المقالات
02 أغسطس 2023
كلمات تعزية في الشدائد
قال داود النبي للرب "اذكر لي كلامك الذي جعلتني عليه اتكل، هذا الذي عزاني في مذلتي"، وأنت أيضًا في فترات مذلتك، اذكر الآيات الآتية فتتعزَّى ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر (مت 28: 20) كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ (سفر إشعياء 54: 17) قفوا وانظروا خلاص الرب الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون (خر14: 14) لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجون عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض (مز 124) الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض (تك28: 15) يحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك (ار1: 19) لا تخف، بل تكلم ولا تسكت لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك (اع18: 9، 10) في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم مرارا كثيرة حاربوني منذ صباي وأنهم لم يقدرواعلى ظهري جلدي الخطاة وأطالوا إثمهم الرب صديق هو يقطع أسنان الخطاة (مز 22) دفعت لأسقط والرب عضدني (مز 117) إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي (مز 22) يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات، أما أنت فلا يقتربون إليك بل بعينيك تعاين ومجازاة الخطاة تبصر (مز 90) الرب يحفظك من كل سوء الرب يحفظ نفسك الرب يحفظ دخولك وخروجك (مز 121) الرب نورى وخلاصي ممن أخاف؟! الرب عاضد حياتي ممن ارتعب؟! إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي وان قام على قتال ففي هذا أنا مطمئن (مز 26) تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار استله وانجح واملك أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
01 أغسطس 2023
حضور الاجتماعات المشبعة
يوصينا الرسول بولس ألا نترك اجتماعاتنا الروحية، بل أن نحرص على حضورها ، كوسيلة جوهرية من وسائل الشبع والنمو الروحي . لهذا ينادينا قائلاً : «غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة » (عب ١٠ : ٢٥). فالاجتماعات الروحية أساسية في الحصول على البركة والتعزية ، والتعليم ، والاحساس بالجماعة الكنسية والجسد الواحد وقد تعودت الكنيسة ـ منذ العصر الرسولى ـ أن تجتمع في مساء السبت (صلاة عشية )، حيث كان المؤمنون يفدون إلى البيعة من جميع المناطق والقرى المحيطة ، و يأكلون معاً في المساء بعد صلاة العشية، وليمة محبة ( أغابي ) ، وهي التي تحدث عنها الرسول قائلاً : « حينما تجتمعون معاً ، ليس هو لأكل عشاء الرب » ( ١کو۱۱ : ۲۰ ) ... أي أنه العشاء الذي بعده يدخل المؤمنون إلى الكنيسة و يصلون صلاة نصف الليل ، التي نقرأ في أحد أناجيلها : «جاء العريس وأغلق الباب » ( مت ٢٥ : ١٠). وبالفعل تغلق أبواب البيعة، فلقد وصل الجميع ، و يبدأون في تسبيح العريس طوال الليل ، ثم يرفعون بخور باكر، ثم القداس ، ثم التناول ، ويخرج المؤمنون بعد ذلك لأغابى أخرى ، ثم ينصرفون إلى بيوتهم وأعمالهم اجتماع مفرح ، يشعرون وكأنهم كانوا في السماء، فكلمة « هيكل » فعلاً معناها « المكان الذي صار سماء» !! فنحن في الهيكل نلتقى بالرب يسوع نفسه ، وجموع القديسين والملائكة، ونحس بوحدتنا الكاملة في جسد الرب ولكن هذا الاجتماع الروحي المشبع حول الافخارستيا ، وما يسبقه من اجتماع محبة سابق وآخر لاحق له ( الأغاني ) هذه الاجتماعات لا تلغى أهمية عقد اجتماعات تعليمية أخرى ، فالرسول يقول : « متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور، له تعليم » (١کو١٤ : ٢٦ ) إذن فهناك اجتماعات تعليمية هامة يجب أن تعقدها الكنيسة ونحضرها نحن .
الاجتماعات التعليمية :-
التعليم هام جدا للخلاص ، فلقد قال الرب « هلك شعبي ، من عدم المعرفة » ( هو ٤: ٦ ). لذلك تحرص الكنيسة على عقد لقاءات لكل مراحل العمر، وفئات المجتمع ، وظروف العصر فأصبحنا نجد كمثال : مدارس التربية الكنسية للأطفال
والفتيان . اجتماعات الشباب : ثانوي ، جامعة ، خريجون . اجتماعات عامة للشعب ونهضات في المناسبات الكنيسة المختلفة . اجتماعات للعمال والحرفيين اجتماعات للأطباء أو المهندسين أو المعلمين إلخ . اجتماعات للمخطوبين أو المتزوجين حديثاً. اجتماعات نوعية لدراسة الكتاب المقدس ، أو اللاهوت ، أو التاريخ الكنسى ،أو العقيدة والطقس .
والهدف من كل هذه الاجتماعات :
١ - تقديم التعاليم الجوهرية اللازمة للخلاص وجود الله ، الثالوث ، ألوهية السيد المسيح ، التجسد، الفداء ، الكتاب المقدس ، الكنيسة ، القيامة إلخ .
٢ - الاشباع الروحي المنتظم ، في خضم وسائل الاعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون وفديو...
٣ ـ حفظ المؤمن من الانحراف ، إذ ينمو في جماعة مقدسة ، فالإنسان اجتماعی بطبعه ، ويحتاج أن يحس بالانتماء .
٤ - المشاركة في الخدمة والنشاطات الكنسية البناءة فلا يكون المؤمن إنساناً سلبيا ، بل يحس بدوره كعضو فعال في جسد المسيح .
٥ ـ الرد على أية شكوك أو مطاعن توجه إلى إيماننا المسيحي الراسخ عبر عشرين قرناً من الزمان لذلك يجدر بالقارىء الحبيب أن يسأل نفسه : ما هو الاجتماع الأسبوعي الذي أنا منتظم فيه ؟ اجتماع اسبوعي على أقل القليل، حيث ينبغي على المؤمن التواجد الكثير بالكنيسة، لمزيد من الشبع والنمو والخدمةوالرب معك ،،
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد الثامن عام ١٩٨٩
المزيد
31 يوليو 2023
كيف نحب الآخرين ؟
تتنوع مظاهر المحبة العملية. فبعد أن تكلمنا عن المحبة الغافرة، وعن الغفران بأنواعه وأبعاده ومفهومه السليم . نتكلم الآن عن :
المحبة المتأنية ( طول الأناة ) :
طول الأناة صفة جميلة من صفات الله ، وهي أيضا ثمرة من ثمار الروح القدس في حياة أولاده وطول الأناة يعبر عنه أحياناً بطول الروح ، أو ببطء الغضب مثلما قيل عن الرب إنه «حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة » (مز١٤٥: ٤). أو أنه « إنه رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء . حافظ الإحسان إلى ألوف ، غافر الإثم والمعصية والخطية » (خر٣٤: ٧،٦). وقد ورد الحديث عن لطف الله وطول أناته حينما حذر القديس بولس الرسول من الإستهانة بطول أناة الله على الخطاة « أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة » (رو٢: ٤). بمعنى أن طول أناة الله لا يعنى التصريح للخاطيء أن يتمادى في شرورة وخطاياه ، بل بالحرى أن يشعر بالخجل من معاملة الله له لطف مقتاداً إياه إلى التوبة. وقد أكد القديس بطرس الرسول هذا المعنى حيثما قال « اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام واحسبوا أناة ربنا خلاصاً » ( ۲بط ٣ : ١٣، ١٤). كما قال أيضاً «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطوء ، لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس ، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة » ( ۲بط ۳ : ۹)
فضائل مترابطة :
حينما يتكلم الكتاب المقدس عن طول الأناة في حياة المؤمنين يقترن ذلك بذكر الصبر أو اللطف أو الترفق ، لارتباط هذه الفضائل معا . « وأما ثمر الروح فهو محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف » (غلا ٥: ۲۲). لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى ، مثمرين في كل عمل صالح ، ونامين في معرفة الله . متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول أناة بفرح » ( أف ١: ١٠). «المحبة تتأتى وترفق » (١کو١٣: ٤). فالصبر يقود إلى طول الأناة، وطول الأناة يقترن باللطف والترفق . وهكذا ترتبط الفضائل بعضها ببعض كثمار للروح القدس الواحد .
طول أناة الله حيثما تتكلم من طول الأناة، ينبغي أن نتذكر دائماً أن الرب كثيراً ما أطال أناته علينا بصفة خاصة، كما أطال أناته على البشرية بصفة عامة ولولا ذلك لما أمكن أن نوجد في رضى الرب على الإطلاق
ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن الرب نفذ حكم الموت بالكامل في آدم في نفس اللحظة التي أخطأ فيها ؟ لقد مات آدم إذ دخل إليه الموت . ولكن الرب أطال أناته .حتى جاء منه نسل كإمتداد مؤقت للجنس البشرى ، وحتى يأتى من هذا النسل من « فيه كانت الحياة » (يو١: ٤). ومن يستطيع أن يسحق رأس الحية و يعيد الحياة إلى الجنس البشرى مرة أخرى ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن الرب لم يطل أناته على البشرية في تاريخها الطويل على مدى آلاف السنين حتى مجيء المخلص ؟ كثيراً ما أخطأ البشر ـ يهوداً كانوا أم أميين وأغاظوا الرب يسوء أفعالهم » الجميع زاغوا وفسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد، (رو۳ : ۱۲). ولكن الرب أطال أناته على الجميع ليرحم جميع الذين يقبلون خلاصه ومحبته ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن الرب لم يطل أناته
يوم الصليب ، فأنزل سخط غضبه على البشر الذين تجاسروا وصلبوا
السيد المسيح ؟ هؤلاء منهم من نخسوا في قلوبهم - بعدالصلب واعترفوا للسيد بلاهوته وآمنوا به وقبلوه مخلصا وفاديا ماذا كان من الممكن أن يحدث ، لو أن الرب، لم يطل أناته على شاول الطرسوسي الذي اضطهد المسيحيين بعنف إلى أن ظهر له الرب في الطريق إلى دمشق ؟ وصار شاول هو بولس الرسول أكثر من تعب في الكرازة بالمسيح ، وأثمرت كرازته في كل مكان لولا طول أناة الله لما أمكن أن يبقى الجنس البشرى منذ البداية ، وما أمكن أن يستمر على مدى الأجيال، ولما أمكن أن يتم الفداء، ولما أمكن أن تتم الكرازة بالإنجيل لجميع الأمم ولما أمكن أن يوجد كل أولئك القديسين الذين تألقت فضائلهم فأناروا المسكونة، وسوف يتألقون مع المسيح في ملكوت أبيهم ما أعظم المكاسب الذي حصلت عليها البشرية لسبب طول أناة الله هذا كلما تصلى في كل ساعة تقول عنه الإله «الطويل الروح الكثير الرحمة الجزيل التحنن الذي يحب الصديقين و يرحم الخطاة الذي لا يشاء موت الخاطيء مثلما يرجع وتحيا نفسه الداعي الكل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة » (خاتمة صلاة الأجبية ) . أهمية طول الأناة :
طول الأناة يعطى فرصة للآخرين ليصلحوا أخطاءهم، أو ليتدرجوا في الفضائل ، فالفضيلة تحتاج إلى وقت لإقتنائها والمحبة تمنح فرصة للآخرين لينتقلوا من دائرة الخطأ إلى دائرة الصواب . لأن المحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق ، ولا تتصيد الأخطاء بل تتأنى وترفق ناظرة بعين الرجاء إلى مستقبل أفضل . وحينما نتعامل مع أخوتنا ، ينبغي أن تطيل أناتنا عليهم مثلما أطال الرب أناته علينا ولعلنا نتذكر المثل الذي قاله السيد المسيح عن العبد المديون بعشرة آلاف دينار الذي توسل أمام سيده ساجداً « يا سيد تمهل على فأوفيك الجميع . فتحنن سيد ذلك العبد واطلقه وترك له الدين» (. مت ۱۸ : ٢٦ ، ٢٧).وإذ لم يتمهل العبد على رفيقه المديون له بمئة دينار،غضب السيد وسلمه إلى المعذبين وقد أكد السيد المسيح في هذا المثل أهمية التمهل على أخوتنا
وإطالة أناتنا عليهم فقال هكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته » (مت ۱۸: ٣٥).الكنيسة في صلاة باكر تذكرنا بوصية القديس بولس الرسول بشأن السلوك المطلوب في علاقة الإخوة ببعضهم «بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة ، مجتهدين تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام » ( أف ٤ : ٢، ٣). إن التحلى بالصبر وطول الأناة يجعلنا نكسب أناساً كثيرين نكسب محبتهم ونكسب ثقتهم وعرفانهم بالجميل كما أنه يجعلنا نكسب كثيراً في علاقتنا مع الله ، إذ يطيل الله اناته علينا بالمثل حتى يأتى بنا إلى الكمال ، وإلى « القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب » ( عب ١٢: ١٤ » .
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الثامن عام ١٩٨٩
المزيد
30 يوليو 2023
موت وحياة الأحد الرابع من أبيب
اليوم هو الأحد الرابع من شهر أبيب وشهر أبيب في بدايته تذكار استشهاد بطرس وبولس قراءات شهر أبيب تدور حول رِبح ملكوت السموات فنجد :-
الأحد الأول كرازة الرسل واختيار ربنا يسوع للسبعين رسول لينادوا أنه قد اقترب ملكوت السموات .
الأحد الثاني شرط دخول ملكوت السموات أن تكون طفل ” إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات “ ( مت 18 : 3 ) .
الأحد الثالث يُقرأ إنجيل البركة وكأنه يقول كلمة الله قادرة أن تُغنيك وتسندك وتُشبِعك وتعطيك ميراث ملكوت السموات .
الأحد الرابع إنجيل إقامة لعازر ( يو 11 ) لعازر الميت تقابل مع كلمة الله وكلمة منه أعطته حياة ” لعازر هلم خارجاً “ ( يو 11 : 43 ) إن أردت رِبح الملكوت عِش الوصايا الوصية تقيم وقادرة أن تنقل من حالة نتن كامل إلى حالة حياة كاملة .
هذا قصد قراءات آحاد شهر أبيب رِبح الملكوت وكرازة الآباء الرسل كانت تُختصر في كلمة واحدة ” توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات “ ( مت 3 : 2 ) كانوا يدخلون مدينة لا يعرفون فيها أحد فينادوا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات كان البعض يلتفت لكلامهم والبعض لا يلتفت وكانوا ينادوا في الشوارع بأعلى الأصوات لأن قديماً لم يكن هناك وسائل للإعلام فكانت هناك ساحات وأماكن عامة يجلس فيها الشعراء والتجار وفكان الرسل يذهبون لهذه الأماكن وينادوا فيها ويتكلم مع مجموعة أو اثنين أو ما هي أكثر الأمور التي تشغلنا الآن ؟ إن الملكوت قريب وإننا نريد أن نربحه وإننا نشتاق له .
اليوم تقرأ لنا الكنيسة إنجيل إقامة لعازر لتقول لنا الكنيسة إن أردنا رِبح ملكوت السموات فربنا يسوع قادر أن يُقيمنا ويعطينا ميراث الحياة الأبدية ويحولنا من ميت منتن إلى حياة جديدة هذه هي الحياة الأبدية والملكوت وبشارة يوحنا بشارة فريدة تركز على لاهوت ربنا يسوع وعلى قوة لاهوت المسيح لذلك هو الذي انفرد بمعجزة تحويل الماء إلى خمر ومعجزة المولود أعمى والمقعد منذ " 38 " سنة وإقامة لعازر معجزات فائقة تدل على قدرة إلهية أنا موضع هذه القدرة الإلهية وهذه القدرة هي من أجلي وهذا رجائي أنا المشلول وخمري فرغ وأنا الذي فقدت بصري بل وليس لي بصر أصلاً أنا رجائي في ربنا يسوع لذلك إنجيل اليوم إنجيل رائع يعطينا وقفة مع أنفسنا يقول ” كان إنسان مريضاً وهو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها “ ( يو 11 : 1) يسوع كان يحب مريم جداً لأنها كانت تجلس تحت أقدامه تسمع وتتأمل يقول ” من قرية مريم “ كان المفروض يقول ” من قرية بيت عنيا “لكن لأن مريم كانت محبوبة لديهِ فكأن القرية مميزة بوجود مريم فيها ممكن لأنك تُرضي الله في بيتك تُنسب المدينة التي تسكنها إليك يسوع يرى بيتك أجمل بقعة في هذه المدينة وقلبك أجمل قلب في المدينة وبدل ما يقول المدينة بإسمها يقول مدينة فلان أي تستطيع أن تقدس بلد بأكملها وتُسمى باسمك لأنك أجمل قلب فيها مدينة مريم أكثر إنسان يُكرم الله في هذه المدينة عاد يقول ” وكانت مريم التي كان لعازر أخوها “ نَسَب كل الناس لها قال مريم ومرثا أختها ثم قال لعازر أخوها المفروض نقول مريم أخت لعازر أي هي تُنسب له لكن هنا قال لعازر أخو مريم أي ممكن أكون محور تركيز من حولي في عين الله أنا أكون وسطهم والله يراني أنا ويقول له انتبه هذه المدينة كلها مسئوليتك لعازر أخو مريم ومرثا أختها والمدينة على اسم مريم ممكن يكون لنا إرضاء الله الذي يجعل المدينة كلها في قلبنا ونحن مسئولين عمن حولنا ماريوحنا له جمل اعتراضية وسط إنجيله لها أسرار ويقول بقصد أن لعازر أخو مريم ومرثا أيضاً أختها ثم يقول أكيد أنت متعجب إني أقول ” قرية مريم “ لذلك أقول لك ” وكانت مريم هي التي دهنت الرب بطيبٍ ومسحت رجليهِ بشعرِها “ جملة بين قوسين وكانت هناك كثيرات دهنَّ قدمي الرب بالطيب من ضمنهن مريم أخت لعازر يسوع كان يحب يستريح عندهم ربنا يسوع كان في أورشليم وأورشليم رفضته لذلك أراد أن يكون خارج أورشليم وكان أي مكان يذهبه خارج أورشليم كان يستريح خلاله في بيت عنيا لأنها كانت تبعُد عن أورشليم 2كم فاستراح عند لعازر ثم ذهب إلى عبر الأردن مسافة سَفَر يومين تقريباً لأنه كان عندهم وقال لهم أين سيذهب وبعدما تركهم تعب لعازر وفي المساء إزداد تعبه فأرسلوا شخص إلى المسيح في عبر الأردن قل له ” هوذا الذي تُحبه مريض “ وذهب الرجل إلى ربنا يسوع وقال له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ماريوحنا قال أنه مجرد أن سمع بتعب لعازر ” مكث حينئذٍ في الموضع الذي كان فيه يومين “ ظلَّ ربنا يسوع في عبر الأردن يومين ثم إنه في خلال سفر الشخص الحامل الرسالة ليسوع كان لعازر قد مات وكان ربنا يسوع يعلم ذلك لكن الرجل لم يكن يعلم وظلَّ ربنا يسوع يومين وقال لتلاميذه ” هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به “ ظلَّ يومين ثم عاد كان بذلك لعازر ميت له أربعة أيام الرجل الحامل الرسالة ذهب في يوم وظلَّ ربنا يسوع هناك يومين ثم عاد لبيت عنيا في يوم بذلك كان لعازر ميت له أربعة أيام ذهب لبيت عنيا وكان الحال قمة الحزن وفي الوفاة كان أهل القرية يجتمعون كلهم وقالت له مرثا” لو كنت ههنا لم يمُت أخي “ كعتاب تقول له أنت تركتنا أو نحن حزانى على موت أخونا الوحيد لكن الجميل أن مرثا أظهرت إيمان عالي ” فلما سمعت مرثا أن يسوع آتٍ لاقتهُ وأما مريم فاستمرت جالسة في البيت “ ربما من شدة الحزن لم تترك مريم البيت أو ربما لم تعرف أن يسوع قد جاء مرثا عرفت فذهبت بسرعة إليه ” فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمُت أخي لكنني الآن أيضاً أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه قال لها يسوع سيقوم أخوكِ “ كل ما تطلبه يعطيه لك الله جيد أن يقف الإنسان مع قدرة الله الفائقة ويتأملها ويأخذ نصيبه منها لنا نصيب في قوة الله لأن قوته ليست لنفسه بل وهبها لنا نحن جيدة الرسالة التي أرسلوها ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ كان ممكن يقولون يا سيد هوذا الذي يحبك مريض هل يوجد فارق بين الجملتين ؟ نعم فرق بين ” الذي تحبه “ و ” الذي يحبك “ هنا يقولون له نحن نُذكِرك بحبك له أنا أُذكرك بأن الشخص الغالي والعزيز لديك جداً مريض الآباء يقولون أن هناك عبارات في الكتاب المقدس تعتبر صلاة سهمية مثلاً عبارة مثل هذه ممكن أصلي بها اليوم كله بل والعمر كله أقول له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ أي أنا مريض بالخطية لما أقول له ” الذي تحبه “ هذه جملة تُقيم دالة بيني وبينه وتُذيب الفواصل أنا ميت لكنك تحبني أنا مريض لكنك تحبني لن أتكلم عن محبتي لك لأنها ضعيفة ومتقلبة لكني أُذكِرك بمحبتك إنت لي ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ عبارات كثيرة في الكتاب نعتبرها صلاة قصيرة مثلاً عبارة السيدة العذراء ” ليس لهم خمر “ ( يو 2 : 3 ) تُعتبر صلاة لأن الخمر في الكتاب يشير للحب والتسبيح أنا ليس لي في حياتي حب كافي لله ولا تسبيح فأقول له ليس لي خمر ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ جيد أن أقول له ” يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني “ ( مت 8 : 2 ) إن أردت ما رأيك أن تشعر بالخصوصية مع أحداث الكتاب ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ هذا وصف لحالي أنا أنا المرض تملَّك مني وأشرفت على الموت وليس لي سوى أن أصرخ لك ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ أُرسل لك الآن رسالة ليست مع رسول لكني أكلمك في صلاتي وأتضرع إليك والذي يرفع لك صلاتي هو الروح القدس الذي هو خير رسول وخير سفير يوصَّل لك أنَّاتي يشفع فينا بأنَّات لا يُنطق بها ما رأيك في إنسان يقف بقلب منكسر أمام الله يقول له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ بالطبع سيسمع ويتراءف حتى لو أجِّل الأمر قليلاً حوِّل كلمات الكتاب إلى كلمات حياة مُغيِّرة فاعلة ولا تكن مجرد نصوص أو كلام بل تداريب عملية لك ليتك تكتشف مقدار محبة يسوع لك مجرد أن تكتشفها عندئذٍ ستطلب منه بدالة ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ وكأنه يقول له هل يرضيك أن حبيبك يمرض الذي أنت تُحبه ؟!
ربنا يسوع مكث يومين في عبر الأردن لماذا يارب مادمت تحب لعازر ؟ لماذا لم تُسرع ؟ أنت تحب مريم وتسمع بمرض أخيها وتتأخر يومين ؟ يقول لكي يتمجد ابن الله لله مقاصد قد يتأخر في الإستجابة رغم إننا محبوبين لديه لماذا تأخر ؟ يقول هناك أمور لا تعرفها ما رأيك أنه لعازر مرض وأتى يسوع في نهاية اليوم وصلى له وشفاه ما قيمة المعجزة هل ستكون مثلما يُقيمهُ من الموت ؟ بالطبع لا هل تكون بقيمة إقامته له بعد أربعة أيام ؟ بالطبع لا في الكتاب عدة درجات لإقامة الموتى صنع منهم ربنا يسوع ثلاثة :
إقامة ابنة يايرس كانت مازالت في حجرتها .
إقامة ابن أرملة نايين كان قد وُضِع في النعش وفي طريقه للقبر .
إقامة لعازر كان له أربعة أيام في القبر .
أيهم أعظم ؟ لعازر أي أنت يا الله تأخرت لكي تتعظم قدرتك في أعين من حولك ويُعلن مجد لاهوتك أم لكي يحزنوا ويتعبوا ؟ يقول لا لكي يُعلن مجد لاهوتي أكثر ويمجدوني أكثر سأتأخر من أجل إعلان مجد وتدبير قد لا يستوعبوه كم طِلبة نطلبها ونجد الله كما يقول ” مكث هناك يومين “ يتأخر يارب أسرع وأعني يقول أُطلب أنت وأنا سآتي في الوقت المناسب كما يقول أحد الآباء ” في كثير من الأحوال تكون عدم استجابة طِلبتنا هي استجابتها “ أي الله يرى ذلك أن الأمر يستمر أكثر لماذا يارب لعازر مريض ؟ والآن قد مات لقد فقدنا الرجاء يقول سآتي وأنت فاقد رجاءك لكي تتعظم قدرتي ونجد ربنا يسوع يحب يتدخل في اللحظات الأخيرة في الهزيع الرابع السفينة تغرق بالتلاميذ وهم يصرخون وهو يتدخل في الهزيع الرابع أخر جزء من الليل لأن الليل أربعة أقسام :-
من الساعة 6 – 9 مساءً الهزيع الأول .
من الساعة 9 – 12 مساءً الهزيع الثاني .
من الساعة 12 – 3 فجراً الهزيع الثالث .
من الساعة 3 – 6 صباحاً الهزيع الرابع .
متى يأتي هو ؟ يأتي في الرابع لماذا ؟ امتحان إيمان وليرى طول أناتك وصبرك وتحمُّلك ليرى اشتياقك ليرى تصديقك للمواعيد في مَثَل العذارى الحكيمات والجاهلات هو تأخر لكن الأمر في أنه تأخر أن نتركه ؟ لا هو تأخر لكي يرى مقدار ثباتك وتحمُّلك ومدى اشتياقك له وصبرك واستعدادك فلا تقُل هو تأخر بل أنا مللت أو أنا صبري قليل وإيماني ضعيف لذلك يقول مكث هناك يومين وعاد مرة أخرى وذهبت له مرثا ولنرى إيمانها قالت له أنا أعلم أنك قادر وكل ما تطلبه من الله يعطيك هذا الكلام تقوله وأخوها في القبر وليس مازال مريض لا ميت وفي القبر له أربعة أيام جيد أن يكون هناك اختبارات لإيماننا تُظهِر جوهره ومعدنه هل إيماني أن الله قادر يُعينني ويُقيمني ؟ هل أعلم أن كل ما يطلبه من الله يعطيه ؟ ما درجة إيماني وتصديقي بقدرة الله في حياتي ؟ أحياناً عدو الخير يقول لي ستظل كما أنت والله عندما يريد أن يفعل سيفعل فلا تطلب أنت وتظل كما أنت لا قل له سأخرج للقاءهِ مريم لما خرجت له لم تخرج للقائهِ فقط بل سجدت له هنا مرثا تعلن إيمانها ومريم داخلها إيمان عميق ويأتي السيد ويقول لهم ” أين وضعتموه “ ؟ لم يدخل البيت يارب يسوع أنت أتيت لتُعزيهم يقول لا أنا لن أدخل البيت ”أين وضعتموه “ ؟ أنا ذاهب إلى القبر ” لم يكن يسوع قد جاء إلى القرية بل كان في المكان الذي لاقتهُ فيه مرثا ثم إن اليهود الذين كانوا معها في البيت يُعزونها لما رأوا مريم قامت عاجلاً وخرجت تبعوها “ المسيح كان بعيد واليهود الذين كانوا في البيت يعزون خرجوا لما وجدوا أصحاب العزى يخرجون إلى أين ؟ للقاء يسوع كل الذين كانوا في البيت خرجوا وحضروا المشهد واللقاء مع يسوع ” مريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته خرت عند رجليهِ قائلةً له يا سيد لو كنت ههنا لم يمُت أخي “ الناس لما خرجت مريم أين تخيلوا إنها ذاهبة ؟ تخيلوا إنها ذاهبة عند القبر لكنها كانت ذاهبة ليسوع جروا وراءها وجدوها تسجد ليسوع لما رآها يسوع سألها لماذا تبكين ثم قال ” أين وضعتموه “ ؟ ” قالوا له يا سيد تعال وانظر “ وذهب إلى القبر وهناك ” بكى يسوع “ لماذا بكى ؟ لأن لديهِ مشاعر كان يُحقق إنسانيته هو إنسان بشر شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية أي لديهِ مشاعر لم يكن لاهوت بدون ناسوت لا كان ناسوت كامل يجوع ويعطش وله أصدقاء ولذلك قال الكتاب ” بكى يسوع “ وقالت الجموع ” انظروا كيف كان يُحبه “ مشاعر يسوع بالنسبة لنا ليست مشاعر بشرية لا بل مشاعر تُقيم من الموت بماذا تُترجم لي محبتك يا الله ؟ أعطنا مال وقطعة أرض وحِل مشاكلي هذا يُبرهن حبك لي يقول لا الذي يُبرهن محبتي لك إني أُقيمك من الموت هل تقبل ؟ هذه هي الهدية التي يريد أن يعطيها لنا ولا يستطيع أحد أن يعطينا إياها المال ممكن نأخذه لكن الذي نحتاجه فعلاً أنه يُقيمك بالفعل ” ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت “ مازال إيمانهم ضعيف وكأنهم يقولون أنه كان قادر أن يفعل أي شئ لكن قبل أن يموت لكن الآن إنتهى لا يستطيع ” فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر وكان مغارة وقد وُضِع عليهِ حجر قال يسوع ارفعوا الحجر “ جيد أن تتأمل في موقف يسوع وموقف الناس وموقف لعازر :-
موقف يسوع كُلي القدرة .
موقف الناس أحياناً لديهم إيمان وأحياناً لديهم شك وأحياناً لديهم نقد وأحياناً أتوا للمشاهدة كأنه مُهرج كثيرون حول يسوع لكن ما هي قلوبهم ؟ داخلهم مريم ومرثا ومعهم أحباء والتلاميذ ومعهم يوحنا تفاصيل إنجيل يوحنا تُعلن أنه كان حاضر المشهد ورآه بعينه مرثا خرجت ثم مريم شخص رأى المشهد تخيل نفسك في المشهد ربنا يسوع أمام القبر ولعازر داخل القبر ونحن نقف ونشاهد ما مدى إيماننا ؟ تخيل أنه أنت داخل القبر قل له أمور كثيرة تحجبني عنك وصرت غير قادر أن أراك أو ألمسك أنا ميت يفصلني عنك أمور كثيرة حجر كبير أكفان ولفائف موت رائحة نتنة ظلمة نهايتي أنا كثير ما يفصلني عنك أمور صعبة هو قادر أن يُزيل كل ذلك يقول أنا قادر أن أُزيل الحجر والأكفان وأغيَّر موتك لحياة وأغيَّر الرائحة النتنة إلى رائحة ذكية عطرة وأحوِّل ظلمتك إلى نور قادر أن أغيَّر الموت لحياة ” لعازر هلم خارجاً “ كلمة الله مُغيِّرة مُحيية كل مرة تقرأ فيها الإنجيل تعامل معه على أنك الميت الذي يُحييه تخيل المشهد لما يقول ” فخرج الميت “ كان يمكنه أن يُقيم الميت والحجر موجود لكنه قال لهم إرفعوا الحجر لكي يراه لكي يكون المشهد كامل ويشترك معه الجموع بأيديهم لأن الذين رفعوا الحجر رأوا الميت داخل القبر في حالة موت الله يحب يستخدم شهود على عمله والجميل أن لعازر يقوم يا للمجد المجد لك يارب كثيراً ما نحتاج أن نلمس قدرة الله في حياتنا فعلياً الموت تسلط علينا بالكامل ونَتَن كامل موت كما قال القديس أثناسيوس الموت مد أنيابه للإنسان ونهشه وتسلط عليه جداً هذه هي الخطية هي نتانة وظلمة هو قال أُزيل كل هذا خرج لعازر تخيل لعازر بعد القيامة ؟ شخصيته اختلفت كثيراً صار يرى الحياة كلها من خلال يسوع الذي أقامني وأحياني حياتنا الآن صارت ليست لنا بل للمسيح تعيش لترضيه لأن حياتي هي مِلكُه ولا نَفَسْ فيَّ إلا له وأكبر شاهد على عمل المسيح هو لعازر لو أراد أحد أن يؤمن بقدرة يسوع نأتي له بلعازر لن يعظ لعازر بل مجرد أن يقف أمامه ونقول هذا كان ثم أصبح هل تريد أن تشهد للمسيح ؟ إشهد بتوبتك هذه هي أعظم معجزة الأنبا باخوميوس أب الشركة يقول ” كثيراً ما نركز على المعجزات التي تمس الجسد إنسان مريض أو محتاج عملية جراحية لكن لا توجد معجزات أعظم وهي أن ينتقل إنسان من عمق أعماق الخطية إلى عمق البر هذا ميت قام “ يقول لك إن أردت أن تصنع معجزات تستطيع ” لو قلت لإنسان كلمة الله ونقلته من خطية إلى حياة أنت أقمت ميتاً إن ساعدت إنساناً وعلَّمت إنساناً أن ينتقل من عمق الغضب إلى عمق الهدوء والوداعة أنت أخرجت شيطاناً إن علِّمت إنسان بخيل متمسك بحب المال حب العطاء أنت قد شفيت يداً يابسة إن علِّمت إنسان الرحمة والعطاء أنت شفيت يداً يابسة إن أنرت عيون إنسان إلى الإيمان أنت قد فتَّحت عيني أعمى “ إذاً توجد معجزات أعظم من شفاء المرض إن أردت أن تتمتع بنصيبك اليوم خذ كلمة الله داخلك تنقلك من الموت إلى الحياة وتصير أعظم شاهد على عمل الله الله الذي أقام لعازر يُقيمنا يصرخ داخلنا ” لعازر هلم خارجاً “ نخرج ونشهد له ونعيش له واثقين أن حياتنا الآن ليست لنا بل هو أقمنا وأعطانا حياة جديدة فصارت حياتنا هذه كما قال القديس بولس” هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام “( 2كو 5 : 15) ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
29 يوليو 2023
انجيل عشية يوم الأحد الرابع من شهر أبيب
تتضمن الحث على السعي في مداواة النفـوس . وأن يحترس القائم من السقوط لأن رجوعه إلى الحالـة الأولى يكون بصعوبة مرتبة على فصل انجيل إبـراء عبد قائد المئة ( لو ۷ : ۱-۱۰ )
إذا كان سيدنا له المجد قد ظهر شافيا لأمراضنا وغافرا لخطايانا . فما بـالك الآن لا تنهض من وهدة كسلك وتنتبه من غفلة جهلك . وتطلب منه بإيمان خـالص وعزم ثابت كرئيس المئة لينقذك من الأمراض والعاهات ؟ ويا للعجب كيف ترى المرضى يهتمون بمداواة أجسادهم ويقصدون الأطبـاء ويسافرون إلى البلاد البعيدة . وينفقون الأموال الجزيلة وهم لا يعلمون هل تنجـح مداوتهم أم لا ؟ وأنت ترى الطبيب الماهر المستغنى عن اتخـاذ الآلات والعقاقير وطلب الأجرة قائلا للعازر : أخرج من القبر . وللمخلع : احمـل سـريرك واذهـب . وللميت المحمول : أيها الشاب قم . وللخاطئة : مغفورة لك خطايـاك . وامثـال ذلـك كثير . وهو طالب منك وراغب في مداواتك . وأنت تنعطف عنـه هـاربـا وتتوانـى متكاسلا . فأن كنت قائما فاحذر من السقوط من ذروة الفضيلة . لأن اناسـا كـثـيرين رفضوا الأموال والمنازل الرفيعة وفارقوا الأهـل والأصدقـاء وسكنوا الـبراري وكهوف الجبال وعذبوا أجسادهم بكثرة الصوم والصلوة . وإحتمال حر الصيف وبرد الشتاء . وهجروا جميع اللذات والمناظر الجميلة . وبلغوا غاية الفضيلة حتـى كـادوا يصلون إلى السماء . ولكنهم لما غفلوا يسيرا وتوانو في مقاصدهم عثروا في مصـائد العدو وسقطوا في حفرة الخطية . وأناس غيرهم نهضوا من نقائصهم وفـارقوا مـا كانوا يألفونه من الغنى واللهو والسكر وبقية المعاصي . وتمسكوا بأذيـال التقـوى فرفعتهم من اعماق الرذائل وبلغت بهم إلى التشبه بالسمائين وحينئـذ سـدوا أفـواه الذين يزعمون أن الساقطين لا ينهضون . ولذلك أطلب من القيام أن يحفظوا أنفسهم من السقوط . ويشـيدوا اسـوار مدينتهم ويتجهزوا بمهمات الحصار ويتيقظوا لمدافعة عدوهم . ومن الواثقين بأنفسـهم أن يتخذوا ويتيقظوا ولا يغفلوا عن تدارك أنفسهم مخافة أن يسقطوا . فإن الساقط إلى الارض من أعالي الفضيلة يعثر عليه الرجوع إلى محلـه . لان الذيـن يقتحمـون الحروب ويحملون ثقل الحديد من الذروع والخـوذ . ويخوضـون مـعـامع القتـال ويظفرون بنواصي الاعداء . أولئك متى اهملوا ذواتـهم وركنـوا إلـى شـجاعتهم المعهودة وانعطفوا متهاونين بأعدائهم وأدركتهم رعبة القتال وسـقطوا فـي وسـط المعركة إلى الارض فإنه يصعب عليهم رجوعهم إلى ظهور خليلهم والنهوض إلـى مكافحة الاعداء . وكذلك أقول في رئيس السفينة المسافر إلى البلاد البعيدة . فإنـه إذ انفق الاموال وأستأجر الرجال . واتخذ الآلات والعدد وكابد أهوال البحر وقرب مـن ميناء السلامة ثم أغفل النظر في مصالح السفينة فترة بسيطة للوثوق بأنه قد وصـل إلى المدينة . ووافق غفلته تلك هبوب رياح عاصفة فان السفينة تهلك وينقلـب ذلـك الرئيس يختبط بين الامواج . ويعسر عليه أن ينتشل نفسه من تلك اللجج . وربما لا يمكنه ذلك فيموت غرقا . وهذا اقوله للفاترين المستحوذ عليهم ضعـف الهمـة . وأمـا ذوو العـزم والشجاعة من المجاهدين مثل داود المغبوط وأمثاله فأنهم ينهضون ولا يضطجعون .لكنهم يحتاجون في النهوض إلى العناء العظيم والتعب الطويـل والنـوح والبكـاء والتنهد ولبس المسوح والنوم على الرماد وإحتمال المحن والتجارب . كما فعل ذلـك السعيد المذكور . وكذلك هؤلاء المفرطون يشبهون التاجر الكثير المال . الذي جمـع أصناف البضائع وقصد السفر إلى البلاد الغريبة . وكابد متاعب الاسـفار وأهـوال الطرق وشقاء الغربة ومكافحة اللصوص . ولما قرب من المدينة وابتهج بـــالوصول سالما توسد وهجع أمنا . فخرج عليه جماعة من اللصـوص كـانوا مراقبيـن لـه ومنتظرين غفلة منه . فنهبوا الاموال وقتلوا من حوله من الرجال وخرج من بينـهم عاريا جريحا . لكنه لقوة عزمه وشدة شجاعته لم تضعف همته ولا فـتـرت حـرارة نفسه . بل غسل جراحاته وضمدها وعاد إلى بلدته واحتمل ما بقى له من المال ولـم يزلل يتردد في تلك الطرق ويسعى حتى حصل ما فقد منه وعاد إلى وطنه غانما . كذلك ينبغي لنا إذا عثرنا بالاشراك الشيطانية أن ننـهـض مـن سـقوطنا مسرعين ونبادر إلى التوبة باكين . لنفوز بغفران ذنوبنا وننال رحمة الرؤوف الـذي له المجد إلى الابد آمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
28 يوليو 2023
مائةدرس وعظة ( ٢٤ )
قلبا نقيا اخلق في النقاوة »
« لأنـه حـيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً » ( مت ٦ : ٢١ ) القلب في الفكر المسـيـحى هو كل الكيان الإنساني ، وعندما يصير القلب نقيا يستطيع أن يـتـقـابـل فـيـه الإنسان مع الله والملائكة والقديسين وكل أحـد ، عندمـا قـال السيد المسيح : « ها ملكوت الله داخلكم » ( لو ١٧ : ٢١ ) ، يقـصـد قلبك النقى « لأنه حيث يكون كنزك هنـاك يـكـون قلبك أيـضـا » ( مت ٦ : ٢١ ) . القلب هو الشيء الوحيد الذي طلبه منا المسيح له المجـد : « يا ابنى أعطنى قلبك » ( أم ٢٣ : ٢٦ ) .. أي أن الإنسان يساوى قلبه . ويتعجب القديس ديديموس الضـرير من أنه ممكن أن يصير قلب الإنسان مرتعا للعدالة والإثم ؟!
أولا : تعريفات للقلب النقى:-
۱- مـصـدر الـحـيـاة : القلـب هـو مـصـدر الحياة وكل عواطف الإنسان .
۲- عضو المعرفة : القلب هو عضو المعرفة الإلهية ، كما يوجد في جسم الإنسان أجهزة بيولوجية يوجد أيضا الجهاز الروحي وهو 3 أعضاء ( العين- الأذن- القلب ) .
۳- مـصـدر الأفكار : القلب هـو مـصـدر الأفكار « فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم » ( مت ١٢ : ٣٤ ) . « اخـتـبـرني يا الله واعـرف قلبی . امـتـحـنى واعـرف أفكاري » ( مز ١٣٩ : ٢٣ ) ، أفكارك تكون نقـيـة إذا كان قلبك نقيا .
٤- بدء الحـيـاة : القلب هو بدء الحـيـاة الروحية المتجددة .
٥- طارد الخطية : القلب النقي في أبسط معنى هو الذي يطرد الخطية .
٦- جـهـاد ونعمة : القلب النقى هو جـهـاد ونعمة . جهاد منك ، ونعمة من الله .القلب النقى هو طلبة ورجاء من الله « قلبا نقيا اخلق في يا الله ، وروحا مستقيما جدد في داخلی » ( مز ٥١ : ١٠) .
ثانيا : طريق النقاوة:-
۱- ادخل : ادخل إلى أعماق نفسك
أ- اجلس مع نفسك في هدوء وتدرب أن تأخذ خلوة كل يوم .
ب- في خلوتك اشـعـر أن هذا الكون لا يوجد فيه سوى الله وأنت .
۲- ارتفع : ارتفع إلى الله بصلواتك .
أ - من خلال صلوات الأجبية أو الصلوات الارتجالية أو السهمية .
ب - انشغل بالله طوال أيام الصوم .
٣- ارتم : ارتم في أحضان الكنيسة .
أ . كنيستنا هي أم نرتمي في أحضانها ونشبع بالدسم الروحي .
ب . اسكب نفسك أمام الله في سر التوبة والاعتراف ، وتمتع بأسرار الكنيسة .
المزيد
27 يوليو 2023
شخصيات الكتاب المقدس أغابوس الرسول
أغابوس: إسم يونانى معناه المحبوب (أع11: 27 - 28).أغابوس تنبأ عن جوع شديد واضطهاد، بشر في أنطاكية وكرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل، نال إكليل الشهادة وقام واحد منهم اسمه اغابوس واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر. (أع 11: 28)
وهو نبى مسيحى كان فى أورشليم فى عصر الأباء الرسل الأول.وأحد السبعين رسولاً الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه، وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي ومُنِح نعمة النبوة كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله: "وبينما نحن مقيمون أيامًا كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس، فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يديّ نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس: الذي له هذه المِنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم" (أع21: 10-11). وقد تمت هذه النبوة (أع21: 17-36)، وتنبأ أيضًا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها، وقد تم ذلك في أيام كلوديوس قيصر (أع11: 27-28).ثم كرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين وطاف بلادًا كثيرة معلمًا وهاديًا حتى ردَّ كثيرين من اليهود واليونان إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بسر المعمودية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرًا، ثم وضعوا في عنقه حبلاً وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء رآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلاً بجسده وبالسماء، وأبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: "حقًا إن هذا الرجل بار"، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: "أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس"، فرجموها أيضًا.
السنكسار، 4 أمشير.
استشهاد القديس أغابوس احد السبعين رسولا (4 أمشير)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس أغابوس أحد السبعين رسولا، الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه. وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون، وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي، ونال نعمة النبوة، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله " وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس. فجاء إلينا واخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال: هذا يقوله الروح القدس " الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم ". وقد تمت هذه النبوة.و تنبأ أيضا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها. وقد تم ذلك في ايام كلوديوس قيصر , ثم كرز ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين. وطاف بلادا كثيرة معلما وهاديا حتى رد كثيرين من اليهود واليونانيين إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بالمعمودية المحيية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرا، ثم وضعوا في عنقه حبلا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى إن اسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء راه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلا بجسده وبالسماء. أبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: حقا إن هذا الرجل بار، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: انا مسيحية مؤمنة باله هذا القديس، فرجموها أيضا. وتنيحت ودفنت معه في مقبرة واحدة.
صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا آمين.
تكريس كنيسة القديس أغابوس الرسول (15 برمودة)
في هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس أغابيوس أحد السبعين رسولا الذي تنبأ بما أصاب القديس بولس الرسول (أعمال 21: 10 و11) صلاته تكون معنا. آمين
المزيد
26 يوليو 2023
الخدام وعلاقتهم مع الله
الخادم الروحي لا يشعر في خدمته أنه يعطي بل أنه باستمرار -في كل مرة يذهب إلى الخدمة- يشعر أنه يأخذ شيئًا جديدًا من الله أثناء خدمته ويرى أن الخدمة تعطيه أكثر مما يعطيها إن الخدمة بالنسبة إليه واسطة من وسائط النعمة، تقويه وتسنده، وتقدم له وسطًا روحيًا يلزمه باستمرار أن يعيش فيه كما تعطيه حياة الحرص والتدقيق والبعد عن العثرة.
الخادم الروحي يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة لا يظن أن تلمذته قد انتهت بتعيينه خادمًا في مدارس الأحد، أو ببدء عمله كواعظ أو كمعلم، إنما يستمر حياته كلها في التلمذة في كل يوم يتعلم شيئًا جديدًا، ويختبر شيئًا جديدًا ومن واقع خبراته يكلّم مخدوميه إنه إنسان عاش مع الله، وأختبر الطريق الموصل لله وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانًا، وعرف علاماته وحروبه ومطباته، وبركاته أيضًا، ويد الله العامل فيه- يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات حياة التلمذة عند الخادم الروحي هي موضوع طويل، ربما أعرض له بتفصيل أكثر، حينما أتحدث عن التواضع في الخدمة.
الخادم الروحي هو إنسان بعيد عن [الذات] ذاته لا تشغله، ولا تحرك طريقه في الخدمة إنه إنسان روحي لا تعنيه ذاته، لقد مات عنها منذ زمن وأصبح كل تفكيره في ملكوت الله، في روحيات تلاميذه، وفي إراحة الناس وخدمتهم إنه إنسان أتحدت مشيئته بمشيئة الله كل مشيئته أن يحقق مشيئة الرب في الوجود ومشيئة الله هي أن "جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون" (1تي4:2) لذا هو يعمل مع الله في هذا المجال، وليست له مشيئة خاصة إنه يسعى إلى تحقيق المشيئة الإلهية في نفسه وفي أولاده يعمل في ذلك بكل مشاعره، وكل إرادته وكل القوة الممنوحة له ملكوت الله هو شغله الشاغل، يلهج فيه نهارًا وليلًا يشعر بمقدار المسئولية الملقاة عليه وبأهمية النفوس التي تركها الله أمانه في يديه، سيعطي عنها حسابًا أمام الديان العادل لذلك هو يسلك في خدمته بكل أمانة وجدية، ليس فقط من أجل تلك المسئولية عن مخدوميه، بل بالأكثر بسبب محبته لهم واهتمامه بهم.
الخادم الروحي هو قلب كبير، يتسع للكل، ولا يضيق بأحد هو وكيل أمين حكيم، أوكله الله على أولاده، لكي يعطيهم طعامهم في حينه (لو42:12) ينطبق عليه قول الكتاب "رابح النفوس حكيم" (أم30:11) وفي حكمة خدمته نراه خبيرًا بالنفس البشرية بطبيعتها ونزاعاتها، وحروبها وسقطاتها، ومتاعبها وآلامها وهو في كل ذلك يذكر قول القديس بولس الرسول "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب3:13).
الخادم الروحي هو لهيب نار مشتعل في خدمته إنه إنسان حار في الروح (رو11:12) دخلت فيه النار المقدسة التي ألهبت التلاميذ في يوم البندكسطي. لهذا فهو يعمل عمل الرب بحرارة، بكل القلب، بكل الرغبة، بكل حماس هو أمين في خدمته حتى الموت (رؤ10:2) يتعب فيها، ويجد لذة في تعبه ويجد لذة أيضًا في عمله مع الله الروح القدس يعمل في الناس لأجل خلاصهم. وهو يعمل مع الروح القدس لهذا الغرض نفسه، كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو9:3) نشترك معه في العمل، أو نصبح أداة في يديه يعمل بها.
الخادم الروحي يحتفظ بطفولته الروحية (مت3:18) ويرفض أن يفطم نفسه عن ثدي التعليم إنه باستمرار يقرأ ويتعلم ومهما نما تلاميذه، يقدم لهم شيئًا جديدًا. إنه كالأشجار الدائمة الخضرة، لا يذبل أبدًا، ولا يصفر، ولا تتساقط أوراقه الخضرة دائمًا تجري في عروقه. لذلك هو دائم الزهر أو الثمر، دائم الحياة، دائم النضرة والخضرة إنه لا يعطي من ذاته، وإنما ما يأخذ من الروح فإياه يعطي يقول الرب "الكلام الذي أعطيتني، قد أعطيتهم" (يو8:17)إنه راكِع دائمًا، يطلب لأولاده من الرب غذاء يوم بيوم. يقول للرب دائمًا "لست أريد أن أعطيته من بشريتي ومن جهلي. بل الكلام الذي تضعه أنت في فمي، هو الذي أقوله لهم إنه إذن حساسة لفم الله يميز صوت الله، ويعلن مشيئته للناس لذلك ترتبط خدمته بالصلاة لأنها ليست عملًا بشريًا.
الخادم الروحي يهتم بالغذاء الروحي لأولاد فهو يأخذ غنيماته الصغيرات إلى موارد المياه وإلى المراعي الخضراء، يرعاها بين السوسن (نش3:6) إنه يهتم بروحياتها، ولا يقتصر على المعلومات يحشو بها علقها. ولكن ليس معنى هذا أن نهمل المعرفة، وإنما نأخذ منها ما يبني الروح، ولا نركز على بناء العقل فقط.
الخادم الروحي حتى إن تكلم في موضوع لاهوتي أو عقيدي أو طقسي، يتكلم كلامًا روحيًا أما الخادم العقلاني فحتى إن تكلم في الروحيات، يحولها إلى علم ونظريات وأفكار!! بعض الخدام ابتدأوا بالروح، وانتهوا كعلماء يقدمون علمًا للنفس، مجرد أفكار مرتبة خالية من الروح، ولم تعد في كلماتهم المسحة الروحية التي تؤثر في الناس وتقربهم إلى الله كونوا إذن خدامًا روحيين، واخدموا خدمة روحية أقول هذا لأني خائف على هذا الجيل، الذي كثرت فيه المعرفة جدًا، وضعفت الروح واختلفت عن الجيل الماضي، التي كانت فيه مراكز الخدمة كأبراج الحمام، تهدل بنشيد الحب الإلهي.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
25 يوليو 2023
القراءات الروحية البناءة
القراءة الروحية أساسية من أجل الوصول إلى الشبع الروحي . كما أنها تنير الذهن، وتقدس الأفكار، وتشحذ الهمة الروحية، فيتحرك الإنسان بحماس في طريق الملكوت .كذلك فالقراءة الروحية أساسية في التعرف على معالم الطريق الروحي ، حتى لا يتوه الإنسان في مزالق كثيرة يمكن أن تقابله ، وحتى تتكون لديه نعمة الافراز، فيستطيع أن يميز الأمور المتخالفة ، ولا يسقط في فخاخ ابليس بل إنها أساسية في خدمة الآخرين ، ونحن هنا لا نقصد الخدمة في فصول التربية الكنسية والشباب فقط ، بل أيضا خدمة الوالدين لأبنائهم ، وهي من أهم وأخطر الخدمات المسيحية ، حيث يقضي الطفل في بيته ١٦٨ ساعة أسبوعياً تقريباً ، ولا يمكث في الكنيسة سوى ساعات قلائل . فإن تعرف الآباء على احتياجات أولادهم ، وسمات المراحل التي يمرون بها ، ونوعيات المشاكل التي يقابلونها ، يستطيعون بالقطع أن يقدموا التوجيه السليم لابنائهم وبناتهم .
الآباء والقراءة :
من هنا ينصحنا الآباء القديسون بالقراءة ، لما فيها من فوائد جوهرية لنا ولمن نشهد للمسيح أمامهم :« اتعب نفسك في قراءة الكتب ،فھی تخلصك من النجاسة» ( القديس أنطونيوس ) .« كتبي هى شكل (سيرة ) الذين كانوا قبلی ، أما إن أردت أن أقرأ ، ففى كلام الله أقرأ » ( القديس أنطونيوس ) .« قراءة الكتب، تقوم العقل الصواف » ( أحد الشيوخ ) .« کن مداوماً لذكر سير القديسين ، لكيما تأكلك غيرة أعمالهم» (القديس موسى الأسود ) .
نحن والقراءة :
يحسن أن يهتم الإنسان بالقراءة ، ولكي لا تنطبق عليه سمات جيل التليفزيون والفديو، من سطحية واستسلام سلبي ، يجب ان يدرب نفسه على القراءة، وهذه بعض الملاحظات التي قد تساعده على ذلك :
1 ـ التدرج :
كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر، فلا داعى لأن تتمسك منذ البداية بالكتب الكبيرة لتضعها في المكتبة ، وإن كان هذا حسن، فلسوف تحتاجها حينما تنمو في القراءة، لكن ابدأ بالنبذات الصغيرة ، والكتيبات ، والكتب المتوسطة، وتدرج مع القراءة شيئاً فشيئاً . وأؤكد لك أنك عندما تشعر بالانجاز والنجاح في قراءة كتيب ، سوف تحس بحافز كبير يشجعك على المزيد .
٢ ـ التنوع :
ابدأ بالتنوع ، فاقرأ في مجالات عديدة مثل : تفسير الكتاب المقدس، وسير القديسين، وتاريخ الكنيسة ، واللاهوت ، والعقائد ، والطقوس ، والثقافة العامة .. فمن المهم أن تلم بفكرة عن كل من هذه الميادين ، فهي أساس لنموك ولخدمتك .. ومن غير المعقول ألا تعيش عصرك ، وتتعرف على الأدب والفن والفكر السائد فيه، مع ملاحظة ألا تكون سلبياً ، بل يجب أن تسترشد بأبيك الروحي وخادمك ، حتى لا تنحرف بك القراءة بسبب عدم النضج والعمق والمعرفة الشاملة .
3 ـ التوازن :
أياك أن تأخذك القراءة بعيداً عن الشبع الروحي ، فيصير عقلك أضخم من قلبك ، بل احرص على التوازن ، فالرسول يدعونا إلى أن تنمو في «النعمة والمعرفة » ( ۲بط ٣ : ۱۸ ) ، أي الوجدان الروحي والفهم المستنير.
4 ـ التخصص :
مع النمو ، ومع الوقت ستستطيع ان تتخصص في فرع محدد من الدراسات ، وربما تأخذ فيه شهادة مناسبة ، إلى أن تكتب بنعمة الله وتشترك في إثراء غيرك . المهم أن تتحرك تحت قيادة روح الله وارشاد أبيك الروحي وخادمك والرب معك .
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد السابع عام ١٩٨٩
المزيد