريرك أن الوقت ليس وقتاً للجدال والنقاش بل أراد كسب صداقتهم حتى يعالج ألمور بهدوء وسكينة.. بحكمة إلتقى بهم قائلاً بلطف: " إذ أراكم أنظر وجه الإله "ففسروا قوله تفسيراً حرفياً كعادتهم وفعلاً خفت حدة غضبهم، واجابوه: " إن كنت حقاً تقول بوجود ملامح لٌله مثلنا فإحرم كتب أوريجانوس، فقد إستخرج البعض منا أدلة تخالف قولنا، وإن لم تفعل ذلك فتوقع منا معاملتك كهرطوقى عدو للإله " وأجابهم البابا ثاؤفيلس البطريرك: انى مهتم بهذا الأمر، ومستعد أن أجيب طلباتكم، لا تغضبوا على، فإنى لست موافقاً على أعمال أوريجين وألوم من يقتنيها " عاد الرهبان إلى أديرتهم، وكاد الموقف ينتهى عند هذا الحد كقول المؤرخ سقراط لولا ثورة الأخوة الطوال، فقد رأوا فى تصرف البابا جبناً وإستهتاراً بالعقيدة ومجاملة على حساب الحق.. " وفى الفصح التالى عقد البابا مجمعاً وحرم أوريجينوس وكل من يقرأ كتابات أوريجين، وهكذا نفذ البابا طلبات الهراطقة ووجد الأخوة الطوال أنفسهم فى حالة حرم لأنهم يحبون كتابات أريجانوس وتفسيره الرمزى للكتاب المقدس، فتمردوا أيضاً ولكن كان البابا سريعا فى التحرك فقاد قوة عسكرية وذهب إلى اديرتهم وقام بحرق صوامع الرهبان واحاط الجنود بالرهبان وإختبئ الأخوة الطوال فى بئر عميقة وقتل أحد الرهبان وهو يصلى فى صومعته ويقول الملكيين انه قتل كثيرين من الرهبان الإوريجانيين ثم هربوا من الجنود وإعتصموا فى الكنيسة.
المزيد
27 نوفمبر 2024

الذي يحب أن ينتفع

الذي يحب أن ينتفع، يبحث عن المنفعة، وليس الكلام الكثير هو الذي ينفعه بل إن مجرد كلمة واحدة قد تغير حياته كلها.. بل أنه ينتفع أيضًا من الصمت، كما قال القديس بفنوتيوس عن أحد ضيوفه:"إن لم ينتفع من سكوتي، فمن كلامي أيضًا سوف لا ينتفع"عبارة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس، كانت سببًا في رهبنته، وفى تأسيس هذا الطقس الملائكي. وعبارة أخرى كانت سببًا لدخوله في البرية الجوانية وحياة الوحدة إن الله لا يشترط أن يعلمك بكلام كثير، إنما تكفى عبارة واحدة، والوصايا العشر عبارات قصيرة، ولكنها تحمل كل التعليم والصلاة الربانية عبارات قصيرة وتحمل عمق طلبات الصلاة والذي يحب أن ينتفع، يسعى وراء المنفعة بأي ثمن كان السواح يتحملون أسفارًا طويلة، لكي يسمعوا مجرد كلمة من أحد الآباء، والآباء أنفسهم كانوا ينتفعون، من أي منظر، وحتى من أبنائهم إن الذي يطلب الخير يجده ولو في كلمة عابرة، من أي أحد، ولو في حادث عابر، حدث له أو لغيره. ينتفع حتى من أخطائه، ومن أخطاء الناس قال أحد القديسين "لا أتذكر أن الشياطين أطغوني في خطية واحدة مرتين" ذلك لأنه انتفع من سقطته الأولى، فاحترس من الثانية والسيد المسيح دعانا أن ننتفع من منظر زنابق الحقل، ومن طيور السماء، ونأخذ منها دروسًا في الإيمان وفي رعاية الله إن مصادر المنفعة موجودة: ليست في كلام الوعاظ فقط، ولا في الكتب الروحية فحسب، وإنما في كل مكان، وفي كل وقت. والمهم هو: هل تريد أن تنتفع أم لا وصوت الله يصل إلى كل أحد، بأنواع وطرق شتى. ولكن "مَنْ له أذنان للسمع فليسمع". قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد
26 نوفمبر 2024

الكاهن

الكاهن له ثلاث وظائف رئيسيّة.. أولاً: الشفاعة، ثانيًا: الأبوّة والرعاية، ثالثًا: التعليم. وفي هذه المهام الثلاث يمثّل الكاهنُ الكنيسةَ، ويتمّم دورها في العالم.. فالكنيسة أولاً هي الوسيطة والشفيعة بين الله والبشر، تنقل إليهم نعمته وبركات خلاصه، وترفع إلى السماء صلوات الناس واحتياجاتهم.. وثانيًا في الكنيسة نلمس أمومة فيّاضة بالحُب ورعاية ساهرة، ونتمتّع فيها بأحضان الآب المفتوحة.. وأخيرًا الكنيسة هي مصدر التعليم النقي المُشبِع للنفس بإرشاد الروح القدس.. 1- الكاهن شفيع: في العهد الجديد يُسمّى الكاهن "إبريسفيتيروس" وهي تعني "شفيع" من كلمة "إبريسفيّا" التي تعني شفاعة. فالكاهن شفيع في شعبه وفي كلّ العالم شفيع يقف أمام الله لكي يقدّم تضرّعات الناس، ويطلب من أجل انسكاب نعمة الله وغفرانه ومواهبه عليهم هو شفيع مرتبط بالمذبح، يستمدّ منه قوّته وسلامه، ويتغذّى منه ويغذِّي أولاده وظيفة الكاهن الأولى هي الصلاة كما قال صموئيل النبي الكاهن في إحدى المرّات: "حاشا لي أن أخطئ إلى الرب، فأكفّ عن الصلاة من أجلكم" (1صم12: 23) وعن طريق الصلاة يمتلئ الكاهن بالقوّة، ويتجدّد سلامه الداخلي، ويعطيه الله حكمة ومعونة فيصير بركة لكثيرين كما شفع موسى في شعبه مرّاتٍ عديدة، هكذا تكون مسرّة الكاهن أن يقف بين الله والناس في القدّاس الإلهي، باسطًا يديه، رافعًا توبة شعبه إلى السماء، متشفّعًا بحرارة من أجل غفران الخطايا، وانسكاب النعمة الإلهيّة على كلّ إنسان كقول القديس بولس الرسول: "إِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ" (في2: 17) صلاة الكاهن هي أهم عنصر في خدمته، كما كان معلّمنا بولس الرسول يفعل دائمًا: "لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ، لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ" (كو1: 9-10)، "نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا" (1تس1: 2) وعن طريق الصلاة ينسكب على قلب الكاهن روح الأبوّة، ويمتلئ حكمةً في الرعاية، وتنفتح عيناه على أسرار الكلمة الإلهيّة، فتجري كلمة الله بفيض على فمه. 2- الكاهن أب وراعي: هو أب يلد نفوسًا للمسيح، ويرعاها بإخلاص وحبّ وعمليّة ولادة النفوس للمسيح ليست سهلّةً، بل هي تُشبه مخاض الحُبلى وهي تلد وهذا ما عبّر عنه معلّمنا بولس الرسول عندما كان يخاطب أهل غلاطية: "يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ" (غل4: 19) فالكاهن عليه أن يبذل جهدًا هائلاً بالصلاة والحُب والتعليم، حتّى تظهر صورة المسيح في الذين يخدمهم أمّا شكل الرعاية المطلوبة منه، فهي تتلخّص في ما قاله الله في سِفر حزقيال: "أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا أُخَلِّصُهَا مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَشَتَّتَتْ إِلَيْهَا أَرْعَاهَا فِي مَرْعًى جَيِّدٍ وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ" (حز34). 3- الكاهن معلِّم: "شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْجُنُودِ" (ملا2: 7) هذا هو فكر الله من ناحية الكاهن لذلك عليه أن يفهم الإنجيل، ويعيش الإنجيل، ويُعَلّم الإنجيل الكاهن ليس فقط هو خادم الأسرار، بل هو أيضًا معلّم الإنجيل يُخرِج من كنوزه جُدُدًا وعتقاء، ويحاول باستمرار أن يوصِّل رسالة الخلاص بطريقة مناسبة لكلّ إنسان، لكي يخلّص على حالٍ قومًا (1كو9: 22) الكاهن هو وكيل الله الذي يجتهد أن يتمّم قول السيّد المسيح عن الوكيل الأمين الحكيم (لو12: 42-44) الذي يقيمه السيّد على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه، طوبي لذلك الوكيل الذي إذا جاء سيّده يجده يفعل هكذا، فسوف يكافئه بأن يُقيمه على جميع أمواله ما أجمل العبارة التي قالها أحد الآباء:"أنهار المياه الحيّة تنحدر من أحضان الثالوث القدوس لكي تروي العالم عبر الكاهن". القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء بشيكاجو.
المزيد
25 نوفمبر 2024

قضية العفة من منطلق مسيحى (٤)

العفة والوسط الاجتماعي هل تتأثر العفة بالوسط الاجتماعي ؟ وإذا كانت تتأثر بالأجواء الاجتماعية فما هو الحل ؟ هل يهرب الانسان من وسطه ؟ أم يغير أجواءه ؟ وإذا لم يستطع أن يغير الجو الاجتماعي الذي يحيا فيه فما التصرف إذن ؟ ! العفة لا تتاثر بالوسط الاجتماعي : العفة اذا تأصلت في انسان روحي فانها لا تتاثر بالوسط الاجتماعي ، بل انها تؤثر فيه تشكله ولا تتشكل به ، تحكم عليه وتدينه ولا يحكم عليها من أحد العفة إذا ما تعمقت جذورها في حياة أولاد الله تصبح كالشجرة القوية التي على مجارى المياه تصد الرياح وتحطمها ولا تستطيع الأنواء أن تقتلع منها فرعا ولا أصلا العفة هي نمط حياة الانسان الذي تمرس في السلوك الروحاني وعرف المنهج المبارك وإختبر مسالك الطريق السماوى فلا إنحناء تدخله في التيه ولا فخاخ تسقطه في العثرة والهلاك وعندنا في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة نذكر منها نوح كارز البر حفظه الرب وحده ، وجلب طوفانا على عالم الفجار كله . لوط البار كان بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً فيوماً،نفسه البارة بالأفعال الأثيمة . لقد أنقذه الرب من مدينة الدعارة ويعلم الرب أن ينقذ أتقياءه من التجربة ويحفظ الأئمة إلى يوم الدين معاقبين (۲ بط ۹:۲ ) ويوسف العفيف عاش في بيت العثرة وكانت الخطيئة تلح عليه يومياً ، وظل أميناً ، مفضلا بالأحرى أن يدفع إلى السجن عرياناً وهو لابس ثوب العفة أمام الله وسوسنة العفيفة في العهد القديم وبوطامينا العفيفة في تاريخ الكتبسة وجاورجيوس ، وبربارة ، وألوف من شهداء العفة، إنما هم مشاعل تضيء درب القداسة لمن يريد أن يهتدى ويسير فيه على ذلك تستطيع أن نقول ان كثيرا من الاعذار التي يبديها الشبان والشابات عن سقطاتهم وعثراتهم ، انما هي أعذار واهية نحتاج في جيلنا هذا إلى أناس راسخين غير متزعزين ، ثابتين على الايمان ، أمناء في الشهادة ، أقوياء في القتال يتحدون الصعاب ،و يبطلون كل حروب العدو ، ويصعدون إلى قمم الفضيلة محمولين على أجنحة النسور والعفة تتأثر أحياناً بالأجواء الإجتماعية : فالفتي المبتدىء فى حياته الروحية إذا عاش في جو كله مناظر معثرة وحروب جنسية شديدة ، قد يؤثر عليه المناخ الذي يحياه فيسقط والفتاة المبتدئة فى إختبار الحياة الجديدة ، إذا لم تقطع صلتها بالمعثرين ، وترفض العلاقات الشبابية ، قلما تستطيع أن تواكب الطريق الروحاني هنا يقول الكتاب "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها ، واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقی "( ۲تی ۲ : ۲۲) كما يقول أيضاً : "لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم فتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " ( رو ۱۲ : ۲ ) وقد يقول قائل : إنى قوى ،والدعوة إلى الهروب هي دعوة للضعفاء، نقول له إن الخطية قد طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء وإن هناك ناموسا في داخل الانسان يسبيه إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائه (رؤ ٧ : ٢٣ ) لأجل هذا يعتبر الهروب قوة وجبروتا ونصرة ، لأنه انتصار على میدانين : أحدهما في الخارج ، والآخر في الداخل أما إذا كان الحروب مستحيلا ، بسبب بعدى الزمان أو المكان ،فهنا يأتينا القول الالهى و إسهروا - اثبتوا - كونوا رجالا . تقووا : (١كو ١٣:١٦ ) يحتاج الموقف إلى إيمان وصمود ، وكذلك إلى اتضاع مستمر . وهنا يصلح تدريب صلاة "اللهم التفت إلى معونتي يا رب أسرع وأعنى "صفوة القول انه ان امكنك تغيير الوسط التبعد عن العشرة ، فلا تتوان ، فهذا أفضل . ولكنه ان استحال التغيير ، فالأمر يتطلب معونة مستمرة وحيثما كثرت الخطية ازدادت نعمة الله وتفاضلت جدا هنا اكليل كأكليل الشهداء . هذا ما يقوله أحد الآباء القديسين الاكليل يأخذه الشهداء في لحظة انتصار وأما مناضلو العفة ينالونه بعد جهاد زمن وعمر طويل والله لا ينسى تعب المحبة أيها الأحباء الرب آت قريباً تشددوا وتشجعوا وكونوا رجالا . نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن مجلة الكرازة العدد الرابع الاربعون عام ١٩٧٥
المزيد
24 نوفمبر 2024

انجيل قداس الأحد الثالث من شهر هاتور

تتضمن الحث على الأعراض عن الاشياء الجسدية والاهتمام بطلب الكنوز الباقية مرتبة على قوله بفصل اليوم: "من منكم وهو يريد أن يبنى برجاً لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله" ( لو ١٤ : ٢٥ - ٣٥ ) إذا كان الملوك والتجار والمزارعون لا ينفقون أموالهم ولا يبذرون الناتج منها إلا إذا أعجبهم تقدير فوائد المتاجر وتعين لهم خصب الزراعات فأنهم حينئذ ينهضون وينفقون اما إذا حسبوا التكاليف والنفقات وتعينت لهم الخسائر والغرامات فانهم حينئذ يعرضون ولا يتكلفون وإذا كان هذا فعل هؤلاء في الحاضرات فكيف لا نفعل نحن في الباقيات ؟ وما بالنا نضيع أموالنا باطلاً وننفق كنوزنا مجاناً ونجعل أتعابنا واجتهادنا للكيمان والمزابل ولا نتصرف فيما كما ينبغى وكيف لا نفكر فى مثل هذا قائلين: أين فوائد أتعابنا أمس وما قبله؟ أين ثمرة أجتهادنا في سني عمرنا ؟ أين هي أطعمتنا واشربتنا واجتماعاتنا ؟ أليس قد ذهب سعينا باطلاً؟ وما حصلنا سوى الخسران والهوان فكيف لا نسأل عن المرتجاة ونختار الأراضي النقية قبل أن ننفق أموالنا باطلاً. ونضيع البذار في السباخ عبثاً.وما بالنا ننظر أتعابنا كل يوم متتابعة وكنوزنا خالية من الباقيات ولا ننهض من نومنا ونتيقظ من غفلتنا ونجتهد في تحصيل حظوظنا ونسلك في مسالك الفائزين. يا للعجب من كون الذين يرومون الأموال تراهم دائماً هائمين مجتهدين متحايلين فلا يلتذون بطعام ولا بشراب ولا بنوم ولا براحة. لكنهم يرومون الزيادة بمفارقتها ولا نجتهد نحن كذلك في فوائد الباقيات .ونتهافت على الإكثار بالسمائيات وكيف لا نسمع قول ربنا حيث ينبهنا دائماً بقوله: " لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس ... " ( مت ١٩:٦) وبقوله " وبقوله " لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه "( مت ٣٤:٦) وقوله : " اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي "( يو ٢٧:٦) وقوله "أدخلوا من الباب الضيق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدى إلى الحياة . وقليلون هم الذين يجدونه" ( مت ١٣:٧-١٤) فإن قلت ما هو الباب الضيق ؟ أجبتك : هو شريعة الله التي تقمع شهواتنا ثم الطاعة والأمساك والإماتة ونحو ذلك مما هو تقيل على أصحاب الشهوات وطالبي الأرضيات ولكنه طيب وخفيف على الروحيين والناظرين إلى العتيدات اما الباب الواسع والطريق الرحب فهو الشهوة والحرية غير المرتبة والحنجرة والمال ونحو ذلك ارايتم كيف يمدح العيشة التقشفية ويذم العيشة الناعمة ؟ . وكيف يثني على السائرين في المسالك الضيقة ويعطى الويل للمتنعمين أو ما سمعتم قوله : " كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً" وقوله: " الملح جيد ،ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح " ( لو ٢٣:١٤-٣٤) ومعناه انكم انتم الذين ينبغي لكم أن تصلحوا الأمم بحسن سيرتكم وإضاءة أعمالكم وحبكم للفضيلة تفسدون وتفقدون حرارة الروح التي فيكم فلا تصلحون إلا للاحتقار فتطردون وتداسون فسبيلن أن نتفهم هذه الأشياء ولا ننساها بل نتذكرها دائماً لنفوز بالخيرات بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا الذى له المجد إلى الأبد أمين. القديس يوحنا ذهبي الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
23 نوفمبر 2024

فتيلة مدخنة لا يطفئ

قيل عن ربنا يسوع المسيح ” قصبة مرضوضة لا يقصف .. وفتيلة مُدخنة لا يُطفئ “( مت 12 : 20 ) هو إله رجاء قادر أن يُصلح ما قد تلف كثيراً ما يُصاب الإنسان بروح يأس أو فشل ” قال الجاهل في قلبه ليس إله “ ( مز 14 : 1 ) نتحدث في ثلاث نقاط مهمين في هذا الموضوع :- أولاً أهمية الرجاء :- معلمنا بولس الرسول يقول ” لأننا بالرجاء خلصنا “ ( رو 8 : 24 ) إن الذي جعل الإنسان يبقى في الحياة هو الرجاء بعد سقوطه في البداية والذي جعله يحتمل صعوبة العقوبة إن هناك وعد بخلاص والذي جعل الإنسان يتصالح مع نفسه ومع الله هو الرجاء تخيل لو فقدنا رجاءنا في خلاصنا ماذا يُصيبنا ؟ وبالطبع هذا ما يرغب فيه العدو لذلك يقول الكاهن في القداس ” لا تقطع رجاءنا يا سيدي من رحمتك “ ومعلمنا داود يقول ” انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح إلى الليل من محرس الصبح فلينتظر إسرائيل الرب لأن الرحمة من عند الرب عظيم هو خلاصه وهو يفتدي إسرائيل من كل آثامه “ ( مز 130 : 5 – 8 ) رأينا مريض بيت حسدا ثمانٍ وثلاثين سنة يجلس بجانب البِركة ينتظر الرجاء ( يو 5 : 2 – 9 ) ويقول الحكيم ” لكل الأحياء يوجد رجاء فإن الكلب الحي خير من الأسد الميت “ ( جا 9 : 4 ) إن لك رجاء في كل نموذج وضعهُ الإنجيل ليجعلك صاحب رجاء أمنا سارة أعطاها الله نسل بعد فوات الأوان ” أ بعد فنائي يكون لي تنعُّم “ ( تك 18 : 12 ) لذلك في سفر أشعياء يقول ” ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد “ ( أش 54 : 1) إن الله أحبَّ أن يعلن قدرته في أُناس ميؤس منها تماماً عندما شفى أعمى ” إنساناً أعمى منذ ولادتهِ “ ( يو 9 : 1) أي وهو جنين وهو أعمى أيضاً لعازر الذي مات وكان له أربعة أيام في القبر ( يو 11 : 17) أي حالة مستحيلة ومستعصية الله قادر على إقامة ميت بعد أربعة أيام والكنيسة تقول له ” أنت رجاء لمن لا رجاء له وعون لمن لا عون له “ يقول أحد القديسين ” إن كان للموتى رجاء هكذا يكون رجائي فيك “ لأن الخطية جعلته مثل لعازر الذي قد أنتن في القبر وقال له أيضاً ” ليس لي مرثا ولا مريم يدعوك لإقامتي “ إن الخطية جعلت كثيرين جرحى ولا يوجد حل إلا في المسيح يسوع جميل معلمنا داود قوله للرب” اقترب إلى نفسي فكها “( مز 69 : 18) والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” كل ما زادت الحالة تعقيداً كل ما زاد الطبيب مهارة “ لذلك يزداد هذا الطبيب في قيمته ” كما أن الطبيب يُمدح بمرضاه .. فإن يسوع يُمدح بالخطاه “ جميل جداً أن تنتظر الرب كالسامرية ” كان لكِ خمسة أزواج والذي لكِ الآن ليس هو زوجكِ “( يو 4 : 18) . ثانياً الرجاء بالمسيح :- إجعل رجاءك بالمسيح بالأكثرولا تنظر إلى نفسك ولضعفاتك بل انظر له هو ” أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ “ ( غل 2 : 20 )” أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقويني “ ( في 4 : 13) ” يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني “ ( مت 8 : 2 ) حوِّل الموضوع عنده هو صاحب الخلاص ” اللهم باسمك خلصني وبقوتك احكم لي “ ( مز 54 : 1) الإنسان يوعد ويخلِف لكن الله يوعد ولا يخلِف فقل له " إوعدني إنت يارب " إلتمِس الرجاء منه فالله يسمح أن ندخل في خطايا كبيرة لكي يُعلن لنا :- ضعفنا . إحتياجنا . إعرف ضعفك واجعله يقودك إلى معرفة القوة القديس مارإسحق يقول ” إن الذي يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة “ أحد الآباء يقول لربنا يسوع ” ليس لي مسرة على سقوط وليس لي قدرة على قيام “ أنت مصدر الخلاص لا توجد أعمال بر بدون المسيح فهناك من يصلي ويصوم ويعطي صدقة ومع ذلك لا يعرفون المسيح فالبر يجب أن يكون بالمسيح فنجد معلمنا بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس ” فتقوَّ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع “ ( 2تي 2 : 1) مهما كان حال الإنسان وضعفاته عليه أن يتمسك بالله ونسمع عن قصة في بستان الرهبان عن قديس كان دائم السقوط لكنه كان يرفع عينه إلى الله ويقول له " أُنظر يارب إلى شدة حالي وانتشلني إن شئت أنا وإن لم أشأ لأنك تعلم إني من تراب " ويرجع ويقول له " إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة ولكن إظهر مجدك فيَّ أنا المحتاج إلى عمل محبتك " عند الوقوع لمرات كثيرة ثم أقف مرة أخرى فإن المحصلة في النهاية لصالحي لذلك الآباء القديسين يقولون ” إن المجاهد يُكلل بكثرة جراحاته “ الله لا ينظر لنا إن كنا نقع أم لا بل ينظر لنا إن كنا نجاهد أم لا نجاهد لذلك يقول أيضاً الآباء ” إن الله لن يسألك لماذا سقطت ولكنه سيسألك لماذا لم تتُب “ أبونا بيشوي كامل كان يقول أنه هو أيضاً بيقع في خطايا كثيرة ولكن الفرق بينه وبيننا إنه يرجع ويصالح الله سريعاً . ثالثاً خطورة اليأس :- أ- الفشل :- الفشل هو أن يشعر الإنسان إنه سيظل كما هو ومستحيل التغيير معلمنا بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس ” الله لم يُعطِنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح “ ( 2تي 1 : 7 ) حذاري وأنت تجاهد أن تضع في ذهنك النتيجة بالفشل هناك مقارنة بسيطة بين جهاد الذات وجهاد النعمة :- جهاد الذات هذا جاء من الغرور كيف أكون أنا كذلك ؟! جهاد لا يقبل السقوط ونتيجته لا توَّصل إلى أي جهاد حقيقي . أما جهاد النعمة يأتي بالإتضاع مثل موسى الأسود الذي ذهب إلى أب اعترافه ثلاثة عشرة مرة في ليلة واحدة هذا جهاد يأتي بالنعمة جهاد يقبل أن يكون ضعيف ويسقط وهذا السقوط يأتي بمزيد من الإتضاع والتذلل أمام الله ما الفرق بين توبة يهوذا وتوبة بطرس ؟ يهوذا تاب ورجَّع المال واعترف إنه سلِّم دم برئ لم يشعر بضعفه ولا بقبول توبته فمات بفشله ومات بيأسه جميل أن تقول ” كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله “ ( تك 39 : 9 )إحذر التوبة التي تقوم على الذات والفشل . ب- الإستهتار :- كثرة التبريرات والأعذار التي جعلت أيوب الصديق يقول ” الإنسان الشارب الإثم كالماء “( أي 15 : 16 ) الحكيم يقول في سفر الأمثال ”الرخاوة لا تمسك صيداً “ ( أم 12 : 27 ) جميل أن يكون لك قانون روحي وعدم استهتار ” خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم “( نش 2 : 15) . ج - التأجيل :- لا تؤجل إبدأ الآن قل " يارب ارحمني واقبلني " لأن أي اشتياق غير مضمون أن يُعاد” أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم “ ( رو 13 : 11) ” الآن يوم خلاص “( 2كو 6 : 2 ) إستفيد بنداءات الله وتجاوب لأن عدم التجاوب يزيد القساوة قد تأتي مرحلة في العمر يجد الإنسان نفسه غير متجاوب مع أي نداءات وأي فِعل كل ما سمِع الإنسان وأجِّل هذا يعمل على قساوة قلبه فأي نداء مصدره من الله وعدم الذهاب مسئوليتي أنا لذلك يقول أحد القديسين ” إن في الدينونة الله يُطالبنا بثمن توسلاته السابقة “ وقيل عن سكان الجحيم إنهم كانوا ينوون التوبة ولكنهم أجلوها ربنا يقبل توبتنا ويعطينا رجاء من عنده ربنا يقبلنا ويعطينا رجاء ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل