المقالات

21 يناير 2024

أوجه الشبه بين الميلاد والغطاس

عاشت الكنيسة فترة لا تقل عن ثلاثة قرون كانت تحتفل بميلاد السيد المسيح وبعماده في يوم واحد تسميه "عيد الإبيفانيا" أي الظهور الإلهي، باعتبار أن الميلاد تجسد فيه ابن الله الكلمة ورآه المجتمع اليهودي، إذ رأوه في الهيكل يقرأ في الناموس حين بدأ خدمته، وسبقهم الرعاة بظهور خاص للملاك لهم مُبشِّرًا قائلًا: «ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لكم ولجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب» (لو2: 11)، وقادهم الملاك لرؤية الطفل يسوع موضوعًا في مذود مقمطًا مثل الحملان «وهذه لكم العلامة: تجدون طفلًا مقمطًا مضجعًا في مذود» (لو2: 12). وفي الغطاس ظهر الثالوث القدوس إذ انفتحت السماء وشهد الآب للابن وهو في الماء والروح القدس حالٌّ على الابن لتتم النبوة (إش61: 1) «روح السيد الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق، لأنادي بسنة الرب المقبولة». وهكذا في كلا الميلاد والغطاس حدث ظهور إلهي متنوع، وفي كلا المناسبتين أعلن أنه مخلص كما أعلن الملاك للرعاة، والنجم للمجوس، ويوحنا المعمدان عن السيد المسيح في عماده إذ قال: «وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هوذا حمل الله الذي يحمل خطايا العالم كله» (يو1: 29)، فهو المخلص الذي التفّ حوله المحتاجون إلى الخلاص، سواء من المرض فشفى الأعمى والمفلوج والمطروحين والمطرودين والذين ليس لهم أحد يذكرهم. كما أنه المتألم لأجل البشر: ففي الميلاد وُضِع في مذود للخراف الذي يشبه عربة الطفل وليس مذود البقر العالي، ولكن وسط تبن وليس على سرير فيه ترف وتنعُّم، فلقد أختار الألم لأنه حمل الله الذي سيُذبح على الصليب لخلاص العالم كذبيحة منذ الطفولة. وحين نزل في نهر الأردن كالخطاة الذين اعتمدوا ليغسلوا خطاياهم، وكأنهم يتركونها في الماء لينزل ابن الله الكلمة المتجسد ليحمل هذه الخطايا. لذلك أشار إليه يوحنا المعمدان كحمل الله الذي يرفع خطايا العالم على الصليب.. وهكذا تألم في الميلاد كحمل مولود في التبن في المذود، وتألم في العماد إذ تعرّى كآدم الثاني نيابة عن آدم الأول، وفيه كل من سيأتي من بشر عبر الأزمنة والأمكنة ومن يؤمن ويعتمد يخلص كما أعلن يوحنا المعمدان والسيد المسيح نفسه. البركات التي نلناها بميلاد الرب يسوع وعماده: لقد رسم لنا طريق خلاصنا في هذه المناسبات السيدية الهامة، إذ شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها بميلاده وتجسده ليفدي حياتنا من الهلاك الأبدي إلى الحياة الأبدية، وأعطانا بعماده الولادة من فوق، حيث بالماء والروح بدأت الخلقة الأولى إذ كان على وجه الغمر ظلمة وروح الله يرفّ على وجه المياه (تك1: 2)، وبالماء في نهر الأردن وابن الله الكلمة نازل في الماء وروح الله حالٌّ على ابن الله ليُعلن كمخلص العالم من خلال القديس يوحنا المعمدان.. إنه العريس للكنيسة عروسه في العهد الجديد، فقال: «من له العروس فهو العريس، وأمّا صديق العريس فيفرح» (يو3: 29).. وهكذا بدأت خلقة العهد الجديد، فإن كان آدم الأول هو رأس البشرية القديمة حسب الجسد، فآدم الثاني رأس البشرية الجديدة والخليقة الجديدة.. وهكذا نري كيف شابهنا الرب يسوع بتجسده لكي نشابهه في المعمودية كأبناء بالتبني للآب السماوي من خلال الابن الكلمة المتجسد رأس البشرية الجديدة... حقا إنها بركات مفرحة للمناسبات السيدية. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
20 يناير 2024

أيقونة عيد الظهور الإلهي (الإبيفانيا)

حرص الفنان المسيحي عامة أن يوقع بريشته أيقونة معمودية السيد المسيح، والتي يطلق عليها أيقونة "الإبيفانيا، وهي كلمة يونانية تعنـــــــي الظهور الإلهي للثالوث القدوس، كما يخبرنا القديس أغسطينوس: «أعلن لنا إلهنا نفسه عن نفسه بكونه ثالوثا في واحد، فالن ص الإنجيلي (يو ١ : ٢٦ - ٣٤) يخبرنا فيه يوحنا المعمدان بالثالوث من خلال ما سمعه بالأذن لصوت الآب وما رأه الروح القدس، وما شهد به بابن الله يا لهذا النور الذهبي الغامر الذي يغزو قلب الإنسان بالفرح في هذه الأيقونة، وهنا يحتج يوحنا المعمدان على طلب السيد المسيح رافعا يده اليسري لأنه كيف يعمد القدوس الذي بلا خطية وحده؟ ولكن وافق يوحنا ليكمل كل بر، حيث مسح المسيح لخدمة الخلاص السرائري، فهو الذي خدم لي الخلاص لما خالفت ناموسه، فهكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد، وهنا تعلن لنا هذه الأيقونة بشرى الخلاص وتجديد الطبيعة الإنسانية، وقد رفع يوحنا يده اليمنى فوق المسيح الذي تقدّم لكي يفعل فيما لأبيه والخاضع أيضا فهو الذي وأخلى ذاته وأخذ صورة عبد» وبحسب ما يقول القديس أثناسيوس «لقد أنقص نفسه لأجلنا لكي بتواضعه نستطيع نحن أن نتقدم وننمو»، ويقف يوحنا بملامحه النسكية على صخرة في وضع أعلى من المسيح، فالصخرة هي صخرة النبوات الصادقة، ولكن نجده أحيانًا منحنيا في الأيقونة أمام المسيح لأنه ليس مستحقا أن يحل سيور حذائه كالعبد لسيده، ويوحنا يرتدي ثوبا من وبر الإبل نحيف الجسم كالقصبة، وبجوار يوحنا شجرة خضراء ترمز للأمة اليهودية وعند جذعها فأس قد وضعت على أصلها لتقطع كما قال يوحنا «قد وضعت الفأس على أصل الشجرة فكل شجرة لا تعطي ثمرًا تُقطع وتلقي في الناري لأن اليهود لم يقبلوا خلاص المسيح، وماء النهر أزرق داكن، حيث جاء المسيح ليقدس ماء النهر والذي يشير إلى ماء المعمودية، ورسم السمك في الماء والذي يشير للمؤمنين المجددين، ويظهر المسيح بجسد عار مغمورًا في الماء رمزًا أننا بالمعمودية نخلع الإنسان العتيق لأن الخليقة بحاجة إلى تجديد فنحن نخلص «بغسل الميلاد الثاني وتَجْدِيدِ الرُّوح القدس»، ونري الحية تحت أقدامه حيث جاء ليسحق رأس الحية، أو رجلا شيخًا متقوقعا مهزوما يتوسل إلى الرب كي لا يفنيه وهو يمثل الشيطان وفي أعلى الأيقونة ونرى نصف الدائرة المشعة بالنور الثلاثي الذي لا يُدنى منه، وهي تشير إلى صوت الآب «أنت هو ابني الحبيب الذي به سررت حيث انشقت السماء (مر ١٠:١) وجاءت بالابن المتجسد بداءة كل خليقة والروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، والابن المتجسد في الماء وبذلك يُستعلن في هذه الأيقونة الحب الذي في الثالوث القدوس ذات الثلاثة أقانيم لجوهر إلهي واحد، ويقول القديس صفرونيوس بالثالوث القدوس نحيا ناخذ الوجود من الآب والتبني من الابن والحياة من الروح القدس ويظهر ثلاثة ملائكة في خدمة السيد يحملون ثيابه، وفي خلفية الأيقونة جبلان متقابلان أحدهما باللون البني إشارة لوصايا العهد القديم، وعلى يمين النهر جبل باللون الأبيض إشارة لوصايا العهد الجديد، وأحيانا يُرسم على جانبي الأيقونة داود وإشعياء يمسك كل منهما بنبوات عن المعمودية. نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد بالقاهرة
المزيد
19 يناير 2024

عيد الظهــور الالهى وايماننا الأقدس

عيد الظهور الإلهى... أهنئكم أحبائى بعيد الظهور الإلهى المجيد وهو من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا ويسمى فى اليونانية عيد الأبيفانيا اى الظهور الإلهى ايضا كما يسمى شعبياً بعيد الغطاس المجيد لان السيد المسيح عندما أعتمد كان ذلك بالتغطيس كما نمارسه فى كنيستنا الأن بالتغطيس للذين ينالوا صبغة المعمودية { و للوقت و هو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت و الروح مثل حمامة نازلا عليه} (مر 1 : 10). وهو ايضاً عيد الأنوار الذى فيه أنار الله عقولنا وقلوبنا وارواحنا بنور معرفة الحقيقية ومنحنا الاستنارة الروحية ونقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت أبن محبته فى النور . أيماننا الأقدس ... - لقد أعلن لنا الثالوث القدّوس ذاته واضحا فى عيد الغطاس . فإن كان عند نهر الأردن جاء كثيرون معترفين بخطاياهم، فإنه بدخول السيّد إلى المياه انكشفت طبيعة الاله الواحد الذى نعبده دخل الرب يسوع الله الكلمة المتجسد ليعتمد ممثلاً للبشرية الخاطئة ليكشف لنا جوهر لاهوته، فندرك أسراره، لا لمجرّد المعرفة العقليّة،(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). وإنما لنختبر عمله الفائق فينا . نحن نعبد اله واحد ، وحاشا ان نشرك بالله أحد ، وكما لله صفات الكمالات الالهية فان له صفات ذاتية ضرورية لاغنى عنها ومنها . - الكينونة فالله كائن منذ الأزل والى الأبد وهذه الصفة الذاتيه او الاقنوم بالسريانية تعرف بالأب ، كما ان الله كائن عاقل كلى الحكمة وهذا الاقنوم دُعى الابن وهو الذى تجسد وتأنس دون ان يحد التجسد من لاهوته كما قال لنيقوديموس {و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء}.يو13:3 . وكما نرى الارسال التلفزيونى الان ونستقبله فى بيوتنا دون ان نحده فى اجهزتنا فقط ،مع الفارق هكذا عقل الله تجسد وحل بيننا وراينا مجده دون ان يحد التجسد من لاهوته . وهل يستحيل على الله شئ . الله الذى كلم موسى قديماً من شجرة ملتهبة وظهر لكثيرين معلما اياهم ابوته وتواضعة ووداعته لماذا لماذا لا يقبل البعض ان يعلن لنا ذاته بالتجسد {و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد } (1تي 3 : 16) وكقول القديس اثناسيوس الرسولي : " كما أن الماء ينبع من النبع ، وكما أن أشعه الشمس متصلة بالشمس نفسها ، ولا يمكن أن نتصور النور دون ان تكون أشعه منه منذ ان كان نور ، هكذا أيضا لا يمكن ان نتصور لحظه من الزمان كان الله فيها كائنا ولم يكن الكلمة كائنا فيه ، أو يكون هذا معناه أن الله كان في لحظه من اللحظات بغير عقل حاشـــا ، وهو ما لا يمكن نتصوره إذ ان الله هو العقل الأعظم منذ الأزل . - والله حى بروحه القدوس وهذا هو اقنوم الروح القدس .. بهذا الإيمان كرز الرب يسوع وعلم { فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس} (مت 28 : 19). وعلم الاباء الرسل { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7). - فى العماد ظهر الثالوث القدوس الإله الواحد متمايزًا لكنه غير منفصل، الابن المتجسد صاعدًا من المياه لكي يهبنا الخروج من خطايانا لندخل به وفيه إلى شركة أمجاده، والروح القدس نازلاً على شكل حمامة ليقيم كنيسة المسيح الحمامة الروحية الحاملة سمات سيدها، وصوت الآب صادرًا من السماء يعلن بنوتنا له في ابنه، ويقيم منا حجارة روحية ترتفع خلال السماوات المفتوحة لبناء الكنيسة الأبدية. هكذا ظهر الثالوث القدوس لبنياننا بالله، لذا دعي عيد عماد السيد بعيد الظهور الإلهي، و يجب أن نؤكد ما قاله القديس أغسطينوس: {هذا ما نتمسك به بحق وبغيرة شديدة، وهو أن الآب والابن والروح القدس ثالوث غير قابل للانفصال، إله واحد } أعتمد الرب يسوع مع انه القدوس البار راسما لنا طريق الولادة من فوق بالماء والروح {اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله}يو 3:3. مقدساً لنا المياة بعماده المقدس ونائبا عنا فى تكميل كل بر شاهداً ليوحنا ودعوته للأخرين لأتباع المسيح الرب {و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم }(يو 1 : 29). بعماد السيد المسيح له المجد أسس لنا سر العماد المقدس الذى هو المدخل للحياة المسيحية والبنوة لله ونوال غفران الخطايا . المعمودية ومغفرة الخطايا ... من بركات عيد الظهور الإلهى فى حياتنا انه يهبنا من خلال المعمودية غفراناً لخطايا سوء الجدية التى نتجت عن التعدى والسقوط فكما انه فى أدم يموت الجميع ففى المسيح يسوع ربنا نحيا به ومعه كابناء مقبولين مقدسين معه {مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات} (كو 2 : 12). فالمعمودية تطهرنا من آثامنا كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها واسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطاياالجسدية والروحية " كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب " أف 5 :27.ونحن نمارس سر التوبة والاعتراف للمعمد الكبير الداخل للأيمان وتغفر خطايا الخطايا فى دم الحمل الذى بلا عيب الذى بذل ذاته كفارة لخطايانا ويقوم مع المسيح فى جدة الحياة الروحية مقدساً حياة لله . كما نعمد الطفل الصغير لينشأ فى الإيمان أبنا لله وعضواً حياً فى كنيسته المقدسة متمتعاً باسرارها. المعمودية والتبنى ... بالمعمودية نصير ابناء لله بمقتضى نعمته ، {و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. (هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى).الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله} يو 12:1-13. { لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع }(غل 3 : 26). ان المسيح دعى ابن الله اى من جوهره وطبيعته لذلك دُعى الوحيد الجنس اما نحن فقد تبنانا برحمته ومحبته { انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه }(1يو 3 : 1). المعمودية هي ميلاد جديد ويأخذ الإنسان من خلالها نعمه التبنى { اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 15:8-17. الخلاص وميراث الملكوت السماوى.. هذا ما أكده الرب يسوع عندما قال من آمن واعتمد خلص ومن لا يؤمن يدن . (مر 16:16)واكد عليه القديس بطرس الرسول ايضا فى رسالته ({ إذ كان الفلك يبنى الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء الذى مثاله يخلصنا نحن الآن اى المعمودية } ابط 20:3-21 . أما كون المعمودية ضرورة للدخول للملكوت السماوى فقد أكد عليها ربنا يسوع المسيح لنيقوديموس: "أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو5:3). من أجل ذلك قال معلمنا بولس الرسول: " ... بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلّصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية." (تى5:3-7). ويقول معلمنا بطرس الرسول: "ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم. (1بط3:1،4). ولقد بلغ القديس يوحنا ذهبي الفم ذروة التعبير عن مفاعيل المعمودية في عبارة شاملة إذ قال: { إن الذين تعمدوا فإنهم يتمتعون ببهاء الحرية، وصاروا أعضاء الكنيسة سالكين في نور البر البهي بعد ما كانوا سائرين في فيافي الضلال الحالك وظلام الخطية القاتم. حقاً إنهم الآن محررون، وليس ذلك فقط بل قديسون فأبرار فأبناء فورثة فأخوة المسيح وارثون معه، فأعضاء لجسده الطاهر، فهياكل للروح القدس.ان عماد الرب يسوع المسيح وبذله ذاته فدءاً عنا تطهيراً وتقديسا لنا أكد عليه الأنجيل {كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها. لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة} أف 25:5-26. فنحن نعيد عيداً روحياً ونحى مبنين على إيماننا الأقدس وله نشهد وبه نحيا ابناء لله وارثون ملكوت السموات. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
18 يناير 2024

عيد الغطاس المجيد

عيد الظهور الإلهى وأهميته ... أهنئكم أحبائى بعيد الظهور الإلهي راجيا لكم حياة مقدسة مثمرة فى الرب . اننا اذ نحتفل بعيد (الأبيفانيا) Epiphany (إيبيفاني) أو عيد الغطاس المجيد، فاننا نتذكر الرب فى تجسده وعمادة ليقدس ويكرس لنا الطريق الى البنوة الحقيقية لله والولادة من الماء والروح ونتذكر معموديتنا يوم تعهدنا ان نجحد الشيطان ولا نسير فى طرقه وان نعلن ايماننا المسيحى ونحيا اوفياء لعهد تبنى الله لنا فى قداسة وبر وتقوى . تعمد السيد المسيح القدوس من القديس يوحنا المعمدان بالتغطيس {وللوقت وهو صاعد من الماء} ولذلك نسمى المعمودية "الغطاس".ليؤسس لمعموديتنا نحن المؤمنين به، ففيما نال هو المسحة بالمعمودية أعطانا من خلالها الولادة من الماء والروح. لذلك يوحنا المعمدان قال للناس {هوذا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله}(يو1: 26). وشهد عنه قائلا: {إنى قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه، وأنا لم أكن أعرفه. لكن الذى أرسلنى لأعمد قال لى: الذى ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله} (يو 1: 33 – 34). وهنا ربط بين معمودية السيد المسيح وحلول الروح القدس عليه وأنه يعمد بالروح القدس. معنى هذا أن الروح القدس حل على السيد المسيح كبداية للعهد الجديد لكى يحل على المؤمنين عبر الولادة من الماء والروح ومن خلال مسحة الميرون المقدس. لهذا تحتفل الكنيسة بعيد الغطاس المجيد لما فيه من أحداث هامة وإعلانات إلهيه تخص خلاصنا. ولعل أول كل هذا ظهورالله المثلث الأقانيم وقت عماد السيد المسيح.. لذلك يطلق علي هذا العيد (عيد الظهور الالهي).. فالاب ينادي قائلاً عن الرب يسوع وهو في الماء {هذا هو أبني الحبيب الذيبه سررت} (مت 3: 17)، بينما الروح يحل في شكل حمامة مستقراً علي السيد المسيح ليعلن أنه المخلص الذي أتي لخلاص العالم ليصنع الفداء العجيب.ويقول في ذلك القديس أغسطينوس: (بجوار نهر الاردن ننظر ونتأمل المنظر الالهي الموضوع أمامنا.. فلقد أعلن لنا إلهنا نفسه عن نفسه بكونه ثالوث في واحد.. أي ثلاثة أقانيم في طبيعة إلهية واحدة). معمودية السيد المسيح ومعموديتنا .. معمودية الرب يسوع المسيح لم تكن لولادته من الماء والروح لأنه الابن الوحيد للاب بالطبيعة، لكنه كان نازلاً للعماد من أجل ان يستعلن انه المسيح الرب ويبدأ خدمته العامة لذلك سُمى بالمسيح، يسوع اسم الولادة والمسيح هذا اسم المسحة فى المعمودية، وبينما الرب يسوع يقف في إتضاع عجيب أمام يوحنا المعمدان في نهر الاردن ليعتمد منه.. أعلن الله ليوحنا عن الذي سيعمده إذ هو الابن الكلمة المتجسد . فشهد يوحنا المعمدان قائلاً: {أنا أعمدكم بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست مستحق أن أحل سيور حذائه.. هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي وأنا لم أكن أعرفه لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء.. إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فأستقر عليه وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي تري الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو أبن الله..}(يو 1: 26 – 34). بهذه الشهادة التي قدمها القديس يوحنا المعمدان يكون قد أعلن عن المخلص الحقيقي الذي استعلن وسط البشر في الماء ليحمل خطايا العالم.. وكأن من نزل في الماء قد ترك خطاياه واغتسل منها.. بينما إذ نزل الابن الكلمة المتجسد في الماء وهو بلا خطية قد احتمل كل خطايا البشر.. هذا هو سر الخلاص المعلن في نهر الاردن. يقول القديس اثناسيوس الرسولى عن معمودية السيد المسيح ومعمودتنا نحن وحلول الروح القدس عليه (أن نزول الروح علي السيد المسيح في الأردن، إنما كان نزولاً علينا نحن بسبب لبسه جسدنا. وهذا لم يصر من أجل ترقيه اللوغوس، بل من أجل تقديسنا من جديد، ولكي نشترك في مسحته، ولكي يُقال عنا " ألستم تعلمون إنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1كو16: 3) فحينما اغتسل الرب في الأردن كإنسان، كنا نحن الذين نغتسل فيه وبواسطته. وحينما اقتبل الروح، كنا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته. ولهذا السبب، فهو ليس كهارون، أو داود أو الباقين قد مُسح بالزيت هكذا بل بطريقة مغايرة لجميع الذين هم شركاؤه أي "بزيت الابتهاج" الذي فسر أنه يعني الروح قائلاً بالنبي: " روح الرب علىَّ لأنه مسحني" (إش1: 61)، كما قال الرسول أيضًا: " كيف مسحه الله بالروح القدس" (أع38: 10). متى قيلت عنه هذه الأشياء إلاّ عندما صار في الجسد واعتمد في الأردن، " ونزل عليه الروح" (مت16: 3). وحقًا يقول الرب لتلاميذه إن " الروح سيأخذ مما لي" (يو14: 16)، و " أنا أرسله" (يو7: 16)، و " اقبلوا الروح القدس" (يو22: 20). إلاّ أنه في الواقع، هذا الذي يُعطى للآخرين ككلمة وبهاء الآب يُقال الآن إنه يتقدس وهذا من حيث إنه قد صار إنسانًا، والذي يتقدس هو جسده ذاته.إذن فمن ذلك (الجسد) قد بدأنا نحن الحصول على المسحة والختم، مثلما يقول يوحنا " أنتم لكم مسحة من القدوس" (1يو20: 2). والرسول يقول " ختمتم بروح الموعد القدوس" (أف13: 1). ومن ثمَّ فهذه الأقوال هي بسببنا ومن أجلنا) القديس اثناسيوس الرسولى عن العماد) لقد اعتمد السيد ليعلن لنا أنه الطبيب الحقيقي الذي جاء ليرفع خطايا البشر.. لم يقف في الماء لكي يقر بخطيئته كما فعل باقي الناس اللذين أعتمدوا من يوحنا.. فهو بلا خطية.. لهذا ذهل يوحنا حينما أعلن له عن ما هو الواقف أمامه لا يعتمد.. لذلك قال له {أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي} (مت 3: 14) لقد حاول أن يمنعه من العماد لأنه بلا خطية.. فلماذا يعتمد؟! فأجاب الرب علي يوحنا قائلاً {اسمح الان لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر. حينئذ سمح له}(مت3: 15). العماد في نهر الأردن .. في قصة عبور بني اسرائيل ليدخلوا ارض الموعد قديما بقيادة يشوع ابن نون وفي نهر الاردن (يش20: 7 – 17) لما وضعوا تابوت العهد فى الماء انشق النهر فعبروا فيه وانتخبوا 12 رجل من أسباط اسرائيل رجل من كل سبط واخذوا حجارة ومروا عليها حتى عبروا نهر الأردن. قصة العبور كانت هذه القصة رمزا لعبورنا من خلال الرب المتجسد للسماء أرض الموعد الحقيقية لذلك انفتحت السماء حين نزل الرب فى الماء كما انفتح النهر بحلول تابوت العهد فيه توافق فى الرمز والمرموز اليه . من هنا أخذت المعمودية أهمية خاصة لأنها عبور إلى ارض الموعد الحقيقية التي هي السماء. حلول الروح القدس على السيد المسيح هو حلول لأجل عمل الخلاص، الإبن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين فى الثالوث القدوس. هذه الحادثة تؤكد أهمية هذا الرمز لما حدث في عماد الرب يسوع علي يد القديس يوحنا المعمدان لأن الرب جاء لكي يوصلنا إلي أرض الموعد الحقيقية وهي السماء.. لذلك كما كان نهر الاردن الوسيلة التي من خلالها وصل بني اسرائيل الي أرض الموعد هكذا تحقق الرمز في عماد الرب في نهر الاردن ليكون الوسيلة للوصول الي السماء.. وهكذا نفس الامر إذ بمجرد نزول الرب الي نهر الاردن انفتحت السماء ونزل الروح القدس علي هيئة جسمية في شكل حمامة وأستقر علي رأس الرب يسوع كاول إنسان يستقر فيه الروح القدس منذ غادر البشر كما جاء فيه (تك: 3) { فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الي الابد لزيغانه هو بشر وتكون أيامة مائة وعشرين سنة}.. اي لا يدوم روحي في البشر.. ولتوضيح هذا المعني أريد أن لا نخلط بين السيد المسيح والروح القدس لاهوتياً (إذ هما أقنومان في الذات الالهية الواحدة) وبين حلول القدس علي السيد المسيح ناسوتياً. ولقد سبق الوحي الالهي وتنبأ عن ذلك قائلاً: {روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب} (أش61: 1، 2) ان الإبن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين فى الثالوث ولذلك هذا هو الوضع اللاهوتى، (مز45: 6،7) {كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك}. هذا الجزء الأول الخاص باللاهوت هذا عن الإبن ووضحها القديس بولس الرسول عن الإبن، {أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الإبتهاج أفضل من رفقائك}هذا الجزء خاص بالوضع الناسوتى وهو نفسه كرسيه إلى دهر الدهور هو نفسه الذى مُسح بزيت الإبتهاج. هذا هو الهدف من المعمودية أن يحل الروح القدس على السيد المسيح ناسوتياً. الملوك يمسحون بزيت قرن المسحة ولكن فى السيد المسيح حل الروح القدس عليه معطيه كمال المسحة المقدسة. ثمار المعمودية والولادة من الماء والروح ... المعمودية ولادة من فوق من الماء والروح وبها نصير ابناء وبنات لله بالتبنى والنعمة وتغفر لنا خطايانا ونؤهل للدخول للسماء { اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح} يو 5:3-6 . وكما يقول الانجيل {بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس } وبها نلبس الرب يسوع {لأن كلكم الذين أعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح} (غلا3: 27) . وننال التطهير الكامل والبر والقداسة (أف 3: 25) لكى يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكى يحضرها كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن ولا شيئاً من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب وبالمعمودية ندفن مع المسيح ونقوم {كل من أعتمد ليسوع المسيح قد أعتمد لموته} (رو6: 3، 4) . لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته فإن كنا قد متنا مع المسيح عن الخطية وشهوات العالم وقدمنا توبة عن اثامنا وخطايانا ننمو فى القداسة ونثمر ثمر الروح ونرث ملكوت السموات . لهذا يحثنا القديس اغريغوريوس النزينزى ان ان نحتفل بهذا العيد بالتوبة والقداسة (فلنكرم اليوم معمودية المسيح، ولنعيد عيدًا سعيدًا يفرحنا روحيًا بدلاً من أن نهتم بمعدتنا وشهواتنا. ما هي طريقة فرحنا؟ اغتسلوا حتى تتنقوا. إذا كنتم قرمزيين من الخطيئة فصيروا بيضًا كالثلج بالاغتسال والتوبة. حاولوا أن تتنقوا لأن الله لا يفرحه شئ بقدر ما تفرحه النقاوة وخلاص الإنسان الذي تجسد من أجله، ومن أجله كُتبت كل الكتب، وأعطيت كل الأسرار لكي يصبح (الإنسان) كوكبًا مشعًا بالضياء للعالم المنظور وأمام الملائكة، وقوة محيية للآخرين، ولكي تتقدموا أنتم كأنوار أمامالله النور الاعظم ، وان تدخلوا إلى مساكن النور ). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
17 يناير 2024

بين الغطاس والتناصير

هناك سؤال يحير ماريان وكل سنة يجول بخاطرها فى نفس الميعاد ثم تنساه ولا تسأل عن إجابته إلا فى الموسم التالى، فى نفس الميعاد يراودها نفس السؤال لحسن حظها، أن السنة دى زارهم أبونا متياس، فى نفس الليلة التى يأتى فيها السؤال وهى ليلة أحدالتناصير. ماريان:أبونا جيت فى ميعادك يعنى إيه أحد التناصير؟ وإيه الفرق بينه وبين عيد الغطاس؟ أم فى أحد التناصير؟ أبونا:طبعاً أنت عارفة كويس أن المسيح اتعمد فى عيدالغطاس، أما موضوع أحد التناصير فهو خاص بتعميدالناس. ماريان:ما هى ميزة هذا الأحد حتى يتعمد الناس فيه؟ وهل معنى كده أن التعميد فى اليوم ده أفضل من المعمودية فى أى يوم آخر؟ أبونا:إطلاقًا لا طبعًا المعمودية واحدة فى فعلها وقوتها،مهما اختلف ميعادها أو مكانها، أو مين الكاهن اللى تممها سواء كان سيدنا البابا، أو الأب الأسقف، أو أى كاهن.علشان كده احنا بنستغرب من الناس اللى بيأجلوا معمودية أولادهم لغاية ما يروحوا مكان معين للتعميد مش لازم أى معمودية أرثوذكسية فى أى مكان. ماريان:طيب دى أنا فاهماها إيه بقى ميزة أحد التناصير؟ أبونا: كان زمان معظم المعمدين ناس كبار داخلين إلى المسيحية من اليهودية أو الوثنية، وكانت الكنيسة تتريث فى معموديتهم،حتى تتأكد من صحة إيمانهم فكانت تفتح لهم فصول الموعوظين ماريان: فصول دراسية زى مدارسنا؟ وفيها امتحانات؟! أبونا:أيوه ممكن الموعوظ يستمر يدرس الإيمان المسيحى، والإنجيل لمدة سنتين، أو ثلاثة، وبعدين إذ اتأكد أبونا الأسقف من صحة إيمانه كان يكتب إسمه فى سجل يسموه(سفر الحياة) وبعدين يقدموه للمعمودية. ماريان : برضه ده ما يجاوبش على سؤال ى ... بخصوص أحدالتناصير؟! أبونا:أيوه كان موسم الإعداد النهائى للموعوظين لكى يتعمدوا كان بيبقى فى الصوم الكبير، علشان يتعمدوا ليلة عيد القيامة باعتبار أن المعمودية هى دفن وقيامة مع المسيح. ماريان: الله معنى جميل جدا يعنى الموعوظين كانوا يتعمدوا ليلة العيد، كأنهم ماتوا وقاموا مع المسيح؟ أبونا:بالضبط وحتى الزفة اللى بنزف بيها المعمد، هى نفسها زفة عيد القيامة، لكن مع الوقت رأت الكنيسة أن تعمد الناس الكبار قبل عيد القيامة، علشان يشتركوا معانا فى أسبوع البصخة ويتمتعوا بيه فانتقل موسم العماد من ليلة العيد إلى الأحد السابق لأحد الشعانين، اللى اسمه النهاردة أحد التناصير. ماريان:هل فيه أى إشارة فى الطقس تشرح الحكاية دى؟ أبونا: طبعاً الكنيسة بتقرأ علينا إنجيل المولود أعمى، وهو قصة معمودية ماريان:إزاى؟ أبونا:المولود أعمى يرمز إلى كل إنسان مولود بحسب الطبيعة محروم من نور المسيح، لأنه وارث خطية أدم وفساد الطبيعة المسيح وحده هو القادر أن يشفى طبيعتنا الفاسدة.المسيح أعاد خلقة هذا الإنسان، أو كملها لما صنع الطين وطلى به عين المولود أعمى والمعمودية هى خليقة جديدة المسيح أمر الأعمى أن يغتسل فى بركة سلوام التى هى رمز لجرن المعمودية لما اغتسل عاد بصيرًا والمعمودية هى سر الإستنارة. ماريان: رائع معنى جميل جدا لكن ليه إحنا بنعمد الأطفال والكنيسة الأولى كانت بتعمد الكبار؟ أبونا:الكنيسة الأولى وحتى الآن بتعم د كل من يطلب المعمودية سواء كان كبيرًا أم صغيرا الكبير نشترط عليه أن يؤمن ويتوب قبل المعمودية والصغير نشترط أن أسرته تكون مؤمنه إيمان أرثوذكسى سليم واحنا بنعمده على إيمان والديه لكن طبعًا فى الكنيسة الأولى كانت السمة الغالبة هى معمودية الكبار لأنه لم تكن قد تكونت أسر مسيحية كثيرة ولكنها لم تمنع معمودية الأطفال حاليًا كل الأسر مسيحية، فالجميع يعتمدون صغارا وإذا جاء إنسان كبير لم يتعمد الكنيسة أيضًا تعمده. ماريان:الأطفال مش بيفهموا قيمة المعمودية. أبونا:أيضًا الأطفال مش بيفهموا قيمة الأكل والنظافة والتعليم ومع ذلك مش بنمنعهم عنها. والأطفال فى العهد القديم كانوا بيختنوا وهم سنهم 8 أيام وما كانوش فاهمين والمسيح نفسه قال : "دعوا الأولاد يأتون إلىّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله" (مر 14:10 )،وقال: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات" ( مت 3:18)ومعلمنا بطرس لما كرز يوم الخمسين، والناس أمنت، قال لهم توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح.لان الموعد هو لكم و لاولادكم (أع 38:2،39 ).ولما ليديا أمنت اعتمدت هى وأهل بيتها، بما فيهم الأطفال (أع15:16) وسجان فيلبى قيل عنه : "اعتمد هو والذين له أجمعون" (أع 33:16) ماريان: كفاية أنا صدقت شكرًا لربنا أننا اتعمدنا واحنا صغيرين حتى لا نحرم من هذه النعمة العظيمة لولا المعمودية ما كناش نعرف نتناول أو نفهم الإنجيل،أو نقعد مع قدسك دلوقتى صل عنى يا أبونا وحاللنى. نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
16 يناير 2024

تأملات ومعاني في عيد الختان

تحتفل الكنيسة كل عام بعيد ختان ربنا يسوع المسيح، في اليوم الثامن لميلاده (6 طوبة).. وقد قبل السيِّد المسيح الختانَ في جسده، لكي يتمِّم الناموس عن الإنسان الذي عجز عن تنفيذ أغلبيّة وصايا الناموس.. وهكذا خاض المسيح بنجاح كلّ خطوات المسيرة التي كان على الإنسان أن يجتاز فيها، لكي يبارك هذه المسيرة للإنسان، ويعاونه على اجتيازها بنجاح.. + إذا عُدنا بالتاريخ إلى الوراء، نجد أنّ بداية الختان كانت مع أبينا إبراهيم.. إذ أمرَه الربّ أن يُختَتَن وهو في التاسعة والتسعين من عمره (قبل ميلاد إسحق بسنة).. ليكون هذا العمل عهدًا بالدم في لحمه ولحم نسله من الذكور.. فختَنَ إبراهيم نفسه، وختَن إسماعيل، وختن كلّ عبيده.. ثم ختن إسحق بعد مولده.. تنفيذًا لقول الرب: "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم، وبين نسلك من بعدك، يُختَن منكم كل ذَكَر، فتُختَنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم.. ابن ثمانية أيام يُختَتَن منكم كل ذكَر في أجيالكم.." (تك17).. وهنا يظهر أيضًا بوضوح أنّ عمليّة الختان كانت تخصّ الذكور فقط، ولا توجَد أدنى إشارة لما سُمِّيَ فيما بعد بختان الإناث. + نعود لشريعة الختان.. ونلاحظ أن عمليّة الختان هي عهد (وقد تكرّرَت كلمة "عهد" في ذلك الأصحاح 10 مرّات).. فالله دائمًا يريد أن يدخل معنا في عهد.. عهد محبّة وعهد حياة. ولأنّ الدمّ يشير إلى الحياة، فكانت عهود الله مع الإنسان دائمًا بالدم.. كما أن الختان يتمّ بقطع غُلفة لحميّة من على عضو التناسل، الذي ينقل الحياة من جيل إلى جيل.. فمن اختيار الله لهذه العملية لتكون هي علامة العهد، نتأكَّد أن الله يريد يكون العهد بيننا وبينه هو عهد حياة، يهبها لنا، لنتمتّع بها معه.. + ونلاحظ أيضًا أن الختان كان يتمّ في اليوم الثامن لمولد الصبي، كما أنّه في هذا اليوم يأخذ الطفل اسمه الجديد.. واليوم الثامن يشير إلى الحياة الجديدة، فبعد اكتمال أيام الأسبوع السبعة يأتي الأسبوع الجديد في اليوم الثامن.. وفي اليوم الثامن أيضًا قام المسيح من الأموات، ليهبنا حياة أبديّة فيه.. وهنا إشارة واضحة أنّه بالختان يبدأ الإنسان حياة جديدة وعهدًا جديدًا، باسم جديد وعلاقة جديدة مع الله. + مبكِّرًا جدًّا في العهد القديم، لفت الله نظر شعبه إلى المعنى الروحي العميق للختان، وهو إزالة الخطيّة التي تفصلنا عن الله.. فالخطيّة هي الغرلة أو الغُلفة التي تحجز الإنسان عن التواصُل مع الله والانسجام معه.. ولذلك فإنّ إزالة هذه الغُلفة أمر واجب وأساسي، لاستعادة الشركة مع الله..! قد تكون الغُلفة على العين فلا ترى الله ولا الأمور الروحيّة، وقد تكون على الأُذُن فلا تسمع صوت الله، وقد تكون الغُلفة على القلب فلا يحسّ بالله ولا يتلامس مع محبّته.. وهناك نصوص كثيرة جميلة في العهد القديم تؤكِّد هذا المعنى، منها: * "اختنوا غرلة قلوبكم، ولا تُصَلِّبوا رقابكم بعد" (تث10: 16). * "..ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك، لكي تحبّ الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك لتحيا" (تث30: 6). * "أذنهم غلفاء فلا يقدرون أن يصغوا..." (إر6: 10). * "كل بيت إسرائيل غُلف القلوب" (إر9: 26). لذلك يؤكِّد معلّمنا بولس الرسول بالروح القدس أنّ "ختان القلب بالروح.. هو الختان" (رو2: 29). + على المستوى المسيحي في العهد الجديد، نجد أنّ الختان الجسدي لم يعُد له أيّة قيمة دينيّة.. لأنّه كان رمزًا للعهد الذي تحقّق كاملاً بدم المسيح على الصليب.. ومن هنا فقد بطلت كلّ الرموز القديمة باستعلان الحقيقة في المسيح.. ولكن بقِيَ المعنى الروحي للختان. وتؤكِّد هذا المعنى نصوص عديدة في الإنجيل، منها: * "ليس الختان شيئًا، وليست الغرلة شيئًا، بل حِفظ وصايا الله" (1كو7: 19) * "في المسيح يسوع، لا الختان ينفع شيئًا ولا الغرلة، بل الإيمان العامل بالمحبّة" (غل5: 6). * "في المسيح يسوع، لا الختان ينفع شيئًا ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة" (غل6: 15). + من المهم أن نعرف أيضًا أنّ الختان في العهد القديم كان رمزًا للمعموديّة في العهد الجديد، وهذا ما شرحه بوضوح القديس بولس الرسول بالروح القدس في رسالته إلى أهل كولوسي: "وبه (بالمسيح) أيضًا خُتِنتم ختانًا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشريّة بختان المسيح. مدفونين معه في المعموديّة، التي فيها أُقِمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتًا في الخطايا، وغَلَفِ جسدكم، أحياكم معه مُسامحًا لكم بجميع الخطايا" (كو2: 11-13).. فبالمعموديّة قد خلعنا عنّا غُلفة الخطايا ولبسنا برّ المسيح..! + إن كان الختان في العهد القديم هو دخول في عهد وشركة مع الله، وبدون الختان لا يمكن التمتّع بمزايا هذه الشركة.. هكذا في العهد الجديد بدون المعموديّة لا يمكن الدخول لبقيّة الأسرار، والتمتُّع بشركة الروح القدس.. فنرى مثلاً أنّه في أحداث خروف الفصح كانت وصيّة الله: "كل عبد رجل مبتاع بفضّة تختنه ثم يأكل منه... أمّا كلّ أغلف فلا يأكل منه" (خر12: 44، 48).. هكذا لا يمكن لمَن لم يدخل في عهدٍ مع الله بالمعموديّة أن يتقدّم للتناول من الأسرار المقدّسة، التي هي خروف الفِصح الحقيقي المذبوح لأجل خلاص العالم (1كو5: 7). + على المستوى الروحي الشخصي.. ختان القلب بالروح (رو2: 29) هو جرح القلب بمحبّة المسيح، عن طريق الروح القدس، فتصير النفس مجروحة بالحُبّ الإلهي.. إذ أنّ الختان يتمّ عن طريق جرح يُعمَل في الجسد..! + عندما ناول السيّد المسيح الكأس، قال لهم: هذا هو العهد الجديد بدمي، أو هذا هو دمي الذي للعهد الجديد.. وهذا يعني أنّ تناولنا من الدم الإلهي كفيل بأن يجرح قلبنا بمحبّة المسيح الذي سفك دمه من أجلنا، حتّى أنّ القديس بولس الرسول يقول أنّ محبّة المسيح قد أنسكبت (سُفِكَت) في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا (رو5). + إذا كان الختان في العهد القديم بجرح صغير في الجسد، لخلع غُلفة صغيرة، من أجل الارتباط بالله.. فإنّ ختان المسيح في العهد الجديد بالمعموديّة يتمّ فيه خلع جسم الخطيّة بالكامل عن طريق الموت مع المسيح، أو الشركة في موت المسيح، فنقوم معه في خليقة جديدة، ونحيا للبِرّ (رو6).. ولذلك في احتفالنا بعيد الختان، يلزمنا أن نجدِّد عهد المعموديّة بالتوبة.. فنقطع من حياتنا كل خطيّة تفصلنا عن الله، أو تحجز النعمة عن التدفُّق لحياتنا.. ونصلِّي من الأعماق أن يستخدم الله سِكِّين كلمته ليختن قلوبنا وحواسّنا، فتعود لها براءتها ونقاوتها الأولى، وتصير مؤهَّلة للتمتُّع بالشركة مع الله. + أخيرًا.. جاء في نبوءة إرميا (ص31)، التي استشهد بها ق. بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: "هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. لا كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لأخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا" (عب8: 8-11). وهنا تأتي كلمة "أكتبها" حرفيًّا "أحفرها".. فهذا هو مضمون العهد الجديد، أن تكون الشريعة محفورة في قلوبنا، وهذا يتمّ بدم المسيح الذي للعهد الجديد.. فدم المسيح هو الذي يحفر الشريعة الجديدة داخل قلوبنا.. وما هي الشريعة الجديدة سوى وصيّة المحبّة التي أعطاها لنا المسيح، أن نحبّ بعضنا بعضًا كما أحبّنا هو، وبذل نفسه لأجلنا..! + من أجل هذا يقول ق. بولس الرسول: "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لا لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ" (2كو5: 14-15). فمحبّة المسيح قد جَرحت قلوبنا، فلا نستطيع بعد الآن أن نعيش لأنفسنا، بل لمن أحبّنا وحاصرنا بحبّه.. لذلك في عيد الختان، نذكُر حُبّ المسيح الذي جرح قلوبنا، فتعلّقنا به، وأحببناه، ونجري وراءه مسبّحين إيّاه إلى الأبد..! القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء بشيكاجو.
المزيد
15 يناير 2024

عيد الختان

كل سنة وحضراتكم طيبون بمناسبة عيد الختان المجيد ومن بداية عيد الميلاد المجيد ولمدة ٤٠ يوما نحتفل بخمسة أعياد سيدية، وهذه الأعياد السيدية خلال الأربعين يوماً بداية من عيد الميلاد نسميها أعياد الميلاد" أو "أعياد الظهور الإلهي: (۱) عيد الميلاد يوم ٢٩ كيهك. (۲) عيد الختان يوم ٦ طوبه. (۳) عيد الغطاس ۱۱ طوبه. (٤) عيد عرس قانا الجليل أول معجزة صنعها السيد المسيح) يوم ۱۳ طوبه. ثم العيد يوم الأربعين (٥) عيد دخول السيد المسيح الهيكل في اليوم الأربعين لميلاده يوم ٨ أمشير. والأربعين يومًا بعد الميلاد تماثل فترة الأربعين يوما بعد القيامة وتنتهي بالصعود. كل عيد من أعياد الظهور الإلهي الخمسة يرمز إلى رمزية معينة في حياتنا: (۱) عيد الميلاد يمثل البداية الجديدة، بداية الانسان. (۲) عيد الختان يمثل السمة الجديدة أو الاسم الجديد، لأنهم كانوا قديمًا يسمون المولود عند ختانه؛ وحسب شريعة اليهود الختان للذكور فقط، والكتاب المقدس يخلو من أي ذكر عن ختان الإناث. في شريعة اليهود كان الختان علامة في الجسد، وبهذه العلامة يأخذ الإنسان اسمه الجديد. (۳) عيد الغطاس ويرمز للولادة الجديدة من الماء والروح حيث يصير الإنسان ينتمي إلى السماء. (٤) عيد عرس قانا الجليل ونسميه عيد الأسرة الجديدة، فبعد البداية الجديدة والاسم الجديد والولادة الجديدة صرت تنتمي لأسرة جديدة، وهذه الأسرة الجديدة هي أسرة ملكوت السماء؛ المهم أن يحافظ الإنسان على مكانه في مسيرة حياته في السماء. (٥) العيد الخامس عيد دخول المسيح الهيكل، عيد الأبدية الجديدة أو الحياة الجديدة، حيث صار للإنسان خلاص، وله مسكن ومكان في السماء. هذه الأعياد تتعاقب على مدى ٤٠ يوما. في عيد الختان نقرا إنجيل معلمنا لوقا الأصحاح الثاني، وهو نفس الإنجيل الذي نقرأه في عيد دخول المسيح الهيكل،وجزء من هذا الإنجيل نقرأه في صلاة النوم يوميا، ونقرأ جزءًا منه في أوشية الإنجيل، وفي تسبحة نصف الليل؛ هذا الجزء متكرر ومهم جدًا ويقول فيه سمعان الشيخ "الآن تطلق عبدك يا سيد بسلام حسب قولك، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك"، بعد ٣٠٠ سنة تكون عيناه كلتا تعبتا وضعفت الرؤية بسبب الشيخوخة، لكنّ عينيه قد أبصرتا خلاص الرب، عين القلب أبصرت خلاصك على الصليب، بعين القلب رأى ما هو آت رأى الخلاص الذي جاء به المسيح. ويقول «الذي أعددته قدام جميع الشعوب»، ليس فقط اليهود، فالمسيح جاء من أجل العالم كله ويكمل ويقول: «نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل»؛ كان العالم مُقسَّما إلى أمم ويهود، لذلك قال «نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل، فقد انتهى إسرائيل الحرفي وبدأ إسرائيل الروحي مُمثلًا شخص السيد المسيح.وأريد أن أتأمل معكـم فى ثلاثة موضوعات مهمة (۱) طهارة أمنا العذراء مريم والتي جعلتها تحمل المسيح في أحشائها، ودعاها الملاك الممتلئة نعمة، فبطهارة القلب يحمل الإنسان في داخله المسيح، وهناك عبارة قالها القديس أغسطينوس: "نحن لا نطوّب أمنا العذراء مريم لأنها حملت المسيح في بطنها، نحن نطوّب أمنا العذراء مريم لأنها قبل أن تحمل المسيح في بطنها حملته في قلبها، والعلامة هذا أنها ولدت المسيح، وسميناها "والدة الإله " طهارة العذراء مريم التي حملت المسيح في أحشائها إشارة إلى طهارة القلب أو وداعة القلب أو فضيلة القلب، وطبعا العذراء مريم حين تكلمت مع الملاك وأنهت الحديث بعبارة تعتبر نبراسًا في حياة الإنسان: «هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك»، أعلنت في هذه العبارة التواضع والإيمان والتسليم، لذلك قال لها سمعان الشيخ: «وأنتِ أيضًا يَجوزُ في نفسكِ سيفٌ (لو ٣٥:٢)، طبعا السيف هنا سيف الألم، فسوف ترى ابنها يتألم واليهود يقاومونه السيف تعبير عن الألم الذي يكون في أمه؛ لكن الخلاصة أن نقاوة القلب وحمل المسيح في القلب كانت الصورة الرئيسية في حياة أمنا العذراء. (۲) سمعان الشيخ الاسم الثاني الذي نقف قدامه في هذا المشهد هو سمعان الشيخ الذي حمل المسيح على ذراعيه. دائما ما تأتي كلمة ذراع أو يد في الكتاب المقدس لترمز إلى العمل، فالإنسان الذي يحمل الله في عمله في خدمته في مسئولياته على اختلاف أنواعها وتعددها، ومسئوليات كل واحد تختلف عن الآخر، لكن سمعان هنا حمل المسيح على ذراعيه. هل المسيح على ذراعك؟ هل المسيح في عملك؟ هل المسيح أمامك؟ على رأي داود النبي جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع من يضع المسيح أمامه مثل سمعان الشيخ يعطيه الله المكافاة الكبيرة بعد السن الكبير والزمن الطويل سمعان الشيخ اشترك في ترجمة سفر إشعياء في العهد القديم، وجاء عند الآية: «هوذا العذراء تحبل وتلد...»، ووجدها غير متوافقة مع عقله فاراد أن يستبدل كلمة "العذراء" ويكتب الفتاة"، فظهر له الملاك وقال له "اكتب عذراء، وستحيا حتى ترى، وقد عاش ٣٠٠ سنة تقريبا، لذلك قال: «الآن تطلق عبدك بسلام حسب قولك». سمعان يرمز للإنسان الذي يحمل الله على يديه، يحمله في عمله ومسئوليته وخدمته وبيته وكنيسته ومجتمعه، المهم أن الله أمامه في كل حين. هناك من يحمل المسيح في قلبه مثل أمنا العذراء، ومن يحمل المسيح على يديه مثل سمعان الشيخ (۳) حنة بنت فنوئيل: النوع الثالث حنة ابنة فنوئيل إنسانة تزوجت مبكرا وعاشت سبع سنين ولم تنجب رحل زوجها وظلت أرملة لمدة ٨٤ سنة. كانت تحيا في الهيكل وحملت المسيح في تسبيحاتها، لذلك قيل عنها ولا تفارق الهيكل، عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارًا» (لو ۳۷:۲)، في ذلك الوقت جاءت أمامه وشكرت الله وكانت تتكلم عنه عند جميع المنتظرين فداءً في أورشليم حملت المسيح في صلاتها وفي تسبيحاتها وفي شكرها، هذا هو النموذج الثالث من البشر الذين حملوا المسيح. ثلاثة نماذج طيبة نضعها أمامنا، وكل واحد منا يبحث عن المناسب له وما الذي سيعيشه نشكر الله أنه يعطينا أن تحتفل بهذه الأعياد المقدسة ونشكره على عطاياه ونعمه الكثيرة لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن والى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
14 يناير 2024

مجئ المسيح الى أرض مصر

الأحد الأول يا أحبائى من شهر طوبة المُبارك يُكلمنا عن هروب رب المجد يسوع مع يوسف البار و امه السيدة العذراء إلى أرض مصر ," و لما مضوا إذا ملاك الله قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا : قم خُذ الصبى و امه و اهرب إلى مصر, و كن هُناك حتى أقول لك لأن هيرودس مُزمع أن يطلب الصبى و يهلكه , فقام و أخذ الصبى و امه ليلا و مضى إلى مصر, و كان هُناك إلى وفاة هيرودس". فى الحقيقة يا أحبائى يوسف البار , واضح جدا إنه كان صديق للملائكة , نلاحظ إن أحداث كثيرة , الملاك كان يُكلمه, كان يتدخل فى الوقت المُناسب , و نجد إن الملاك ظهر له , عندما شك فى السيدة العذراء , و كلمه الآن لكى يهرب , ثم كلمه لكى يعود , ثم كلمه لكى يقول له إين يذهب عندما يعود , فقال له:" لا تعود إلى بيت لحم , إذهب إلى الناصرة , إلى الجليل" لأن ابن هيرودس هو الذى كان سيمسك الحكم و كان يتبعنفس مدرسة العنف التى كان يتبعها ابوه . الإنسان البار يا أحبائى تجد الله يتدخل فى حياته بطريقة عجيبة , تجد الرب يُرتب له حياتهو يمنع عنه أخطار هو نفسه لا يعرفها , تجده يُعطى له إطمأنان فى حينه , فنجد يوسف الصديق " البار" حامل ميلاد العذراء البتولى , الذى رافق السيدة العذراء مريم حتى استقرت هى و ابنها , حتى كبر يوسف البار فى السن و تنيح. الإنسان البار يا أحبائى , الملائكة ترتاح له و تتكلم معه و تُصاحبه , بل و تستخدمه لإتمام مشيئة الله , مثل يوسف البار , الملائكة تستخدمه و تكلمه و ترتاح له , عكس الإنسان الشرير يا أحبائى , الملائكة لا ترتاح له بل الشياطين, مثل:"هيرودس" يرتاح له الشيطان و يُكلمه الشيطان , فالشيطان يستخدم هيرودس لزعزعة مملكة ربنا يسوع المسيح, و الملائكة تستخدم يوسف لتثبيت مملكة الرب يسوع المسيح , كل واحد فينا يسأل نفسه :" هل أنا صديق ملائكة أم شياطين؟؟" هل أنا عندما يأتى لى صوت بداخلى , أستجيب لأى منهما , صوت البر أم صوت الشر؟؟؟ فإذا كنت أنا أميل إلى صو الشر باستمرار , فأكون بهذا موطن علاقتى مع الشياطين," صوت العنف , صوت الإنتقام , صوت الدم , صوت الخيانة , كل هذا الكلام هى أصوات الشياطين . و لهذا الشيطان يستخدم مُعينين لإتمام إرادته أو أغراضه الشريرة , و لكن هنا يدخل و يُطمأن أمنا السيدة العذراء و يوسف النجار , و يقول له :" لا تخف , خُذ مريم امرأتك و اهرب إلى مصر , و أحيانا يقول له :" خُذ الصبى و امه و اهرب إلى مصر". المسيح يا أحبائى تلاحظوا إن حياته يوجد فيها تجارب كثيرة جدا , من ولادته و هو مرفوض , و هو مُطارد و هو مُضطهد , و هو مطلوب للقتل , كثيرا يا أحبائى ناس تحيا مع الله يسوع , و يقول لك مادام أنا مع الله يسوع إذا لابد إن حياتى تكون هادئة جدا و جميلة و لا يوجدبها أى شئ , لأن أمنا إلهى ضابط الكل , فأول عندما تأتى لنا مُشكله , نقول له كيف هذا , ألست أنت إلهنا , ألست من المفترض أن تأخذ بالك مننا , من المُفترض أن تحمينا !!! أستطيع أن أقول لك , موقف مثل موقف هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر , فكان من الممكن بحسب الفكر البشرى , هذا الموقف يعثرهم !! فما هذا ؟!! أليس من المفترض إن المولود منكى يُدعى قدوس ابن العلى , اليس هذا هو المُخلص, و المُخلص و تقول لنا أهرب , ابن العلى و لا تستطيع أن تحميه , هو لا يستطيع أن يحمينا , كان من الممكن جدا إذا فكروا فكر بشرى , كانوا تشككوا و كانوا قالوا لا , بالطبع هذا ولد عادى , و لكن هذا الكلام لم يثر الشكوك فى قلبهم و لكن طاوعوه و أكملوا الإرادة الإلهية . كثيرا يا أحبائى , نحن نُريد إن الله يعمل معنا بمقايسنا نحن الدنيوية البشرية , نُريد إن الله يعمل معنا بفكرنا , بعقلنا , بأمرنا , بتدابرنا , من هذا هيرودس ؟؟ كان من الممكن أن يُميته , لأنه يطلب الصبى ليهلكه , أنت تستطيع أن تفعل كل شئ , هل تُريدنا و أنت الله العلى , نحن أن نهرب ؟؟!! لماذا ؟؟ّ!! و هيرودس يعيش !!!, أحيانا يا أحبائى ما تكون أفكار الله بالنسبة لنا هى بعيدة تماما عن أفكارنا , فهو ملك وظالم و قاسى و قاتل !!! . و كأن الرب يسوع أراد أن يأتى و يعيش أحلك ظروف الإنسان , حتى إن أى أحد فينا بعد منه لا يُصبح له شكوى . فأى إنسان فقير يجد فى يسوع كل عزائه , أى إنسان مُضطهد يجد فى يسوع كل عزائه , إى إنسان مرفوض و مطرود , يجد فى يسوع كل عزائه , أى إنسان مُتألم يجد فى يسوع كل عزاؤه . فكان من الممكن حياة الرب يسوع تكون هادئة جدا , لا يوجد فيها ضيق و لا إضطهاد و لا فقر , و كان من الممكن يتولد فى بيت ناس أغنية و يتولد طفل مُدلل , و بعد ذلك كل الناس تحبه و ترفعه لفوق و و تشكر فيه , لا و لكنه قيل عنه ,:" إنه رجل حزن و مختبر وجع " طفل صغير يُثير سلطام ملك و يزعزع سُلطان ملك و يفقده صوابه و يجعله يتصرف تصرفات طائشة , هل أحد يعتقد إنه لكى يُريد أن يتخلص من طفل يقتل كل الأطفال , كل الإطفال !! يا للهول , و ليس الذين يخصوا بيت لحم فقط بل كل المدينة , فقام بعمل خدعة فيهم و أصدر قرار بأحصاء الأطفال جميعا سنتين فيما دون , و الدولة الرومانية آخذة على حكاية الإحصائيات , فإنه شئ ليس غريب عليهم , فإنها دولة مُنظمة جدا , فالدولة الرومانية معروفة , فى الطرق و فى الإحصائيات و فى الإقتصاد و فى الحروب , فقالوا الذين لديهم أطفال يأتوا لكى نؤيدوهم بدل ما نذهب و نلف على البيوت , و بالطبع الناس غلابة ,مساكين , ذهبوا لكى يعدوهم لأن يأخذوهم و يذبحوهم , كم هو قاسى هذا المنظر يا أحبائى !!! . فعدو الخير غير قادر على أن يتحمل إن هُناك احد يُدعى المسيح , لا يستطيع و لهذا يُقاوم و يُعاند و يُشكك و لهذا يُريد أن يبيد . و لهذا نحن , إن لم نأخذ هذة الأمور بعين الإيمان و نعرف إن ربنا يسوع إجتاز هذة الظروف قبلنا , " ففيما هو تألم مُجربا يقدر أن يُعين الُمجربين " فتعرض للضرب و الإضطهاد و للضيق و للطرد , فيذهب إلى مصر , إذا كانت أورشليم بيت لحم , الذى هو يُعتبر بلدهم و من المُفترض أن يكون لهم بعض المعارف فيها , لم يكن لهم مكان فيها , فهل سيجدوا مكان فى مصر , البلد الوثنية , التى كلها عبدة أوثان و أصنام , فهو غير ذاهب إلى مكان آمن , لا يوجد فيه احد يعرفه , ذاهب إلى المكان , الذى ليس من الممكن أن يتوقع أحد إنهم يقبلوه , حياة كلها ألم و حزن و تجارب و لكنها كلها تكميل لإرادة إلهية . كثير يا أحبائى نتوقع إن ربنا يتدخل لحل مشاكلنا بمعجزات , كثير , كثير ما نقول له يا رب تدخل لحل مشاكلنا , تدخل و أقتل هيرودس الذى يُريد أن يقتلك , انت الإله العلى , يقول لك , لا . أنا اريد أن أعيش آلامك و تجاربك و أعيش ضيقاتك , حتى إننى أريد أنك تعتبرنى إننى شريك لكل آلامك هذة , ربنا يسوع هُنا يُعلمنا إنه إنسان طبيعى , عادى , لا يستغل قوة سُلطان لاهوته فى حل مشاكله و لا فى مواجهة الشيطان , لا الشيطان يُحاربه كأنه إنسان عادى جدا , يُحاربه بالجوع , و يُحاربه بالكرامة و يُحاربه بالضيق , و يُحاربه بغرايات العالم , و هنا يُحاربه , بإنه يجعله يهرب , لأنه مطلوب إنه يقتله , و لهذا نستطيع أن نقول إن الإنسان يا أحبائى عليه إنه يعلم إنه لابد أن يقبل تدابير الله لحياته . و هُنا أيضا يقول له :" إذهب إلى أرض مصر و كُن هُناك حتى أقول لك . مكان غير مُحدد و زمن غير مُحدد , و هذا يُفكرنا بأبونا إبراهيم , الذى يقول الكتاب عنه " إنه خرج و هو لا يعلم إلى إين يذهب؟؟؟ , فهُنا أيضا , هم ذاهبين و لايدرون , إين هم سيجلسون و إلى متى سوف يظلون هُناك ؟؟ , الإنسان يا أحبائى المُتكل على الله بكل قلبه , هو مُسلم كل أموره لله و ربنا يتولى كل أموره , "فطوبى لجميع المُتكلين عليه" . الشيطان يا أحبائى مُتربص بأولاد الله , مُتربص بالمسيح , لأنه يعلم إن فى المسيح الخلاص , و إذا قتلنا المسيح , نكون قتلنا الخلاص , فيبقى الإنسان فى خطاياه . و لهذا الإمر ليس فقط مُجرد حرب مع شخص و لكنه حرب لتدمير الخلاص الإنسانى , و لهذا نستطيع ان نقول , " لا يوجد حدود للحرب مع أولاد الله , فقد قال عنها الكتاب المقدس ,:" للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور , من جيل إلى جيل " . و لهذا قال لك:" مرارا كثيرة حاربونى مُنذ صباى , مرارا كثيرة قاتلونى منذ شبابى و إنهم لم يقدروا علىّ " فيقول منذ صباى , شاهدوا هذة النبوة و جمالها , فمنذ صغرى , مرارا كثيرة حاربونى , فى سفر أشعياء الإصحاح 37 , يقول له و كأن المسيح يُخاطب الأشرار الذين هم مثل هيرودس , الذين رفضوا تدبير خلاصه , فيقول له :" و لكنى عالم بجلوسك و خروجك و دخزلم و هيجانك علىّ لأن هيجانك و عجرفتك قد صعد إلى أذنى " مُجرد علم فقط إن المسيح سيولد , هاج جدا عليه , و لكن ما الذى سيفعله الله , قال له " أضع خزامتى فى أنفك و شكيمتى فى شفتيك و أردك فى الطريق الذى أتيت فيه " فى سفر أرميا الإصحاح الأول يقول :" ويل لى يا أمى لأنكى ولدتينى إنسان خصام و إنسان نزاع " كيف هذا يا رب فأنت ملك السلام ؟؟؟ يقول :" و لكنهم رفضونى " و لهذا قال ,:" ما جئت لألقى سلام بل سيف " . لنه يُهيج الشيطان , الله آتى بسلام و لكنهم لا يُريدوا السلام . و لكن ما موقفك أنت يا رب يسوع تجاه هؤلاء النا ؟؟؟" فيقول ربنا يسوع :" أنا مع مُبغضى السلام صاحب سلام ". هو يُريد أن يقتلنى , أنا قلت أبعد بعيد و أهرب , و لكن مع كل هذا و الشر ساكن بداخلك و لهذا قال :" أنه وضع لسقوط و قيام كثيرين و لعلامة تُقاموم , و لكن كان من الممكن هيرودس يقتله و ينتهى الأمر . أقول لك لا , لأن موته ليس بسلطان هيرودس بل بترتيب إلهى , فإن المسيح لم يأتى فقط لكى يموت , بل لكى يُعلمنا كيف يحيا الإنسان , المسيح لم يأتى لكى يعيش سنتين و يموت و يكوت بهذا خلصنا و فدانا , لا , فإين تعاليمه و إين مُعجزاته , إين النموذج الذى يُريد أن يُعطيه لنا و نتعلم منه , و المسيح كان لابد أيضا أن يموت مصلوب , و فى العُرف اليهودى لا يوجد طفل يموت مصلوب , حتى سن مُعين , إذا هو لا يستطيع أن يموت مصلوب و هو فى هذا السن , فالمسيح منذ طفولته يا أحبائى , يؤكد علينا حقيقة إنه إنسان , حقيقة التجسد , حقيقة الحماية الإلهية , حقيقة التدبير الإلهى , حقيقة التجارب و الآلام التى ستأتى على اولاد الله , و لابد أن يقبلوها بشكر و آلام , كثيرا يا أحبائى ما أجد ناس خائفة و مُضطربة , و لكننى أقول لك :إنها خطة الشيطان ضد أولاد الله. , فإن مُصارعتنا ليست مع دم و لحم , بل مع أجناد , مع سلاطين , مع قوات الشر " . فهيرودس مُستخدم من الشيطان , كثيرا غيره كثير تجد ناس مُستخدمة من الشيطان لزعزعة سلام أولاد الله , لأن إلههم هو ملك السلام فيريدوا أن يزعزعوا سلامهم , فما الذى يفعلوه ؟؟؟ يطلبوا نفوسهم , يقلقوهم , يُزعجوهم , و لكنهم يجب أن يكونوا ثابتين فى مواعيد الله , فمن البداية يا أحبائى فى مقاومة من الشيطان و بين الزرع المقدس و النسل المقدس الذى يسير فى العالم , فهذا من البداية , من بداية قايين و هابيل , فالشيطان لم يحتمل أن يوجد بار , فما الذى نفعله ؟؟ لابد أن نقتله , هابيل كان بار مُرضى لله , يُربى غنم لكى يُقدمها ذبائح لله إنسان مُكرس , فهل يوجد أحسن من ذلك؟؟؟ , لكن أخوه قام عليه و حسده و قتله فى الحقل فمن هذا الذى فعل ذلك ؟؟ الشيطان الذى أستخدم قايين و جعله يقتل أخيه . أيضا فرعون ملك مصر , لماذا يُريد أن يُبيد ذكور العبرانيين , لماذا ؟؟ يقول :" لأننى لا أريد إن هذا النسل المقدس يكبر و يتبقى هؤلاء الرجال العبرانيين الكبار , الذين بعد حين سيموتون و يتبقى النساء قفط الذين يتزوجزا من مصريين و بهذا يكون أباد كل شعب بنى إسرائيل , فيا لها من قسوة إن أحد يُصدر قرار بقتل جميع الذكور , أو فى مثل أيام هيرودس , القرار الذى أصدره لقتل كل الأطفال سنتين فيما دون , فما هذة القسوة ؟؟. أقول لك هذا هو الشيطان , هذة هى مملكة الظلمة . و لكن مُبارك الله يا أحبائى , فيقتل ما يقتل , و يبقى الزرع المقدس مُمتدا , و لماذا ؟؟ لأنه تدبير إلهى , هو يعتقد إنه إذا قتل , سوف يُبيد كل الذكور , و ينتهى منهم و لكن لا , يوجد بين هؤلاء الذكور موسى و سينجو بتدبير إلهى و سيكون قائد لهذا الشعب و يكون مُخلص لهذا الشعب , و أنت يا فرعون الذى تُريد أن تبيده هو الذى سيبيدك , الزرع المقدس يا أحبائى , مقاوم من العالم و من الشيطان إلى الآن . رأينا فى الكتاب المقدس , مشاهد كثير أخرى لأشياء مثل هذة . فمرة فى أيام واحد من القضاة ,واحد بسبب إنه أتى من زوجة غير شرعية فقتل كل إخوته , قتل 74 أخ , لكى يكون هو الملك , و لكن الله ايضا أبقى له واحد , هرب , و وقف و قال له , أنا الملك الشرعى و أنا القاضى الشرعى . مرة ملكة فى أيام ملوك يهوذا قتلت كل الأطفال الذين من الممكن أن يأتى منهم النسل الملكى , لكن واحدة جارية!! جرية , هربت طفل صغير عنده 5 سنين , و جعلته يكبر عندها و كبر و قال لها :" أنا الملك الشرعى " الذى هو يوشيا الملك . مبارك أنت يا رب الذى تُبقى لك بقية , الشيطان يا أحبائى , لا يُريد أن يكون لنسل يهوذا بقية , لا يُريد أن يكون للعبرانيين بقية , لا يُريد أن يكون ليسوع بقية , لا يُريد أن يكون ليسوع بقية , فهو يُريد يبيده . و لكن الله له تدبير , و فى النهاية يقوم و يأخذ الصبى إلى أرض مصر , و هذا أجمل إطمأنان لينا يا أحبائى , إن أرضنا تباركت بقدومه , إنه أتى إلى أرضنا و باركنا و بارك زرعنا و نيلنا و بارك بقاعها و نّوّر مصر , و عندما دخل أرتجلت الأوثان و كانت تسقط من وجهه , أصبح هُناك ناس يُؤمنون و أناس أخرى يرفضونه , لدرجة إن شاع ذكره بين المدن , فأصبحت المدن تخاف عندما يأتى إليها , فأصبحوا يرفضوه , لأنهم يعلموا إنه إذا دخل عندهم ستتحطم الأوثان , آلهتنا و بهذا سوف يُجلب الغضب عليهم بحسب إعتقادهم , و لكن ناس أخرى مجدوه , و هناك ناس عرفوه , و لهذا نحن نقول إننا نحن أهل مصر , نحن نفتخر إن الذى كرز لنا ليس مارمرقس , بل ربنا يسوع بنفسه , فعندما آتى مارمرقس , كان ربنا يسوع كان قد مهد له الطريق , فبعد مجئ ربنا يسوع المسيح إلى أرض مصر بحوالى 40 او 50 سنة , عندما جاء مارمرقس , قالوا الناس الذين سمعوه إنه يُنادى بنفس الطفل الذى آتى إلينا و عمل كذا و كذا وكذا . و لهذا كرازة مارمرقس كانت مُمهدة , و بارك بقاع أرض مصر , ليست بالصدفة يا أحبائى إنه يهرب إلى أرض مصر , فكان من الممكن يذهب إلى الشام أو العراق أو السعودية , فكلها بالد أقرب بالنسبة إلى فلسطين , و لكن لا هو آتى إلى أرض مصر لكى يُباركها " يكون للرب مذبح فى وسط أرض مصر " فالذى كان يقرأ كلمة مذبح فى وسط أرض مصر أيام أشعياء النبى , كان لا يعى هذا الكلام , لأنه لا يوجد مذبح إلا فى أورشليم , هو هيكل واحد و كانوا يذهبوا إليه من كل مكان , فماذا يُعنى هذا الكلام , كيف إن مصر سيكون فيها مذبح ؟؟! هل هذا سيكون بجانب أورشليم أم مُضادة لأورشليم ؟؟ هذا وعد إلهى فى سفر أشعياء النبى :" يكون للرب مذبح فى وسط أرض مصر و عمود للرب عند تخومها " . فما هذا المذبح؟؟ قال لك هذة هى الكنيسة , أنا آتى لؤسسها بنفسى , التى ستكون حارثة للتعاليم الإلهية القبطية الأرثوذوكسية , القديس أثاناثيوس الرسول , القديس أنطونيوس , هؤلاء هم بركة وجود الرب يسوع المسيح فى أرض مصر فأنتوا أيضا يا أحبائى أتى من إن المسيح زار أرض مصر , فعندما نزل أرض مصر , أتى من فوق لتحت و صعد ثانية ثم , دخل يمين و شمال , فعمل علامة صليب على أرض مصر, فمن العريش إلى أسيوط و من وادى النطرون لسمنوت , فعمل صليب و بارك بقاع أرض مصر , باركها , و لهذا يا أحبائى :" يجب أن تمسكوا بإلههكم " خليك قوى و خليك واثق إن أنت محظوظ , إنك أنت تعيش فى بلد المسيح أقدامه قد وطأتها فعندما تكون مُتضايق بعض الشئ , أقول لك :" أنت ترى ربنا يسوع المسيح سيدك , هو لم يرتاح , فالناس كانت دائما ما تنقضه و تُشكك فيه , هل كان فى كل مكان يذهب إليه يحملوه على الأكتاف و الأعناق؟؟! , هل أنت ترى إن سيدك كان مُمجد جدا فى كل مكان يذهب إليه . فقال لك :" إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب فكم يكون باليابس" . و لهذا كنيسة مصر يقول لك , للحب الذى أخذته قدمت شُهداء , قديسين هذا عددهم. نحن مدعوون يا أحبائى , أنت مدعو يا عزيزى إنك أنت تكون من الجيش الذى خلصه المسيح و باركه , و أعطانا الوعد الإلهى المكتوب في سفر أشعياء :" مُبارك شعبى مصر ". و" من مصر دعوت ابنى ". فدعوت ابنى المقصود بها حاجتين :1 1- إسرائيل الذى خلصهم من سُلطان فرعون. 2- ربنا يسوع المسيح. نحن يا أحبائى علينا إننا فى مواقف ربنا يسوع المسيح , نأخذ نصيبنا منها , فهذة ليست أحداث تاريخية , هذا ليس تاريخ يا أحبائى , و لكن هذا واقع المسيح , الذى قيل عنه :" هو هو أمس و اليوم و إلى الأبد "ربنا يُعطينا نعمة و بركة كل أحداث المسيح , تدخل فى حياتنا , و تملأنا قوة و سلام و عزاء و نأخذ إطمأنان من مجيئه إلى أرض مصر , حتى يكون بنا سلام يفوق كل عقل ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 يناير 2024

إنجيل عشية الأحد الأول من شهر طوبه ( لو ٤ : ٤٠ - ٤٤ )

وعِندَ غُروبِ الشَّمس، جميع الذين كانَ عِندَهُمْ سُقَماءُ بأمراض مُختَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفاهُمْ. وكانَتْ شَياطين أيضًا تخرُجُ من كثيرين وهى تصرخ وتقول: أنتَ المَسيحُ ابن الله. فانتَهَرَهُمْ ولم يَدَعَهُمْ يتكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ عَرَفوهُ أَنَّهُ المَسيحُ. ولَمَّا صَارَ النَّهَارُ خرجَ وذَهَبَ إِلَى مَوْضِعِ خَلَاءٍ، وَكَانَ الجُمُوعُ يُفَتِّشونَ عَلَيهِ. فجاءوا إليهِ وأَمْسَكُوهُ لِئلا يَذْهَبَ عنهُمْ. فقالَ لَهُمْ: إِنَّهُ يَنبَغِي لي أَنْ أُبَشِّرَ المُدنَ الأَخَرَ أيضًا بملكوت الله، لأني لهذا قد أُرسلت. فكانَ يَكرِزُ في مجامع الجليل ". عند غروب الشمس: عند غروب الشمس - إذ كان سبت - جاءوا إليه بعد أن انقضى السبت وكأنهم وجدوه بعد غروب سبت الناموس ونهاية زمن الفرائض الجسدية حيث لا تمس ولا تجس الأمور التي كانت موضوعة كمؤدب للإنسان إلـى زمــان الخلاص وظهور نعمة ربنا يسوع المخلصة. قدموا إليه سقماء بأمراض مختلفة فوضع يديـه علـى كل واحد منهم . فالتعامل مع المسيح يأخذ دائما الصفة الشخصية، فالمسيح جاء من أجل كل واحد، وذاق الموت من أجل كل واحد، فعمل الفداء هو أن يموت واحد عوضًا عن واحد، يطلق السجين ويمسك الذي يفديه أو يكون عوضًا عنه. لذلك فإن الرب كان يضع يديه على كل واحد على حدة. كان ممكنا أن يشفيهم بالجملة بكلمة. ولكن هذا العمل الفردي يقودنا إلى التأمل في العلاقة الشخصية مع المسيح. نحن في الكنيسة أعضاء كثيرون ولكن يظل لنـا طـابع الخصوصية. فمع أننا مولودون من آباء وأمهات مسيحيين، لكن المسيحية لا تورث بل هي نصيب خاص يأخذه كل واحد في المعمودية لشخصه الخاص. أي يأخذ نصيبه بنفسه ولا يأخذ له آخر ينوب عنه. فأنا أعتمد، وأنا أتناول، وأنا أتحد بالمسيح وأنا أعترف له بخطاياي، وأنا أشعر أنه صلب على الصليب لأجلي.وهذا يوحدني بكل الأعضاء المتمتعين بذات النعم بالروح الواحد. شخص الإنسان لا يذوب في الجماعة، لكن يتحقق باتحاده بباقي أعضاء الجسم لكمال العمل الإلهـي فـي الكنيسة كأعضاء الجسد الواحد في تألف الروح الواحد ولكن مواهب وعطايا مختلفة لبنيان الجسد الواحد.وشياطين تخرج من كثيرين وهي تصرخ: كيف يطيق الشيطان أن يوجد في حضرة المسيح؟ هذا مستحيل فإن عشنا للمسيح كما ينبغي أو حل المسيح بالإيمان في قلوبنا وسكن الروح مرتاحًا في أحشائنا. فإن الشيطان يكون مطرودًا ليس له مكان فينا.الشياطين تأخذ فرصة حين يغيب المسيح عنا، وفي الحق أنه لا يغيب. فهو لا يخلو منه مكان ولا زمان. ولكن نحن نتغرب بإرادتنا ونحيا بذواتنا ونخضع لما هو في العالم.وننسى أننا له فيغيب عن ذهننا بإرادتنا، فنسلم عقولنا وأهواءنــــا للعدو فيستعبدنا ويهيننا الشيطان يجبر لا يقتحم حياة أولاد الله رغما عنهم.هو قد فقد السلطان الذي كان له علينا، لذلك فكل حروب الشياطين هى في عرض ما له من بضاعة. ولكن لا يستطيع أن أحدًا على الشراء، وهو يزين بضاعته بكل خديعة وزينته كاذبة. ولكن لا يجبرنا ولا يستطيع أن يغصبنا على قبولها. في الأزمنة القديمة كان الإنسان بدائيا في فكره. ويعتمد كثيرًا على قوة جسده. فكان الشيطان يستولي على الجسد يسكن فيه. أمـا فـي هـذا الزمــان فـقـوة الإنسان صارت في عقله، فعندما يستولي الشيطان على هذا العقل فإنه يسكنه ويخربه ويخرب به ممالك بأكملها. "ولما صار النهار ذهب إلى موضع خلاء": كثيرًا ما نقرأ هذه العبارة عن المسيح مُخلّصنا... فهو يرسم لنا برنامج الحياة. أليس هو الطريق؟. لابد أن يكون موضع خلاء أي بعيدًا عن أعين الناس، وبعيدًا عن مباهج الدنيا الكاذبة، وبعيدًا عن ضوضاء المدن، وبعيدًا عن المشاغل والمشاكل والمباحثات والجدل، وبعيدًا عن الاهتمامات اليومية مهما علا شأنها... لابد من موضع خلاء أختلى فيه مع المسيح ولا أجد سواه وأقول: "أنا لحبيبي وحبيبي لي" لابد من موضع خلاء أجد فيه نفسي التي توزعت وتشتت أعود أجمعها أجمع فكري وقلبي وميولي، وأفحص ضميري ودوافعي، وأطرحها أمام الله أُصـحـح مـا فسـد منها، وأُصلي حتى الشبع بدون موضع خلاء تتراكم الخطايا ولا أدري بدون موضع خلاء أعتاد على التهاون والتسويف موضع الخلاء هو معمل تجديد الذهن، والقلب وتجديد الله، ومراجعة النفس وشحن ما فرغ منها في العهود مع العالم. ينبغي لي أن أبشر": الكرازة والخلاص وخدمة النفوس وردها وفداؤها من طرق الهلاك، هذه هى رسالة المُخلّص فالخدمة واجب ليس منه بد ولا يقبل التسويف ولا الاعتذار ، بل هي إلزام يؤخذ بجدية مطلقة، ينبغي = يجب (أي لابد ولا بديل). متى يرقى فينا هذا الحس الإلهي، ومتى تشغل خدمة نفوس بالنا إلى حد الواجب المقدس الذي لا بديل عنه. يارب، اغرس فينا هذا الاهتمام نحو نفوس أولادك إنه ينبغي أن نذهب ونفتش عنهم حتى نجدهم ولا نرتاح حتى أحضر إليك كل إنسان.نسعى كسفراء لك، نكرز بالبشارة ونقول: تصالحوا مع الله". المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل