المقالات
20 نوفمبر 2023
المحبـة من ثمار الروح القدس
وأما ثمر الروح ، فهو محبة فرح سلام » (غل ٥ : ٢٢)
أنواع من المحبة :
المحبة الحقيقية لا يمكن اقتنائها إلا بعمل الروح القدس في الإنسان هذه المحبة الممنوحة من الروح القدس تختلف تماماً عن أي محبة بشرية أخرى إنها ليست نوعاً من المودة أو الأنس أو الإعجاب المتبادل كما أنها لا تنبع من عواطف جسدية أو إنفعالات غريزية من الأبوة والأمومة في الإنسان أو في الحيوان إنها ليست محبة جسدية ولا نفسية ولكنها محبة روحية، لا تؤثر فيها عوامل الجسد أو النفس محبة الرجل للمرأة التي تبدو جميلة في نظره، هي نوع من المحبة التي تقوم على دوافع واعتبارات حسية وجسدية . ومحبة الأم لأولادها هى نوع من المحبة التي تقوم على دوافع نفسية وجسدية معاً ومحبة أى شخص لإنسان آخر له شخصية جذابة هو نوع من المحبة النفسية أما المحبة التي من الروح القدس فهي لا تقوم على هذه الأمور، ولا تتأثر بها ؛ لأن ما يبدو قبيحاً في الجسد، قد يبدو جميلاً في الروح . وما يبدو كثيباً للنفس قد يبدو مسراً للروح . السيد المسيح كمثال :
فلتنظر مثلاً إلى السيد المسيح الذي قيل عنه «أنت أبرع جمالاً من بني البشر» (مزه (۲) قد قيل عنه أيضاً « لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ، ولا منظر فنشتهيه ، محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن » ( أش ٥٣ : ٢، ٣) .
كيف يتفق القول الأول مع القول الثاني ؟!
ما قيل عن السيد المسيح أنه لا صورة له ولا جمال، قد قيل عن فقره وزهده وعن آلامه الجسدية : عن جراحات الصليب الثخينة ، وعن آثار الكرابيج التي مزقت جسده الطاهر، حتى أن اشعياء النبي قد أضاف فى نفس النبوة عنه فقال : « وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به » (آش ٥٣: ٣) أي أن الجراحات التي ملات جسده المبارك قد جعلت من ينظر إليه لا يحتمل النظر لفظاعة المنظر، فيستر وجهه بيديه لكي لا ينظر ما أصابه من التشويه في نفس الوقت نحن نعلم أنه لا يوجد في الوجود أجمل من مشهد الصليب حيث ذلك الحب العجيب الذي تشدو به كل الخليقة العاقلة إذ ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه » (يو ١٥ : ١٣ ) .
مثال المحبة الزوجية : إن المحبة الروحية هى فوق مقاييس الزمان والحس والمكان . جده أحد الزوجين لهذا فمحبة الرجل لزوجته والمرأة لرجلها - إن كانت لها البعد الروحي الممنوح من الله - لا تتأثر باصابة أحد الزوجين بمرض في ، أو بتشويه فى منظره لإصابته في حادث أو ما شابه .... إننا نقف جميعاً مذهولين أمام طلب للطلاق من بحجة أن الطرف الآخر قد أصابته بلية مثل المرض. وهنا نرى في التخلى طعنة لا يعبر عنها فى حق الوفاء والمحبة الزوجية. أين ذهبت المحبة السابقة، وكيف ضاعت ؟! إنها لم تكن تابعة من عمل الروح القدس ولهذا أثرت عليها عوامل الزمن .
تأثير الروح القدس في القلب والحواس : محبة الله تمنع عن القلب كل محبة غريبة، وتمنع الشهوات، وتقدس الحواس . ففى مثل العشر عذراى (مت ٢٥) نرى الخمس العذارى الحكيمات وقد ملأن الآنية من الزيت مع المصابيح والإناء هو القلب والمصباح هو الحاسة فإن كانت الآنية ممتلثة من الزيت تنير المصابيح، وهكذا إن كان القلب ممتلكاً وثمرة المحبة التي يمنحها، فإن الحواس تكون منيرة كقول السيد المسيح « إن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً، وإن كانت عينك شريرة فجدك كله يكون مظلماً » ( متى ٦ : ٢٣،٢٢). من الروح القدس محبة الله فى القلب - كثمرة من ثمار الروح القدس ترفع الإنسان فوق مستوى الجسد والحواس والعوامل النفسية، حتى يحتمل الآلام والتعبير أو العذاب الجسدى، والعذاب النفسي . لأن الروح تعبر فوق كل عوامل الزمان والمكان، لتتنسم عبير الأبدية في المسيح.
هكذا استقبل الشهداء الموت بفرح ولم يحبوا حياتهم حتى الموت» (رؤ ۱۲ : ۱۱) ، لأن حب الله الغالي في قلوبهم كان أقوى من الموت .
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد السادس والعشرون عام ١٩٨٩
المزيد
19 نوفمبر 2023
الكلمة تثمر الاحد الثانى من هاتور
تقرا علينا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مارمتى إصحاح 13 مثل الزارع هوذا الزارع قد خرج ليزرع وفيما هو يزرع ،وقع بعض على الطريق فجاءت الطيور وأكلته. وسقط آخر على الأماكن المحجرة حيث لم يكن لها عمق أرض فنبت حالا إذا لم يكن له عمق أرض، ولكن لما أشرقت الشمس احترق،وإذا لم يكن له أصل جفا ،وسقط آخر على الشوق فطلع الشوق وخنقه،وسقط على الأرض الجيدة،فأعطى ثمرا بعض بمئة وبستين،وآخر بثلاثين،من له أذنان للسمع فليسمع البذار أحبائي كل آباء الكنيسة،أجمعوا على أنها كلمة الله وكلمة اللة أحبائي تريد أن تثمر داخلنا، ،تريد أن تنزل في قلوبنا،وتراعا ،تريد أن تنزل في قلوبنا وتكبر تريد أن تنزل في قلوبنا وتستريح،،هذا هو هدف مثل اليوم ،كيف أن نستقبل كلمة اللة؟البذرة واحدة، المشكلة في التربة،الإنجيل الذى في بيوتنا أحبائي هوهونفس الإنجيل الذى صنع القديسين، لم يكن لديهم إنجيل مميز. وفيه نصوص زيادة لأ لكن البذرة واحدة نفس الإنجيل إلذى نقراءة، هو نفس الإنجيل الذى قرءوا، ونفس الإنجيل إللي إحنا مش بنقراه، هو الإنجيل الذى قرءوا ،،عشان كده فارق كبيرفى الثمر، .لم نرى أحبائي إن اى إنسان عاش في طريق القداسة، أوعاش في طريق المسيح من غير كلمة ربنا. ينفعش أحبائي أي شخص يعرف المسيح بدون إن يتكلم معة،.. ماينفعش حد يعمل إللي إنتعايزة بدون إن يسمعك، لابد أن يسمعك لكى يفهمك. لابد أن يتكلم معك لكى يعلم ماذا تريد.. موضوع عدم الكلام مع بعض هيعمل إيه؟ يصنع عدم تواصل. ولما ميبقاش في تواصل. هيبقى كل واحد في وادي. الناس النهاردةأحبائي يدرسون في المجتمع علوم عن التواصل، اصبح العلوم بحر علم،..اللة لم يحب أن يكون بيننا عدم تواصل فعمل طريقة للتواصل مهمة جدا. ماهى؟ كلمته. إن يكلمنا، اى إنسان يريد أن يتواصل مع اللة يفتح الإنجيل، هيسمع على طول، يسمع تدابيره، يسمع أقواله، يسمع خطته، يسمع ماذا صنع مع أشرار، يسمع ماذا صنع مع أبرار، يسمع، كيف يتذكى الإنسان، يسمع تحذيرات من الخطية، سواء تحذيرات نظرية بالآيات. أو تحذيرات عملية بالمواقف. إذن أحبائي مانقدرش إن نكون فى علاقة مع ربنا ولا عشرة مع ربنا إن لم يكن لنا تواصل مع الله من خلال كلمته. كلمة اللة أحبائي التى تجعلنا نعرف أحكامه، ماقصده تدابيره. إرادته. كتير مننا أحبائي ..تسأل كيف اعرف ارادة الله؟ أو يقول شخص آخر ممكن أن افتح الإنجيل واقرأ اية ، وخلاص وزى ماتطلع..اقولك لا...عندما تريد أن تعرف ارادة الله ..يكون من قراءتك الدائمة للإنجيل، فصار بيني وبينه ود،، صار بينى وبينه عشرة، صار بينك وبينه حواس مدربة، تقدر تميز الصوت يوم مع، مع يوم ..بداتتعرف الصوت. إللي يعيش مع واحد شوية. أحبائي مجرد ما يسمع صوتة يقولك إيه ؟ دة فلان على طول...هكذا نحن أحبائي من خلال قرايتنا في الكتاب المقدس، ونقول هو الرب. من خلال قرايتنا الكتاب المقدس، نعرف مين هو المسيح. قد إيه أحبائي خطر علينا شديد جدا، إننا نعيش في انفصال على الله من خلال انجيلى أن يصبح مغلق. إنجيل قال عنة معلمنا بولس الرسول إنجيل مكتوم.متسمعش الصوت، متعرفش إرادته في حياتك. متعرفش هو ماذا يريد منك.،متعرفش ماهى عقوبة الخطية، متعرفش ماهى مكافأة الأبرار، لأن الإنجيل مقفول. لكن الإنجيل المفتوح يعمل إيه؟ تحفيز دايما باستمرار...حصل في مرة، إن الملك قسطنطين، سمع عن العظيم انبا انطونيوس .فاراد أن يراه. فطلب ..وعلم انة يعيش فى جبل في مغارة، ولم يخرج خارج الدير. فأراد أن يصلى لة، فأرسل لة مجموعة من الجنود في زيارة رسمية للدير. ومعهم مكتوب، أو ملف أو رسالة. فذهبوا ضيوف الملك قسطنطين، إلى الدير. و كان الدير في حالة تأهب ، زيارة مهمة، زيارة رسمية، واستضافوا الناس وعارفين إن هما جايبين رسالة من الملك قسطنطين والملك قسطنطين، محب لله، محب للاديرة..سخى فى العطاء. فكان عندهم رغبه ولهفه يعرفو الرسالة مكتوب فيها إيه؟ فأخد انبا انطونيوس الرسالة. واستضاف الذى معهم الرسالة وصرفهم بسلام بدون إن يقرأ الرسالة..تاني يوم الصبح الرهبان كانوا حالة ترقب شديد، ويريدون إن يعرفوا ماهو محتوى الرسالة..، فقالهم لم أقرأها بعض. تاني يوم سألوه هل قرأت الرسالة يا ابانا؟ فقال أيضا لم أقرأها بعد ثالث يوم..سالوا نفس السؤال...فقال لهم. ارى ان لديكم شغف لمعرفة ماهى رسالة الملك الأرضي؟! ولم يكن لديكم نفس الشغف تعرفو الملك السماوي قايل إيه؟ وارى إن هذة الرسالة شغلتكم أكثر من الإنجيل. .ارى ان الكلام إلذى كتبة الملك. أهم لديكم من كلام ملك الملوك؟ لم يكن لديكم شغف إن تعرفوا ربنا عايز يقول لكم إيه؟معندكش اشتياق تعرف ربنا عايز يقول لك إيه؟ عندما نذهب إلى بيت ونطلب منهم إنجيل نقرا فيه. الواحد أحيانا بيحزن عندما يرى إن الناس تدور على الإنجيل ولم يجدوا ومستخبي..لماذا؟ لانة شى غير دائم الاستخدام، حاجة، كل فين وفين بتقرا فية لا أحبائي..لابد أن يكون لديك انجيل تقرأ فية.يوميا. وتعلم مكانة وتعلم ماذا استفد منة. وتعلم ماهى الآية التى حركت قلبك، وماهى الآية التى غيرتك.. والآية إللي نفسك تطبقها، والتدريب إلذى اخذتة ، وماهى مقاصد الله في حياتك إحبائى لو كان في عزلة بيننا وبينا للةلا بد أن نعلم إن هذة العزلة اتت مننا مش من ربنا...لان انجيلك مقفول ..لاجل هذا تكلمنا الكنيسه حدين ورا بعض عن مثل الزارع ...لاجل ذلك تريد ان تقول لك الكنيسة ..انتبةإنت في شهر كلة قديسين ... سمعوا وعملوا سمعوا وتأثروا وتغيرو..فيوجد شهر نوفمبر..يوجد عيد القديس مارمرقص فى أول نوفمبر، وبعد ذلك هتجدالأمير تادرس، وبعد ذلك تجد مارجرجس، وبعد ذلك الملاك ميخائيل والملاك جبرائيل .. بكرة يا مارمينا، ،أسبوع القادم أبو سفين ،،كل هولاء سمعوا، وعملوا، سمعوا وخبئوا كلمة، الله في قلوبهم، فأثمرت في حياتهم، هذا هو هدف الكنيسة عايزة تقوله لنا.. يوجد خطر شديد. أحبائي على الإنسان دون قراءة الكتاب المقدس.، يبعد تماما عن صوت الله، عن مقاصد الله. ويوجد أحبائي رجاء عظيم. لأي إنسان بيقرا في الكلمة. وهيبدا يعمل ماهو الذى يريد اللة أن يقولةلة. مأجمل أحبائي. وإنت تقرأ، تقول يا رب تكلم. فإن عبدك سامع. اتكلم يا رب. أنا سامع. سامع. عايز تقولي ايه؟ ماهى الكلمة إلتى تريد أن تغيرنىبيها. ما أجمل أحبائي وإنت تقرأ الكتاب المقدس تشعر انة كتابك ،الكلام ماتخدهوشإنه كلام تاريخ. ولا كلام لشخصيات. ولا تاريخ مضى. لأ، دي أحداث حية متجددة. لأنها بتمس خلاصنا. لما واحد يقول لك العهد القديم ده كلام خلاص عدا وفات إحنا مالنا ومال إبراهيم، ولانحميا ولا أيوب ولا عزرا ،،اقولك لا... نحمياالذي ييبني أأسوار اورشليم، أنا وإنت إللي بنبني أسوار نفوسنا الداخلية فى اورشلمنا .. هي قلوبنا إلذى يسكن فيها الله،لما تبقى الأبواب محروقة، والأسوار مهدومة، معناها إن أسوار نفسك الداخلية مهدومة، والأبواب محروقة. يعني معندكش الحواس المنضبطة ولا عندك الحماية والحدود إللي إنت عاملها لنفسك عشان ربنا يسكن جواك...و بعد كده نشتكي من الخطية لها سلطان...عندما يعيش إنسان بلاأبواب، أكيد الخطية هيصبحلها سلطان وتطلع زي ما عايزة. ..نحميا أحبائي. هو انا وانت النهاردة.. وأبونا إبراهيم إلذى أطاع. واحب .و اختار الله و قدم إبنة وحيده وحبيبه. مين إبراهيم أحبائى؟ ده كل نفس فينا. لابد أن تكون كإبراهيم في طاعتها للة ، وفي إيمانها. وفي أنها تقدم أغلى ما عندها. لله. إسحق أحبائي إلذى قدمة أبوه أبونا إبراهيم. ها عايز يقول لك كل واحد فينا له إسحق ..عايز يقول لك الكلمة لم تقرأ بشكل عابر، لا إنت لابد أن تطوع نفسك على الإنجيل. ولازم تسكن فيك كلمة المسيح بغنى ولازم ترعاها في قلبك. ولازم تصلي بيها كتير. ولازم تقيس نفسك عليها. لأن في ناس يقولك الذين يقيسون أنفسهم على أنفسهم إللي هو إيه نظام أعمل إيه الدنيا كلها ماشية كده. الغضب يقول لك أصل الشوارع زحمة و أصل الناس أصبحت وحشة..ماتقولش الناس وحشة .قول أنا إللي بقيت وحش..قول أنا اللى احتمالى قل ... أنا إللي صبري قل ..انا إللي قلبي أصبح ضيق. أنا إللي ما بقاش عندي محبة. عشان كده تقيس نفسك على الوصية الوصيه. تنير وتضيي العينين من بعد. كفضة، مصفاة، سبعة أضعاف. الكلمة تدخل داخلك وتثمر فيك وتجد نفسك كل آية تنادى عليك وكل آية تتودد إليك. وكل آية تريد أن تصير إنت آية...نرى القديسين. أجمل طريقة لشرح الإنجيل هي حياتهم. والله ينيح نفسه ابونا بيشوى كامل..كان إسمه إنجيل معاش. معاش مش مجرد كلام، لأ. هو عايش الكلام ..عايش الصلاة كل حين .وعايش المحبة الحقيقية إللي ما فيهاش رياء ولا فيها مجاملة، وعايش إنكار الذات، وعايش الغيرة على كل نفس، وعايش الأمانة لله وعايش محبة الملكوت. اقرأ الإنجيل لكى تصبح إنت انجيل..الناس أحبائي الذين يشتكون من الحزن، والاكتئاب والعزلة، مشاكل الجيل إللي إحنا فيه و كل جيل..لكنة ذاد ..تجد . كل شخص تجلس معة مهموم حزين و. والاكتئاب والوحدة. ويبقى كل ظروف الحياة عنده متاحة...جاء من أين؟جاي من إن الإنسان بيعيش في راحة وسلام واسعه في البعد عن الله، مش ممكن. مش هيلاقي. مش هيعرف. هيلاقي نفسه عمال يتنقل من حزن، إلى حزن ومن جوع لجوع، لإنه يريد أن يلتمس خير مش من مصدر الخير ..كلمة إنجيل أحبائى بمعنى البشارة الحلوة. الإنجيل بيقدم لك البشارة الحلوة. تخيل إنت كده لما حد يقلك عندي كمية مشاكل نفسي اسمع خبر حلو، نفسي، نفسي مشاكلي تتحل نفسي، أقول لك ما الإنجيل هو الايف انجليواهو البشارة الحلوة إللي بتقول لك المسيح بيحبك، إللي بتقول لك المسيح غافر خطاياك، إللي بتقول لك لا تخف ايها القطيع . الصغير، لأن أباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت. ده الإنجيل هو إلذى يخبرك عن محبة الله وعن مكانك المضمون في الأبدية. هو في خبر أحلى من كده. ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا البار من أجل الأثمة، لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى. تعالو ايليا يا ثقيل الاحمال وانا اريحكم..بنلتمس لأنفسنا خيرا...لكنة لم يكن من مصدر الخير. أريد أن أفرح ذاتى ..بأكلة أو خروجة أو أشاهد . مسلسل ..اىشئ اسهو بة ..ولكن ،سرعان الإنسان أحبائي ، بعد انتهاء كل هذة الاشياء بلحظات، يصاب بنفس الحزن ونفس الاكتئاب، بل يدخل في دوائر من الحزن والاكتئاب أكبر لماذا؟ لانة كان يظن انة عندما يفعل كل هذة الأشياء ..سيكون سعيد... لكنها ليست علاجات، النفس ، أعمق بكتير أحبائي، مش مجرد شخص يشاهد مسلسل سوف تحل مشاكلة. . بالعكس ..أحبائي كلمة. ربنا موجودة ومعروضة علينا. عصور آباءنا من مئتين. سنه فقط....ليس تاريخ طويل. لم يكن لديهم إنجيل فى بيوتهم أبدا ...الإنجيل كان في الكنيسة. فقط.. لكن اليوم وفى جيلنا هذا نشتكى من شروره الكتيرة...شروره كتير. لكن بركاته كتير أباءنا كانو قديسين ومكنش عندهم إنجيل في البيت. إحنا النهاردة عندنا إنجيل في البيت، عندك الإنجيل بتاعك في البيت، كان فى الكنيسة، قديما ..لديها شخص واحد فقط لقراءة نصوص الكتاب المقدس..لانة كان يوجد لديهم انجيل واحد فقط ...لكن عندما كثرت الاناجيل فى بيوتنا أصبحنا نتعامل معها . بأستخفاف... أقولك. لأ. لأ. الإنجيل ضعة فى مكان واضح، واجعل لة كرامة، واجلس معة لفترات،..لابد أن تعلم مقاصد الله. عشان كده أحبائي رسالة. ربنا لينا نتمسك بها ،ونقرأ بوعى وخضوع وخصص وقت ...واجلس مع انجيلك ..واقرءة..مرة وإتنين وتلاتة،..توجد مقولة تقول...عندما تريد أن تعرف الإنجيل اقراءة، الممارسات الروحية. أحبائي بروح ..اسمها . ممارسات روحية .. القداس. بروح الإنجيل بروح ،صلي وإنت تتعلم كيف تصلي. اقرأ الإنجيل لتفهم الإنجيل. وأول ما تقرا مرة وإتنين وتلاتة بروح الخضوع،اللة لم يتركك أبدأ ،كلمة الله لا ترد فارغة، مش ممكن. مش ممكن أحبائي تفتح الإنجيل بوعى وخضوع، وتطلب من الرب كلمة، ومش هتخرج بكلمة.. مش ممكن، صحيح ممكن مفهمش كل الكلام. ممكن ..لانى عقلي محدود، والإنجيل أعلى كتير من عقلي، لكن اللة لم يتركني..لم يسمح ان أفتح الإنجيل واقفله زي ما أنا، لا.. تسكن فيكم كلمة المسيح بغنى .. تدخل وتستقر، تقرا وتضع نفسك داخل الآية، وتقول يا رب ماذا تريد أن تقولي ؟ إيه الموقف ده؟ إيه المعجزة دي؟ أنا فين من الأبرص؟ وأنا فين من الميت؟ وأنا فين من الأعمى؟ وأنا فين من العظة على الجبل؟ وأنا فين من تعليمك يا رب في الهيكل؟ أنا فين من توبيخات للكتبة والفرنسيين؟ أين أنا من ويلات الكتبة والفريسين.. كل هذة الأحداث من أجلى أنا...انا كتير بكون مثل الكتبة والفريسيين المرائين .. شكل فقط. لم أهتم بالجوهر، بهتم بالشكل فقط... الموعظة على الجبل و التطويبات دي كلها تشجيعات ليا، فأقوم وأتعلم يعني إيه طوبة للمساكين بالروح. وكيف أن انال مسكنة الروح وأخد الآية وأصلي بيها . واقول له يارب علمني..كيف ان اكون مسكين بالروح...يقول لك المسكين بالروح هو الفقير بالروح،..ماذا نفعل لة مسكين بالروح؟ يطلب .يشحت .يشتغل ..انا مسكين بالروح..ماذا أفعل؟ أفعل الثلاث أشياء السابقة... أشحت. واطلب ، واشتغل. لكن من من اشحت. واطلب .منة هو اللة ..اطلب منة روحة القدوس .يتودد فىداخلى..عندما تقرأ اية أحبائي..ماتضعش نفسك بعيد عنها.متخرجش خارج روح النص ،متخرجش نفسك خارج القصة. أي موقف يقرأ.فى الإنجيل أحبائي، مقصود بة .أنا وإنت..عندما تقرا. حتى عن سقوط أدم. آدم الذى جلب علينا اللعنة. وتلوم انة لماذا لم يسمع لكلمة اللة وكسرالوصية.. اقولك مافعلة آدم مرة..نفعلة نحن كل يوم..لان آدم كسر الوصية..وهكذا نحن أيضا نكسر الوصية. وعندما.ياخد آدم وعد بالخلاص. .لابد أن أعلم أن هذا الوعد لى انا أيضا.. ومن اجلى أنا...ومن هنا ناخدالإنجيل .بروح البشارة المفرحة إللي إنجيل عايز يقولها لنا. ويريد أن يعلمها لنا. عشان كده يقولك أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به. كلمة ربنا أحبائي هى التى تنقينا كلمة ربنا هى إلتى تغيرنا كلمة ربنا أحبائي هى التى تخلق فينا الإنسان الجديد بحسب صورة خالقنا، تدابير الله كلها في الانجيل أحبائي، خطة خلاص الله في الإنجيل معلنة خطط محبة الله للإنسان معلنة،إذا علينا إن نمسك فى انجيلنا واقرا فية وقضى وقت معة الله ينيح نفسه ابونا بيشوى كامل فى الاعتراف كان يقول لأولاده اجلس مع الانجيل لا يقل عن نص أو ساعة واخلى عقلك من اى اهتمامات لا يوجد شى اقدس من أن يرى أولادك انك تقرأ فى الإنجيل،البيت يتبارك بالانجيل المفتوح، الكلمة اللة تريد أن تثمر داخلنا، وتخرج من داخلنا محبة وابدية واشواق وتسابيح لابد أن نفهم مقاصد الله في حياتنا، خذ كلمة الله في داخلك وارعاها وأعتني بها ورددها كثيرا في كل أمور حياتك قال فى سفر تثنية تكلم بها حين تمشي، حين تنام أجعلها على قوائم أبواب بيتك وقصها على أولادك تكلم بها باستمرار تجد كلمة ربنا محاصر بها سراج لرجلي كلامك، بمعنى أنا ماشى بحسب كلامك تجد الكلمة ساكنة في داخلك ربنا يعطينا أحبائي أن نكون تربة جيدة لبزار كلمة الله ونرعاها بأمانة نخبئها، نفرح بها، تثمر فينا فناكل،منها ونشبع، ونبتهج ،يكمل نقائصنا ويسند،كل ضعف فينا بنعمته، لإلهنا المجد، إلى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
18 نوفمبر 2023
إنجيل عشية الأحد الثاني من شهر هاتور(لو ۱۲ : ۲۷ - ۳۱)
" تأملوا الزَّنابق كيف تنمو: لا تتعب ولا تغزل، ولكن أَقولُ لَكُمْ: إِنَّهُ ولا سُلَيمانُ في كُلِّ مَجدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كواحِدَةٍ مِنها. فإنْ كانَ العُشب الذي يوجَدُ اليوم فى الحقلِ ويُطرَحُ غَدًا فِي التَّنْور يُلبسه الله هكذا، فكم بالحَريِّ يُلبسُكُمْ أَنتُمْ يا قَليلي الإيمان؟ " فلا تطلبوا أنتُمْ ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا ، فإِنَّ هَذِهِ كُلَّها تطلبها أمَمُ العالَم. وأما أنتُمْ فأبوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تحتاجونَ إِلَى هذِهِ. بل اطلبوا ملكوت الله، وهذِهِ كُلُّها تُزادُ لَكُمْ ".
تأملوا الزنابق:
مازال الذهن الروحي متعلقًا بالزرع الذي هو كلمة الله داخل قلب الإنسان كيف يبذر وكيف ينمو وكيف يثمر . والقديس بولس الرسول يقول: "بولس غرس وأبلوس سقى ولكن الله هو الذي ينمي". وبالحري يثمر، إذ ليس الغارس شيئًا ولا الساقي بل الله الذي ينمي.وفصل الإنجيل هنا هو قول المسيح: "تأملوا الزنابق كيف تنمو: لا تتعب ولا تغزل، ولكن أقولُ لَكُمْ: إِنَّهُ ولا سُلَيمانُ في كُلِّ مَجدِهِ كَانَ يَلْبَسُ ُكواحِدَةٍ مِنها. فإنْ كانَ العُشب الذي يوجد اليومَ في الحقل ويُطرَحُ غَدًا في التَّنْور يُلبسُهُ الله هكذا، فكم بالحري يُلبسُكُمْ أَنتُمْ" المسيح المبارك يدعونا إلى التأمل في عمله الإلهي العجيب وعنايته الفائقة المعرفة بنبات الأرض والزهور التي من ناحية الأبدية ليس لها وجود ، فعمرها الزمني محدود جدًا فهى اليوم موجودة وغدًا محرقة بالنار، أو أشرقت عليها الشمس فيبست كيقطينة يونان النبي بنت يوم نبتت وبنت يوم هلکت وهى مخلوقة أصلاً من أجل الإنسان.فإذا تأمل الإنسان وأدرك ذهنه الروحي عناية الله الفائقة
بهذه الخليقة الضعيفة يُدرك في الحال مقدار حب الله لنا
الذي لا يستوعبه عقل الإنسان وعنايته الفائقة بنا. وعلى قدر ما يتفوق الإنسان عن النبات من حيث لا وجه للمقارنة على الاطلاق بين ما يفنى وما لا يفنى وبين عشب الحقل وبين الإنسان الذي هو صورة الله. والتأمل والهذيذ بالخليقة هو أعلى أنواع التسبيح الذي اختبره الآباء القديسون بدءًا من الثلاثة فتية القديسين الذين كانوا دائمي التسبيح والتأمل في أعمال الله في الخليقة وشكره لأنه صالح وإلى الأبد رحمته. فلما أُلقـوا فـي أتـون النـار المتقدة بأمر نبوخذ نصر الملك وصار الأتون كالندى البارد بوجود ابن الله معهم، وصاروا يمجدونـه ويسبحونه كمـا تعودوا، وهم يدعون كل الخليقة للتسبيح قائلين: "سبحيه أيتها الشمس والقمر والنجوم والطيور والهوام والزحافات والجبال والتلال والبرد والصقيع والمطر والثلج سبحيه، مجديه وزيديه علوا إلى الآباد". تأملوا زنابق الحقل:
ومن منا لا يأتي أمام عينيه زنابق الحقل مرات بلا عدد كل يوم... حتى من يسكن في الصحراء يجد العشب ينمو وليس من يزرعه فالمنظر محيط بنا من كل ناحية وصوت الرب يسوع يدعونا تأملوا زنابق الحقل. لا تدع هذا المنظر يعبر عليك عبورًا لقد آلفت أعيننا منظر الزرع والزنابق وألوانها ونموها ولكن ليس من يتأملها ويدخل إلى سر التأمل من جهة حياتنا الداخلية وزرع الله فينا كيف ينمو !؟.
وهذا المقدار الفائق من العناية التي تحيط بهذه الخليقة الضعيفة فكم بالحري أنتم يا قليلي الإيمان الأمر إذن يتعلق بإيماننا، فإن نما إيماننا فإن منظر نبات الأرض يقودنا إلى مراحل أعمق واتكال على الله لا ينتهي أما قلة الإيمان فتجعل الإنسان دائم القلق فاقد السلام كثير الهموم فيما يأكل وفيما يلبس أي فيما يختص بأمور الجسد، بينما حتى نمو الجسد واحتياجاته تقدمها يد الله الحنون الذي ينمي ويعول الكل ويربيهم والمسيح المبارك يلفت النظر إلى أن الزنابق في زينتها الإلهية البهية وألوانها الجميلة المبدعة في تناسق مذهل، ويقول إن الله يلبسها ،هكذا ، فتستطيع إن انفتحت لك البصيرة الروحية أن ترى يد الله العجيبة في كل واحدة منها فتنظر وتتأمل وتمجد الله. بل إن سليمان في كل مجده ما كان
يلبس مثل الزنابق !! لأن شتان بين عمل الناس مهما علا شأنه وعمل الله. فإن كان الأمر كذلك فلندخل إلى مقادس القلب ونرى كيف ينمو فينا الزرع الإلهي وبأية زينة مقدسة ممكن أن يُلبسنا الله لا على مستوى الجسد واهتماماته الباطلة بل على هو مستوى الداخل الذي لا يبلى. لقد زين الله قديسيه في كل زمان وألبسهم بحسب الإنسان الباطن ما أبهى من زنابق الحقل، فصاروا بالنعمة أبهى من الكواكب وأجمل من الجمال نفسه. وذلك ببهاء وجه الله حتى قال: "وجملت جدا جدا، فصَلُحت لمملكة ببهائي الذي جعلته عليك"(حزقيال ١٦ : ١٣ - ١٤).
تأمل إذن زينة القديسين بالفضائل المسيحية، إن في طهارة وقداسة وعفة أو صبر واحتمال أو اتضاع وإنكار ذات، أو محبة بلا حدود أو لطف أو إيمان أو فرح ينطق به أو سلام يغلب أهوال العالم أو رجاء لا يخيب، أو صلاة بلا انقطاع أمور لا نهاية لها ولا توصف بكلمات. لقد زين الرب قديسيه بالنعمة وعمل الروح القدس فزينوا ليس الأرض فقط بل وحتى السموات أيضًا. أما من جهة النمو، فإنه علامة الحياة فإن لم تنبت البذرة وتنمو فإنها تكون قد ماتت نبات الأرض ينمو طالما فيه حياة. هكذا يكون الحال فينا، فإن كان نمو فإن الحياة تكون عاملة فينا.
تأملوا الزرع كيف ينمو
فإن كانت كلمة الله مثمرة فينا وإن صادفت قلبًا مخلصًا صبورًا كأرض صالحة، فلابد للإنجيل أن يمتد وينمو ويزيد كل يوم "فإن كان إنجيلنا مكتومًا فهو مكتوم في الهالكين" أي أن كلمة الحياة اختنقت فيهم وماتت. أن يمتد الإنسان في المحبة والاتضاع والصلاة ومعرفة الله، أن ينمو في النعمة ويتعمق في الشركة مع الله، أن يمارس الحياة المسيحية متجددة كل يوم، أن لا تكون الممارسات الروحية كعادات اجتماعية أو روتين ميت، فهذا دليلاً على حياة الروح وعمل الإنجيل وصدق مواعيد يصير الله.بذرة الملكوت تبتدئ تنمو في حياة الإنسان ولكن لا محدودية ولا نهاية للنمو، ستنمو حتى ملء قامة المسيح وهذا غير محدود وغير محوى معًا، ومن يستطيع أن يقيس بقياس قامة المسيح؟. فإن قلت إلى أين يصل نمو المحبة المسيحية؟ فالجواب إلى ما لا نهاية. وإلى أي حد يصير الغفران؟ الجواب بلا حدود. وإلى أي مدى يصل الإنسان في الصلاة؟ إلى ما فوق الحدود وإلى أي مدى يصير العطاء؟ إلى ما فوق الطاقة هكذا يكون النمو في جميع الاتجاهات في الطول والعرض والعمق والعلو. ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
17 نوفمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٤٠ )
بهجة طهارتي « الرحمة والطهارة »
الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد الـيـتـامي والأرامل في ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم ( يع ١: ٢٧ ) يمكن للإنسان أن يحمل ديانته وإيمانه المسيحي من خلال اسـمه ، ولكن مفتاح الديانة الحقيقية المقبولة أمام الله هو الإنسان الذي يعمل عمل الرحمة ويحفظ نفسه طاهرا
أولا . أنواع البشر:
١- الإنسان الطبيعي الذي يعيش الإنسانية ، مبـادئ وأفكارا ( اخلاقا - علاقات إنسانية) ، باعتبار أن الإنسان هو قمة الخليفة.
٢- الإنسان الجسداني الشخص الذي يعيش على مستوى التراب ومستوى الجسد فقط ، وهو شخص يقع في خطايا متنوعة ، إن كانت : حب الشهوة ، حب القنية ، حب التطلع والمناصب .
٣- الإنسان الروحاني هو إنسان يرتقي فوق الإنسان الطبيعي وروحاني ، بمعنى أن الروح هو الذي يقوده وهو صاحب الديانة الطاهرة النقية.
ثانيا ، جناحا الديانة الطاهرة
الجناح الأول : الرحمة :
افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم والمعنى هو أن الإنسان لكي تكون ديانته طاهرة نقية عليه أن يبحث عن كل إنسان في ضيقة .. لذلك إن أردت أن تعبر أن لك ديانة حقيقية وطاهرة يجب أولا أن تفتقد اليتامي والأرامل في ضيقتهم ، وليس الافتقاد بمعنى الاحتياجات المادية فقط ، ولكن هناك احتياجات أكثر إلحاحا وأكثر عمقا ، لذلك فكر كيف تبحث عن هؤلاء وكيف تخدمهم .
الجناح الثاني : الطهارة :
حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم هذه الرسالة كتبت في القرن الأول الميلادي ، ولم تكن هناك كل وسائل الاتصال الموجودة حاليا ، وكان التواصل الإنساني ليس له غير صورة واحدة هي أن الإنسان يقابل إنسانا ، ولكن يقول لنا حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم ، لأن العالم قد وضع في الشرير وانت لك مسئولية شخصية عن نفسك لأن الدنس موجود في العالم ، والشـر موجود في العالم ، هل تحفظ نفسك من دنس العالم؟! نحن في صلاة الساعة التاسعة نصلي ونقول : « امت حواسنا الجسمانية .. وطبعا ليس المقصود الحواس الجسمانية نفسها ( اللمس والعين والسمع .. ولكن المقصود امت الشر الذي فيها ، فالحواس كما هي مداخل للمـعـرفـة يمكن أن تكون مداخل للشر. فالجناح الثاني هو أن تحيا في القداسة ، والكتاب المقدس يقول « إرادة الله هي قداستكم .. وبهذه القـداسـة يستطيع الإنسان أن يعاين الله ، في قلبك توجد أنواع عديدة من المحبة ، ولكن يجب أن يتدرب الإنسان كيف يطرد محبة هذه بحب آخر ، وإلا كيف نحيا في السماء فمهما تعاظمت اختراعات الإنسان ستبقى في الأرض فقط ، فاحترس لئلا تكون هذه النهضات العلمية والانتشار الإنساني في العالم سببا لدنس العالم .
قدس حـواسك ، وضع على كل حاسة حارسا
١- العين : أهرب من المشاهدة الضارة
٢- السمع: تجنب مجالس المستهزئين والأحاديث الضارة
٣- التذوق : ينضبط بالصوم.
٤- اللمس : أهرب من الأماكن المزدحمة ، واحفظ نفسك عفيفا .
٥- الشم : احفظ نفسك من المغالاة في التزين والتنعم . احفظ حواسك نقية ، وامزج جهادك بنعمة الله.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
16 نوفمبر 2023
شخصيات الكتاب المقدس تروفيموس الرسول
تروفيموس: إسم يونانى معناه مغذ (أع19: 21 - 20) (2تى4: 20).
تروفيموس خدم مع بولس الرسول، رسم أسقف علي روما
اع 21: 29 لانهم كانوا قد رأوا معه في المدينة تروفيمس الافسسي فكانوا يظنون ان بولس ادخله الى الهيكل.
2تي 4: 20 اراستس بقي في كورنثوس.واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا.
اسم يونانى معناه (مغذ) خدم مع القديس بولس الرسول ورافقه فى رحلاته التبشيرية وهو الذى اتهم باطلا انه حضر الى الهيكل للازدراء بالشريعة " لانهم كانوا قد راوا معه فى المدينة تروفيموس. الافسسى فكانوا يظنون ان بولس ادخله الى الهيكل فهاجمت المدينة كلها " (أع 21: 19 - 20). وقد تركه بولس مريضاً فى ميليتس (2 تى 4: 20). ويقول تقليد انه صار اسقفاً على رومية ولما اكمل سعيه وجهاده الحسن تنيح بسلام.
المزيد
15 نوفمبر 2023
درجات في الإيمان
قد يوجد إنسان "ضعيف في الإيمان" (رو 14: 1) أو "قليل الإيمان" (مت 14: 31) وآخر يحتاج أن يكمل "نقص إيمانه" (1 تس 3: 13). وثالث "بطيء القلب في الإيمان" مثل تلميذيّ عمواس (لو 14: 25) وعلى عكس هذا، توجد درجات في الإيمان إنسان مؤمن،وآخر "غير حديث في الإيمان" (1 تي 3: 6)،وثالث "إيمانه ينمو" (2 تس 1: 3)، وأنه "يزداد في الإيمان" (2 كو 8: 7)،ورابع "ثابت على الإيمان" (كو 1: 23)،وخامس "راسخ في الإيمان"(1 بط 5: 9)،وسادس "الأغنياء في الإيمان" (يع 2: 5)،وأعلى من كل هذا سابع "مملوء من الإيمان" (أع 6: 5)،وقال الرب عن البعض "عظيم هو إيمانك" (مت 15: 38).ويوجد إيمان قوي "تتبعه الآيات" (مز 16: 17)، وإيمان "ينقل الجبال" (1 كو 13: 2)، وإيمان أكثر من هؤلاء يستطيع كل شيء مستطاع للمؤمن" (مز 9: 22).وأمام كل هذا، ما هو وضعك الإيماني؟هل أنت مؤمن حقًا؟ هل لك "الإيمان العامل بالمحبة" (غل 5: 6) ؟ وهل تنمو في الإيمان؟ أم قوى وعظيم هو إيمانك؟ أم أنت تحتاج إلى صلوات "لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 32)أيها الأخوة " اختبروا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم؟ " (2 كو 13: 5) إن كلمة الإيمان تحمل ولا شك معاني عميقة.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
14 نوفمبر 2023
الكتاب المقدس وأثره فى الحياة الروحية
يجدر بالمسيحى أن يدرس كلمة الله بانتظام يوميا، وذلك تتميما لوصية الرب فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية (يوه: ٣٩) وقد كلامه بقوله: «الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة (يو٦: ٦٣)، أما داود فقد امتدح من يلهج في ناموس الرب نهارا وليلاً ووصفه قائلاً: كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تعطى ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل (مز٣:١) من هنا لا نستغرب قول إرميا النبي: «وجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي (إره١٦:١). وتأتي أهمية الكتاب المقدس في حياة المؤمن من أنه الكتاب المقدس كلام الله وحين يتكلم الله يجب أن ينصت الإنسان وهو حين يتكلم إنما يعلن لنا أسراره المقدسة ومقاصده في الخليقة والتاريخ وأعماله مع أولاده المطيعين لوصاياه بل إننا من خلال كلام الله نتعرف على شخصه الحبيب المبارك ووعوده الصادقة الأمينة، ونصائحه الغالية الخلاصية من يستطيع أن يحيا دون كلمة الله؟ إنها بالحقيقة روح وحياة إنها غذاء الروح ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت٤:٤) لرجلی کـلامك ونور لسبیلی (مز ۱۰۵:۱۱۹) إنها السيف الحاد الذي به نبتر التعاليم الكاذبة كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عب ١٢:٤).ثم إنها سر الاغتسال والنقاوة، إذ يقول الرب أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به (يو ٣:١٥) الله يتكلم إلينا فننصت إليه؟
الله يعلن لنا حبه فتشيع بها - الله يعلن لنا مقاصده فلنتفهمها جيدا الله يقدم لنا مواعيده فلنتمسك بها كلام الله قوة ترفع الضعيف وتشدده. كلام الله نور يرشد النفس السائرة في البرية. كلام الله غذاء يشبع القلب بحب المسيح والنفوس كلام الله سيف يبتر التعاليم الغربية ويفرزها .
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
13 نوفمبر 2023
كيف نحب ؟ قوة المحبة
"اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها غيب لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء ىء المحبة والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً" (نش ۸: ٦، ٧)
ما معنى أن المحبة قوية كالموت ؟
معنی ذلك أن المحبة مستعدة أن تبذل ذاتها إلى حد الموت ..مثلما قيل عن الشهداء إنهم لم يحبوا حياتهم حتى الموت » ( رو ۱۲ : ۱۱). فالمحبة حتى الموت هي أعلى درجات المحبة هؤلاء الشهداء قد تعلموا المحبة من الله نفسه لأن «الله بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا » (روه : ۸). وليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحيائه » (يو١٥: ١٣ ) لقد وضع الرب لنا مثالاً في المحبة لتتعلم منه وهكذا أحب القديسون الله حينما نظروا محبته القوية الجارفة « فى هذا هي المحبة ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا » ( ١ يو٤ : ١٠ ) .
المحبة تتخطى كل الصعاب
هذه المحبة القوية يبدو أمامها الصعب سهلاً. فهى تضح بالمال والجهد وتبذل نفسها بلا تأخير إنها لا تنتظر سؤال الآخرين وتوسلاتهم، بل تسعى نحوهم بشغف تبحث احتياجهم تترفق بالضعفاء لا تتوقف عن العطاء تحمل أثقال الآخرين تمسح دموع المنكسرين تكتسح جميع الصعاب والعقبات تتخطى كل الإعتبارات المحبة في صلابتها وقوتها تستطيع أن تظل صامدة إلى النهاية لا تتراجع بسبب وعيد أو تهديد.. لا يرهبها المرض، ولا يثنيها عن تحقيق الغرض لا ترجع أبداً فارغة لا ترعبها الشياطين بكل ثقل المحاربات المؤلمة لأن مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة والسيول لا تغمرها » (نش ۷:۸) إنها نار إلهية تضطرم فى القلب ولا يمكن أن تنطفىء لأنها تستمد قوتها وفاعليتها من الله «محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا » (روه : ه). لهذا يلزمنا أن نتسحق أمام الله باتضاع متضرعين باستمرار، لكي تمتلىء قلوبنا من فاعلية هذا الروح النارى الذى حل على الكنيسة في يوم الخمسين.
المحبة والصليب
إن المحبة لا تطرح الصليب عن كاهلها، لكي تجد سعادتها بعيداً عنه بل تعانق الصليب بفرح . لأنها في الصليب عاينت مجد المحبة الإلهية، وصار الصليب بالنسبة لها ينبوعاً منه تستقى وتفيض على الآخرين كما قال السيد المسيح « من آمن بی كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى » » يو٧ : ۳۸) . يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية » (يو٤ : ١٤ ) . لا يمكن أن نفصل بين الحب والحياة، لأن الله هو الحب وهو الحياة فبدون الحب لا يكون للحياة وجود ولا معنى وخارج دائرة الحب لا يصير لوجودنا معنى . بل هناك الضياع بعيداً عن الله حيث تهيم النفس بلا هدف لا تدرى لوجودها سبب، ولا تلمس لحياتها وجود وهذا هو الموت بعينه إن الإنسان الذي يبذل ذاته بالصليب، يجد ذاته في الله لأنه حيثما توجد المحبة، فهناك يوجد الله لأن « الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت فى الله والله فيه» (ايو ٤ : ١٦). ولا ننسى أن الله هو الذى به نحيا ونتحرك وتوجد » (أع ۱۷ : ۲۸ ) .
لغة المحبة
المحبة هى اللغة التي تفهمها كل شعوب العالم. إنها تتكلم بجميع الألسنة وتدخل سريعاً إلى قلوب الآخرين . إنها لغة السماء.. فقبل أن تحل مواهب الروح القدس على التلاميذ ليتكلموا بجميع الألسنة تكلم ! الله مخاطباً العالم كله بلغة المحبة على الصليب. فالصليب هو كلمة حب نطق بها الله في سمع البشرية كلها ويكون فى ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجداً » (أش ١١: ١٠). عن هذا تكلم القديس بولس الرسول فقال: «الله يعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة . كلمنا في هذه الأيام الأخيرة فى ابنه » (عب ۱ : ۱، ۲). أي أن الله قد كلمنا بكل كلام المحبة، وبكل كلام الحياة في المسيح إن الصليب هو مفتاح لغة المحبة، وهو مفتاح الحياة. هو السر الخفى وراء كل عمل من أعمال المحبة في حياتنا نحن لا نعرف اللغة التى ينطق بها السمائيون، وما هي لغة الملائكة ! ولكنها بكل تأكيد هي لغة المحبة بالدرجة الأولى... ربما عن هذه اللغة تنبأ أشعياء النبى حينما تكلم عن المسيحية في مصر فقال « فى ذلك اليوم يكون فى أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان (اش ۱۹ : ۱۸)إن لغة المحبة هي لغة الشكر والتسبيح ، وهي اللغة التي تجمع الخليقة كلها في فرح وسعادة حول الله ينبوع الحب والحياة.
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الخامس والعشرون عام ١٩٨٩
المزيد
12 نوفمبر 2023
مثل الزارع (الأحد الأول من هاتور)
التقى السيّد المسيح بالجموع خارج البيت، إذ يقول الإنجيلي: "في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. فاجتمع إليه جموع كثيرة حتى أنه دخل السفينة وجلس، والجمع كلّه وقف على الشاطئ". أمّا عند تفسيره المثل للتلاميذ، فكان معهم داخل البيت بعدما صرف الجموع ، فماذا يقصد بالبيت؟
أولاً: ربّما قصد بالبيت "الكنيسة المقدّسة كجماعة المؤمنين" فقد خرج السيّد المسيح خارج ليلتقي مع جماهير غير المؤمنين، الذين لم يدخلوا بعد في العضويّة الكنسيّة، ولا وُلدوا كأبناء لله... يخرج إليهم ليلتقي معهم خلال محبّته بكلمة الكرازة، ويجلس عند البحر، الذي يُشير إلى العالم المملوء اضطرابًا، لكي يدخل بهم إلى كنيسته، بدخوله هو إلى سفينة إنسانيّتنا وحديثه معهم عن ملكوت السماوات خلال الأمثال.بحبّه يتحدّث مع الجميع، لكنّه لا يأتمن أحدًا على أسرار الملكوت وتذوّق الأمجاد الأبديّة خارج البيت. إنه يصرف الجماهير ليلتقي مع تلاميذه وحدهم داخل البيت، ويحدّثهم في أمورٍ لا ينطق بها ومجيدة. يقول العلاّمة أوريجينوس: [عندما يكون يسوع مع الجموع يكون خارج بيته، لأن الجموع خارج البيت. هذا العمل ينبع عن حبّه للبشر، إذ يترك البيت ويذهب بعيدًا إلى أولئك الذين يعجزون عن الحضور إليه.]
ثانيًا: يُشير البيت أيضًا إلى السماء بكونها هيكل الله. فإذ عجزت البشريّة عن الارتفاع إلى السماء لتلتقي بخاِلقها نزل هو إليها. إنه كمن يخرج من البيت ليلتقي بالبشريّة خلال إنسانيّتهم، حتى بدخوله إليهم لا يهابونه كديّان
هوذا الزارع قد خرج
غاية الله فينا هو "الخروج exodus"، ينطلق بنا كما مع بني إسرائيل من أرض العبوديّة إلى خيرات أرض الموعد. إنه يشتهي أن يخرج بنا من عبوديّة الخطيّة إلى حرّية مجد أولاد الله. ولما كان الخروج بالنسبة لنا مستحيلاً خرج هو أولاً كما من أمجاده، حتى يخرج بنا نحن أيضًا من طبيعتنا الفاسدة، فنلتقي معه وفيه، متمتّعين بالطبيعة الجديدة التي على صورته.
السيّد المسيح هو الزارع الذي يخرج دومًا ليلقي ببذار حبّه فينا لكي تثمر في قلبنا شجرة حب يشتهي الله أن يقطف ثمارها، قائلاً: "قد دخلتِ جنتي يا أختي العروس، ألقى الله بذاره في الفردوس، لكن أبويْنا الأوّلين قبِلا الزوان عِوض بذار الرب، فخرجا يحملان ثمار المرارة والعصيان. عاد الله وخرج إلى شعبه خلال موسى لينطلق بهم من أرض العبوديّة، مقدّمًا لهم الشريعة كبذارٍ إلهيّة
البذار
ما هي البذار التي يلقيها السيّد المسيح في حياتنا كما في الأرض؟ قديمًا كان موسى والأنبياء يتقبّلون الكلمة من الله، أي يستعيرونها لكي ينعمون بها في حياتهم ويقدّمونها للشعب، إنها عارية! أمّا السيّد المسيح فهو بعينه الكلمة الإلهي، يوَد أن يُدفن في قلب المؤمن، لكي يُعلن ذاته شجرة حياة في داخله. إنه لا يقدّم شيئًا خارجًا عنه استعارة، إنّما يقدّم حياته سرّ حياة لنا، وقيامته علّة قيامتنا، ونصرته بكر نصرتنا، وأمجاده سرّ تمجيدنا! إنه الباذر والبذرة في نفس الوقت.
الأرض
الأرض التي تستقبل السيّد المسيح نفسه كبذرة لها أن تقبله أو ترفضه، وقد قدّم لنا السيّد المسيح أربعة أنواع من التربة: الطريق، والأرض المحجرة، والأرض المملوءة أشواكًا، والأرض الجيّدة. حقًا إن الزارع واحد، والبذار واحدة، لكن الثمر أو عدمه يتوقّف على الأرض التي تستقبل البذار. وقد استغلّ البعض هذا المثل للمناداة بوجود طبائع مختلفة لا يمكن تغييرها، فالشرّير إنّما يصنع الشرّ بسبب طبيعته، والصالح بسبب صلاح طبيعته، وكأن الإنسان ملتزم بتصرّفات لا يمكنه إلا أن يفعلها، وكأنه لا يحمل حرّية إرادة. هذه البدعة تصدّى لها كثير من الآباء، لكنّني هنا أود تأكيد أن هذا المفهوم لا يمكن استنباطه من المثل، فلو أن الله يُعلّم هذا، فلماذا ضرب لنا المثل؟ إنه يقول: "من له أذنان للسمع فليسمع"، وكأنه يأمرنا أن ننصت لكلماته فنطلب تغيير طبيعتنا إلى الأرض الجيّدة. (عن إمكانيّة التحوّل إلى تربة صالحة)اقلبوا التربة الصالحة بالمحراث، أزيلوا الحجارة من الحقل، انزعوا الأشواك عنها احترزوا من أن تحتفظوا بذلك القلب القاسي الذي سرعان ما تعبر عنه كلمة الرب ويفقدهااحذروا من أن تكون لكم تربة خفيفة فلا تتمكن جذور المحبّة من التعمق فيها احذروا من أن تختنق البذار الصالحة التي زُرعت فيكم خلال جهادي، وذلك بواسطة الشهوات واهتمامات هذا العالم كونوا الأرض الجيّدة، وليأتِ الواحد بمائة والآخر بستين وآخر ثلاثين.
القدّيس أغسطينوس
أولاً: الطريق
"وفيما هو يزرع، سقط بعض على الطريق، فجاءت الطيور وأكلته" [4]. هذا الطريق هو القلب المتعجرف الذي على مستوى مرتفع عن الأراضي الزراعيّة، إنه مطمع للطيور المرتفعة، أي لشيّاطين الكبرياء التي تعوق تلاقينا الحقيقي مع الله الكلمة! والطريق دائمًا مفتوح، ليس له سور يحفظه من المارة، كالإنسان صاحب الحواس المفتوحة لكل غريب، ليس من رقيب يحفظها! ما أحوج هذا الإنسان إلى الصراخ لله مع المرتّل، قائلاً: "ضع يا رب حافظًا لفمي وبابًا حصينًا لشفتيَّ"، فينعم بالروح القدس نفسه كسورٍ ناريٍ يحيط به، لا يقدر الشرّ أن يقترب إليه يتحدّث القدّيس كيرلّس الكبير عن الطريق، قائلاً: [الطريق دائمًا صلب، تَطَأه أقدام كل العابرين على الدوام، لهذا لا تبذر فيه بذار. هكذا من كانت لهم الأفكار العنيفة وغير الخاضعة، لا تَدخل الكلمة الإلهيّة المقدّسة فيهم، ولا تسندهم، لكي يتمتّعوا بثمر الفضيلة المفرح. مثل هؤلاء يكونون كالطريق الذي تطأه الأرواح الدنسة ويدوسه الشيطان نفسه، فلا يأتون بثمرٍ مقدّسٍ بسبب قلوبهم المجدبة العقيمة.]
ثانيًا: الأماكن المحجرة "وسقط آخر على الأماكن المحجرة، حيث لم تكن له تربة كثيرة. فنبت حالاً، إذ لم يكن له عمق أرض، ولكن لما أشرّقت الشمس اِحترق، وإذ لم يكن له أصل جف" . هذه المنطقة الحجريّة المغطّاة بطبقة خفيفة من التربة إنّما تمثّل القلب المرائي الذي يخفي طبيعته الحجريّة وراء مظاهر برّاقة. فيتقبّل الكلمة سريعًا لتنبت ويفرح الكل به، لكن الرياء الخفي كفيل بقتل كل حيويّة فيه. إنه لا يحتمل إشراق الشمس فيحترق، لأن ليس فيه أصل فيجف. يودّ أن يبقى رياؤه مخفيًا، لكن الضيقة تفضحه وتكشف أعماقه، إذ يقول البابا كيرلّس الكبير: [يوجد آخرون يحملون الإيمان بغير اِكتراث في داخلهم، إنه مجرّد كلمات عندهم! تديُّنِهم بلا جذور، يدخلون الكنيسة فيبتهجون برؤيتهم أعدادًا كبيرة مجتمعة هناك وقد تهيّأوا للشركة في الأسرار المقدّسة، لكنهم لا يفعلون ذلك بهدف جاد وسموّ للإرادة. وعندما يخرجون من الكنائس فإنهم في الحال ينسون التعاليم المقدّسة.
ثالثًا: الأرض المملوءة أشواكًا "وسقط آخر على الشوك، فطلع الشوك وخنقه". إنها تمثِّل النفس التي تخنقها أشواك اهتمامات العالم، فإنه لا يمكن للكلمة الإلهيّة أن تبقى عاملة في قلب متمسِّك باهتمامات العالم، أو ما دعاه السيّد: "همّ هذا العالم وغرور الغنى" . ويلاحظ هنا أنه لم يقل "العالم والغنى" بل "همّ العالم وغرور الغنى" وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [ليتنا لا نلُم الأشياء في ذاتها، وإنما نلوم الذهن الفاسد، فإنه يمكنك أن تكون غنيًا، لكن بلا غرور الغنى، وأن تكون في العالم دون أن يخنقك باهتماماته.] يوضّح القدّيس إكليمنضس السكندري بأنه لا يجب أن نلوم المال، بل سوء استعماله، كذلك ليس فضل أن يكون الإنسان فقيرًا، ولكن الفضل أن نمارس مسكنة الروح، أي عدم التعلُّق بالأموال.
يتحدّث الأب غريغوريوس (الكبير) عن غرور الغنى، قائلاً: [من يصدّقني إن فسَّرت الأشواك بأنها الغنى، خاصة وأن الأشواك تؤلمنا، بينما الغنى يبهجنا؟ ومع ذلك فهي أشواك تجرح النفس بوخزات الأفكار التي تثيرها فينا، وبتحريضنا على الخطيّة، إنها تلطِّخنا بفسادها كالدم الخارج من الجرح... الغنى يخدعنا إذ لا يمكن أن يبقى معنا إلى الأبد، ولا أن يُشبع احتياجات قلبنا. الغنى الحقيقي وحده هو ذاك الذي يجعلنا أغنياء في الفضائل، لهذا أيها الاخوة، إن أردتم أن تكونوا أغنياء أحبّوا الغنى الحقيقي، إن أردتم الكرامات العُليا اطلبوا ملكوت السماوات. إن كنتم تحبّون التمتّع بالمجد بدرجة عالية، فأسرعوا لكي تُحصى أسماؤكم بين طغمة الملائكة الممجّدة.]
ويُعلّق القدّيس كيرلّس الكبير على الشوك بكونه هموم الحياة وغناها ولذّاتها، قائلاً: [يزرع الفادي البذور، فتصادف قلوبًا تظهر قويّة مثمرة، ولكن بعد قليل تخنقها متاعب الحياة وهمومها، فتجف البذور وتَبلى، أو كما يقول هوشع النبي: "إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة، زرع ليس له غلة لا يصنع دقيقًا، وإن صنع فالغرباء تبتلعه" (هو 8: 7). لنكن زارعين ماهرين، فلا نزرع البذور إلا بعد تطهير الأرض من أشواكها، كل من رمى البذر على أرض تنبت شوكًا وحسكًا يتعرّض لخسارتين: البذر الذي يفنى، والتعب المضني. لنعلم أنه لا يمكن أن تزهر البذور الإلهيّة إلا إذ نزعْنا من عقولنا الهموم العالميّة وجردّْنا أنفسنا عن زهو الغنى الباطل، "لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1 تي 6: 7). لأنه ما الفائدة من اِمتلاكنا للأشياء الزائلة الفانية؟ ألم تلاحظ أن الشرور الفاسدة من نهم وطمع وشره وجشع وسكر وعبث ولهو وكبرياء تخنقنا، أو كما يقول رسول المخلّص: "كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظّم المعيشة، ليس من الأب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يو 2: 16).]
رابعًا: الأرض الجيّدة
"وسقط آخر على الأرض الجيّدة،فأعطى ثمرًا بعض مائة وآخر ستين وآخر ثلاثين.
من له أذنان للسمع فليسمع" .
إنها الأرض المنخفضّة التي خضعت للحرث، فتعرَّضت تربتها خلال الحرث للشمس، وتنساب المياه إليها. هذه هي النفس المتواضعة التي تتقبّل التجارب كمحراث يقلب تربتها، فتتعرّض تربتها الداخليّة أي الإنسان الداخلي لإشراقات شمس البرّ نفسه أي المسيح، وتتقبّل إنسياب مياه الروح القدس عاملاً فيها. مثل هذه النفس تأتي بثمر مائة وستين وثلاثين.
إنها أرض غنيّة ومثمرة تنتج مائة ضعف!
صالحة ومثمرة هي النفوس التي تتقبّل الكلمة بعمق وتحتفظ بها، وتهتم بها.
يُقال عن مثل هذه النفوس ما قاله الرب على فم أحد الأنبياء: "ويطوِّبكم كل الأمم لأنكم تكونون أرض مسرَّة، قال رب الجنود" (مل 3: 12). فإنه عندما تسقط الكلمة الإلهيّة على نفس طاهرة من الأمور المحزنة، تخرج جذورًا عميقة، وتأتي بسنابل حنطة تحمل ثمرًا متزايدًا.
القدّيس كيرلّس الكبير
الأرض الجيّدة هي هبة الله لنا بروحه القدّوس الذي يعطينا في المعموديّة الطبيعة الجديدة التي على صورة السيّد المسيح، القادرة أن تثبت في المسيح، وتأتي بثمر الروح المتكاثر. كنّا قبلاً بالخطيّة طريقًا صعبًا تدوسه الأقدام وتلتقط الطيور منه البذار. ومن أجلنا صار السيّد المسيح الطريق الذي لن يقدر عدوّ الخير أن يقترب منه، ولا تتجاسر الطيور أن تختطف منه شيئًا. إنه الطريق الآمن الذي لا يعرف القسوة أو العنف، إنّما هو طريق الحق الذي يدخل بنا إلى حضن الأب. أما كوننا أرضًا محجرة، فهذا ليس بالأمر الغريب فقد قبلت البشريّة آلهة من الحجارة عِوض الله الحيّ، وتعبّدت للأوثان زمانًا هذا مقداره، فجاء السيّد المسيح كحجر الزاوية الذي يربط البناء كله، ليس حجرًا جامدًا يقتل الزرع، إنّما حجر حيّ قادر أن يُقيم فينا فردوسًا سماويًا يفرح الآب! أمّا الأشواك والحسك الخانقة للنفس فقد حملها السيّد على رأسه، دافعًا ثمن خطايانا لنتبرّر أمام الآب، ونُوجد في عينيّه بلا لوم، ليس فينا شوك ولا حسك بل ثمر الروح المفرح!
لنرفع قلوبنا بالشكر للذي نزع عنّا ما كان لنا بسبب عصياننا من طريق قاسي وأرض محجرة وأشواك وحسك، واهبًا إيّانا الطبيعة الجديدة الغنيّة فيه ليقيمنا فردوسًا سماويًا يأتي بثمار كثيرة.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد