المقالات
01 يوليو 2025
رسائل القديس بطرس
القديس بطرس يكتب الي المتغربين المضطهدين
كتب القديس بطرس الرسول رسالتين إلى المؤمنين المتغربين في الشتات وهما من الرسائل الجامعة ودعا المؤمنين بالمتغربين مما يتناسب مع روح الرسالة إذ هى موجهة إلى أناس متألمين مضطهدين وهي دعوة لهم أن يشعروا أنهم غرباء في هذا العالم فيشتاقوا لموطنهم الحقيقى، أورشليم السماوية، فإن التعلق بالسماويات هو أساس احتمالنا الآلام بصبر. فهما رسائل الى الذين آمنوا بالمسيح من اليهود فإضطهدوا فتشتتوا، ثم إنضم إليهم الأمم الذين آمنوا. ودعاهم بالمختارين بعلم الله السابق فعلى الصليب فتح السيد المسيح يديه معلنا دعوة الآب لكل البشرية. فالله يريد أن الجميع يخلصون (1تى4:2). والله يدعونا وكل إنسان حر فى أن يقبل أو يرفض. والمختارين إسم أطلقه الرسل على كل المؤمنين وليس معنى هذا أن الجميع يثبتوا إلى النهاية فى الإيمان، فالله لا يحرم الإنسان من حريته وأن كان يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون. وتتفق الرسالتين مع أسلوب عظات بطرس الواردة فى سفر اعمال الرسل فيشير إلى الله كديان يحكم بغير محاباة (17:1) مع (أع 34:10). وأن الآب الذى أقام الأبن (21:1) مع (أع 32:2) + (أع 15:3) + (أع 40:10). والسيد المسيح رأس الزاوية في إيماننا (7:2) مع (أع 11:4). وقد كتب رسائله ما بين سنة 63، سنة 67 م أثناء اضطهاد نيرون (54-68 م). والرسالة الأولى تعالج مشكلة الألم الذي يئن منه كل إنسان، خاصة حين يسقط تحت ضيقٍ جسدي أو نفسي أو أدبي، فيشعر بالحاجة إلى من يضمد جراحاته العميقة، لا على المستوى النظري، وإنما على مستوى الحياة الواقعية العملية. فهو يدعو لمقابلة الألم بروح الرجاء الحي، خلال تمتعنا بميلاد جديد غالب للألم بل وغالب الموت نفسه، بقيامة الرب يسوع المسيح من الأموات (1: 3). عِوَض الارتباك بمرارة الألم يرفعنا الرسول إلى بهجة التمتع بالميراث الأبدي، فننعم بفرح لا ينطق به ومجيد (1: 8). وعِوَض الانغماس في متاعب الحياة القاتلة للنفس يرفعنا إلى انتظار مجيء القدوس خلال الحياة المقدسة (1: 15-16)، مدركين دورنا الحقيقي كحجارة حية في بيت الله الروحي (2: 5). وإن كانت القديس بطرس قد يكُتِبَ إلى "المتغربين من شتات بُنتُس وغلاطية (1بط 1: 1) . فإن الرسالة الأولى موجهة إلى كل إنسان متألم في غربته. أما الرسالة الثانية فكتبها بعد أن أعلن الرب له عن قرب انتقاله فبعث إلى أولاده وصيته الوداعية ليحدثهم عن اشتياقات قلبه لملكوت السماوات ويحذرهم من البدع والهرطقات ويحدثهم عن الاستعداد لمجيء الرب الثاني الذي يدفع المسيحي إلى حياة القداسة.
الرجاء الحي وتذكية الإيمان...
لقد أختبر القديس بطرس الرسول رحمة الله الكثيرة التي بها أفتقده الله منذ أن دعاه كصياد سمك ليكون صياداً للناس ثم جدد فيه الرجاء الحي بعد قيامة الرب من بين الأموات ورد له رسوليته بعد الضعف والإنكار { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات } ( 1 بط 3:1). أنه الرجاء الحى الذى يفيض فينا بحياة روحية حقيقية، وهو رجاء فى الحياة الأبدية. هو رجاء حى قوى مؤسس على قيامة المسيح، فى مقابل الرجاء فى العالم الذى كثيرا ما يخيب الظنون والأمال، الرجاء الحى بقيامة السيد المسيح أعطانا أن تكون لنا قيامة وحياة مثله، وأن يكون لنا نصيبا فى عالم آخر ذهب إليه المسيح قبلنا ليعده لنا (يو1:14-3). وعلينا أن نجاهد ولكن باطمئنان أن قوة الله تحرسنا حتى لا يضيع منا هذا الميراث المعد لنا. فالعلة الأولى لحفظ المؤمن المسيحي هي قوة الله {انتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.} (1بط 5:1). الله هو الذي حفظ الكنيسة رغم كل الاضطهادات وهو القادر أن يحفظ كل نفس تتكل عليه فقوة الله التي قام بها المسيح من الموت قادرة أن تقيم أضعف مؤمن (اف20،19:1). فلنتطلع إلى الرب يسوع إذا هوجمنا من تجربة ونثق فى قوة الله وحفظه ورعايته فى كل الظروف ولا نتطلع إلى ضعفنا أو قوة أعدائنا، فبطرس كاد يغرق في الماء إذ نظر إلى شدة الريح ولم يتطلع إلى قوة الرب يسوع حتى جذبه الرب { فأجاب بطرس وقال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان آتي إليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع. ولكن لما راى الريح شديدة خاف وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا يا رب نجني. ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت} (مت 14 : 28- 31). فلا يضعف إيماننا في الضيقات أو يظن أحد أن القدير غير قادر على حمايتنا. فالمسيح بدأ عمله الخلاصى بالصليب وأتمه بالقيامة ويتمم فينا بقوة الروح القدس الذى يعيننا الآن حتى نكمل أيام غربتنا وعلينا أن نرجع إلى الله بالتوبة المستمرة والاتكال الكامل على المسيح وعدم الشك فيه ولا فى قدرته. مع رفض كل إغراءات إبليس والهروب من كل أماكن الشر مهتمين بتنفيذ وصايا الله والسهر الدائم على تنفيذ مرضاته في حياة شركة مع الله فى صلاة دائمة بهذا نكون كمن فى حصن حصين وشركة القديسين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
30 يونيو 2025
القوة والحرارة الروحية
مظاهر الأمتلاء من الروح القدس
1- القوة الروحية
الروح القدس عندما يعمل معنا يهبنا قوة روحية تهزم الضعف والخوف وقوى الشر الروحية وهو الذى عمل في كنيسة الرسل قديما وكانوا أناس عزل لا حول لهم ولا قوة لكن تحولوا الي قوة روحية جبارة وبقوة نشروا الإيمان الروح القدس يعمل فينا ويقودنا ويقوينا ويهبنا قوة وحرارة روحية ونعمة ويشترك فى العمل معنا ويهبنا ثماره ومواهبه لخلاص أنفسنا وبنيان الكنيسة لقد أوصى السيد المسيح تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم الي أن ينالوا قوة من الروح القدس ويكون له شهود { فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي} (لو24: 49) { لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ} (أع1: 8) وقد أخذ التلاميذ هذه القوة في اليوم الخمسين، وانتشر بها الملكوت ويقول سفر الأعمال عن كرازتهم { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع وتحقق قول السيد المسيح لهم {إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة} (مر9: 1) وخلال عدة عقود في القرن الأول كانت البشارة بالملكوت قد ملأت كل البلاد اليهودية والسامرة والي كل بلاد العالم المعروفة حينئذ الرسل القديسين لم يخافوا الموت ولا السجن ولا الجلد أو التهديد وكانت لديهم قوة أخرى في تأثير كلامهم على السامعين، وأيضاً قوة آيات ومعجزات وعجائب وكان الامتلاء من الروح القدس شرطاً لجميع الخدام في الكنيسة حتى الشمامسة ففي اختيار الشمامسة السبعة قال الآباء الرسل لجمهور الشعب {انتخبوا أيها الرجال الأخوة سبعة رجال منكم مشهوداً لهم، ومملوئين من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة} (أع6: 3){ فاختباروا اسطفانوس، فإذ كان مملوءاً إيماناً وقوة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب} (أع6: 8) وكما عمل الروح الرسل فهو الذى عمل في شهداء الإيمان، وقواهم في مواجهة الأباطرة والولاة والأضطهاد ويعمل فينا لنقول مع بولس الرسول من أجلك نمات كل النهار وهو الذى منح القوة لأبطال الإيمان لمقاومة البدع والهرطقات وهو الذى عمل ويعمل في الأباء الرهبان القديسين بقوة لترك العالم وأغراءته ليحيوا حياة الزهد والبتولية والصلاة والطاعة لله ووصاياه أننا نحتاج كخدام ومؤمنين لقوة الروح القدس ليعمل فينا ويمنحنا ثمارة ومواهبه { قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء}(1كو12: 11)علينا أن نعمل بروح الله وقوته وليست بقوتنا أو علمنا ومعرفتنا أو بوسائل وطرق عالمية بل يكون لنا شركة مع الروح القدس، ويعمل الروح القدس فينا ومعنا ويمنحنا قوة المنطق والأقناع والأرادة وهكذا تكون لخدمتنا قوة الروح وبرهان الروح وقوة القداسة التي تهدم حصون الشر وحيل إبليس ومؤمرات الناس الأشرار إن كنا ضعفاء وخائفين أو مهزومين من الشيطان فهذا دليل علي ضعفنا الروحي وأن روح الله لا يشترك معنا في العمل وعلينا أن نصلي ونطلب بلجاجة وان نتجاوب مع قيادة الروح القدس ولا نعطل عمله فينا ليهبنا نصرة ونجاح ويقودنا فى موكب نصرته إن فقدنا يوما قوة الروح فيمكننا أن نجدد عمله فينا مرة بالتوبة والصلاة ونشترك في العمل مع الله { يعطى المعيى قدرة يكثر شدة} (أش40: 29){ أخيراً يا أخوتى تقووا في الرب، وفى شدة قوته}(أف6: 10).
2- الحرارة الروحية
الروح القدس يهب حرارة روحية وعندما حل علي التلاميذ والرسل في يوم الخمسين حل عليهم كالسنة من نار والنار تعطي حرارة وأستنارة وطاقة ألهبت قلوبهم وأرواحهم فصاروا حارين في الروح (رو12: 11) فالتهبوا بمحبة الله والناس وسعوا بغيرة روحية من أجل خلاص كل نفس ومعرفتها لربنا يسوع المسيح لقد تغير القديس بطرس بعد حلول الروح القدس عليه من رجل خائف ينكر معرفته بالمسيح الي قوة روحية بعظة واحدة رد أكثر من ثلاثة الاف وقال لرؤساء اليهود { نحن لا نستطيع أن لا نتكلم} (أع4: 20) لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه.. ولكنه احتمل ولم يستطيع أن يصمت وبعد اطلاق سراح بطرس ويوحنا من سجنهما صلى الرسل { ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامالأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة} (أع4: 31) لقد كانت الكنيسة تصلي بالروح وكان لصلواتهم مفعولها ونتائجها التي أتت بنفوس كثيرة للمسيح الإنسان الروحي الذى يعمل فيه روح الله، ينبغى أن يكون حار في الروح وتشمل الحرارة الروحية كل حياته وتوبته وصلواته وخدمته ومحبته لله والغير وكلما فترت محبتنا وحرارتنا علينا أن نشعل حرارة الروح فينا بكل الوسائط الروحية المناسبة ونبتعد عن البرودة الروحية والخطية لقد تابت مريم المصرية وتدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما كذلك الحرارة الروحية التى تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهباً وأسقفاً، أحد مصادر التأمل الروحى الذى انتفعت به أجيال كثيرة. ويعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التى تاب بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار إن الروح القدس يوقد في القلب ناراً، ويشعله بمحبة الله وقوة المحبة الإلهية شبهها الكتاب بالنار { مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئها}(نش8: 7). لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب ويكون الحب في قلبه ناراً تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعى إلى خلاصهم عندما زار القديس مقاريوس الكبير القديسين مكسيموس ودوماديوس ليفتقدهما راي صلاتهم ليلاً كأنها اشعة من نار تخرج من شفاههما، وعندما كان يصلى القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين حتى في صغره كانت أصابعه تبدو وكأنها شموع متقدة أننا نحتاج لخدام حارين يهتموا بنموهم الروحي وصلواتهم ويهتموا بخلاص كل أحد يلتهب قلبهم بمحبة الله وملكوته وعندما نصلى { ليأت ملكوتك} نقولها من كل قلبونا ومشاعرنا ونعمل من أجل أنتشار ملكوت الله بحماس روحى يقود الناس إلى الإيمان والتوبة نسعي للأمتلاء بروح الله والشبع بكلام الكتاب المقدس وتنتقل حرارة الروح منا الي من هم حولنا فالحرارة تبعث الدف في من حولنا ويتلهب قلوبهم بالمحبة كما أنها تنير لنا وتهدينا لنأخذ من نور المسيح، شمس البر ونستنير بالإيمان ونكون ناقلي لنور المسيح العجيب الذى نقلنا من عالم الظلمة الي نوره العجيب.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
29 يونيو 2025
انجيل قداس يوم الأحد الرابع من شهر بؤونه
تتضمن الحث على الصفح عن المسيئين. مرتبة على قوله تعالى " لا تدينوا فلا تدانوا " ( لو ٦ : ٢٧-٣٨ )
إن سيدنا له المجد يأمرنا بالصفح عن المسيئين وأن لا ندينهم ولا نطلب الانتقام منهم فأى عفو نستحقه بل أية عقوبة لا نستوجبها إذا وجدنا بعد هذه الوصايا ليس أننا لا نصفح عمن يسيئون الينا ولا ندعو لهم فقط. بل ونطلب إلى الله أن ينتقم لنا من أعدائنا مع أنه تعالى قد نزع من مطيعيه كل ما يفسد المحبة التي هي أصل لكل الاعمال الصالحة فينبغي لنا أن لا نتألم عندما يعاقبنا الله هنا ليؤدبنا إذا لم نعف نحن عمن يذنب الينا ولكوننا نتفطن في تلك دون هذه نقتتم كثيرا أما لو حسبنا خطايانا يوما واحدا لعرفنا صغر ما لنا بالنسبة لعظم ما نستوجبه مع أننا لكثرة هفواتنا وذلاتنا لا نقدر على معرفتها كلها بإستقصاء لو شئنا إحصاءها يوما واحدا فإننا في كل يوم نتوانى وقت الصلاة وإن صلينا فلا نوفى الصلاة واجباتها كلها نتعجرف في أقوالنا ونميل إلى حب الباطل ونغتاظ ونحتقر إخواتنا ونقول لهم أقوالا مكروهة وننظر بشهوة رديئة ونعمل أمثال هذه الشرور وإذا كنا في جزء من اليوم ونحن فى الكنيسة نفعل هذه كلها فكيف تكون افعالنا إذا خرجنا من الميناء إلى لجة الشرور ؟ أعنى إلى اسواق المدينة ومعاملاتها واجتماعاتها وإلى منازلنا وهمومها ومتاعبها ومع هذا جميعه أيها الأحباء فقد منحنا الله سبيلا سهلا يوصلنا إلى الخلاص وهو الصفح عن ذنوب إخوتنا ألينا والمحبة لهم كما نحب أنفسنا وليس في هذا تعب جسيم ولا غرامة مال إذ أن إيثاره على غيره كاف ولهذا قال بولس الرسول عندما ذكر الصلاة: " لا تجازوا أحدا عن شر بشر معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس لا تنتقموا لانفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لى النقمة أنا أجازى يقول الرب فإن جاع عدوك فاطعمه وإن عطش فاسقه إنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير" فتبصر يا أخى لو أن انسانا وهو يتضرع اليك أن ترحمه أبصر عدوه أتيا وكانا كلاهما عبديك فعندما أقترب منه كف عن توسله إليك وانعطف إلى عمل المكروه بعدوه من شتم وضرب أفما كان هذا الفعل يزيد غضبك عليه توقدا؟
هكذا أنت إذا توسلت إلى الله أن يغفر لك ويرحمك إذا تذكرت عدوك الذي هو مؤاخيك في عبودية سيدك فتركت تضرعك وانعطفت إلى أن تعمل معه كل ما يمكنك في حقه من المكروه وكنت في قولك كأنك تضربه أشد الضرب بفعلك ومخالفا لامر سيدك أيضا ولذلك يزيد غضبه عليك أما يكفيك مخالفة أوامره لك بأن تماثله في أفضاله بإيثارك مكافأة الإساءة بأمثالها ؟ حتى تطلب منه تعالى أن يماثلك في شر قساوتك بأن يعمل لك في عدوك مرادك. أتراه نسى أوامره لك بمماثلته في الإحسان إلى الاخيار والاشرار ؟ أو خرج عن عادة إحسانه هذا كما نسيتها أنت وأهملتها ؟
إن هذا لجهل عظيم أن تسأل الحكيم في ما قد نهاك عنه وأمرك بالإبتعاد منه ولا فائدة تحصل لك البتة من فعلك هذا ولو قاصصه سيدك لاسيما وانك بفعلك هذا قد منعته من معاقبته له إذ قد عاقبته أنت بأعظم ما يمكنك أن تفعله عندما وقفت أمامه تعالى تدعو عليه بفمك بما أردته وشفيت به حرارة قلبك وبذلك قد فعلت كل ما وصلت إليه قدرتك بل وأشد منه كثيرا إذ أنك استنجدت لفعل ما أردته به بذلك الذي هو أشد منك قدرة وقد فعلت هذا بجهل كثير إذ انك قد استنجدته في ما أمرك بخلافه فينبغي لنا أن نكف عن هذا السقم والجنون والجنون وأن نوضح للذين يحزنوننا ذلك الحب الذى أمرنا به سيدنا ختى نشابه أبانا الذي في السموات وسنكف عن ذلك إذا تذكرنا خطايانا وتفحصنا هفواتنا الباطنة والظاهرة لأننا إن كنا لا نطالب هنا حتى ولا بهفوة واحدة فنحن مؤهلون لمقابلة عدله على تضجرنا وتهاوننا ههنا حيث الرسل يبشرون والأنبياء يتنبأون والملائكة يسبحون وإلهنا يخاطبنا ونحن تائهون فلا نقتبل شرائع الهنا بهدوء وسكون وكذلك الهدوء الذي نستعمله في الملاعب أو امام الملك أو الحكام لأنه إذا قرئت أوامر الملك الارضي فأن وزراءه وكل الشعب يقفون إجلالا بوقار ويسمعون ما يقال فإن صاح صائح في أثناء ذلك الهدوء فإنه يقابل مقابلة من سب الملك أما إذا قرئت هنا الكتب المنزلة من السماء فيكون صياحكم عظيما من سائر الجهات على أن صاحب هذه الكتب هو أعظم من الملك الارضى كثيرا جدا ومشهده أشرف بكثير من مشهد تلك الملاعب لانه ليس هو ملك الناس فقط بل هو ملك الملائكة ايضا والدنيا بأسرها فسبيلنا ايها الاحباء أن نكون حكماء ودعاء محبين لأعدائنا محسنين إلى مضطهدينا داعين لمن يسئ الينا مكملين بهذا إرادة سيدنا عاملين بحسب أوامره مقابلين إحسانه الينا بطاعتنا له وما يعسر علينا اتمامه من وصاياه فلنتممه بمسامحة إخواتنا في العبودية وعطفنا عليهم لأنه قال جل وعز : " كونوا رحماء كما أن اباكم ايضا رحيم ولا تدينوا فلا تدانوا ولا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم. اغفروا يغفر لكم "وبهذه الفضائل نستريح عاجلا ونستفيد آجلا. ولربنا المجد إلى أبد الآبدين آمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
28 يونيو 2025
البناء الروحي للخدام والخادمات
يجب أن نعرف أن في مجال الخدمة يكون الخدام هم أول المخدومين وإن هؤلاء الخدام يحتاجون إلى الخدمة أكثر من إحتياج الخدمة لهم حتى لو قالوا إن حالتهم الروحية مهزوزة لا نفع لي في الخدمة فيجب أن نقول ( الخدام ) نحتاج نحن إلى الخدمة أكثر ما هيَّ تحتاج إليَّ لذلك لضمان الوجود الصحيح في الخدمة يشترط لها أن أكون خادم :-
1- خادم تائب :-
أجمل تعبير للخادم إنه تائب يقود تائبين فالخادم يتوب كل يوم ويقود المخدومين التائبين فيقودهم لأنه هو تائب فيُغيِّر الخدام لأنه هو نفسه يتغيَّر فوجوده في الخدمة هو أكبر حافز من أجل توبته يقول القديس يوحنا ذهبي الفم { كلامي أكثر فائدة لي من الذين يسمعونني } مِثْل تحضير درس عن الأنبا بولا السائح فتكون فيه استفادة من سيرته وفرح خادم تائب هيَّ الخطوة الأولى في بناء الخادم الروحي الصحيح فيتوب التوبة تعني إنسان يغيَّر نفسه باستمرار إنسان يوبخ نفسه باستمرار يقف أمام خطاياه ويُلقيها على مراحم الله بطريقة مستمرة يقابل الخطية بكل حزم فيتجدد ويتقدس ويتغير فهو يعلم إنه ضعيف والخطية تُهين ربنا ولكن في نفس الوقت يقدم توبة أمام ربنا فلا يترك نفسه فمن الجائز أن يكون ضعيف ويقول أنا ضعيف وهو يعيش في وسط مُتعب ولكنه رافض ان يعيش تحت سلطانه فأقل شئ أن يقول كلمة " إرحمني " فيجعل روح حياة بداخله لأنه باستمرار يتوب فالتوبة تعطي للإنسان في داخله فِعل تجديد مواجهة مع نفسه مواجهة مع الله فيعرف معرفة حقيقية لرحمة ربنا فيعرف أن يقول " أنا خاطئ وربنا يرحم " باستمرار الخادم يسأل نفسه هل أنا أتوب أم لا ؟ هل أقدم توبة باستمرار أم لا ؟ فالخطية من طبعي ولكن هل أنا دائم التجديد بفعل التوبة ؟ القديس أغسطينوس كتب المزمور الخمسين على الحائط فهو كان تائب قديس كاتب أقوال مُفسر ولكن لذته في التوبة فكان يقول كل اللي حصدته هو ثمرة توبتي فأول شئ يجب أن نوصله ونعلمه للأولاد هيَّ التوبة إذا كان عدو الخير ينجح في أن نفعل الخطية فإن عمله الرئيسي هو ألا نتوب فهدفه الحقيقي ليس عمل الخطية إنما عدم التوبة أتعود على الخطية فتكون لها سلطان عليَّ أكبر وأكبر فلا أستطيع أن أنفلت منها فلذلك عليَّ أن أكون دائم التوبة باستمرار في الصلاة يجب أن نطلب باستمرار التوبة والرحمة قلباً نقياً إخلق فيَّ يا الله روحك القدوس لا تنزعه مني فأحياناً الإنسان يعيش في غفلة متصالحاً مع خطاياه مثل داود النبي عمل خطايا صعبة جداً زنا قتل فأرسل في طلب أوريا الحثي وطلب أن ينزل إلى بيته ليستريح من الحرب فرد أوريا كيف أستريح في بيتي وإخوتي بيحاربوا فأبى أن يدخل إلى بيته فعندما علم بذلك داود كتب رسالة أن يقف أوريا في الصفوف الأمامية لكي يُقتل في الحرب وهذا ما تم فعلاً مع كل ذلك كان داود مُتصالح مع خطيته ولا يشعر بشئ وكان الرب يعلم كل شئ فهو لم يشعر ولم يشعر أحد بشئ أو شك فيه أحد ولكن الذي يعرف الأعماق هو ربنا فأرسل له ناثان النبي قائلاً له قصة ليحكم فيها بالعدل قائلاً كان لرجل فقير غنمة واحدة كانت تعيش معه وكان يربيها ولآخر غني الكثير من الغنمات فعندما جاء أحد الضيوف للرجل الغني كان المفروض يأخذ من الغنمات التي له ولكنه أخذ غنمة هذا الرجل الفقير وذبحها وقدمها فما هو الحكم على هذا الرجل الغني ؟ ( 2صم 12 : 1 – 4 ) فكان داود هو مصدر العدل في المملكة فقال " هل هذا يحدث في مملكتي " ؟ والحكم أن هذا الرجل يُقتل أجاب ناثان الملك قائلاً " أنت هو هذا الرجل " فكانت له لحظة توبة هي لحظة المواجهة مع النفس أنت هو الرجل لك وحدك أخطأت فلا أكون خاطئ وأبرر وأنافق وأبعد فقد كان القلب قاسياً وأحكم على الناس وأقول إنه يموت لذلك حكم ناثان " أنت هو هذا الرجل " فهناك عين في السماء تُلاحظ { فوق العالي عالياً يُلاحظ والأعلى فوقهما } ( جا 5 : 8 ) عيناه تخترقان الظلام فقال له ناثان أنت هو هذا الرجل فالتوبة هي تلك التي تأتي بأقدس مشاعر فالتوبة فيها حزن على الخطايا ولكن في نفس الوقت فرح حزين لأني أخطأت ولكن فَرِح لأني إكتشفت خطيتي .
2- خادم شبعان :-
الخادم يشبع من ربنا يشبِع فكره وعقله ومشاعره وعواطفه وأحاسيسه وتحركاته إحدى الخادمات في الإعتراف قالت " أنا جيدة جداً جداً في الإثنين فيمكن أن أجلس مع أفراد أضحك وأهذر وأغني وألعب وحينما أكون مع الخدام أو في الخدمة أعمل تماجيد وأصلي وأقول تسابيح الحقيقة أن هذه الخادمة ليست سيئة بل فيها أشياء جميلة جداً ولكن هناك بعض القضايا التي لم تُحسم بداخلها بعد فهناك بعض الأمور العالمية التي تشغلها كخدام يجب أن نركز على الشبع والإمتلاء من المسيح فإن الإنسان الذي يعيش مع الله يستقطبه الكمال فهو باستمرار مشدود لكلمة ربنا ليس عن طريق الإفتعال أو التمثيل فالخادم الفائض هو الخادم الشبعان كلنا ضعفاء ولكن نجد في حياتنا الداخلية مع ربنا ليست شبعانة حتى يمكن في حضور القداس فقد يكون الدافع من الحضور هو بيوتنا ضمائرنا ولكن الجوع إلى ربنا هذا قليل فمثلاً عند دخول الأماكن المقدسة يمكن أن تكون تلك المواضع لم تشغلنا فهي قد تكون لون من ألوان الترفيه وليست حكاية القديس وسيرته وجهاده فقد نشعر أنه وقت نقضيه ونضيعه فهذا ليس شبع ولكن هناك نقائص بداخلنا تحتاج إلى الشبع أو يكون الوجود في الكنيسة هو لون من ألوان الوجود الإجتماعي فهناك إحتياج حقيقي إلى الشبع وهذا يعني أجلس وآكل وأمتلئ فالخادم يجد في الإنجيل صوت الله في الصلاة العزاء في التسبيح غذاء ومسرة في الخدمة المسيح في ضعفاته رحمة فهو من هنا مُستقطب للمسيح شبعان تعني إنه لا ينجذب وراء التيارات فالإسم الحلو المملوء مجد هو يعطيه شبع سرور محبة غِنى فيقول داود النبي{ أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة } ( مز 119 : 162) { وليمة سمائن } ( إش 25 : 6 ) فالخادم يجلس مع الإنجيل كثيراً فيأكل ويشبع ويفيض عنه فالخادم الشبعان يقصد به يجلس مع نفسه كثيراً يجلس مع تسابيحه كثيراً يجلس مع صلواته كثيراً .
3- خادم تلميذ :-
فهو شغوف أن يتعلم ويدرك أنه مازال لا يعرف في مجال الخدمة فربنا واضعنا في مجال تلمذة جميل جداً فالخادم يتعلم من الطفل ومن اللحن ومن الترنيمة ومن الدرس ومن التحضير فهو يستفاد جداً من الخدمة ذلك الخادم التلميذ فهو مُستقبل جيد ويريد أن يتحسن ويكون أفضل فما أجمل من الوجود في الخدمة ونحن تلاميذ فكنيستنا كنيسة تلمذة وهي الجلوس تحت أقدام المُعلم فهناك رغبة بشغف في المعرفة وفي الإزدياد فالإنسان إذا أتقن شئ فهو تلميذ فمعظم المتقنين للمهن يكونوا تلاميذ عند آخرين مثل الجراح الجيد يشتغل تحت يد جراح جيد المحامي الجيد يشتغل تحت يد محامي جيد فنحن نعيش في جيل أسهل ما فيه التلمذة على كُتب سيدنا البابا وعظاته أو كُتب لأبونا بيشوي كامل وعظاته فليس هناك شئ قاله أبونا بيشوي وليس في أيدينا فأصبح اليوم كل رصيد الشخص المنتقل بين أيدينا فهناك العديد من مجالات التلمذة للكتاب المقدس فنجد الشرائط والكتب وC D الخادم تلميذ مجتهد شغوف للمعرفة فهو نحلة تبحث وتدَّور وتجمع وذلك لضمان الخدمة وأن نعتبرها – الخدمة – سبب من أجل خلاص نفوسنا يجب أن نكون تلاميذ شغوفين نسعى باستمرار للتعلم { أدرب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس } ( أع 24 : 16) فقد كان الآباء قديماً في حالة بحث دائم في مجال التلمذة عند قراءة سِيَر الآباء إبحث لك عن أب تِتَلمذ على يديه وعلى تعاليمه وأقواله وتكون مطيع فمن أجمل درجات السماء هو التلميذ الخاضع المطيع فالقديسين مكسيموس ودوماديوس عندما ذهبوا إلى القديس أبو مقار وجدهم قليلي الكلام جداً فقالوا له كل ما قلته لنا نحن ننفذه ولم نأتي إليك إلا بعد تنفيذنا إياه ويقول أبو مقار ولكني وجدت أنهم سبقوني فتظاهرت بإني نائم وهم أيضاً تظاهروا بذلك وبعد فترة إستيقظوا فقد أيقظ القديس مكسيموس أخوه دوماديوس ووقفوا الليل كله يُصلون فرأى النور يسطع من يد ووجه القديس مكسيموس والذباب يحاول أن يأتي على وجه الأخ الأصغر إلا أن هذا الذباب لا يستطيع أن يقترب على وجه القديس مكسيموس فنحن خدام تلاميذ نسمع ونعمل فالخادم يسمع كثيراً بل يكون أكثر الذين يسمعون ولكن هناك الكثير من يفقد روح التلمذة فيسمع فقط لدرجة أن يصل إلى الإحتراف في السمع ولكن ماذا استفدنا لأنفسنا فليس هناك أهم من خلاص أنفسنا ليس أهم من كلمة الحياة في سِيَر القديسين كان يمكن أن شخص يسافر من بلد إلى أخرى من أجل أن يسمع كلمة ويُسر بها وكان يطلب ويقول " قل لي كلمة لأحيا " فيسمع كلمة ليعيش بها فأحد الآباء قال { أنتم بتسمعوا كثيراً ولكن لا تعملوا بها فلأنك رافض تنفيذها فالكلمة لم تأتي لك في حين إنها قيلت فهي لم توصل لك } مثل ولد قسم علمي علوم وآخر قسم علمي رياضة فحضر أحد طلبة القسم العلمي مع الطلبة الآخرين أي حضر حصة لمادة ليست عليه والآخر المادة عليه فنجد أن الثاني مُصغي جداً للكلام ومهتم جداً والآخر العكس فالتلميذ شغوف على الكلمة ويريد أن ينفذها ويعملها فهذا التلميذ ما هو حال قلبه ؟ كيف شكله ؟ ما تفكير قلبه ؟ قُل لي كلمة لأحيا فالخادم تعني تلميذ ونقيس أنفسنا بطريقة صحيحة فنسمع النصيحة ونطبقها على أنفسنا ونعمل اختبار وأرى أين أنا من الكلمة سواء كنت شخص جاد مطيع أمين مُتضع غير مكتفي لا أشعر إني مُعلم أو كبير فكل ما الرب يفتح له مجال يكون أمين في هذا المجال فيفتح له الله الكثير فيقيس نفسه باستمرار وقد نجد تلميذ آخر تتلمذ على يد قديس فهو صامت تماماً لا ينطق بكلمة فهو أخذ منهج وفرَّحه وعاش بهذا المنهج فالكنز بالداخل يزيد وتكون أنت فرحان فالربح الداخلي يزيد والإهتمام بداخلي يزيد هذه هي حياة التلمذة إلى يومنا هذا هناك أديرة بالكامل عند الكاثولكيين صامتة – دير الصامتين في أيرلندا – فأحد التلاميذ ذهب إلى الدير طالب للرهبنة في هذا الدير فمن أجل أن يقول له لا نريد فأتى بكوب من الماء وملأه على آخره فأتى التلميذ بورقة من الشجر ووضعها على سطح الماء فذهب أبونا وعمل رسمة فالولد أخذ القلم ووضع الصفر على الشمال ليقول إقبلني الحياة الروحية بها الكثير من الأفراح التي تنتظرنا .
4- خادم ينمو :-
فالخادم التائب الشبعان التلميذ يحدث له نمو فالنمو علامة أكيدة للخادم فهناك خطر إن كان الخادم يخدم منذ سنين ولا ينمو وكذلك شئ مزعج لأم إن ربنا يعطيها طفل عنده 2 ، 3 ، 4 سنين ولا ينمو فهو نفس الحجم الوزن البطء في الكلام فهذا شئ مزعج له فإنه لا يحدث له نمو فعلى الخادم أن يكتشف نموه ولكن فلنحذر أن النمو الروحي لا يُقاس ولكن يمكن أن نشعر به إحساس الصلاة تقدم أم لا ؟ إحساس الإنجيل إحساس العبادة كل هذا من علامات الخادم الذي ينمو إنه أحياناً يتأخر فهناك من يكبر على مستوى الجسد ويصغر روحياً فهو قد يكون تعوَّد على الممارسات ففقد تأثيرها فيتبلد ولكن النمو هو { أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام } ( في 3 : 13) فأقرأ في الإنجيل فربنا يفتح لي لسان ثم ذهن ثم مشاعر ثم قلب ثم أحاسيس ثم طريق فليس هناك نهاية أو اكتفاء فهناك من يترك نفسه لعطايا ربنا فيكبر ويكبر ويفتح الإنجيل ولا يعرف كيف يُغلقه أو آخر مشكلته في الصلاة لا يعرف كيف يُنهيها فهناك نمو هناك تحفيز باستمرار فلو هناك شاب جميل ويقول عبارات أطفال فهذا ليس لطيف أو حتى عاداته عادات أطفال فهذا شئ غير لطيف فالنمو تعني روحياً ينمو إلى ملء قامة المسيح ( أف 4 : 13) فألذ ما في الحياة الروحية إنها متجددة فالأنبا بولا قعد سبعين سنة في البرية لم يرى وجه إنسان ينمو فهو لا ينتهي غمر يُنادي غمر ( مز 42 : 7 ) فرح ينادي فرح متعة تأتي بمتعة بهاء ينادي بهاء مجد يرعى مجد فليس لديك أي وسائل من الترفيه أو اللهو فكيف أنت تعيش ومتمتع ؟!! ولكن أقول عندي أكبر وأهم شئ فالتجارة ربحها يزداد فسلامي من الله حبي ومشاعري من عند الرب فاقترب من الملائكة وأصبح صديق لهم كل هذه بركات تنتظرنا في حياتنا مع ربنا هناك قاعدة يقولها الآباء " أي قانون روحي نثبُت فيه لمدة أربعين يوم متواصل تنقلنا للدرجة التي تليها " فرقم " 40 " يُشير إلى أن المسيح عاش على الأرض 400 شهر المسيح صام 40 يوم فرقم 40 هو 4 10 ( 4 رقم الأرض وجوانبها الأربعة ، 10 رقم سماوي ) فهو يعني كمال عمل النعمة عن طريق العمل البشري موسى أخذ الوصية بعد 40 يوم فالعمل البشري يتحد مع العمل السماوي فتنقلنا النعمة إلى الدرجة التي تليها مثل الصلاة عندما أثبت 40 يوم تكون تعودت عندي عادة الصلاة وبعدها كيف أصلي 40 يوم متواصل ؟ صلاة الشفتين أنطق بالكلام وأحاول أركز فيه 40 يوم آخر صلاة العقل الذي أقوله أركز فيه جداً صلاة القلب بفهمه بعقلي وأنطقه بقلبي 40 يوم آخر صلاة الروح وبعد ذلك مثل داود النبي { أما أنا فصلاة } ( مز 109 : 4 ) الصلاة تتحدث فيك أينما كنت فكل ما فيك يصلي ولكن للأسف نحن نستعجل فنرجع بسرعة كذلك أيضاً في قراءة الإنجيل لمدة 40 يوم وكذلك الإدانة فإن الأمور يحدث لها زيادة ولكن كلما تحدث زيادة في الحياة الروحية هناك أيضاً زيادة في الخطية فهي لا تقف بل تزيد فالخطية تزيد وتكون أكثر من مزاح حب العالم الطمع الإدانة فإن لم تنمو على مستوى الروح فتنمو على مستوى الجسد فالخادم يكون في نمو في حالة من الشبع والإمتلاء ويكون النموذج المفرح لأولاده في الخدمة ويكون شموع مضيئة هذا الجيل به العديد من التيارات الكثيرة التي تحاربه وهذا يعني أن علينا أن نمسك في ربنا وألا نترك الأمر فكلما قل الشئ كلما زاد قيمته الماس غالي والتراب رخيص لأن ذلك قليل ونادر والآخر فكثير فتمسكوا بالصلاح حتى لو كنتم قليلين فكون خادم نادر لتزيد قيمتك من الأشياء التي تفرح قلب ربنا هو وجود له شبيه صورة سفير خادم مِلكه هذا هو الذي أحبه يظهر أمام الناس فلا نظهر بمظهر يؤسف ربنا ويكون فينا ربنا صورة مُشوهة { لئلا يُفترى على اسم الله وتعليمه } ( 1تي 6 : 1) هذا هو الخادم فلا يُقال عليه صالح ولا جعل القريبين منه صالحين لذلك يجب أن نقيس أنفسنا كخدام لله بأن أتوب باستمرار أمام الله أشبع أتتلمذ أنمو ربنا يفرح بيكم ويفرح بسيرتكم وحياتكم وخدمتكم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
27 يونيو 2025
الثقة في وعود الكتاب المقدس
في احداث ميلاد السيد المسيح اجتمعت عدة شخصيات، سواء قبل أو أثناء أو بعد الميلاد وعاشت هذه الشخصيات إيمانها القلبي في قداسة ونقاوة، وعبرت عن الإيمان بفضائل فكان الاتضاع في الحوار عند مريم العذراء والالتصاق بالرب عند حنة النبية، والوفاء عند القديسة اليصابات والثقة في وعود الله عند سمعان الشيخ، والرجاء عند زكريا الكاهن وهؤلاء كلهم وغيرهم. قدموا في إيمانهم فضيلة، بحسب الوصية في رسالة بطرس الثانية الأصحاح الأول: ٥-٧عن هذه الفضائل تتحدث معك هذه الصفحات...
الثقة في وعود الكتاب المقدس(لو ٢ ٢٥-٣٢)
وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان، وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه، وكان قد أوحى إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب فأتى بالروح إلى الهيكل وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للامم ومجدا لشعبك إسرائيل. (والمجد لله دائما )
سمعان الشيخ رجل من الذين شاركوا في الترجمة السبعينية وهي ترجمة من العبرية إلى اليونانية، والتي كانت لغة ذلك العصر، شارك فيها سبعين شخصا، ولذلك سميت بالسبعينية، وقد استغرقت هذه المسئولية سنوات عديدة، ومن دواعي فخرنا أن ترجمة أكبر جزء منها تم في مدينة الإسكندرية وهي تعتبر من أدق وأجمل ترجمات الكتاب المقدس وكان سمعان الشيخ أحد الذين تخصصوا في ترجمة نبوة إشعياء النبي فقرا العبارة التي تقول "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (اش ١٤:٧) فتوقف أمامها متحيرا كيف تكون عذراء وتحبل وتلد في نفس الوقت فوجد أن الأمر غير مناسب للترجمة فحاول أن يختار كلمة مخففة تصلح للمعنيين، فاختار كلمة فتاة والتي يمكن أن تطلق بصفة عامة على المرأة سواء كانت عذراء او متزوجة، وعندما أراد أن يفعل ذلك أرسل له أو ظهر له ملاك الرب وأمره أن يكتبها كما هي وسوف يعاين ذلك بنفسه مرت سنين كثيرة، وتقدم سمعان الشيخ في الأيام ومع تقدمه في العمر ضعف بصره وكان هناك غشاوة على عينيه، وفي وسط عمره المتقدم جدا وهو على باب الهيكل، ويرى أمهات وأطفالاً كثيرين، تقدم يوسف النجار وأمنا العذراء مريم وهي تحمل الطفل يسوع ويقدماه لسمعان الشيخ تنفيذا للشريعة، يقول الكتاب اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال "الآن تطلق عبدك یا سید حسب قولك بسلام"(لو۲۸:۲- 29)، وحسب قولك أي حسب وعدك، فالكتاب المقدس مملوء بالوعود الكثيرة، لكن كيف تقبل هذه الوعود وتصدقها؟
سمعان الشيخ أخذ وعدا اثناء ترجمته ثم عاينه بعينيه، ثم تجده يقول "لأن عينى قد أبصرتا خلاصك" وارجو ان تلتفت إلى هذه الكلمات "لأن عيني" بروح النبوة ترى أن هذا الطفل الرضيع الصغير هو المخلص الذي يعلق على عود الصليب ويقدم الخلاص لكل العالم فقد قيل "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو ١٦:٣)، ثم أكمل سمعان قوله "الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للامم ومجدا لشعبك إسرائيل"( لو ٣١:2- ٣٢)، فخلاص النفوس على الصليب هو لكل الأمم،وليس لشعب بعينه عندما تقرأ يوميا في الكتاب المقدس تسمع وعودا عديدة، وكلمة وعد كلمة جميلة ووعود الله صادقة وهو صادق في تنفيذ وعوده.
بعض وعود الكتاب المقدس
"ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفى؟" (عد ١٩:٢٣) "لا أنقص عهدي، ولا أغير ما خرج من شفتي"(مز ٣٤:٨٩)
"لان كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته"(عب٤ : ۱۲)
الله يعطى الإنسان وعدا ويحققه، حتى لو كان الإنسان يشك في تحقيق الوعد في يوم أعطى الله وعدا لإبراهيم وقال له "سوف اعطيك نسلا مثل نجوم السماء ورمل البحر" إبراهيم قال له "يا رب أنا متقدم في الأيام وأمراتي متقدمة في الأيام أيضا" ولكن ما قاله الله وفي الزمن المحدد أعطى الله ابن الوعد إسحق كذلك داود مسح ملكا،ولكنه قد تعرض للقتل مرات عديدة،وقد ظل هاربا إلى أن جاء الوقت المناسب وصار ملك إسرائيل الوعود الإلهية يجب أن تتحقق،ويحققها الله في وقته،ويقول لنا في سفر الجامعة "صنع الكل حسنا في وقته "(جا ١١:٣)،وأرجو منك أن تجعل هذه الآية دائما امامك لأن الله له توقيتات ومواقيت ونحن لا نعرف حسابها بانفسنا من الممكن أن نقول إن الله تآخر لكن الله لم يتأخر لأن له توقيتا فهو يصنع كل شيء في ملء الزمان في وقته عندما جاءت نبوات العهد القديم كانت جميعها تنادي وتتنبأ عن مجيء المخلص،ولكن اليهود أساءوا فهم هذه الوعود فقد وضعوا في ذهنهم أن هذا المخلص سيكون مخلصا عسكريا،ولذلك كانوا ينادون "يا رب الجنود او يا رب الصباؤوت" حيث مخلص يخلصهم من العبودية أو يخلصهم من استعمار أو أي شكل لقد ظنوا أن المسيا سياتي مثل داود او سليمان ويملك عليهم ويخلصهم من أي استعمار آيا ان كان شكله ويصيرون سادة العالم لكن السيد المسيح المخلص جاء ليخلص البشرية من مرض الخطية،ولذك جاء المسيح ليمسح خطية الإنسان وما دام يوجد المسيح فيوجد من يمسح الخطية،وإن لم يوجد المسيح في حياة إنسان فلا تمسح خطيته فمرض الروح ومرضى النفس ومرض الجسد لا يمسحه إلا المسيح الوعود كثيرة لكن الله أعطى وعداً لنوح "لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان" ( تك۲۱:۸) واعطى وعدا لإبراهيم " فاجعلك امة عظيمة وأباركك واعظم اسمك، وتكون بركة" (تك ۲:۱۲)،وأعطى وعدا لداود أن يقيم نسلاً من بعده "يجدد كرسي مملكته أقيم بعدد نسلك الذي يخرج من أحشائك واثبت ممکلته هو يبنى بيتا لاسمى وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد" ( ٢صم١٢:٧- ١٣ ) في العهد الجديد أعطى وعدا بإرسال الروح القدس، وبعد الصعود بعشرة أيام أرسل الباراقليط الروح القدس.
وعود الله كثيرة جدًا، لكن أريد أن أقف معك لدقيقة واحدة أمام وعد يخصنا جميعًا إنه وعد يعطيك نوعا من الطمأنينة، في (مت ۲۰:۲۸) يقول الوعد الإلهى" ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر " كلمات السيد المسيح هذه تحمل قوتها، لأنها من فم قائلها القادر على كل شيء، فكلمته التي يقولها يعنيها تمامًا فهو يعنيها حرفًا بمعناها ويعنيها روحا بمعناها فعندما قال هذا الوعد وهو ما نسميه الوعد بالحماية والرعاية فهو وعد مملوء طمأنينة لأننا به نثق أننا جميعًا في يد الله، وكل ما يصنعه هو جيد، وقد يشبه ذلك الوعد القائل: «الرب نوری و خلاصى ممن أخاف الرب حصن حياتي ممن أرتعب؟» (مز ۱:۲۷)هناك من يشعر بأن الله واقف بجانبه ويعطيه هذه الوعود التي تحميه أحيانًا الله يعطى الوعد لشخص ويقارن به شخص آخر، فعلى سبيل المثال، ربنا يقول ليشوع " كما كنت مع موسى أكون معك لا أهملك ولا أتركك" (يش ٥:١) وهذا التعبير لطيف جدا لأن ربنا بيقول له صدق الوعد،وهذا ينطبق على كل القديسين وكل شخصيات وأبطال الكتاب المقدس.
الثقة في الوعود الإلهية
هناك ثلاث علامات أو وسائل تساعدك في الثقة بالوعود وهي:
1- الإيمان:-
إيمانك الداخلي في شخص السيد المسيح من خلال:
أ- الله حاضر وموجود معنا دائما .
ب- الله قادر ومثلما عمل في القديم يعمل اليوم وغدا وهذا التعبير الجميل "القادر على كل شيء" نجده في (رؤ۲۲:۲۱).
ج- الله عامل فهو يعمل معك باستمرار ( أمس واليوم وغدا).
قد تكون مثل أى شخصية قابلناها في الكتاب المقدس وواجهت مصاعب الحياة،وتأتى يمين الله القوية تقف وتسند،وهذا الذي جعل شخصية مثل بولس الرسول تقول «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في ١٣:٤) هنا كلمة يقويني فيها صورة الاستمرارية فقد قال السيد المسيح «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا » (يو ٥:١٥) إذا عدت لوعد إبراهيم وسارة نجد أن المفاهيم البشرية تقول إن هذا الوعد لا يمكن أن يتحقق لكن بالمفاهيم الإلهية لا يوجد شيء بعيد عن إرادة الله فكل شيء ممكن لدى الله فالإنسان هو الذي يجعل الممكن غير ممكن يقول بولس الرسول عن إبراهيم أبو الآباء «ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيا مجدا لله» (رو٢٠:٤) أما عن سارة يقول «بالإيمان سارة نفسها أيضا أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت، إذ حسبت الذي وعد صادقا »(عب ۱۱:۱۱) كذلك عندما بشر الملاك السيدة العذراء مريم فكل ما قالته "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" (لو ۱ : ۳۸) لا يوجد عندها سوى الإيمان.
2- الطاعة:-
التعبير الرهباني أو النسكى يقول "على ابن الطاعة تحل البركة "طاعة الوعد تنشئ بركة يحكى تاريخ كنيستنا عن القديس الأنبا أنطونيوس الراهب الأول أو مؤسس الحياة الرهبانية،وتقول القصة إنه دخل الكنيسة بعد نياحة والده وسمع الآية التي تقول " إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء،وتعال اتبعني "( مت ۲۱:۱۹) لقد اعتبرها وعدًا، وأطاع الوعد وعندما خرج الأنبا أنطونيوس إلى البرية لم يكن يعلم أنه سيكون ذائع الصيت بهذه الصورة،وأنه سوف يكون في العالم كله كنائس وأديرة على اسمه ولم يكن يعلم أنه سيكون آلاف وآلاف من الرهبان يسلكون كسيرته ويعيشون كحياته ويتمثلون به لكن ابن الطاعة تحل عليه البركة عندما أعطى الله إبراهيم الوعد قال له «ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض» (تك ١٤:٢٨) ويتساءل إبراهيم أين هذا النسل كي يتبارك؟! ولكن من أجل طاعة إبراهيم وحفظه أوامر الله واستجابته للدعوة نجد تحقيق الله للوعد ويتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الأرض أحيانًا الوعد لا يكون صريحًا فمثلاً في مشهد عرس قانا الجليل من المفترض أن الضيافة التي
يقدمها أهل العرس عصير العنب لكنه فرغ فنجد أمنا العذراء في هدوء شديد تذهب لربنا يسوع المسيح وتقول له "ليس لهم خمر" (يو ٣:٢) وهذا معناه أن أهل العرس في حرج شديد فنجد السيد المسيح يرد عليها قائلاً «ما لي ولك يا امرأة؟ لم تأت ساعتى بعد »(يو ٤:٢)،وإذا دققت قليلاً سوف تجد أن سؤال أمنا العذراء يختلف تماما عن إجابة المسيح لكن يبدو أن إماءات رأسه وقسمات وجهه أعطت معنى لأمنا العذراء وكأنها أعطيت وعدًا فخرجت من أمامه وقالت للخدام "مهما قال لكم فافعلوه " (يو ٢ :٥) هو وعد بالرغم من أنه لم يكن واضحا بكلماته لكن أمنا العذراء في كلماتها القليلة والحكيمة يطلقون عليها "أقصر عظة في الكتاب المقدس" فمهما قال لك من وعد لابد أن تعيشه.
٣- الصلاة:-
أجعل قلبك مرفوعا دائما لربنا فهناك اشتياق للوعد أن يتحقق،وتطلع للوعد أنه يكون عندما استقر داود النبي في مملكته أراد أن يبنى مسكنا للرب فأبلغ ناثان النبي رغبته في البناء فجاء كلام الرب لناثان أن سيكون له بيتا،ولكن الذي يبنيه هو ابن داود "سليمان الملك" فيقول الكتاب عن داود" فدخل الملك داود وجلس أمام الرب وقال والآن أيها الرب الإله أقم إلى الأبد الكلام الذي تكلمت به عن عبدك وعن بيته،وافعل كما نطقت » (٢ صم ٧: ١٨-٢٥)عندما نصلى أبانا الذي في السموات نقول "لتكن مشيئتك" هل تصليها من قلبك؟ إن كل ما يفعله الله معنا جميلاً،ولابد أن نقبل منه كل شيء،ولكن في وسط الوعود التي نجدها في الكتاب هناك بشر يوعدون بشرا فالآية تقول "ما خرج من شفتيك احفظ واعمل كما نذرت للرب إلهك تبرعا كما تكلم فمك" (تث ۲۳:۲۳) يعقوب أبو الآباء عندما نام وحلم أن هناك سلما كبيرًا يصل بين السماء والأرض،وسمع صوت الله من أعلى السلم بأن يحفظه ويهبه الأرض التي نام عليها فوقف يعقوب وبدأ يوعد ربنا هذه القصة مناسبة لنا ونحن في آخر السنة، مثلما قال داود في المزمور "ارتض بمندوبات فمى يارب" (مز ۱۱۹ : ۱۰۸)، أي تعهدات فمى باركها يارب فوقف يعقوب وأمسك بالحجر الذي كان نائما عليه كوسادة وأقام مكانه عمودًا ووضع زيتا وسماه بيت «إيل»،وقف يعقوب يوعد ربنا بثلاثة أمور:
١- قال له يارب سوف أعبدك طوال حياتي.
۲- سأبنى لك مذبحا في هذا المكان.
٣- سأقدم لك عشر المقتنيات التي تهبها لي.
القصة الروسية المشهورة التي تحكى عن أمير أتى بشخص ووعده بأن يعطيه كل هذه الأرض بشرط أن يأخذ حصان الأمير ويتحرك به في كل مكان يريده ولكن عليه أن يعود قبل غروب الشمس،وبالفعل ركب الرجل الحصان وبدأ يتحرك به في كل الأرض ولم يبال أن وقت الغروب قد قرب،وعندما بدأ يشعر بضرورة العودة سقط ميتا من على الحصان لأنه بذل مجهودًا غير عادي عندما تجلس مع أب اعترافك وتأخذ الأب الكاهن كشاهد على توبتك هل تلتزم بذلك؟ هل تنفذ الوعد أو حتى جزء منه؟ مهم جدا أن تثق في وعود الله.
وعود شريرة
قد نسميها خداعات شريرة هيرودس عندما رقصت أمامه ابنة هيروديا وأعجب بها قال لها سأعطى لك ما تطلبين ولو كان نصف المملكة،ولكنها طلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق يقول عنه الكتاب "فاغتم الملك، ولكن من أجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يعطى فأرسل وقطع رأس يوحنا في السجن"(مت 14: 9-١٠). لابد أن تنتبه أن هناك خداعات ولا أسميها وعودًا لأن الشيطان ينطق بها فهو الذي خدع أمنا حواء وأبانا آدم فقال للمرأة " لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر" (تك ٤:٣-٥ ) كذلك من الخداعات خداعات المنجمين والسحرة الذين يتبعون معرف الغيب حتى أن الشيطان قد يرسل نفسه في أحلام كاذبة الوعود في الكتاب المقدس هي للخير وللنمو،ويقول لنا " احفظ واسمع جميع هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها لكي يكون لك ولأولادك من بعدك خير إلى الأبد إذ عملت الصالح والحق في عيني الرب إلهك " ( تث 28:12) " ويجعلك الرب رأسا لا ذنبا،وتكون في الارتفاع فقط ولا تكون في الانحطاط إذا سمعت لوصايا الرب إلهك التي أنا أوصيك بها اليوم، لتحفظ وتعمل" (تث ۱۳:۲۸) "إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي" (يو ۸: ۳۱) الوعود يا إخوتي أمر مبهج في الكتاب المقدس، ومن الممكن أثناء قراءاتك ترى وعودا يرسلها الله لك فتمسك بها من خلال إيمانك وطاعتك وصلاتك وثق أن الله يحقق هذه الوعود طالما فيها الخير فكل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله فالله يستخدم كل الأشياء ويجعلها خيرًا للإنسان مثلما أخذ سمعان الشيخ الوعد ورآه بعينيه وقال "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل".
قداسة البابا تواضروس الثاني
عن كتاب قدموا فضيلة في إيمانكم
المزيد
26 يونيو 2025
بدعة ميناندر الهرطوقى العراف
كان سامرى وتلميذ لسيمون الساحر، وأنه أتى إلى انطاكيه وخدع كثيرين بسحره فقد علم ميناندر أن من يتبعه لن يموت .. ويذكر أن ميناندر أدعى أنه المخلص المرسل من فوق العالم الايونات المرئيه، حتى ما يخلص البشر . فبواسطة المعموديه التى يمنحها هو، يصير الإنسان أعلى من الملائكه المخلوقين. وقد أتسع نفوذ ميناندر فى انطاكيه بين سنتى 100،70م.
ميناندر العراف
ذكر يوسابيوس القيصرى: ميناندر العراف:
1 - لقد برهن ميناندر خلف سيمون الساحر، بتصرفاته على أنه آله أخرى فى يد القوة الشيطانية لا يق عن سلفه، وكان هو أيضاً سامرياً، وأذاع أضاليله إلى مدى لا يقل عن معلمه، وفى نفس الوقت عربد فى طياشات أعجب منه، لأنه قال بأنه هو نفسه المخلص الذى أرسل من الدهور غير المنظور لخلاص البشر
2 - وعلم بانه لا يستطيع أحد أن ينال السيادة على الملائكة نفسها خالقة العالم (أتفق مع سيمون بان الملائكة خلقت العالم)، إلا إذا جاز فى النظام السحرى الذى يمنحه هو وقبل المعمودية منه، أما من يحسبون أهلاً لهذا فإنهم ينالون الخلود الدائم حتى فى الحياة الحاضرة، ولن يموتوا، بل يبقون إلى الأبد، ويصبحون عديمى الفناء دون أن يشيخوا، وهذه الحقائق يمكن أن نجدها بسهولة فى مؤلفات إيريناوس.
3 - أما يوستينوس فإنه فى الفقرة التى تحدث فيها عن سيمون قدم وصفاً عن هذا الرجل أيضاً فى الكلمات التالية: " ونحن نعلم أن شخصاً معيناً أسمه ميناندر، وكان أيضاً سامرياً من قرية كابرانى (مكان هذه القرية غير معروف الآن) وكان تلميذ لسيمون، وهو أيضاً إذ طوحت به الشياطين أتى إلى أنطاكية وأضل الكثيرين بسحره، وأقنع أتباعه بأنهم لم يموتوا، ولا يزال البعض منهم موجود ويؤكد هذا"
4 - وقد كانت مهارة من أبليس حقاً أن يحاول، بإستخدام أمثال هؤلاء العرافين الذين أنتحلوا لأنفسهم أسم مسيحيين، تشويه سر التقوى العظيم بالسحر، وتعريض تعليم الكنيسة عن خلود النفس وقيامة الأموات للسخرية، على أن الذين أختاروا هؤلاء الناس كمخلصين لهم سقطوا من الرجاء الحقيقى.
المزيد
25 يونيو 2025
الخادم الروحي قدوة وبركة وحياته كلها خدمة
إن الخدمة ليست كلاما، إنما هي "روح وحياة" (يو 6: 63) والخادم الروحي له الروح التي يحولها في تلاميذه إلى حياة هذه الحياة يلتقطونها منه، يتعلمون من حياته، ويقلدون شخصيته، فتتخلل نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم إن الصغار قد لا يفهمون كل الكلام الذي يقوله الخادم وما يفهمونه، كثيرا ما ينسونه لكنهم يأخذون منه الحياة. ويتعلمون من طريقة معاملته، وطريقة كلامه، بل يتعلمون من أسلوبه، من نظراته، من إشاراته، من تصرفاته يلتقطون كل ذلك المعلومات قد ينسونها ولكن أسلوب الحياة يظل راسخا فيهم فإن كان كل ما تملكه هو المعلومات، سوف لا يأخذون منك سوى معلومات، بلا روح بلا حياة ! فابحث إذن ما هو نوع الحياة التي فيك، التي يمكن أن يمتصها منك أولادك؟ والتي تترك فيهم انطباعًا من نوع خاص أخشى أن بعض الخدام تكون في حياتهم عثرات وهذه العثرات تؤثر في تلاميذه تأثيرًا سلبيًّا وويل لمن تأتي من قبله العثرات، كما قال الرب (مت 18: 7) هذه العثرات إما أن يقلدها المخدومون، فتضيع روحياتهم، وتهبط مثالياتهم، ويطالب الخدام بدمهم أمام الله (حز 33: 6-8) وأما أن تكون أخطاء الخادم سببا في انتقادهم له، بل أيضا وقوعهم في خطية الإدانة أو قد تكون تلك الأخطاء سببا في تركهم محيط هذه الخدمة كلها، وما يتبع ذلك من نتائج.
الخادم هو ملح للأرض فماذا يحدث إن فسد الملح؟!
ما أصعب قول الرب في ذلك!!! يقول "إن فسد الملح، لا يصلح بعد لشيء، إلا أن يُطْرَح خارجًا ويُداس من الناس" (مت 5: 13) إذن يجب أن تلوم نفسك وتقول"إنني حينما كنت بعيدا" عن الخدمة، كانت خطاياي ونقائصي من نصيبي أنا وحدي وتأثيرها واقعا على وحدي، وكذلك عقوبتها أما الآن فإن خطاياي تعثر الآخرين، وتوقعهم في خطايا وتضيعهم فإن لم يكن من أجل نفسي فعلى الأقل من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضا مقدسين في الحق (يو 17: 19) من هنا ينبغي على كل خادم أن يفحص نفسه، ويصلح ذاته، ويكون بلا عثرة بل ينبغي أن يكون قدوة ومثالا يعكس الخادم الروحي الذي تترك حياته في نفس كل من يقابله أثرا طيبًا وانطباعًا روحيًا يدوم لمدة طويلة دون أن يلقى عظة أو يتحدث في موضوع روحي بل مجرد مقابلته البشوشة الحلوة الطيبة، وملامحه الهادئة المملوءة سلاما، ووداعته وطيبته وحسن لقائه للآخرين وحسن معاملته، هذا يجعل من يقابله يتأثر روحيا، ويقول في نفسه مباركة تلك اللحظات التي تقابلت فيها مع فلان عجيب هذا الشخص الروحي ليتني أكون مثله في شخصيته الروحية، وفي بشاشاته ومعاملته الطيبة التي تبكتني على خطاياي، وتذكرني بأني في أحيان كثيرة كنت أقابل البعض بعدم اكتراث، أو بغير حماس، بدون ود وبدون بشاشة ليتني أغير حياتي وأصير مثله ودودا بشوشا وديعا وهكذا مجرد اللقاء به يقود الآخرين إلى التوبة لذلك فالخادم الروحي ليس مجرد مدرس، بل حياته كلها خدمة:
إن عبارة (مدرس في مدارس الأحد) تعني قصورًا في أمرين:
أ- فكلمة مدرس تعني مجرد التعليم، وليس الحياة وتأثيرها.
ب- وعبارة (في مدارس الأحد) تعني محدودية الخدمة في هذا النطاق، بينما ينبغي أن يكون الخادم خادما في كل مجال يقابله فلا يحدها مكان هو الكنيسة، ولا زمان هو ساعة في الأسبوع!!
إن كانت الخدمة هي عمل من أعمال المحبة، فلا يجوز أن تكون محبتنا قاصرة على فصل من فصول مدارس الأحد !! فالإنسان المحب أينما يوجد، تفيض محبته على غيره كل إنسان يقابله، ينال نصيبا من حبه إنه كسيده "يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4) حقا إن مدارس الأحد قد تكون مجال تخصصه. ولكن هذا لا يمنع عمومية خدمته فكل شخص يدفعه الله إلى طريقه، وكل من يقابله في غربة هذا العمل، لابد أن يدخل في مجال تأثيره الروحي ليس كمدرس، وإنما كحياة روحية تتحرك في عمق، وتؤثر روحيا في غيرها، تلقائيا وإن أتيح له الكلام، يجعل الله هو محور حديثه، بطريقة مشوقة غير مصطنعة ويكون اسم الرب حلوا في فم الخادم يجب أن يتحدث عنه، بطريقة تجذب الناس إليه إن اسم الله على فمه، ليس في الكنيسة فقط، بل في كل مكان، يُحَدِّث الناس عنه في شغف وينتهز كل فرصة مناسبة، ليحكى قصصًا عن معاملات الله المملوءة حبًا وحكمة وحتى إن لم يتكلم، فإنه يقدم للناس نموذجًا طيبًا عن الحياة المرتبطة بالله بعض الناس يظنون المبادئ المسيحية مثاليات من يستطيع تنفيذها؟! أما الخادم الروحي، فيقدم هذه المثاليات منفذة عمليًا في حياته وبتأمل حياته، يتيقن الناس أن الحياة مع الله ممكنة وسهلة ويرون أن الذي يسير مع الله، تكون حياته موفقة وناجحة، ويكون محبوبًا من الكل، فيشتاقون إلى حياة مثل حياته، التي تجول تصنع خيرا تعطي هذا كلمة منفعة، وتعطي ذاك حبًا وبشاشة وتعطي ثالثًا أمثولة طيبة المهم أنها تعطي باستمرار خيرًا ونفعًا إنه كالشمس، أينما ظهرت تنير هي منيرة بطبيعتها وبحكم طبيعتها تعطي نورًا وحرارة وحياة، للكل والخدام الروحيون هكذا بالنسبة إلى الآخرين، هم نور للعالم (مت 5: 14) كل إنسان يراهم، يستنير ولا يسلك في الظلمة فهل أنت نور في حياتك، وبالتالي في خدمتك، هل كل من يراك، يمجد الله بسببك؟ وكل من يتحدث معك، يخرج بكلمة منفعة؟ وكل من يجتمع بك، يشكر الله على إنه جلس معك في ذلك اليوم، وعلى النعمة التي حلت عليه عن طريقك؟
الخادم الروحي بركة للوسط الذي يعيش فيه انظر ماذا قال الرب في دعوته لإبرآم إلى الآباء قال له "أجعلك أمة عظيمة، وأباركك وأعظم أسمك وتكون بركة" (تك 12: 2) فالمطلوب من الخادم الروحي، ليس فقط أن يكون مباركًا من الرب، بل بالأكثر يكون بركة كان إيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا وكان يوسف الصديق بركة في كل أرض مصر وكان أبونا نوح بركة للعالم كله به حفظت الحياة في العالم ولم يفن الرب الأرض كلها ومن عليها، من أجل نوح البار به بقيت الحياة البشرية، وتنسم الله رائحة الرضا (تك 8: 21) وأصبحنا كلنا أولاد نوح، كما نحن أولاد آدم فهل أنت هكذا أينما حللت تحل البركة؟
وتكون خدمتك بركة للناس في كل مكان تخدم فيه. ويبارك الله خدمتك، ويجعلها مثمرة وذات تأثير ويبارك أيضا كل من تخدمهم، ويشعرون أنك كنت بركة في حياتهم، وأنه من نعم الله عليهم، أنك كنت الخادم الذي قام برعايتهم؟
الخادم الروحي يشعر من يخدمهم أنه رجل الله فهكذا كان إيليا، وبهذا اللقب كانوا يدعونه (1مل 17: 24) فهل يراك الناس بهذه الصورة، أنك صوت الله في آذانهم، وأنك مرسل منه إليهم، وإنك صورة الله أمامهم؟
يذكرهم وجودك معهم بالله ووصاياه وبقدسية الحياة وهل -كرجل الله- يرون فيك ثمار الروح (غل 5: 22 – 23)؟ ويرون تأثير الروح في كلماتك، ويختبرون أنك بركة لحياتهم لا تظن أنك بمجرد إلقائك بعض الدروس في الكنيسة، قد صرت خادِمًا بل تفهم ما معنى كلمة (خادم) وما صفاته.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
24 يونيو 2025
القديس بطرس والمحبة الخادمة
أتحبنى أكثر من هؤلاء
نحن نعلم أن بطرس أحب المسيح من كل قلبه، وأجاب بعمق على السؤال {أتحبني أكثر من هؤلاء} {وكان الجواب: أنت تعلم يارب كل شيء، أنت تعرف أني أحبك}(يو 21: 15 و17) ومع أن بطرس ارتكب الأخطاء وكان فيه بعض الضعفات والعيوب كواحد منا، لكن حبه لم يخنه وهو يخرج إلى خارج ليبكي كأعظم ما يكون المحبون في الأرض كانت أزمته يوم الصلب، نوعًا من الضعف أو فقدان الوعي الذي قلبه رأسًا على عقب، فأنكر سيده وربه، ولكنه ما إن استعاد وعيه حتى غسل بدموعه الغزيرة فعلته الشنعاء. على أن حب السيد كان أوفى وأعلى إذ في قلب الأزمة نظر إليه، ومن المؤكد أن النظرة وإن كانت تعبر عن قلب المسيح المجروح، إلا أنها كانت ممتلئة بالحنان والعطف والرقة والرحمة. وفي الحقيقة إن بطرس الرسول في حياته وموته بادل سيده حبًا بحب من أعظم وأشرف وأجل ما يمكن أن يتبادلها المحبون ، كان هذا الرجل على أي حال، محبا لسيده فهو إذ رآه فوق جبل التجلي، وقد تغيرت هيئته، و بدا منظره على الصورة التي تتجاوز الخيال البشري، ومعه موسى وإيليا، وإذا ببطرس ينسى الأرض وما عليها ومن عليها ويصيح صارخًا {يارب جيد أن نكون ههنا} انه لا يرضى عن المسيح بديلا {إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك} إنه الرجل الذي تبع سيده، سواء في أعلى الجبل أو في البحر أو في الطريق، وأصبح المسيح كنزه الوحيد {ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك} (مت 19: 27) إنه مثل القديس بولس الرسول الذي عندما أراد أن يعبر عن الحياة والموت قال {لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح}(في 1: 21) إن المسيحية منذ تاريخها الأول تذخر بالشجعان الأبطال الذين لا يخيفهم سجن أو اضطهاد أو تعذيب بل يقولوا {لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا} (أع 4: 20){فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة هذا رفعه الله بيمينه رئيسًا ومخلصًا ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضًا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه} (أع 5: 29-32) ومع أننا لا نعلم بالضبط الأماكن التي تنقل فيها بطرس كارزًا وشاهدًا ليسوع المسيح، ولكن من الواضح أنه وعظ في أورشليم وأنطاكية، ومن المعتقد أيضًا أنه ذهب إلى روما، والكنيسة الكاثوليكية تعتقد أنه أول أسقف لروما، ولكن بولس الرسول هو الذى ذهب الى روما وبشر فيها أولا بل كان تواقًا إلى الذهاب إلى روما وكتب رسالته إليها ، وكان من عادة بولس الأكيدة أنه لا يعمل على أساس آخر، ومن غير المتصور أن يذهب بولس إلى كنيسة يؤسسها بطرس و بولس هو رسول الأمم لكن من المؤكد إن بطرس صلب في روما ،وكان ذلك إبان اضطهاد نيرون القاسي الشديد، قيل أيضا إن المسيحيين شجعوه على الابتعاد عن روما،وإنه أخذ سبيله ذات مساء إلى طريق ابيان الشهير، وظل سائرًا الليل كله، ولكنه في الصباح الباكر،عند شروق الشمس، أبصر شخصًا مهيبًا أمام عينيه،وإذ عرف أنه المسيح صاح "إلى أين يا سيد" وجاءه الجواب "إن لي تلميذًا كان هناك ثم هرب، وأنا ذاهب لأخذ مكانه، وأصلب مرة ثانية نيابة عنه" وصرخ بطرس "لا ياسيد أنا عائد" وعاد ليموت مصلوبًا، وعندما أرادوا أن يصلبوه قال إنه شرف لا أستحقه أن أموت مصلوبًا مثل سيدي، ولكني أرجو أن أصلب و قدمي إلى أعلى ورأسي إلى أسفل، لأني أضأل من أن أكون كسيدي. ويقال أنه نظر إلى روما وهو يقول "عما قريب تتحولين أيتها الهياكل الوثنية المتعالية إلى معابد للمسيح" وقال للجماهير المحتشدين "إن أولادكم سيكونون خدام للمسيح ها نحن نموت يا روما من أجل أن تخلصي، ويسيطر عليك روح المسيح. لسوف يجيء قياصرة ويذهبون ولكن مملكة المسيح ستظل ثابتة صامدة على مدى الأجيال" .
المحبة الشاهدة بلاهوت السيد المسيح المحبة العميقة التي أحب بها القديس بطرس سيده ومخلصه هي التي فتحت له باب المعرفة بفكر الله الأبوي الذي أرسل ابنه الوحيد لخلاص العالم والتي اعترف فيه بطرس بلاهوت المسيح، عندما ألقى المسيح سؤاله {من يقول الناس إني أنا؟} قد أوقف السؤال التلاميذ أمام أعمق تأمل يمكن أن يواجهوه، وعليه تبني المسيحية بأكملها، إلى كل الأجيال، وهنا يأتي اعتراف بطرس عجيبًا ومثيرًا واعلاناً اعُطى له من الاب السماوى وقد صعد بطرس بهذا الاعتراف بهوية السيد المسيح الإلهية { فاجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات} (مت 16 : 17) ليس بحكمة بشرية، أو فلسفتها العميقة أجاب بطرس الرسول، فالمسيح في نظر البعض إما هو يوحنا المعمدان كما قال هيرودس الملك الذي قتل يوحنا، أو هو واحد من أعظم الأنبياء القدامى إيليا الذي ينتظر البعض إلى اليوم عودته من السماء، أو إرميا وكان الشبه عظيما بين نبي الأحزان والمسيح المتألم، أو النبي كما أخبر موسى الكليم لكن بطرس شهد وشهادته حق، إذ لمع أمام عينيه الإعلان الإلهي البعيد العميق الغائر في بطن الأزل، وصاح {أنت هو المسيح ابن الله الحي}(مت 16: 16) ومن الواجب أن نشير إلى أن هذا ليس أول حديث عن المسيا، فقد قال نثنائيل من قبل عن السيد: «أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل» لكن إعلان بطرس كان أول وأعظم ومضة من النور عن شخص ابن الله العجيب، وكان أشبه بالشعاع الأول من نور الشمس، وهي تأخذ سبيلها إلى الشروق لتخرج الإنسان من الظلام إلى نور النهار الباهر لقد رأى بطرس النور واستقبله بالفرح العميق، وتوالت بعد ذلك الأشعة الساطعة حتى جاء بولس يقول{ عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد} (1تي 3 : 16) وما من شك في أن بطرس بلغ القمة هناك، وكانت كلماته هتاف المسيحي في كل العصور والأجيال. وتأكيد على قول الرب يسوع { انا والاب واحد ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي ولكن إن كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الآب في وأنا فيه}( يو 30:10،38،37) ومع اعترافنا بدور القديس بطرس الرائع فى نشر الإيمان وتطويب السيد المسيح له { وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها} (مت 16 : 18) فنذكر أن المسيح استعمل لفظ بطرس «بتروس» بمعنى حجر أو قطعة من الصخر ولكن لفظ صخرة هنا "بترا" فعلى صخرة الإيمان بلاهوت المسيح يُبنى إيماننا المسيحي وليس على شخص بطرس الرسول كما يذكر ذلك القديس بولس { وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح }(1كو 10 : 4) وكما قال القديس أوغسطينوس إن الصخرة تشير إلى المسيح . فالله هو الصخر الوحيد{هو الصخر الكامل صنيعه}(تث 32: 4){وليس صخرة مثل إلهنا} (1صم 2: 2) إن بطرس يمكن أن يكون حجرًا في الكنيسة، ولكنه لا يمكن ولا يقبل مطلقاً ، حتى القديس بطرس نفسه ، ان يأخذ مركز الله في الكنيسة وفي حياة مؤمنيها { فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي هو يسوع المسيح}(1 كو 3: 11) عندما قال المسيح لبطرس: { وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السموات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات} (مت 16: 19) قال نفس الشيء للرسل جميعا { الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء} (مت 18: 18) لقد أعطي الرب سلطان الكهنوت لسائر التلاميذ {ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه امسكت} (يو 22:20-23) لم يكن سلطان الحل والربط جديدًا على أذهان التلاميذ إذ كان تعبيرًا شائعًا في حكم الكاهن على النجس والطاهر عندما يتقدم إليه الأبرص مثلا ليحكم بطهارته أو نجاسته، وهو ما تحكم به الكنيسة المسيحية، كما حكمت في مجمع أورشليم فرفعت نير الناموس الطقسي عن أعناق المؤمنين، والامتناع فقط {عما ذبح للأوثان وعن الدم والمخنوق والزنا}(أع 15: 29) وهو ما يحكم به الكاهن في قبول التائبين "حكم تقرير" وليس "حكم إنشاء" الكاهن قديمًا لم يكن حرًا ليحكم في ضربة البرص كما يشاء، بل هو مأمور بأن يفحص الضربة ليراها تنتشر أو تأخذ في الشفاء وخادم الله لهذا ليس حرًا في أن يفتح السماء أو يقفلها في وجه الإنسان، بل هو مأمور أن يطبق قاعدة الإنجيل على كل ما يرى، ويحكم إذا كان متمشيًا مع الحق الإلهي أو مناقضًا له على أي حال نحن كشرقيين نفهم دور القديس بطرس حتى عندما يتقدم فى الكلام على اعتبار انه الأكبر والمعبر عن لسان حال الرسل ولا رئاسة له أو لبابا روما كخليفة له على كنائس العالم الأمر الذي يتماشى مع جوهر المسيحية وتعاليم السيد المسيح عن الخدمة والرئاسة { فدعاهم يسوع وقال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما ومن أراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين}(مر 42:10-45) رئيس إيماننا جاء ليخدم خلاصنا ويقدم ذاته فدية عن كثيرين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
23 يونيو 2025
الروح القدس المعلم والمعزى
أولاً الروح القدس المعلم....
الروح القدس يهب المؤمنين الحكمة والفهم والأستنارة وهو الذى وهب يوسف الصديق ودانيال النبي موهبة الحكمة وتفسير الأحلام والشفافية الروحية بل حتى فى أعمالنا نحتاج لروح الحكمة من الله للنجاح والتفوق كما منح الله بصلئيل قديما حكمة لصنع أدوات وأواني خيمة الشهادة { وكلم الرب موسى قائلا انظر قد دعوت بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه وملاته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة} (خر 3 : 1-3) ولهذا علينا ان نصلى ونطلب حكمة من الله { وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له} (يع 1 : 5) فروح الله هو روح الحكمة والفهم { ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب }(اش 11 : 2) وقد وعدنا الرب بان الروح القدس هو الذى يتكلم على السنتنا للشهادة للإيمان { فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس }(مر 13 : 11) الروح القدس يعلمنا طريق الرب ووصاياه وكلامه ويقودنا الى الحق ويهبنا الحكمة لكي نسير في طريق الرب الروح القدس هو الذى قاد الأنبياء والرسل فى كتابتهم للكتاب المقدس وعصمهم من الخطأ { لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس} (2بط 1 : 21). وهو الذى يعلمنا ويذكرنا بكل تعاليم السيد المسيح {وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى، فهو يعلمكم كل شئ، ويذكركم بكل ما قلته لكم} (يو14: 26). والروح القدس يقودنا الى الحق والإيمان {متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق} (يو16: 13). وهو الذى يوحي للبشر بالرؤى والاحلام والأمور المستقبلية كما تنبأ عنه يوئيل النبي{ ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد ايضا وعلى الاماء اسكب روحي في تلك الايام.} ( يوئيل 28:2-29) { ويخبركم بأمور آتية}(يو16: 13). والذين ينقادوا لروح الله يرشدهم وقال القديس يوحنا عن مسحة الروح القدس {وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابته فيكم. ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ، وهي حق} (1يو2: 27). إن الروح القدس هو المعلم والمرشد. يعلمنا كل شئ، ويكشف لنا الحق ويذكرنا بكل وصايا السيد المسيح.
ثانياً: الروح القدس المعزي
الروح القدس هو الملازم للنفس والموصل للتعزية والصبر والرجاء وقد دعى أسمه المعزى. فالمؤمنين يجدوا منه التعزية { واما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر } (اع 9 : 31). روح هو الله هو مصدر العزاء لكل المحزونين والمتضايقين ولهذا يقول الرسول بولس { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة واله كل تعزية. الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله. لانه كما تكثر الآم المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا.}( 2كو 3:1-5). الروح القدس يهب الفرح للمحزونين والصبر للمتضايقين والرجاء للبائسين والسلام للمجربين والإيمان والقوة للضعفاء والساقطين. وهو الذى يبكت الخاطئين ليتوبوا ويرجعوا لله وهو معلم ومعطي الحكمة للجهال وفيه لنا الرجاء كل حين { وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس}(رو 15 : 13)فليتنا نطلب منه عزاءنا كل حين، أمين
الروح القدس والتجديد
ثالثاً : الروح القدس واهب التجديد
أن التجديد والنمو دليل حياة الكائن الحي وتطوره للأفضل. والإنسان عليه أن يؤمن بمحبة الله المعلنة فى المسيح يسوع ربنا بالروح القدس والتى تهب لنا بالمعمودية نعمة البنوة لله وغفران الخطايا والإستنارة الروحية. وبالتوبة المستمرة تجدد الذهن ليرفض المؤمن الفكر الشرير والماضي الخاطئ وينطلق في حياة البر والتقوى الى أفاق المستقبل والحياة الأفضل. وهذا من عمل الله بروحه القدوس واهب الحياة الذى يؤازر جهادنا الروحي { ترسل روحك فتخلَق، وتُجدّد وجه الأرض} (مز 104: 30). المؤمن يصلي الى الله ويعترف بضعفاته ويتوب عنها ويكتسب عادات إيجابية جديده ويسعي فى عمل الخير ويستجيب وينقاد لعمل الروح القدس وإرشاده لهذا يدعونا الكتاب المقدس على البعد عن السلوك كأهل العالم ويحثنا علي معرفة إرادة الله الصالحة وتنفيذها فى حياتنا { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2) الروح القدس هو الذى يغير القلب والفكر والروح ليكون لنا فكر المسيح، فنسلك فى محبة الله وطاعة وصاياه بنشاط وفرح وتدقيق { وأعطيهم قلبا واحدا وأجعل في داخلهم روحا جديدًا، وأنزع قلب الحجر من لحمهم، وأعطيهم قلب لحمٍ} (حز 11: 19). لقد أدرك داود النبي حاجته الى التغيير فصلى قائلا { قلبا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله وروحا مستقيما جدّده في أحشائي}(مز 51: 10). ونحن نحتاج لعمل الله بروحه القدوس ليجدد شبابنا الروحي.{ واما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون} (اش 40 : 31). الروح القدس يهبنا القوة والحكمة لنواصل مسيرة الحياة فى جد ونشاط ، فنحافظ على إيماننا الأقدس المسلم لنا بالروح القدس من خلال الكتاب المقدس بالاباء الرسل القديسين ونبني عليه حلول للمشاكل المعاصرة، حتى يكمل جهادنا لنصل تجديد الخليقة بمجئ السيد المسيح الثاني فننعم بالسماء الجديدة والأرض الجديدة (رؤ 21: 1)الله يدعونا الى النمو في الحياة الجديدة التي توهَب لنا خلال عمله الخلاصي ويريد لنا الخلاص ومعرفة الحق والسلوك فى طريق الخير والحياة { لا تذكروا الأوليات، والقديمات لا تتأَمَّلوا بها، هأنذا صانع أمرا جديدا. الآن ينبت. أَلا تعرفونهُ؟ اجعل في البرية طريقا، في القفر أنهارا} ( أش43: 18-19). الله يريدنا أن نخلع الإنسان العتيق بأعماله وننشغل بالحياة الجديدة التي تنبت فينا. إنه يجعل في البرية طريقًا، وفي القفر أنهارا. ما هو هذا الطريق الا السيد المسيح الذى قال {أنا هو الطريق والحق والحياة } (يو 14: 6). ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا لكي يدخل بنا إلى ملكوته. والأنهار التي يريد الله تتفجر فى حياتنا القفرة هي ينابيع الروح القدس التي تحول قلوبنا الى فردوس للسلام والمحبة والفرح فتصبح مسكن لله القدوس.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد