المقالات

28 أكتوبر 2024

قضية العفة من منطلق مسيحى

لماذا العفة ؟ مفهوم العفة مسيحياً : نقصد بالعفة هذا امتناع الانسان عن الشهوات الجسدية المنحرفة وكل انواع النشاط الجنسي الذي يتعارض مع السلوك الروحي حسب وصايا المسيح. والعفة بالمنظار المسيحى ليست فضيلة سلبية كما يبدو من مفهومها اللغوى ولكنها في المسيحية فضيلة إيجابية لانها مرتبطة بالمحبة .. لذلك فهي تقوم على البذل والتضحية ، وحب المسيح هو سر القدرة على البذل والتضحية بشهوات الجسد. فشخص المسيح هو حجر الزاوية في حياة العفة ، والرب هو الذي يلهب بروحه القدوس قلب المؤمن بحب العفة وهو الذي يهدى الأعضاء ويلهم البذل ويهون الاحتمال . . وطنا حب المسيح هو منطلق العفة ، فبالتالي حب الآخر أساس من اسس العفة المسيحية ،فالفتاة تحتشم وتتعفف لأجل للمسيح الذي أحبها وأعطاها وصية القداسة ؟ ولأن أخاها في الكنيسة أو المجتمع قد يعثر بسبب ملبس أو سلوك غير محتشم . والمحبة تضع تحاشى العثرة في المرتبة الأولى في السلوك الإنساني والعفة المسيحية أذن ليست فضيلة اجتماعية مصدرها التنشئة والتربية المنزلية فقط، وانما هي أولا وقبل كل شيء عمل من أعمال النعمة ومفاعيل الروح القدس هي ثمرة من ثمار الحياة الجديدة التي يقبلها الانسان في اطار الولادة التي من فوق . سمات العفة المسيحية : العفة المسيحية تتسم بالشمول، فهي ليست منحصرة في الدافع الجنسي فحسب ، وإنما تتعلق بكل ما يختص بالجسد من دوافع وميول واستعدادات وحواس وملبس ومأكل والعفة المسيحية عميقة فهي لا تقف عند حدود تعفف السلوك . وانما تتعداه إلى طهارة الوجدان وقداسة الفكر الداخل ، يكفى أن تشتهي في قلبك فتجرح العفة جرحاً عميقاً ، وتلوث الهيكل ، وتصبح ملوماً ومداناً أمام وصية المفة والعفة المسيحية حياة مستمرة لا تتوقف. إنها ليست متعلقة بسن معين وإنما هي حياة المؤمن طيلة جهاده على الأرض وهي نامية تزداد عمقاً بقدر ما يزداد الإنسان أمانة لروح الله وخضوعاً لمشيئته وطاعة الوصاياه وكلما دخل المؤمن في أعماق العغة كلما استراحت نفسه واستقرت حياته الداخلية إنه بها يتلامس مع الحق الذي فيه ، ويكتشف النور الذي في داخله ويتحسس الملكوت المعد له والخلود الذي خلق لأجله . لماذا العفة إذن ؟ العفة أولا وقبل كل شيء وصية من وصايا الرب .يكفى أن الله أمرنا ان نكون قديسين كما هو قدوس . واعلن أنه بدون القداسة لن يعاين أحد الرب وإذا كانت الوصية في العهد القديم تملأ اليهودى رعباً ومخافة فكم بالحرى نحن الذين صولحنا مع الله بموته ، وأعطانا الخلاص بدمه ، ووهبنا الحياة الأبدية بحياته كيف لا نطيع من أحبنا وبذل ذاته لاجلنا ؟ يتكلم القديس العظيم الأنبا الطونيوس من أهمية الحقة فيقول" يا أولادي الأحباء فلنجاهد من أجل الطهارة حتى الموت . لنسع بالطهارة يا أخوتى ، فإن ثمر الطهارة هو نور وحق واستيقاظ . فلا تصيروا عبيداً للأوجاع الردينة المرذولة واللذات الشريرة النجسة أمام الله واكتبوا اسم الله على قلوبكم ليصرخ في داخلكم قائلا أنتم هيكل الله الحي ، وموضع راحة للروح القدس أما الذي يسعى في النجاسات فهو ممثلى بالمكر والغضب والمرارة، هو يشبه البهائم الفاقدة لكل معرفة أمام الله يا أولادى لنغض تلك العين الشريرة ونسعى في طلب الطهارة لأنها فخر ملائكة الله وأما القديس الناسيوس الرسول فيرفع حياة العفة الى درجة شهادة بقوله وقد يعرض أن يقول أحد أين هو زمان الاضطهاد حتى لكنت أصير شهيداً .. فأقول له الآن يمكنك أن تكون شهيداً ، إن أردت ... مت عن الخطية . امت اعضاءك التي على الأرض وبذلك تصير شهيدا باختيارك ، فأولئك الشهداء كانوا يقاتلون ملوكا ورؤساء جسديين أما أنت فإنك تقاتل ملك الخطية محتالا عنيداً وكما أن العفة وصية روحية فهي متطلب نفسى واجتماعي أيضا هي تلبية لحاجة عميقة في الإنسان، وملائمة لمقتضيات طبيعته الأساسية، وإسهامه في تحقيق ملء إنسانيته التي لا تكتمل إلا في الشركة والعطاء وإذا كان الإنسان الطبيعي يعجز عن تحقيق تكامل شخصيته لإن استعباده لاحدى الغرائز أو الدوافع الأولية يسقطه في النهم أو الإدمان أو العبودية ، فإن المسيحى الحقيقي تجرى كل غريزة عنده في مجراها ، لتسير بقوة تيارها الطبيعي ، فتخصب وتغنى الواحدة الأخرى ، دون أن تسيطر واحدة على المجال كله دون تضارب أو إنقسام أو عقد أو كبت فالعفة تسهل الحياة النفسية السوية على عكس ما يقوله الاباحيون من أن العفة كيت وانحصار وضيق وفي الحياة الاجتماعية ذاتها نجد العفيف ملجأ وحصنا لكثيرين إليه يلجأ كل متعب ليجد عنده حلا وإجابة لا يجدها في برية العالم التي يسرى فيها تيار الإثم العفة نور وكيف يوقد سراج ويوضع تحت مكيال ؟! ان العقة المعاشة شهادة وكرازة حية في هذه الأيام تستطيع الكنيسة أن تواجه تحديات العالم ، إن كان أولادها قديسيين ، كتب أحد المدافعين المسيحيين في القرن الثاني الميلادي يقول : " إن وجدتم واحداً من المسيحين زانياً أو سارقاً أو سجيناً فخذونا كلنا لحما وعظماً " الكنيسة الطاهرة كالشمس مرهبة كجيش ذي ألوية. نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن مجلة الكرازة العدد الثامن والثلاثون عام ١٩٧٥
المزيد
27 أكتوبر 2024

انجيل قداس الأحد الثالث من شهر بابه

تتضمن تقبيح رذيلة الحسد والنهى عنها مرتبة على فصل ابراء المجنون الاعمى والاخرس ( مت ۱۲ : ۲۲-۲۸ ) سمعتم اليوم إيها الأحباء فصل أبراء المجنون الأعمى والأخرس وقد عرفتم حكم العامة العادل وقولهم عن سيدنا له المجد: " ألعل هذا هو ابن داود . ثم ميلان الفريسيين عن العدل بقولهم عنه انه: " لا يخرج الشياطين إلا بيعلزبول رئيس الشياطين ولابد انكم تتساءلون فيما بينكم عن السبب الذي دفع الفريسيين لحكمهم هذا الحكم الفاسد فأجيبكم أنه الحسد وهو الحزن لخير يحرزه قريب الحسود ان سيدنا له المجد انار بصيرة الأعمى. والحسد أعمى بصيرة الفريسيين. فلا تتعجبوا من هذا لأن الأهواء النفسانية تظلم بصيرة الأنسان بقدر ما ينير الله ذهنه. فإن قلت لماذا لم يتفق العامة مع الفريسيين؟ أجبتك لأن العامة كانوا سليمين من داء الحسد أما الفريسيون فكانوا حسودين بكل معنى الكلمة إن الحسد أيها الأحباء هو ثانى الخطايا التي دخلت إلى العامل عن يد قايين القاتل الأول كما قال الكتاب المقدس: وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قرباناً للرب. وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه. ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جداً وسقط على وجهه. فقال الرب لقايين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك. إن احسنت إفلا رفع؟ وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وانت تسود عليها وكلم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كان في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله" هذه هي نتيجة الحسد. فأن قلت ما هو الحسد ؟ أجبتك أنه أختلاف قلب الحسود على الناس لكثرة أموالهم واغتمامه بسرورهم. أو هو حزن الحسود لخير يحصل لقريبه. وتمنيه بأن يكون له ذلك الخير دون سواه. ولكن البعض من الناس يخلطون الحسد بالغيرة وقد أخطأوا فى ذلك. لأن الغيرة إنما هي شئ داخلي يدفع الانسان إلى الاقتداء بالغير من ذو الفضل. نعم أن الغيور يحزن كما يحزن الحسود ولكن الفرق بين الاثنين عظيم لأن هذا إنما يحزن لحصول الخير لقريبة متمنيا أن يكون له كما سبق القول. أما الغيور فإنه يحزن على توانيه وعدم أحرازه لما احرزه غيره من الخير. فالحسد إذن رذيلة. والغيرة فضيلة لأن الله جل وعز قد غار على أورشليم وعلى صهيون غيره عظيمة والرسول بولس يقول: "حســـــنا هي الغيرة في الحسني" وهذا بخلاف الحسد الذى يقول عنه الحكيم: "من يقف قدام الحاسد" نعم أن الحسد هو جرثومة وأصل الشرور إذ منه ينبعث القتل والبغضة والنميمة والثلب . وإشتهاء الضرر للغير واشباه هذه. فمن منكم لا يعرف أن الأنسان بالحسد يصبح شبيه بابليس الذى بحسده دخل الموت إلى العالم أن الحسود من دأبه أن يفرح بنزول المصائب على قريبه ويحزن حينما يراه مسرورا هادئ البال. وبهذا صار كالحيوان البحرى الذي يسر ويلعب عند هيجان البحر ويحزن وينقطع صوته عند سكوته وهدوئه. فالحسد يجر إلى صاحبه غالبا شقا وحزنا وغما. كما أنه يزيد مركز المحسود ويرفعه إلى حيث لا يريد الحسود وها أنا مورد لكم ما يؤيد ذلك من الكتاب المقدس: كان يعقوب يحب ابنه يوسف أكثر من سائر أخوته ولذلك حسدوه وابغضوه وحدث أنه راى حلما وقصه عليهم فازدادت كراهيتهم له واشتد حنقهم عليه فارادوا قتله لولا رأوبين الذى أقنع اخوته بطرحه في بئر ثم نجا بواسطة قافلة الاسماعيليين الذين باعوه إلى فوطيفار خصى فرعون. وبالاجمال قد لاحظته العناية الالهية فصار سيدا على كل أرض مصر. وفي زمن اشتداد الجوع جاء أخوته وسجدوا له وهم لا يعرفون لمن يسجدون وقال الكتاب أيضا عن حسد شاول لداود: إنه حينما عاد داود من قتل الجبار جليات الفلسطيني خرجت النساء من جميع مدن اسرائيل بالغناء والرقص للقاء شاول الملك بدفوف وبفرح وبمثلثات. فأجابت النساء اللاعبات وقلن: ضرب شاول ألوفه وداود ربواته. فاحتمى شاول جدا. وساء هذا الكلام فى عينيه. وقال: أعطين داود ربوات وأما أنا فاعطينني الألوف. وبعد فقط تبقى له المملكة. فكان شاول يعاين داود من ذلك اليوم وقد حاول قتله بيده أكثر من مرة ثم بواسطة عبيده فلم يتمكن لا هو ولا عبيده من ذلك. لأن عين الله كانت عليه . أخيرا قضى شاول وصار داود ملكا مكانه وقال الكتاب أيضا إنه بسبب الحسد أمر الله الأرض ففتحت فاها وبلعت قورح وداثان وأبيرام وكل من كان لقورح مع كل الأموال قد ثبت إذن أن ما يتمناه الحسود لغيره من شر يعود عليه هو نفسه.فسبيلنا أيها الأحباء أن نظهر ذواتنا من هذه الرذيلة وأمثالها استجلابا لرضاء إلهنا وفادينا يسوع المسيح الذى له المجد إلى دهر الدهور كلها أمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
26 أكتوبر 2024

مَحَبِّة الله

يَقُول بُولِس الرَّسُول { وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأِجْلِنَا } ( رو 5 : 8 )الله بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ أي أظهَرَهَا لَنَاهُنَا نَتَحَدَّث عَنْ عِدَّة نِقَاط هِيَ :- 1- ضَرُورِة مَعْرِفة مَحَبِّة الله :- لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّكَ مَحبُوب مِنْ الله إِنْ لَمْ تَعْرِف ذلِك سَتَشعُر أنَّ الله خِصم وَعدو أوْ تَتَعَامل مَعَهُ كَمَجهُول أوْ مَفرُوض عَلْيكَ لاَ لاَبُد أنْ تَعْرِف مَحَبَّتَهُ لَكَ { وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ المَسِيحِ الفَائِقَةَ المَعْرِفَةِ } ( أف 3 : 19) مَحَبِّة الله صَعْب وَصفَهَا فَائِقة المَعْرِفة أكثر شِئ يِعَرَّفنِي الإِنْسَان مَحَبِّته وَأكثر شِئ لاَ يَجْعَلَنِي أُحزِن شَخْصٍ مَا إِنِّي أُحِبَّه وَأكثر شِئ يَبْنِي حَيَاتنَا مَعَ الله بِطَرِيقة صَحِيحة وَيَمْنَعنِي مِنْ الزَلل المَحَبَّة لَوْ أحببتَهُ سَتَعرِف كَيْفَ تَدْخُل فِي عِشرة مَعَهُ عِنْدَمَا يُحِب إِنْسَان شخص آخر لاَ يُحزِنه لأِنَّنَا نُحِب الله لاَ نُحزِنه كُلَّ جِهَادنَا ضِد الخَطِيَّة نَختَصِره عَنْ طَرِيق المَحَبَّة لَوْ أحببنَا الله حَسَاسِيِتنَا لِلخَطِيَّة تَزدَاد { المَحَبَّةُ الكَامِلَةُ تَطْرَحُ الخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ } ( 1يو 4 : 18) المَحَبَّة تَجْعل عِبَادتِي نَقِيَّة وَفَضِيلتِي فَضِيلة سَلِيمة لأِنَّهَا مبنِيَّة عَلَى المَحَبَّة أجمل شِئ إِكتِشَاف مَحَبِّة الله فِي القلب لِذلِك عدو الخِير يَجتَهِد أنْ لاَ يَجْعَلنَا نَشعُر بِمَحَبِّة الله فَنَجِد إِنْسَان يَقُول الله لاَ يُحْبُنِي وَلاَ يَرْضَى لِي الخِير لِمَاذَا يَفْعل عدو الخِير ذلِك ؟ لأِنَّنَا لَوْ إِكتَشَفنَا مَحَبِّة الله لَنَا سَنُحِبَّه نَحْنُ أيضاً وَتَخْتَلِف عِبَادِتنَا لَهُ وَعِلاَقِتنَا بِهِ الأنبَا أنطونيُوس كَانَ يَقُول لأولاده { يَا أولادِي أنَا لاَ أخاف الله لأِنِّي أُحِبَّه } { أحبِب الله وَافعل مَا شِئت }لأِنَّكَ تُحِب الله سَتَعرِف مَا هُوَ صَحِيح وَمَا هُوَ خَطَأ المَحَبَّة مَتَى إِقتَنَاهَا الإِنْسَان إِقتَنَى الجوهرة كَثِيرة الثمن عِنْدَمَا تُحِب الله تُقَدِّم لَهُ أثمن مَا لَدَيكَ عِنْدَمَا يَتَكَلَّم الآباء عَنْ مَحَبِّة الله يَقُولُون { عِنْدَمَا تَتَكَلَّم عَنْ مَحَبِّة الله إِخلع نَعْليكَ } أي إِنْزع عَنْكَ الخَوَاطِر الشِّرِّيرة لأِنَّكَ تَقتَرِب مِنْ الله جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَشعُر فِي مَحَبِّته لله بِغِنَى وَشَبع جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَتَأمَّل فِي مَحَبِّة الله أيضاً مُهِمْ فِي تَدبِيرك الرُّوحِي أنْ تَكْتَشِف مَحَبِّة الله لَكَ إِحْسَاس مُشبِع أنْ أشعُر أنَّ الله يُحِبُنِي أنَا أنَا محبُوبة { وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ المَسِيحِ الفَائِقَةَ المَعْرِفَةِ } مَحَبَّة لاَ تُوصف إِحْسَاسِي بَالله هُوَ إِنْعِكَاس لِمَحَبِّتِي لَهُ إِنْ أحببتَهُ جِدّاً سَأشعُر أنَّهُ يُحِبُنِي جِدّاً وَالعكس صَحِيح الكِتاب يَقُول { التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ }( يو 21 : 7 ) فَهَلْ كَانَ يَسُوع يُفَرِّق فِي المُعَامَلة ؟ لاَ لكِنْ لأِنَّ يُوحَنَّا كَانَ يُحِب يَسُوع جِدّاً فَكَانَ يَشعُر بِمَحَبِّة يَسُوع لَهُ قَوِيَّة رَد فِعل مَحَبَّة إِحْسَاسِي بِمَحَبِّة الله لِي هُوَ إِنْعِكَاس لِمَحَبَّتِي لَهُ إِذاً الأمر يَتَوَقف عَلَيَّ أنَا وَلَيْسَ عَلَى الله إِنْسَان يَشعُر أنَّ الله خِصم يَقِف لِمُحَاسَبَته عَلَى كُلَّ خطوة يَخطُوهَا وَآخر يَشعُر أنَّ الله صَالِح وَرَحِيم وَرَؤوف كُلَّ إِنْسَان خَاطِئ يَشْعُر أنَّ الله قَاسِي وَكُلَّ إِنْسَان تَائِب يَشْعُر أنَّ الله رَحِيم وَكُلَّ إِنْسَان مُحِب يَشْعُر بِمَحَبِّة الله القِدِيس يُوحَنَّا الحَبِيب أدرك مَحَبِّة الله لَهُ فَأحَبَّهُ أدرك مَحَبِّة الله هُناكَ مَنْ يَشْعُر أنَّ مَحَبِّة الله وَهمْ وَنَظَرِيات لِذلِك يَسْألُون كَيْفَ نُحِب الله ؟ نَقُول لَهُمْ كَمَا أحَبَّنَا نُحِبَّهُ نَحْنُ كَبَشر نَشْعُر بِالمَحَبَّة مِنْ هِدِيَّة أوْ كَلِمة طَيِبة فَهَلْ لَمْ يُعْطِيك الله هِدِيَّة ؟!!! أي شِئ لَمْ تأخُذَهُ مِنْ الله ؟ أعْطَانَا عِلْم مَعْرِفَته كُلَّ مَا هُوَ مَستُور عَنْ الحُكَمَاء وَالفُهَمَاء أعْلَنَهُ لَنَا هذِهِ مَحَبَّة عَمِيقة عِنْدَمَا أُدرِك مَحَبَّتَهُ لِيَّ أشْعُر بِمَحَبَّتِي لَهُ . 2- صِفات مَحَبِّة الله :- أ - مَحَبَّة شَخْصِيَّة :- جَيِّد أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ كَشَخْص مَحبُوب لله أرْجُوك تَخلَّى عَنْ إِحْسَاس أنَّكَ كَمْ مُهْمِل أوْ أنَّكَ شِئ زَائِد لاَ الله يُحِبَّك أنْتَ وَأنْتَ بِالذَّات وَكَمَا يَقُول بُولِس الرَّسُول { الَّذِي أحَبَّنِي وَأسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي } ( غل 2 : 20 ) – لأِجْلِي أنَا – حُب شَخْصِي وَمَا أجمل قَول الله فِي سِفر أشْعِيَاء { دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ أنْتَ لِي } ( أش 43 : 1 ) دَاوُد النَّبِي يَقُول { لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أعْمَاقِ الأرْضِ } ( مز 139 : 15 ) أنْتَ تَعْرِفُ عَدد عِظَامِي أنْتَ فَاحِصنِي جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّ مَحَبِّة الله لَكَ شَخْصِيَّة لِذلِك يَقُول الآباء أنَّهُمْ موضُوع حُبَّه يَشْعُرُون أنَّ الله مشغُول بِهُمْ مَحَبَّة شَخْصِيَّة وَلَيْسَ لأِنَّنَا فِي بَلَدٍ تِعْدَاد سُكَّانه عَالِي نَشْعُر أنَّنَا كَمْ مُهْمِل الله مَقَايِيسه غِير مَقَايِيس البشر كُلَّ إِنْسَان غَالِي عَلَى الله عِنْدَمَا نَتَنَاول مِنْ الجَسد تَخَيَّل أنَّهُ لَمَّا يَسْقُط مِنْهُ جُزء دَقِيق مِنْ الجَسد نَجِدَهُ يُوقِف القُدَّاس ( أي الكَاهِنْ ) لِيبحث عَنْهَا لأِنَّ هذَا الجُزء يُمَّثِل شَخْص ضَائِع وَلاَ تَقُل لَدَينَا غِيره كَثِيرُون لاَ كُلَّ إِنْسَان لَهُ كَرَامة خَاصَّة عِنْدَ المَسِيح لاَ تَتَخَيَّل أنَّ الله لاَ يَعْرِفك بِإِسمك أوْ لاَ يَعْرِف ظُرُوفك لاَ دَاوُد النَّبِي يَقُول لله { تَيَهَانِي رَاقَبْتَ } ( مز 56 : 8 )عِنْدَمَا نَزِيغ عَنْ الله لاَ يترُكنَا الله مِنْ عُمْق إِحْسَاسه بِنَا أنَّهُ عِنْدَمَا يَضِيع وَاحِد مِنَّا يَعُود بِالمسئُولِية عَلَى نَفْسه وَلَيْسَ عَلْينَا وَيَظهر ذلِك فِي مَثْل الرَّاعِي الصَّالِح عِنْدَمَا قَالَ أنَّ لَدَيهِ مَائة غَنَمه أضَاعَ مِنْهَا وَاحِد – أضَاعَ هُوَ الوَاحِد – إِذاً المسئُولِية عَلَى مَهَارِة الرَّاعِي وَلَيْسَ عَلَى الخَرُوف كَمْ أنَا مُهِمْ جِدّاً لَدَيهِ وَأنَا وَاحِد فِي القَطِيع لكِنِّي مُهِمْ لَدَيهِ أحياناً نَشْعُر أنَّنَا بِلاَ قِيمة أمام الله لاَ كَمَا يَقُول أحد الآباء { لَوْ لَمْ يوجد فِي العالم إِلاَّ أنَا لأتَى الله لأِجلِي } مَحَبَّة شَخْصِيَّة وَأكثر شِئ يِوَطِد تِلْكَ المَحَبَّة وَقفِة الصَلاَة { أنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي }( نش 6 : 3 ) هُوَ مِلْك لِي وَأنَا مِلْك لَهُ الَّذِي لاَ تَسَعْه السَّماء وَالأرْض مِلْكِي أنَا وَأجِده يَتَمَلقنِي وَيَقُول لِي { كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ } ( نش 4 : 7 ) زَكَّا العَشَّار ذَهْب لِيَرْى يَسُوع فَتَسَلَّق شَجرة الجِمِيز وَإِذْ بِيَسُوع يَقُول لَهُ يَا زَكَّا أسْرِع وَانْزِل يَنْبَغِي أنْ أمكُث فِي بِيتك ( لو 19 : 5 ) زَكَّا كَانَ يَتَخَيَّل أنَّ الله لاَ يَعْرِفه فَكَانَ يَكْتَفِي بِأنْ يَرَى هُوَ يَسُوع لَكِنْ لاَ الله يَعْرِفه بِإِسمه آه لَوْ نِعْرَف مِقْدَار مَحَبِّة الله لَنَا جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّكَ مَوضُوع حُب الله وَلَمَّا أسْلمْ نَفْسه عَلَى الصَلِيب فَتَحَ ذِرَاعيهِ لِيحتَوِينَا كُلِّنَا رَئِيس الكَهَنْة عِنْدَمَا كَانَ يَدْخُل قُدْس الأقدَاس كَانَ يَضْع صَدرة لاَ تنفَصِل عَنْ الرِدَاء وَهذِهِ الصَدرة بِهَا إِثني عَشر حَجْر 3 4 بِأسماء أسبَاط إِسْرَائِيل الإِثنى عَشر وَكَأنَّ الله يَقُول أنْتُمْ محفُورِين عَلَى قَلبِي وَعِنْدَمَا أقِف لَدى الآب أقِف بِكُمْ وَهذِهِ الصَدرة تُسَمَّى " صَدرِة القَضَاء " جَيِّد الله عِنْدَمَا نَظر لِلشَّاب الغَنِي كَانَ يُرِيد أنْ يُرِيه المَحَبَّة بِنَظرة لَكِنْ الشَّاب لَمْ يُدْرِكهَا( مت 19 : 16 – 22 ) لَوْ أحببنَا يَسُوع سَتَخْتَلِف عِبَادِتنَا وَتَوبِتنَا . ب - مَحَبَّة مُشْبِعة :0 تَعَالُوا نِحِب يَسُوع وَسَنْرَى أنَّ كَيَانَنَا سَيشَبع وَعَوَاطِفنَا سَتَشبع وَنَغْتَنَي وَنَرْتَفِع كُلَّ حُب أرْضِي فَقِير إِنْسَان يَقُول أنَا لاَ يُحِبُنِي أحد هذَا إِنْسَان فَقِير فِي الحُب وَيَبحث عَنْهُ بَعِيد عَنْ الله مَحَبِّة الله مُشْبِعة تَطرُد أي إِحتِيَاجَات وَتَطرُد الخُوف الآباء القِدِّيسُون أصبَحُوا قِدِيسِين لأِنَّهُمْ شَبَعُوا بِالله كَانَ تِذْكار أبَادِير وَإِيِرَائِي قَرِيباً الشَهِيد أبَادِير كَانَ لَهُ مَرْكز كَبِير فِي الدولة مَا الَّذِي يَجْعل إِنْسَان لَهُ مَنْصِب يَخدِم المسجُونِين وَيِسَافِر مِنْ بَلد لآخر لِيستَشهِد ؟ لأِنَّ مَحَبِّة الله أشبَعِته وَعِنْدَمَا كَانُوا يَروه كَانُوا يَقُولُون لَهُ أنْتَ أبَادِير ؟ يَقُول لاَ كَي يستَشهِد هَلْ مَحَبِّة الله أشبَعِتك وَرَفَعِتك ؟ هَلْ أنْتُمْ فُقَرَاء أم أغنِياء بِالله ؟ مَحَبِّة المَسِيح تَجْعل الإِنْسَان يَنْسَى مَحَبِّة الأهْل وَالزُوج وَالزُوجة وَالإِخوة { لأِنَّ حُبَّكَ أطْيَبُ مِنَ الخَمْرِ لِذلِكَ أحَبَّتْكَ العَذَارَى }( نش 1 : 2 – 3 ) وَمَا أجمل المزمُور الَّذِي يَقُول { الرَّبُّ يَرْعَانِي فَلاَ يُعْوِزَنِي شَىء فِي مَرَاعٍ خُضرٍ يُسْكِنَنِي إِلَى مِيَاه الرَّاحة يُورِدَنِي هَيَّأتَ قُدَّامِي مَائِدَةً تِجَاه مُضَايِقِيَّ }( مز 22 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثة ) كُلَّ وَسَائِل الشَبْع مَاء زِيت مَائِدة كُلَّ شِئ هَيَّأهُ لِي الكِنِيسة الأُولَى كَانَ بِهَا تَقلِيد جَمِيل وَهُوَ أنَّ المُعَمَدِين الجُدُد كَانُوا يَدْخُلُون الكِنِيسة كَمَجموعة يُسَبِّحُون مَزمُور " الرَّبُّ رَاعِيّ " وَكَأنَّهُمْ القَطِيع الَّذِي يَتَغَنَّى بِمَحَبِّة الله جَيِّد الإِنْسَان الَّذِي يُدْرِك مَحَبِّة المَسِيح المُشْبِعة { وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأرْضِ } ( مز 73 : 25 ) الشُهَدَاء لَمْ يَكُونُوا بُؤسَاء لِيذهَبُوا لِلإِستِشهَاد بَلْ كَانُوا مُشَبَّعِين بِمَحَبِّة الله أيضاً البَتولِيين لَيْسُوا أُناس مِعقَدِين بَلْ مُشَبِّعِين تَلاَمَسُوا مَعَ الحُب المُشبِع الله غَنِي وَيُرِيد أنْ يُشبِعنَا جَيِّد القِدِيس أُوغُسْطِينُوس الَّذِي قَالَ { مَنْ إِمتَلَكك شَبَعت كُلَّ رَغَبَاته } إِشبَعُوا بِالله وَمَحَبِّته القِدِيس يُوحَنَّا سَابَا يَقُول { نَعْم أيُّهَا الحُب الإِلهِي لَقْد سَلْبت مِنْهُمْ كُلَّ شَيء } حُب الله قَادِر أنْ يَدخُل فِيَّ وَيَسْلِب كُلَّ شَيء غَرَائِزِي وَشَهَوَاتِي. ج - مَحَبَّة دَائِمة :- مَعرُوف عَنْ الإِنْسَان التَقَلُّب بعض الوقت مُحِب وَوَقت آخر غِير مُحِب مُتَرَدِّد مَحَبِّة الإِنْسَان مَحَبَّة مُتَغَيِّرة لكِنْ مَحَبِّة الله دَائِمة أحياناً نَقِيس مَحَبِّة الله بِمِقيَاسنَا لَمَّا نِحِبَّه يِحِبِنَا لاَ الله لَيْسَ إِنْسَان مَحَبِّة الإِنْسَان مَحدُودة قَدْ لاَ تَحْتَمِل لكِنْ مَحَبِّة الله دَائِمة بِلاَ حُدُود لِذلِك مِنْ صِفات مَحَبِّة الله أنَّهَا بِلاَ سَبب وَبِلاَ ثَمْن وَبِلاَ حُدُود بِلاَ سَبب أي لَيْسَ لَدَيَّ أسبَاب يِحِبِنِي لأِجلِهَا { هكَذَا أحَبَّ اللهُ العَالمَ} ( يو 3 : 16 ) مَا هُوَ إِسْتِحقَاقِي لِمَحَبِّته ؟ لاَ يوجد أي مَحَبَّة تَتَغَيَّر وَتَهْتز إِلاَّ مَحَبِّة الله دَائِمة لَيْسَ لَهَا حُدُود أصعب شِئ أنْ يُحِبِّك إِنْسَان ثُمَّ يَتَخَلَّى عَنْ مَحَبِّته لَكَ إِحْسَاس مُر مَحَبِّة الله دَائِمة { مَحَبَّةً أبَدِيَّةً أحْبَبْتُكِ } ( أر 31 : 3 ) الله يُحِبُّك وَأنْتَ تَائِب وَأنْتَ خَاطِئ مَحَبِّته دَائِمة رَغم تَجَاوُزَاتِي الله لاَ يَتَغَيَّر مِنْ نَاحِيَتِي { لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ }( يع 1 : 17 ) هُوَ يَبقَى أمِين لِلنِهَاية مَحَبِّة الله دَائِمة آه لَوْ نُدْرِك مَحَبِّته الدَائِمة لَنَا لِنَرَى القِدِيس بُطرُس تَوقَّع أنَّ مَحَبِّة الله زَالِت عَنْهُ عِنْدَمَا أنْكره لكِنْ مَحَبِّة الله لَمْ تَزُول وَلَنْ تَزُول حَتَّى الإِنْسَان وَهُوَ فِي ضَعَفَاته وَفِي كُلَّ مَرَاحِل حَيَاته مَحَبِّة الله دَائِمة لَهُ وَإِنْ كَانَ يُعَبِّر لَهُ عَنْهَا بِطَرِيقة مُخْتَلِفة لكِنَّهَا ثَابِتة لاَ تَتَزعزع لَمَّا نُدْرِك مَحَبِّة الله سَنُحِبَّه لأِنَّهُ يَسْتَحِق كُلَّ حُب { نَحْنُ نُحِبُّهُ لأِنَّهُ هُوَ أحَبَّنَا أوَّلاً } ( 1يو 4 : 19 ) أحَبَّنَا بِلاَ سَبَبٍ لَوْ أدْركنَا مَحَبِّته لَنْ نُخْطِئ وَعِبَادتنَا سَتَخْتَلِف وَإِسْتِعدَادنَا لِلأبَدِيَّة يَزدَاد لأِنَّهُ مِنْ مَحَبِّته لَنَا أرَادَ أنْ نَكُون قَرِيبِين لَهُ { رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأسِيسِ العَالَمِ } ( مت 25 : 34 )عِنْدَمَا خَلَقَنِي أحَبَّنِي وَعِنْدَمَا سَقطت أحَبَّنِي وَعِنْدَمَا فَدَانِي أحَبَّنِي وَسَنَظل طُول حَيَاتنَا نُدْرِك مَحَبِّته وَسَنُدْرِكُهَا بِالفِعل أكثر فِي الأبَدِيَّة رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِمَحَبِّته وَنِعْمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 أكتوبر 2024

مائة درس وعظة (٥١)

مكانة الكنيسة « سر فرح حياتي » "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف٢٠:٢) يقول القديس كبريانوس "من لم يتخذ الكنيسة اما له لا يكون الله اباه" ومن هنا تأتي مكانة الكنيسة في حياة المؤمنين أولاً: وظيفة الكنيسة ١- إعداد المؤمنين تأخذ الكنيسة الإنسان منذ ولادته بصلاة الحميم وسر المعمودية وتمتد معه عبر الحياة إلى أن تودعه إلى السماء ونحن كخدام يجب أن نعي تماماً أن الهدف من الخدمة هو أن يكون لمخدومينا نصيب في السماء ٢- غرس القيم. عندما كنا على مادية الغذاء مع البطريرك الروسي فتح حوار كيف يحارب الغرب التقاليد الإنسانية فمثلا يضغطون على البلاد المرهقة اقتصادياً ليقدموا لهما مساعدات نظير شيء غريب جداً نظير أنهم يوافقون على الشذوذ الجنسي يعنى بصورة أبسط الخطية في مقابل المساعدات الاقتصادية كيف يضل العالم لذلك يا إخوتي الارتباط بالكنيسة، والحياة بداخلها والتعلم منها، وتربية أولادنا وبناتنا وشبابنا داخل الكنيسة حسب وصايا الإنجيل كل هذه المفاهيم شيء مهم جداً نسمى كنيستنا بالارثوذكسية (الاستقامة) والأرثوذكسية هي الطريقة المستقيمة لتمجيد الله التي ليس فيها تحايل ولا تسيب نستخدم ما في العصر من تكنولوجيا وأدوات عصرية ولكن بمبادئ نقية ٣- تقديم الخلاص اعرفوا يا إخوتي أنه" لا خلاص خارج الكنيسة " كما قال القديس أوغسطينوس وايضا يقول حينما كان المسيح ظاهراً في الجسد كانت الكنيسة مخفية فيه هو يعمل كل شيء لها وحينما صعد بالجسد صار هو مخفيا فيها وصارت تعمل کل شیء به ولأجله، والقديس يوحنا ذهبي الفم قال عبارة اجمل "الكنيسة هي أعلى من السماء وأكثر اتساعاً من الأرض، لأنها يمكن أن تحتضن الجميع". ثانيا مكانة الكبيسة ١- احتیاج کیانی نقرأ في العهد القديم عن كنيسة البرية وهي خيمة الاجتماع، والتي كانت تنتقل معهم من مكان لمكان فقد كانت هي مسكن الله مع الناس وكانت تتحد معهم ثم تطورت الفكرة وصارت ثابتة فانشي الهيكل في اورشليم وصار مبنی ثابتاً له فخامته وعظمته وتقسيماته الداخلية والخارجية، وهذا الهيكل في أورشليم هو الذي تهدم في الحادثة المعروفة باسم خراب اورشليم عام ٧٠ ميلادية بعد صعود ربنا يسوع المسيح ومازال مهدوما ومن الهيكل في العهد القديم نشات الكنيسة في العهد الجديد كانت الكنيسة في البداية صغيرة مبنية بخشب، بإمكانيات محلية قليلة جدا. نسمع عن الكنيسة المعلقة كانت معلقة فوق أحد الحصون وهو حصن بابليون فيها كمية اخشاب كثيرة ونسمع عن كنائس الأديرة كان النمل والسوس يهاجم الأخشاب ويسقطها، ولكن صارت الكنيسة مع بدايات القرون الأولى لها مبني وصارت تسمى كنيسة مسيحية، وانتشرت الكنيسة في العالم.صارت الكنيسة هي مسكن الله مع الإنسان في العالم كله، وابسط تعريف يقوله الأولاد الصغار (بيت ربنا). وامتداداً لهذا الاحتياج الكياني المسيح يسكن في الكنيسة، فالمسيح يسكن في في الإنسان وصار المسيح فينا، وصرنا جميعاً نسمى اعضاء جسد المسيح والمسيح رأس هذا الجسد . ٢- حضور المسيح الكنيسة تمثل الحضور الدائم لشخص المسيح "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت ۲۰:۲۸)، هو الحاضر في المؤمنين وقلوب المؤمنين تبني وتجتمع من خلال الكنيسة لهذا تعلمنا "اما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" ( ١كو١٦:٣)، فيصير كل إنسان فينا هو كنيسة ولها مذبح، هو القلب قلبك هو مذبح كنيستك ومجموعنا كلنا يشكل كنيسة الله الحية، ولكنا نتناول على المذبح هذه هي الكنيسة، وهذا هو المسيح الذي يحيا فينا. ٣- نافذة الأبدية نقول في كل قداس" يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطابا، وحياة أبدية لمن يتناول منه" فتصير الكنيسة نافذة على السماء نحن نصلي في اتجاه الشرق لأن أعيننا كلها على السماء وعندما يصرخ الكاهن اين هي قلوبكم، كلنا نجيبه هي عند الرب وعندما نرنم الترنيمة المشهورة كنستى هي بيتي هي أمي هي سر فرح حياتي فهذا تعبير أصيل عن مكانة الكنيسة في حياتنا، فهي بيتي كشخص، وهي أمي انا هل جربت أن تدخل الكنيسة وهي خالية هل جربت أن تجلس في خشوع بعد ما تنير شمعة هل اختبرت هذه الخبرة الروحية وعشت.فيها بكل كيانك كنيستنا تعلمنا أن حامل الايقونات فيه ايقونات للقديسين ينظرون إلينا، يتطلعون إلى الذين يجاهدون على الأرض، لأن الإنسان عندما يتطلع إلى السماء على الدوام تهون عليه الأرض ولا يتعلق بها أو تحيا بداخله، ويصير إنساناً سماويا، وإذا سار بالأمانة يكون مستحقا النصيب السماوي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 أكتوبر 2024

بدعة المصلون

المصلون Massalians أو الأوخيطين Euchites ويعرفون أيضاً بالأوخيطيين وهم طائفة تؤمن أن الصلاة الدائمة والعميقة فقط هى التى تزيل الآلام والرغبات التى يسيطر بها للشيطان على الإنسان. وهم يرفضون العمل ويعيشون على العطايا . (Encyclopedia of Early Christianity) المصلّون والراهب الكسندروس: المصلون هم الذي ظهروا في الأبرشيات الأنطاكية في الربع الأخير من القرن الرابع. لزموا الصلاة ولا سيما الذكسولوجية ورددوها دائماً لأنهم زعموا أن لكل إنسان شيطاناً لا يخرج إلا بالصلاة. وامتهنوا النسك والصيام والسهر والشغل ولازموا النوم وعاشوا بالصدقات. وادعوا أنهم بالصلاة والتجرد عن الأموال يتحدون بالله اتحاداً شديداً. ومن هنا اعتبارهم أنفسهم ملائكة وأنبياء ورؤساء ومسحاء وأشهر هؤلاء المصلون هو الراهب الكسندروس. بدأ حياته الرهبانية في سورية الشمالية وفي الجزيرة. فكان تارة يجول مبشراً بالإنجيل وطوراً يجمع الرهبان ليقيم معهم في مسكن دائم. وأَمَّ أنطاكية في أوائل القرن الخامس فدارت حوله الشبهات فطرد منها. وذهب إلى القسطنطينية حيث أصبح مشكلة المشاكل في عهد اتيكوس أسقفها.
المزيد
23 أكتوبر 2024

الحب الحكيم والحب الجاهل

هناك حب حكيم يفيد صاحبه حتى إن سَبَّب له شيئًا من الألم! ولكنه نافع لروحه وأبديته وهناك حب جاهل يضيع صاحبه وإن بَدَت فيه ملامح من الشفقة والحنوقد تحب شخصا فتؤيده في الحق والباطل وربما تشجعه حتى في الخطأ فتهلك نفسه وتهلك نفسك معه ويكون حبك حبًا خاطئًا وقد تحب إنسانًا فتشفق على جسده من التعب ومن الجهاد ومن النسك فتضره وتضيع روحه وعقله ومستقبله! إنه حب جاهل وأم قد تحب طفلها فَتُدَلِّـلَهُ، فتفسده وتحبه في كبره وتود أن يبقى إلى جوارها، فتمنعه عن التكريس وتمنعه عن الرهبنة وعن الكهنوت! ويكون حبها له حبًا أنانيًا ضارًا!! وشخص يحب قريبه المريض فيخفى عنه خطورة مرضه ولا يعطيه فرصة يستعد فيها لأبديته انه أيضًا حب غير روحي وغير حكيم الحب الحقيقي حكيم وروحي ويهدف إلى خلاص النفس، محبة لا تُجامِل على حساب الحق، ولا تشترِك في خطايا الآخرين محبة طاهرة مخلصة كمحبة الله. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
22 أكتوبر 2024

قدس يارب فكرى

فيما تفكر ... الفكر هو ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات وترجع أهمية الفكر في انه يشكل الإنسان ويوجه تصرفاته فما تفكر فيه وتقتنع به ، تتصرف طبقاً له فالأفكار التي تتبناها تحدد اتجاهاتك في الحياة ومن ثم تصرفاتك التي تتحول إلى عادات تحدد مصيرك وتضبط علاقاتك " كما فكر في نفسه هكذا يكون " . إن قراءتنا التي نقرأها وما نسمعه من الآخرين يشكل فكرنا أيضا وما تؤمن به من قيم ومبادئ في الحياة يبنى شخصيتك والإنسان ككائن مفكر يجب أن يوجه ويضبط أفكاره طبقاً لما يؤمن به ولا يجعل فكره يطيش في كل اتجاه " هادمين كل ظنوناً وكل علو يرتفع نحو الله وموجهين كل فكر إلى طاعة المسيح " 2 كو 5 : 10. فكر المسيح .... يقدم لنا السيد المسيح مثالاً في تجسده للفكر الإنساني السامي الذي يسعى لخلاص كل احد .. وقدم لنا أهم وأفضل الدوافع التي تبنى الإنسان الروحي إلا وهو محبة الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة ومحبة القريب كالنفس... وعندما تكون محبة الله هى هدفك ، فان افكارك تتجه إلي كيف ترضيه وتعرفه " لتكن أقوال فمي وفكر قلب مرضية أمامك يا رب صخرتي ". ولهذا جاء الرب يسوع ليقدم لنا صورة حية للإنسان الكامل الذي يحب الله ويقضي الليالي مصلياً ساهراً ويطالبنا بالسهر للصلاة وبنا الفكر وتغذية الروح ،ثم بالنهار يتحرك الأنسان ويعمل لصنع الخير ويسعى لنشر رسالة الملكوت وخلاص كل أحد . وفي محبته للبشر جاء ليحرر المأسورين ويبشر المساكين ويشفي منكسري القلوب ويطلب ويخلص ما قد هلك ،(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). جاء المخلص يقدم المغفرة للخطاة ويقدم الصفح والحب للأعداء لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون . جاء السيد المسيح كلمة الله المتجسد ، ليقدم لنا مثالاً في التواضع ووداعة القلب " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا الذي كان في صورة الله لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " في 2 : 5 – 8 . هكذا أيضا يا عزيزي ليكن لك في المسيح مثالاً في الاتضاع ويكفي التلميذ أن يشبه سيده " فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم " عب 12 : 3 . جاء الرب يسوع المسيح ليرفع أفكارنا للسماء والى الأب السماوي وطلب منا أن نكنز في السماء وليس على الأرض لأنه حيث يكون كنزنا هناك يكون قلبنا وفكرنا .. وكان همه أن يكرز بالتوبة واقتراب ملكوت الله منا ليكون داخل القلب بما فيه من محبه وفرح وسلام وسعادة فاذ يملك الله على قلبك وفكرك يكون الرب هو محبتك ، على مثاله تتصرف وتسلك . إن تلمذتنا للمسيح تُشكل فكرنا وتجعل منا صيادين للناس ليذوقوا مما أطيب الرب . وهو أمين قد وعدنا أن يعطينا حكمة لا يقدر جميع معادينا أن يقاوموها أو يناقضوها . إن أردت أن يكون لك فكر المسيح القدوس، قدس فكرك بكلمة الله الحية واطلب منه أن يرشدك ويضبط فكرك " قلب الإنسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطواته " أم 16 : 9 وأقرا في كلام الإنجيل وأحفظه ليحفظك الرب في ساعة التجربة وتأمل في كلامه ليكون سراج لرجليك ونوراً لسبيلك، وكلمة الله قادرة أن تنقيك وتقدسك . لقد جاء عن القديسة مريم العذراء " أما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها ، فليكن فكرك وقلبك في الرب وهو يعلمك ويرشدك كل الأيام . تغذية الفكر وضبطه ... إن ما تغذي به فكرك هو الذي يصنعك ويشكلك ، والحواس هي أبواب الفكر فما تراه وتسمعه وتلمسه وتذوقه وتشمه يدخل إلى فكرك . ونحن في عصر المعلومات والسرعة والأخبار والدعاية لا بد إن تضبط حواسك وان دخل إلى فكرك عن طريقها شيء ضار فلا تفكر فيه أو تتمادى معه ولا تسترجعه لأنه قد يدنس فكرك وعواطفك . وبدلاً من سماع وقراءة ما يضر لنبنى أنفسنا على إلأيمان الأقدس وتغذيه الروح بكلام الله " فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " إن القراءة في الكتاب المقدس كنز وغذاء يعرفك إرادة الله نحوك ونحو العالم كله وكيف يتعامل الله مع قديسيه ويجعل لك فكر المسيح القدوس . (هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى).كما أن قراءة وسماع الكتب والعظات الروحية وآباء الكنيسة تمنحك مادة للتأمل والصلاة. وليس معنى هذا أن ينعزل الأنسان عن مجتمعه او ثقافة عصره بل يجب ان نقرأ في مختلف مجالات الحياة من تاريخ وعلم نفس وعلوم مختلفة وفلسفة وأقتصاد وأجتماع وأدب وقانون وعلى حسب طاقتنا ووقتنا ، وذلك بانتقاء ومعرفة وبتعقل ليكون لنا الألمام والمعرفة بثقافة عصرنا مما يجعل لشخصيتنا قوتها ولحياتنا عمقها وثرائها. غذي إذن عقلك بأفكار وقراءات صالحة تنقي فكرك وتجعله فكر قوى منضبط بالإرادة الصالحة وأشعل فكرك بعمل ايجابي يحفظه من الطياشة في الأفكار الباطلة التى لا تنفع وجيد ان تحول ما تراه حتى من مشكلات حولك إلى الصلاة إلى الله لكي يتدخل في حياتك وحياة الآخرين وان يوجه العالم نحو الخير والصلاح . اضبط لسانك. فان كثيراً من الخطايا يتسبب فيها اللسان. واللسان يعبر عن ما بداخل الأنسان لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان والإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات " الشجرة تظهر من ثمارها كذلك تفكير الإنسان يظهر من كلامه " سير 27 : 7 . إن كثرة الكلام لا تخلو من معصية أما الضابط شفتيه فعاقل. والذي يضبط لسانه رجل كامل قادر أن يحكم الجسد كله فراقب كلامك واضبط لسانك وفكر أكثر من مرة قبل أن تتكلم لتعرف دافع كلامك وليكن كلامك للبنيان لتعطى نعمة للسامع فالكلمة الحكيمة تبني وهي كتفاحة من ذهب على طبق من فضة متى قيلت في وقتها، اعرف انه بكلامك تتبرر وبكلامك يحكم عليك . أن تحررت من أخطاء الكلام كالكذب والمبالغة والتهكم والإدانة والتباهي والثرثرة وكان كلامك مُملح بنعمة الروح القدوس وإرشاده تكون بركة لنفسك وللسامعين. أبعد إذا عن السلبيات والأهواء وراقب أفكارك وكن سيداً عليها فمالك نفسه خير ممن يحكم مدينة وأنت قادر بالنعمة على طرد كل فكر خاطئ وتقديس فكرك بالصلاة ومحبة الله ومحبة الخير والغير . الفكر المقدس .... أخضع فكرك لقيادة الروح القدس واجعل من نفسك إناء صالح مرتبط بإرادة الله وتنفيذ مشيئته غير خاضع لأهوائك ، واعلم إن للفكر أعداء تحاربه " ولكني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح " 2 كو 11 : 3 . اعلم إن كل ما هو صالح فيك هو عطية لك من الله فلا تفتخر بمواهبك أو صلاحك لئلا تسلم للتأديب بتخلي نعمة الله عنك بسبب كبرياء القلب . واعلم إن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة وفي حروبك استند إلى قوة الله لتحررك من سلطان الذات وعنادها . وراقب أفكارك واعرف أين تجول وكلما تقدمت روحياً تعرف أن تضبط فكرك فلا يطيش يميناً وشمالا ً.(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). لا في أفكار المجد الباطل أو في التزكية الخاطئة للنفس أو المديح أو التسلط أو في أفكار الشهوة والكراهية والإدانة والقي بأفكارك الخاطئة تحت صليب المسيح قائلاً مع المسيح صلبت لاحيا لا أنا ل المسيح يحيا في . وكلما تزداد محبة الله في قلبك تصغر محبة العالم في عينيك وتأتيك نعمة الروح القدس للتعزية وثق أن الرب يراقب جهادك الروحى ويحارب حروبك ما دمت أمينا له وتريد أن تجاهد وتنتصر لحساب ملكوته السماوي . وإذ تريد أن تصلي وتقدس الفكر للمسيح في صلوات نقية ابعد عن التخمة في الأكل والشراب حتى لا تخمد حرارة روحك فهذه هي خطية سدوم التي أوجبت الهلاك عليها الكبرياء والشبع بالكل والشرب مما قادهم إلى الزنا والخطية . ولا تدع هموم الحياة تشغلك عن مناجاة الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح . درب نفسك على الشعور بحضور الله معك في كل وقت في أثناء العمل والحديث والأكل والنوم واجعل مخافة بين عينيك وفي فكرك وقل لفكرك هل هذا الفكر يوافق عليه الرب ، وهل هذا هو فكر المسيح وكل ما تفكر فيه اسأل الرب هل هذا فكر يرضيه وهل هذا العمل يوافق إرادته وفي أي وقت يرد إليك فكر غير مقدس اطرده " قاوموا إبليس فيهرب منكم " يع 4 : 7 . قائدي يسوع فكرى وميولى وإرادتى بين أيديك ، قلبى وحياتى ومصيرى ومستقبلى . سلمت نفســي يا ربي وديعة عندك، وسفينة حياتى لتقودهــــــا بيديـــــك ، اســـكن في قلبــــى أنــــت يا رب ، أملاء قلبى صلاح وقدنى دائماً للنجاح ، كلامك هدايتى . صلــــــيبك نجاتى ، وفكرى ليكن كفــــكرك وفى محبتـــك، نور لــــي عقلـــــي واهدي خطاى ، واغفر لى ذنوبى وحارب حروبى ، فبك أغلــــب طول الطريق . القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
21 أكتوبر 2024

فلسفة العمل بين أسر الشباب

الشباب هو العصر مكثفا ، وحياة العصر في الضجيج والعمل السريع والتوتر الدائم ، لذلك كثيرا ما تنزعج النفس وتحتاج الى مكان الخلوة والهدوء والراحة ومثل هذه الأماكن تعطى فرصاً للتأمل ومحاسبة النفس ، إنها بمثابة وقوف على ربوة عالية لإستكشاف معالم الطريق وأحوال المسيرة على الدرب خشية حدوث إنحراف أو إغتراب أو إنزلاق اود ان أركز على أربعة نقاط أساسية في العمل الشبابي : ١- إننا نستهدف نمواً متكاملا للشباب . ٢ - إننا نمى توازنا بين أبعاد الثنائيات روحياً واجتماعياً . ٣- إننا نستخدم الطرائق العصرية والتقليدية معاً . ٤- إننا نتعرف على احتياجات الشباب والمجتمع وتمتد بها إلى الأصالة والعمق . أولا : النمو المتكامل : في نهاية الإصحاح الثانى من بشاره معلمنا لوقا يتحدث البشير عن الرب يسوع قائلا "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمه والقامة والنعمة عند الله والناس " لو ٢ : ٥٢ هذا النموذج الذى ينبغى أن يوضع أمامنا ، يعطينا فكرة عن النمو المتكامل ، من كافة الوجوه وسمة العصر تلح علينا بفكرة التكامل ، كما أن لاهوتنا الارثوذكسى يحتم التكامل أيضا الأرثوذكسية هي الاستقامة ، استقامة في السيرة والمنهج، في الخارج والداخل ، في الجسد والروح معاً فيما هو بشرى ، وما هو سماوى أيضاً كيف يمكن أن يكون هناك شاب متقدم في الروحيات ،ولا يعرف كيف يحيا وسط الناس ؟! وكيف يمكن أن يكون هناك شاب يريد أن يكون مسيحياً ، ويكتفى بالعلاقات الاجتماعية دون الحياة الباطنية ؟! فمبدأ التكامل اذن فلسفة وسياسة ونمط حياة ، تلتزم به الخدمة بين أسر الشباب إن فقدان أي جانب من جوانب النمو ، يضعف تكامل الشخصية ،ويشوه خليقة قال عنها الكتاب إنها على صورة الله ومثاله على أنه يلزمنا أن نوضح أن مبدأ التكامل لا يعنى أن الحياة الروحية مجرد جانب من جوانب الشخصية ، وإنما يعنى أن لها مركزاً هو البؤرة ، والمحور ، والمركز الذي تدور حوله كل الأنشطة فنحن نرفض الانجيل الاجتماعي الذي يسود البلاد الغربية الآن ، عندما اكتفت بالخلقيات والفضائل الاجتماعية ، والقت وراء ظهرها رسالة الصليب والخلاص الطرق التربوية التقدمية قد تنشىء إنساناً ، ونحن نحترم إنسانية الإنسان . ولكن الحياة الروحية تخلق قديساً ،ونحن نسعى أن تمتد بالمولود من الجسد ومشيئة الرجل ، إلى أن يحيا وفقاً للميلاد الجديد بالماء والروح قد رأيت بعينى رأسى الكنائس الغربية في الخارج تبذل جهداً جباراً ، وقد نجحت في كل شيء إلا أن توصل المسيح إلى الناس !! إن كثيرا منها يفتقر إلى شخص الرب يسوع وعمل الروح القدس ان لم تكن أسر الشباب الجامعي هادفة نحو خلاص الانسان ،و تحريره من الخطيئة والذات والخوف من الموت ، فان عملها خارج عن متن رسالة الانجيل وبشارة الملكوت نحن نستطيع أن نقيم جميع أنشطتنا على هذا المعيار ؟ هل عملنا هذا متكامل ومكثف نحو الأبدية هادف إلى خلاص النفس أم لا ؟ ! ثانياً : التوازن بين الثنائيات : تحفل جميع البلاد الغربية بجميع أنواع الثنائيات لاهوتيا واجتماعيا فالفكر اللاهوتى عندهم يفصل بين الطبيعتين الإلهية والناسوتية للسيد المسيح . أما نحن فعندنا وحدة اللاهوت والناسوت البلاد الغربية متأثرة إلى يومنا هذا بالفكر الأفلاطوني الذي يقوم على ثنائية المادة والفكر . لهذا تجد الفلسفة الغربية تنحو نحو الديالكتيك والتضاد ، لا إلى التكامل والتصالح لنعرض لبعض الأمثلة على تطبيق هذا المبدأ في عملنا وسط الشباب. الله والانسان : .واحد يقول العمل هو إلهى فقط "وبالنعمة أنتم مخلصون". . آخر يقول العمل بشرى إلى أبعد حد ، والإنسان يجاهد ليخلص الأول أوغسطيني والثاني بيلاجي والأرثوذكسي يؤمن بالتناغم بين ما هو الهى وما هو انساني النعمة والجهاد معا الايمان والأعمال معا الالهى والانساني معا . الفرد والجماعة : واحد يركز على فردية الخلاص . والحياة المسيحية عنده ديانة شخصية آخر يركز على فكرة شكلية الانتماء إلى الجماعة الكنسية هذا متطرف ، وذاك متطرف أيضاً . أما الأرثوذكسى فهو يؤمن بأن الحياة الروحية شخصية وكنسية معا فالرب عندما صنع الفصح صنعه مع تلاميذه والروح القدس يوم الخمسين ، حل على جماعة الرسل والمريمات معاً .فالأرثوذكسية إذن تؤمن بتجاوز الفوارق، وتتعدى الحواجز أيضاً مفهوم الكنيسة اذن هو شركة Communion ، والشركة هي شركة - مؤمنين ، مجاهدين معاً بنفس واحدة ، على حد تعبير المغبوط بولس في رسالته إلى أهل فيلبي . الحرية والسلطة : هناك أناس عصريون بطريقة جسدية ، يركزون على الحرية بمعنى الإباحية وهناك أناس متزمتون ، يرفضون العصر بكل ما فيه وسلاحهم في هذا السلطة ضد كل ما هو تقدمى البعض يفهم السلطة في الكنيسة استبداداً والبعض يفهم الحرية في الإنجيل تحرراً من الضوابط والجهاد والنسك أما الأرثوذكسيى فيؤمن أن الحرية عنده هي ان يخضع لسلطان الحق بملء ارادته ، والحق يحرره من ذاته وحرية مجد أولاد الله تعطيه انطلاقا في التصرف الى أن يصبح غير مستعبد للناموس، بل يتجاوزه إلى العبادة بالنعمة والفرح ، لا بالعبودية والخوف ، أي من منطلق جيل التجلى ، وليس من منطلق جيل سيناء الجسد والروح : هناك إنسان يرفض كل ما هو جسدى ، ويحتقر المادة المنظورة الأول مقطوع مع مانى والغنوسية المنحرفة ، ومجمع غنغرا وهناك من لا يعطى للروح اهتماماً ، وعينه دائماً على الأمور أعطى للجسد كرامته التي له في الكتاب المقدس كهيكل للروح القدس ومحب للعالم، والكتاب يحذره بالقول الألهى والثاني إنسان مبيع للجسد لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم أما الأرثوذكسى فهو روحي في كل تصرفاته المادية والروحية والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول :" ما ليس هو روحاني في جسدياته ، هو جسدي في روحياته ". المادة والفكر : هناك إنسان يحب التأملات والأفكار ، ويحتقر الأعمال وخاصة اليدوية وهناك آخر يهزأ بكل الأنشطة، فيما عدا ما هو عملى و يدوى فقط أما الأرثوذكسى فهو يؤمن أن المادة والفكر تصالحا ، كما ان الجسد والروح اتحدا ، كما أن السماء والأرض اقتربتا ، كما أن الرحمة والعدل تلائما الكاهن يأخذ مادة (خبزاً )،ويقول صلاة [ أخذ خبزاً على يديه الطاهرتين ] الفكر والنطق مع المادة الإنسان مع الروح لم تعد هناك ثنائية في الأرثوذكسية . الزمن والأبدية : هل هدفنا أن نربى شبابنا ليعيشوا زمانهم فحسب ؟ : . هل هدفنا أن نربى شبابنا للابدية ،رافضين الحياة ،مترفعين عن مأساة الإنسان ومعاناته ومشكلاته على الأرض ؟ ! الأرثوذكسى يرى أنه في القداس اتحاد بين الزمن والأبدية ، وفي الصلاة وحدة الأمور الحاضرة مع الأخروية . بهذا يحيا ابديته في واقع زمنه الأبدية حاضرة الآن : تأتى ساعة وهي الآن " والأبدية الآتية ، تمنح المؤمنين صبراً في الجهاد، وتهون المعاناة والآلام . في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم. ثالثاً : نستخدم الطرائق العصرية والتقليدية معاً : لا ترفض العصرى لأنه عصرى ، كما لا ترفض التقليدي لانه تقليدي الطريقة التقليدية في الخدمة هي العظة الكلمة والسر هما أساس الكنيسة لا بد لأولادنا أن يمارسوا حياة الشركة من خلال التناول وممارسة الأسرار وحياة الخدمة في الكنيسة الوظائف الثلاث "الليتورجيا والكينونيا والدياكونيا" متكاملة العمل ونحن أيضاً يلزمنا أن نربى الشباب على ممارسة هذه الثلاث من الطرق العصرية الفيلم - الندوة - المعسكر - الموسيقى والفن والمعرض هذه طرائق ضرورية ، ومفيدة معاً ولكن يلزمنا أن نربي أولادنا على أن يمارسوا عصريتهم بروح آبائية . فالفنان يكون روحياً وليس دنيوياً Secular فهناك ما يسمى بلاهوت الايقونة واللاهوتى بول افديكيموف يقول هناك فارق بين صورة يرسمها فنان عالمى جسدى و اخرى يرسمها راهب قديس الأولى قد تحمل فنا ولكن الثانية تحمل أبدية وعمقا وهناك فارق بين انشودة يرنمها شبان دنیویون و أخرى يرنمها خورس من العابدين الأولى قد تحمل نغما منسجما ولكن الثانية تحمل سر الصمت والقداسة عصريتنا لا علاقة لها بالعقيدة والايمان ولكن بالأسلوب وطريقة التعبير . رابعا : نمتد بالحاجات إلى الأصالة : قد نتعرف على الحاجات بالطرق السيكولوجية والتربوية كالاستفتاءات والمقاييس والاختبارات والدراسات المسحية ولكن الكنيسة يلزمها أن تبقى فوق كل هذه الاحتياجات ، تحمل سر القوة لتنتشل كل غريق ، وتسند كل ضعيف، الكنيسة التي تتنازل عن أصوامها وصلواتها مثلما حدث في الغرب ، تفقد عمقها ، ثم تفقد أيضا وجودها يلزمنا أيضاً أن نقدم للشباب ابعاد تمتد به إلى الإتجاهات السائدة وما سيحدث فى العالم من تيارات . أى أن نسبق العصر لا أن نقف عند حدود ما هو حادث وفوق كل دراسة والهامات تبقى الأصالة الحقيقية والحل الجدري لمشاكل الانسان ، أن يحيا الفرد في شركة حب مع الله والناس نسأل الثالوث القدوس حكمة وقوة وسنداً لتكمل رسالة آبائنا ولربنا المجد أمين ؟ نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن مجلة الكرازة العدد الثالث والثلاثون عام ١٩٧٥
المزيد
20 أكتوبر 2024

إنجيل قداس الأحد الثاني من شهر بابه

تتضمن الحث على الاعراض عن العالميات وتذكر القيامة والمجازاة مرتبة على فصل ركوب السفينة( لو ٥ : ١-١١ ) إذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يسيراً تركوا كل شئ وتبعوه متزرعين بسلاح الشجاعة ومسرعين إلى السماع بالقبول وقد ظهرت أثار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة وصادموا أهوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق وقاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً تارة بذاته وتارة برسله وتارة بأنبيائه، وتارة بعظات التابعين له ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغنى والاهتمام بأجسامنا البالية إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له لأنه قد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعوه حاملين صلبانهم ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية وحيث يوجد الميل مع الشهوات واللذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح وإذ نقصنا شروط ربنا خالفناها بأعمالنا الأثيمة فكيف نوجد بهجين مسرورين؟ وهل نكون في حالتنا تلك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون؟ وهم مع ذلك غافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتذاذ بنيل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم وكيف اننا لا نصور في عقولنا دائماً إنقراض آجالنا؟ وانقطاع حياتنا بسرعة وفساد أجسامنا وتفرق أوصالنا ورهيب مجلس القضاء وجلوس الديان للمحاكمة واجتماع الأمم ودوام سعادة المطيعين وطول شقاوة العاصين فنتيقظ من ثق نومنا ونفعل مراد ربنا فإن قلت ياهذا اني فعلت جرائم كثيرة ولا اعلم كيف اتخلص منها؟ قلت: أنا أرشدك إلى مسالك الخلاص وهو أن تستحضر خطاياك في ذهنك وتعدها في فكرك ثم تهرب من قبحها وتبتعد عن سماجتها وتقرع باب رحمة المسيح بالبكاء والندم والصوم والصلاة والعفة والطهارة والرحمة والمحبة وأمثال هذه ثم تذكر واحدة واحدة من خطاياك أمام الكاهن وتسارع إلى فعل اضدادها. فتقابل الزنا بالعفة والدعارة بالطهارة والكبرياء بالتواضع والطمع بالقناعة والغضب بالحلم. والحسد بالمحبة وهلم جرا. ثم تضبط الشهوات وتبتعد عن الزوجة وقتاً محدداً مع البكاء والصلوة والصوم. وإن كنت اقتنيت مالا بطريق الظلم فتصدق بقدره اضعافاً من حاصل قناياك. وإن كنت اتبعت الشهوات الأخرى. ولبست الثياب الفاخرة. ونوعت ألوان المأكل وسكرت من الخمر ونظرت إلى النساء بعين الفسق فاستعمل الأصوام والصلوات والتقشف في المآكل. والتزهد عن رفيع اللباس. وغض الطرف عن النظر إلى النساء دائماً. وإن كنت قد اسأت إلى غيرك فاصفح عن المسيئين اليك وبارك لاعنيك. إياك وأن تهمل شيئاً من ذلك لأن حالات النفوس المهملة من التقويم والادب كحالات الاجسام وأعراضها. فكما ان الانسان إذا أهمل أمور جسمة. وأستعمل الإكثار من الطعام طيباً ورديئاً. ثم أعرض عن استعمال الأدوية النافعة والمسهلات اللازمة. تولدت العفونة واحترقت الاخلاط داخله وتفاقمت الامراض عليه وعزت المداواة وآل حاله إلى الهلاك. كذلك حال النفوس فإنها إذا لم تقوم بالتعليم والادب. وتتريض بالطهارة والعفة تغرق بسرعة في بحار الذنوب وتتلوث بأوساخ المساوئ وتكثر من الخطايا المميتة كالمرأة الصدئة التي لا يمكن للصاقل صقلها فإذا علمنا مما تقدم أن الأدب نافع لنا وعائد بالخير علينا. فلا نضجر والحالة هذه من تأديب ربنا. لأنه كما أن الأب الشفوق يؤدب ولده المحبوب عنده لخيره وفائدته محبة منه وشفقة عليه كذلك الآب السماوى فإنه يؤدبنا لكي نرجع إليه. وندخل في طاعته ليتراءف علينا ويرحمنا ويهبنا سعادة الملكوت والنعيم بنعمة ربنا يسوع المسيح الذى له المجد والوقار. إلى الأبد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل