المقالات
17 سبتمبر 2023
أعظم مواليد النساء
الأحد الأول من السنة القبطية يوافق تذكار إستشهاد القديس العظيم يوحنا المعمدان لذلك يقرأ علينا إنجيل معلمنا لوقا بفم ربنا يسوع المسيح الطاهر عندما قال ﴿ أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ﴾ ( لو 7 : 28 ) لماذا يا الله ؟ لماذا جعلت يوحنا المعمدان أعظم شخص رغم أنه يوجد أبرار كثيرين وقديسين كثيرين ؟ لماذا يوحنا المعمدان بالأخص أعظم مواليد النساء ؟ يقال عن يوحنا المعمدان أنه الجسر الذي يربط بين العهدين القديم والجديد هو حلقة الوصل بين العهدين كل الأنبياء تنبأوا عن ربنا يسوع أما يوحنا المعمدان فرأى وتنبأ كل الذين تنبأوا لم يروا لكن يوحنا تنبأ ورأى في أوشية الإنجيل نقول ﴿ إن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ﴾ تنبأوا عن أمور لم يروها يوحنا المعمدان رأى ربنا يسوع مشتهى كل الأمم رآه بل وشهد عنه وإن كان كل الأنبياء قد تنبأوا عن ربنا يسوع لكن عمل يوحنا المعمدان كان بمقدار جميع الأنبياء لأنه كان يعد للرب لمجيئه المباشر وكأنه يريد أن يقول كل ما سمعتموه من الأنبياء سترونه الآن كل ما تعلموه عن المسيا سترونه الآن هذا سر عظمة القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء لم يتنبأ فقط بل تنبأ وشهد ورأى كنا ندرس في سفر العدد الذي يقول أن البعض ذهب ليتجسسوا أرض الميعاد واحد من كل سبط أي ذهب إثني عشر رجل ليتجسسوا ويروا ما هي طبيعة الأرض وطبيعة سكانها وثمارها وقال لهم موسى النبي إحضروا من ثمار هذه الأرض لكي يرى الشعب ويفرح ويتعزى بأن هذه الأرض تفيض لبن وعسل بحسب قول الرب فذهبوا وتجسسوا وأحضروا معهم عنقود عنب كبير جداً ولكي يحملوه حملوه على عصا خشبية الآباء يقولون عندما تأملوا هذا المنظر أن الخشبة هي الصليب والعنقود هو المسيح له المجد كان عنقود العنب ثقيل جداً ولكي يحمل على الخشبة كان يجب أن يحمله مجموعتان مجموعة من الأمام ومجموعة من الخلف والعنقود محمول على الخشبة في الوسط المجموعة الأمامية التي تحمل العنقود يحملون لكنهم لا يرونه نعم هم يحملون الخشبة على أكتافهم لكن لايرون العنقود لأنه خلفهم بينما المجموعة الخلفية يحملون العنقود بالخشبة على أكتافهم وهم يرون العنقود أمام عيونهم هكذا يوحنا المعمدان تنبأ ورأى مثل المجموعة الخلفية بينما كثيرون تنبأوا ولم يروا مثل المجموعة الأمامية – فرق كبير – نحن أولاد العهد الجديد نرى * طوبى لعيونهم لأنها تبصر * لذلك عندما تكرم الكنيسة السيدة العذراء تقول من ضمن ألقابها – لو فهمنا الإنجيل – * الحاملة عنقود الحياة * هذا هو العنقود لذلك يوحنا المعمدان أعظم أنبياء العهد القديم إن قيل عن موسى النبي أنه كليم الله وإن كان إليشع النبي أكثر الأنبياء عمل معجزات وإن كان أشعياء النبي تنبأ عن تفاصيل ميلاد ربنا يسوع وصليبه وإن كان دانيال النبي قيل عنه أنه المحبوب من الله وأنه صديق الملائكة كل هؤلاء لكن يوحنا المعمدان هو أعظم لذلك الكنيسة تضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء مباشرةً تطلب شفاعة السيدة العذراء والملائكة ويوحنا المعمدان وتطلب صلوات سائر القديسين عندما تقول |iten ni`precbi`a * أي بشفاعة * تقولها للعذراء والملائكة ويوحنا المعمدان بينما تقول |iten nieuxh * أي بصلوات * للقديسين والشهداء والنساك و كيف يوضع يوحنا المعمدان مع السيدة العذراء والملائكة ؟ كيف وهو بشر مثل سائر البشر ؟ لكن الكتاب المقدس يقول هو أعظم مواليد النساء أحياناً في بعض الأيقونات الطقسية يُرسم يوحنا المعمدان بأجنحة لماذا ؟ يقول لأنه يمكن أن يوضع مع الطغمات السمائية وهكذا وضعته الكنيسة في هذا المقام أعظم مواليد النساء في مجمع القداس يوضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء نتكلم عن يوحنا السابق الصابغ والشهيد لماذا ؟ تقول الكنيسة لأن هذا مكانه الحقيقي لماذا الكنيسة متحمسة ليوحنا على أنه أعظم مواليد النساء ؟ لأن مقاييس ومفهوم العظمة عند الناس هي أن يكون الشخص ذو جاه كبير ومال كثير ويسكن القصور وإن وضعنا يوحنا المعمدان بحسب هذه المقاييس نجده غير عظيم بل سيظهر مسكين ليس له ما يرتديه أو يأكله يعيش في قفار هل هو عظيم ؟ نعم عظيم بل أعظم مواليد النساء لأن مفهوم العظمة عند الناس غير مفهوم العظمة عند الله نحن العالم جعلنا نقيس بمكياله وهذا لا يليق بمقاييس الله إن كنا نقيس بمقاييس العالم سيكون ربنا يسوع المسيح ليس عظيم فهو مولود في مذود تربى في بيت فقير نشأ في أسرة بسيطة عاش حياة بسيطة في مجتمع فقير مظهره بسيط فهل ربنا يسوع ليس عظيم ؟ لاعظيم جداً لذلك لابد أن يدخل أذهاننا مفهوم جديد للعظمة ولكي تستوعب هذا المفهوم الجديد للعظمة إفهم يوحنا المعمدان لكي تعرف ما هي العظمة هل تريد أن تكون عظيم ؟ تمسك بيوحنا المعمدان الذي رأى والعنقود أمام عينيه وأعد طريق الرب عظمة يوحنا المعمدان لها مجالات كثيرة جداً لو تكلمنا عن عظمته في الخدمة نحتاج سلسلة فهو أعد طريق الرب عصره كان عصر مظلم جداً في المعرفة والتقوى كان عصر شرير وربنا يسوع قصد أن يفتقد البشرية ويأتي لها وهي في قمة جهلها عندما أتى ربنا يسوع ليلاً لم يكن يقصد الليل في حد ذاته فهو كان يمكنه أن يسهل الأمر ويأتي بالنهار ولكن قصد أن يولد في الليل ليعرفنا أنه ولد في أحلك ظلمة مر بها العالم ولننتبه أن ليل شهر كيهك ظلامه دامس والمسيح ولد في 29 كيهك ومع ذلك نوراً أشرق في الظلمة فمن الذي يستطيع أن يعد الطريق في هذه الظلمة ؟ قد يكون الناس في عصور قبل ذلك أكثر تمهيداً يوحنا المعمدان أتى ليعد طريق الرب ﴿ لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً ﴾ ( لو 1 : 17 ) ﴿ توبوا ﴾﴿ أعدوا طريق الرب إصنعوا سبله مستقيمة ﴾ ( مت 3 : 2 ؛ 3 ) كان يوحنا يعمد بمعمودية التوبة وبالآف كانوا يعمدون من يوحنا عظيم كان يوبخ الكتبة والفريسيين كان الكتبة والفريسيين في حرفية شديدة جداً عندما تواجهوا مع ربنا يسوع يوحنا وبخهم ولم يخافهم الكتبة والفريسيين وصلوا لدرجة من الحرفية والجهالة في أمور الشريعة إلى قمتها قد كانوا في عصر موسى النبي عندما إستلم الشريعة غير متشددين مثلما كانوا في عصر ربنا يسوع كلما قدمت الشريعة كلما تمسكوا بحرفيتها ونسوا روحها حتى أنهم عشروا النعناع والشبث( مت 23 : 23 ) في أيام موسى النبي مع بداية الشريعة لم يفعلوا ذلك لكن كلما إزدادت الحرفية كلما إزدادوا في الشكلية ﴿ لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ﴾ ( 2كو 3 : 6 ) تخيل يوحنا المعمدان دخل وسط هذه الحرفية وخدم إن قلت لآخر تكلم عن السيد المسيح وسط هؤلاء يقول لا أستطيع أن أكلمهم عن المسيح لأنهم رافضون وقلوبهم مغلقة وبدلاً من أن يتوبوا سيلوموني أنا وبالفعل لاموا يوحنا المعمدان عظيم في خدمته عظيم في حياته عظيم في شهادته للحق يقف ويوبخ الملك الناس كلهم صامتون لكن يوحنا يوبخ الملك وكما قال يوحنا ذهبي الفم ﴿ يوحنا المعمدان فضَّل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير ﴾ – فضَّل أن يكون بلا رأس – الناس تعرف أن هذه الأمور خاطئة لكنهم صامتين لأن قوة الحق التي فيهم لا تستطيع أن تصعد إلى هذه الدرجة من الإعلان عنها تجرد يوحنا المعمدان كان إنسان متجرد قيل عن زكريا الكاهن عندما علم بقتل أطفال بيت لحم دون السنتين أنه خاف لأن يوحنا كان من ضمن هؤلاء الأطفال الذين كان يجب قتلهم حسب أمر الملك فماذا فعل ؟ سأل الرب وأتته فكرة أن يضع الطفل يوحنا في الهيكل وتركه إن قبضوا عليه وقتلوه فهذه إرادة الله وإن حفظه الله فهذه أيضاً إرادة الله فأتى ملاك الله وخطفه إلى البرية وهو إبن دون السنتين إلى حين ظهوره وظل تقريباً ثمانية وعشرون سنة في البرية هذا إن قلنا أنه ظهر في عمر الثلاثين كيف تربى ونشأ وعاش ؟ تربى بعناية سماوية كانت الملائكة تقوته لما ظهر كان شكله مختلف كان شخص العالم بالنسبة له لا يساوي شئ الأكل والشرب والملبس بالنسبة له شئ مختلف ومحتقر يقول لك تعال عيش معي يوماً واحداً في البرية أنا الله أعالني في البرية وأنت تتكلم عن إني لا أعرف أن آكل وأشرب لا تشك في قدرة الله وعمله تعال إختبر معي وعش معي أسبوع أو شهر في البرية لترى كيف يعولني الله لذلك كان يوحنا المعمدان قوي شديد عظيم الله أعده في مدرسة البرية لكي يكون شخص عظيم يعد له طريقاً كان متجرد كان يرتدي ملابس غريبة كان يرتدي وبر الإبل ويأكل جراد وعسل بري عندما إنتهت فترة البرية كان يوحنا محروم من الأكل والشرب لكنه الآن فليأكل ويشرب كما يشاء لكنه قال سأظل كما أنا فكان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس لم يغير من مظهره هذه عظمة يوحنا المعمدان عظيم في تجرده مشكلة الناس كما يقول الكتاب أن ماذا نأكل وماذا نلبس( مت 6 : 31 ) يوحنا لم يهتم بماذا نأكل وماذا نرتدي كان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس الأكل شهوة واحتياج وغريزة وحق إنساني إن إمتنع مجموعة في سجن أو أي مجتمع عن الطعام يهيج العالم لأنه أمر خطيرالأكل احتياج يوحنا غلب شهوة البطن ولنتذكر أن عدو الخير عرف أنه من أكثر إحتياجات الإنسان هو الطعام لذلك تجاسر وحارب ربنا يسوع بشخصه القدوس وقال له إن كنت تريد أن تأكل فقل للحجارة أن تصير خبز ( مت 4 : 3 ) أراد أن يدخل لربنا يسوع من ثغرة الطعام وشهوة البطن جيد هو الإنسان الذي يغلب في داخله شهوة البطن حتى أن الآباء يقولون أن البطن سيدة الأوجاع إن عانى الإنسان من أوجاع كثيرة فليعلم أن البطن سيدة هذه الأوجاع أمها البطن بداية شهوات كثيرة وتحرم الإنسان من عطايا كثيرة وتعبر عن أنانية الإنسان يوحنا المعمدان كان طعامه بسيط ولا ننسى أن الإنسان طُرد من الفردوس وباع الفردوس من أجل شهوة الأكل حتى أن القديسين تكلموا كثيراً عن كيف يضبط الإنسان بطنه وأكله حتى أنه يوجد تعبير في كتب الآباء عن الشخص الذي يحب الطعام يقولون عنه أنه حنجراني ما معنى * حنجراني * ؟ يقولون أن الطعام كل لذته تكون في جزء من الثانية عندما يمر على منطقة الحنجرة بعدها كل الأطعمة تتساوى داخل البطن لذلك الذي يستمتع بهذه الثواني القليلة يسمى حنجراني أي يريد أن يتلذذ بحنجرته ولو لحيظات يوحنا المعمدان غلب شهوة البطن التجرد عند يوحنا المعمدان كان سر عظمة داخلية وليس أمر خارجي ربما الكلام عن الطعام يظهر كأنه فوق قامتنا لكن أقول لك لا تكن مثل القديسين في درجة نسكهم الشديد لكن على الأقل لا تكن مستعبد ولا تكن لك طلبات كثيرة بل كن بسيط كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يمكنه أن يأكل مرة واحدة في اليوم وأبسط الأطعمة يمكن أن يتخيلها في أي مكان يمكن أن يقول أنه يريد أن يأكل نحن لا نستطيع أن نقول لأحد هذا الطلب حتى لا نكلفه أكثر من طاقته أبونا بيشوي يسأل ماذا عندكم ؟ يقولون كذا وكذا و فيختار صنف واحد فقط وأبسط صنف مثلاً البعض الذين عاصروا أبونا بيشوي يقولون أنه قد يذهب إلى زيارة أحدهم حوالي الساعة السادسة مساءً ولم يكن قد تذوق الطعام بعد ويقولون له عندنا أطعمة كذا وكذا و ثم ماذا ؟ فيتعجبون هل كل هذه الأطعمة لا تعجبه فماذا يطلب إذاً ؟ ثم يسألهم هل لديكم فاكهة ؟ فيقولون نعم فيطلب ثمرة واحدة فقط من أحد أصناف الفاكهة الموجودة يسألوه هل تكفيك ؟ يجيب نعم لا أريد أكثر من ذلك لكي أكمل يومي هذا الأمر تعلمه من سيده ربنا يسوع الذي لما جاع ماذا فعل ؟ ذهب إلى شجرة التين ( مت 21 : 18 – 19) هل إنسان جوعان يذهب لشجرة تين ليأكل ؟ نحن تعودنا أن يكون الأكل عبارة عن مجموعة أطعمة وبكميات لا هو مر على الشجرة ليأخذ منها ثمرة تين أو ثمرتين ويشكر الله أبهذه البساطة ؟ نعم وهكذا علم تلاميذه ففي أحد المرات جاع التلاميذ ومروا على حقل ووجدوا بعض السنابل فأخذوا من هذه السنابل وأكلوا ( لو 6 : 1) ناس تأكل زروع بسيطة إنسان يهتم بما يأكل وبما يشرب وإنسان إرتفع فوق هذا الأمر هذا غير أن الطعام هو الذي غيَّر مصير البشرية فغلبوا الأكل لذلك الكنيسة علمتنا أن نقوت الجسد ونربيه وعلمتنا أيضاً أن نضبطه .
يوحنا المعمدان عظيم في تجرده يعيش في البرية فماذا تجد في البرية ؟ لا يوجد شئ يُشتهى القديس مارإسحق يقول ليتنا نتمتع بالنظر في البرية نجيبه ماذا نجد في البرية هل بها مباني شيك أو سيارات قيِّمة أو ؟ لا أريدك أن تتمتع برؤية البرية لماذا ؟ ﴿ لأن النظر إلى البرية يميت الشهوة من النفس ﴾ قفار يوحنا المعمدان تربى من صغره على ذلك فماتت شهواته وليس لديه طلبات يطلبها من أخطر المشاكل في عصرنا هذا مع التطورات الشديدة ومع الإبتكارات ومصارعة الأسواق على تسويق ما هو ضروري وما هو غير ضروري صرنا لا نرى شئ ونستطيع أن نقول له لا ولو درسنا في الأسواق العالمية نجد أن المجتمع يستهلك أمور كثيرة جداً لا فائدة لها في العالم كله وأنه مهما ساد الكساد فإن الناس لا تستطيع أن تضبط أمر الإقتناء رغم ضعف الدخل المادي هذا يعني أنه يوجد ضعف داخلي زائد الإنسان الشبعان داخلياً وإن كان يعيش في قفر لا يمكن إصطياده الشخص السهل إصطياده لابد أن يكون له نقطة ضعف تمسكه منها يوحنا المعمدان الذي كان يحيا في القفار لماذا هو فقط الذي وبخ هيرودس ؟ لأن قوة الحق داخله ولأنه أيضاً لا تربطه شهوة ولا يوجد شئ يستطيع هيرودس أن يربطه به لكن الذي يحب العالم وشهواته يقول ماذا أقول لهيرودس ؟ أنا أعلم أنه مخطئ لكن إن كلمته قد يحرمني من كذا أو كذا أو يفعل معي كذا الذي يخاف على شئ لا يستطيع أن يشهد للحق لذلك وبخ كتبة وملك لأنه لا مال ولا مركز ولا زوجة ولا يخاف عليه لذلك قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ لا يوجد شئ يستطيع أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك أولاً ﴾ لا يوجد ملك يستطيع أن يؤذيك لا شئ يؤذيك إن لم تؤذي نفسك أنت ضعفت داخلياً فتغلب من الخارج حتى وإن كنت ذاهب إلى الموت لا يستطيع الموت أن يؤذيك إلا إن كنت أنت خائف الموت فتكون أنت من آذيت نفسك يقال أنك لو ألقيت طفل رضيع عمر شهر في الماء فإنه يسبح إذاً ما الذي يجعل شخص يغرق في الماء ؟ خوفه من الماء يغرقه لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك هذا هو القديس العظيم يوحنا المعمدان شخص غير متعلق بشئ يستطيع أن يوبخ ملك بل والعالم كله يشهد للحق ويقول لا يحل لك ( مت 14 : 4 ) نعم إن العالم مبهر ومملوء مغريات لكن الشخص الذي يرى المسيح أمامه دائماً تهون عليه مغريات العالم وبقدر ما يختفي ربنا يسوع عن عيوننا بقدر ما تزداد المغريات قيمة في عيوننا – وهذا خطأ – القديس يوحنا المعمدان مثال لنا في التجرد والكتاب المقدس يقول ﴿ إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما ﴾ ( 1تي 6 : 8 ) يقال عن معلمنا بولس الرسول أنه تم القبض عليه فجأة ووضع في السجن وكان الطقس بارد جداً والشتاء قد إقترب فماذا يفعل ؟ كتب رسالة لتلميذه تيموثاوس نسمعها كثيراً في الكنيسة يقول له فيها ﴿ الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت ﴾( 2تي 4 : 13) لأني أشعر بالبرد فإحضر العباءة معك لماذا ؟ لأنه لا يملك غيرها لذلك قال﴿ تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص ﴾( في 4 : 11 – 12 ) الذي يتعب الإنسان رغباته الذي يجعل الإنسان غير مستريح رغباته الإنسان الشبعان بالمسيح وعقله مسبي بمحبة المسيح يصير العالم له تافه ويعلم أنه مهما أخذ من العالم لن يفرح العالم غير مشبع وغير مفرح العالم خداع ويستنفذ عمر الإنسان كله دون أن يشبعه وكأنه يعطيه سموم وهو يأكلها فيموت رغم أنه يأكل منها بلذة يحكى عن فأر وجد نقطة دماء على طرف سكين فلعقها وكان كلما لعق الدماء كلما إزداد الدم وهو يزداد في لعق الدم دون أن يعلم أنه يلعق دمه هو حتى نفذ دمه ومات هكذا العالم يجري الإنسان وراء شهوات تجعله يخسر خلاصه وهو يجري ولا يشبع ولا ينتهي إلا بهلاك نفسه كيف ؟ لذلك يقول الكتاب ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15 ) ليتنا نتشفع بإبن الموعد يوحنا المعمدان ونتمثل بصفاته وعظمته وقوته وتجرده ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 سبتمبر 2023
إنجيل عشية الأحد الأول من شهر توت( مت ١١ : ١١ – ١٩)
الحَقَّ أَقولُ لكُم لم يَقُمْ بَينَ المَوْلُودِينَ مِنَ النّساء أعظَمُ مِن يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماواتِ أعظَمُ مِنهُ. ومن أيّام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السماوات يُغصَبُ والغَاصِبونَ يَحْتَطِفونَهُ. لأنَّ جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا. وإِنْ أردتُمْ أنْ تقبلوا ، فهذا هو إيليا المُزمِعُ أَنْ يأتي. " مَنْ لهُ أُذُنان للسَّمْعِ فَلَيَسمَعْ . وبمَنْ أَشَبِّهُ هذا الجيل؟ يُشبه أولادًا جالسين في الأسواق يُنادون إلى أصحابهم " ويقولون : زَمرنا لكُمْ فلم ترقُصوا ! نحنَا لَكُمْ فلم تلطموا !لأَنَّهُ جَـاءَ يوحنا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ، فيقولون: فيه شيطان. جاءَ ابنُ الإنسان يأكُلُ ويَشرَبُ، فيقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمرٍ، مُحِب للعشارين والخطــاةِ. والحِكمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنيها ".
صوت صارخ في البرية
يقع عيد استشهاد القديس يوحنا المعمدان ثاني يوم عيد النيروز، أي اليوم الثاني من شهر توت. لذلك رتب الآباء هذه القراءة في الأحد الأول. وإنجيل العشية فصل من حديث الرب يسوع عن يوحنا المعمدان الحق أقول لكم إنه لم يقم من بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان،ومن أيــام يوحنــا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه".والتدبير هنا بديع للغاية، حيث تتوافق المناسبتان، مناسبة بداية عام قبطي جديد، ومناسبة شهادة يوحنا المعمدان كارز التوبة والصراخ في برية العالم كله ورجل الاستقامة والنسك وحياة التجرد. فإن كنا في بداية السنة دائمًا نرجو إصلاح سيرتنا وتتحرك فينا دائمًا حواس التوبة والرجوع إلى الله وأن نبدأ بدءًا حسنا.نحتاج إلى يوحنا المعمدان قائماً في وسطنا وصوته الصارخ يهز كياننا من جديد ويوقظ فينا الروح الذي اعتمدنا به وله منذ زمان ولكن تاه عنا الصوت أو ابتعدنا عنه بإرادتنا إلى الوراء نطلب ما للعالم والجسد بل صرنا أهواء الهوان اليوم يتجدد لنا الصوت لأنه إن مات فهو يتكلم بعد حاجتنا اليوم شديدة إلى فعل الروح الناري، روح إيليا وقوته لكي تستقيم أرجلنا مرة أخرى في طريق الخلاص. لقد تعوّجت بنا المسالك حتى صرنا إلى التيه في برية العالم الموحش وارتفعت بنا تلال الكبرياء وطرحتنا إلى انخفاض الانكسار فارتفعنا وانطرحنا بين الارتفاع والانخفاض. تاهت عنا السهول ومسالك الخلاص المستقيمة وعرفنا الغش والكذب واللف والدوران واستحسان طرق العالم وأساليب الخداع وعدم الصراحة وعدم المحبة مع الرياء، واستلطاف النجاسات وكل ما يخدم الجسد والجسدانيات.
أين ملامح المسيح ونوره الحقيقي؟ أين ملامح المسيحيين في الأمانة والحب الصادق وطهارة السيرة والسريرة؟.
لقد تفرقنا وتمزقنا إلى شيع وأحزاب وفرق كثيرة. وقبلنا مجد الناس ومدح الناس، بل مدحنا أنفسنا حين قسـنا أنفسنا إلى أنفسنا ولم نقس حياتنا إلى القديسين مــن كــل الفئات الذين برهنوا بحياتهم أنهم كانوا صادقين في المحبة،صادقين في الإيمان. و مادام الحال هكذا صرنا نحتاج إلى بوق الله، وصراخ يوحنا المعمدان ملاك العهد، قبل أن يدركنا بوق القيامة ونحن على حالنا من الكسل والتواني والتفريط والبرودة في الروح.يوحنا يصرخ أعدوا طريق الرب، قوموا سبله مستقيمة. كل تل الكبرياء وأكمة التعالي تنخفض الاتضاع هـو سبيل الخلاص. المسكنة والانكسار أمام الله يرفـــع الإنسان يرفع البائس من المزبلة، والكبرياء يحــط الإنسان إلى أسفل الجحيم. نحتاج أن نأخذ الأمر بجدية لتغيير الحياة من جذورها والبداية هي الإصغاء إلى صوت الصارخ ليزلزل أساسات الشر في داخل النفس، ويهدم كل علو وكل تعال علـــى هذا يصير قول الرب إنه ليس من بين المولودين مــن النساء أعظم من يوحنا لقد صار بالنسبة للتائبين والسامعين والراجعين عن طرقهم الردية، أعظم من البشر لأن من يقود إلى التوبة وتغيير الحياة وينقذ النفس من الهلاك، هل يوجد إنسان أعظم منه؟. على أن الأمر يحتاج إلى أكثــر صـحـو فكثيرون سمعوا يوحنا المعمدان يكرز بالتوبة والرجوع ولكن رفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم غير معتمدين منه بينما كثيرون أقبلوا إليه كصوت إنقاذ ونجاة وإذ سمعوا منه عملوا فقادهم إلى المسيح وأرشدهم إلى حمل الله. القديس يوحنا المعمدان هو الذي قدم المسيح للعالم كحامل خطية العالم وهو الذي يُعمد بالروح القدس والنـ صوت المعمدان يقود إلى المسيح حيث الحياة الأبدية. ملكوت الله يُغصَب ما أعجب قول الرب، إنـــه مــــن أيام يوحنا المعمدان، صار الملكوت يُغصب ويختطف والغاصبون يختطفونه فالملكوت أصلاً ليس من حقنا، فنحن خطاة فإن حصل أحد عليه فقد أغتصبه اغتصابًا واختطفه. فالأمر إذن يحتاج إلى هذا الجهاد العجيب، كيف تغتصب الملكوت؟ كيف تختطفه ؟ وإلا فلا نصيب في الملكوت.الجهاد المسيحي ليس سهلاً، ولا يوجد فيه تدليل للنفس ولا استهتار ولا رخاوة ولا تكاسل هو اغتصاب ملكوت الله، وبعبارة أخرى قالها الرب كل واحد يغصب نفسه إليه" لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. فالذين يعيشون بالروح يعيشون حياة التغصب، أقمع جسدي واستعبده بالأصوام والصلوات والجهادات والأسهار. إن أعثرتك عينك اقلعها هذا فعل تغصب. يتدرب الإنسان عليه... أن يكف عينه عن الشر بكل جهاد وقوة. إن أعثرتك يدك اقطعها واغصب نفسك إلى الملكوت... كف لسانك عن الشر ... كفوا عن فعل الشر، تعلموا فعل الخير كقول داود النبي: "من كل طريق شر منعت رجلي"(مز ١١٩ : ١٠١).
أجاهد ليس كمن يلاكم الهواء تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه لماذا الطمع ؟ أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني.يا ليت روح يوحنا المعمدان يتجــدد لنا، ونسمع صوته من وراء الأزمنة يصرخ اصنعوا أثمارا تليق بالتوبة".فالتوبة ليست صراخا ودموعًا ونـدما على الخطايا وحسب، بل هى ثمار وأعمال وحركة تجديد للحياة كلها وتنقية للقلب الذي منه مخارج الحياة.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
15 سبتمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣١ )
قوتنا في وحدتنا الوحدة
هوذا مـا أحسن ومـا أجـمل أن يسكن الإخوة معاً ( مز ١٣٣: ١ ) .
كلمة معا :
كلمة معا ، بالرغم من أن حروفها قليلة إلا أنها ذات معان كثيرة أقف معكم أمام ثلاثة معان لهذه الكلمة القوة -الجمال - الحياة
١- القوة :
من الكلمات العربية المشهورة ( الاتحاد قوة ) .. وإن تأملت في أصابع يدك سوف تجد أنه لا يوجد إصبع فيها يتشابه مع الآخر ، تختلف تماماً شكلا وحجما وطولاً ، وتختلف أيضاً في إمكانياتها وفي موقعها ، وإذا تخيلت أن أصابع يدك كلها بنفس الشكل ونفس الحجم كانت اليد لا تستطيع أن تعمل شيئا ، وكلما فعلت شيئا بيدك كانك تعبر عن قوة كلمة معا . تتعاون الأصابع برغم تنوعها ولا تقول اختلافها لكي مـا تنتج ، ويقولون إن الحضارة الإنسانية في حضارة الأصابع ، فقد نشأت من أصابع الإنسان واليد طبياً تعتبر معجزة بكل الأفعال التي تقوم بها .
۲- الجمال :
هذه الكلمة تجمع البشر والبشر ليسوا قوالب ، فالبشر اجناس وبيئات متعددة وحضارات ولغات وعادات ، والبشر أيضاً نوعيات وأفكار ، والبشر فنون وفلسفات ومذاهب ، وهذا يعطي جمالاً للحياة الأرضية . ولذلك على سبيل المثال يقولون : « في السفر سبع فوائد، لأن من خلال السفر يتقابل الإنسان مع آخرين وأجناس ولغات متعددة فتزداد إنسانيته وتزداد معرفته ، وتكون الحصيلة أنه يزداد في الجمال ، عندما يكون الإنسان متعدد الثقافات ومتعدد الحضارات ومتعدد المعارف يزداد جمالا ، ويكون قلبه مفتوحاً للجميع وعقله متسعا لكل شيء .
٣- الحياة :
إذا سألتك ماذا تعني كلمة « صحة .. فالصحة في معناها العلمي في توافق كل أعـضـائنا مع بعضها ، وإن فقدنا هذا التوافق بأي نسبة يدخل الإنسان في حالة مرض . الـصـحـة هي التوافق سواء على المستوى الجسدى ، ويسمونها الصحة الجسدية ، أو على المستوى النفسي وهي الصحة النفسية ، إن فقد الإنسان هذا التوافق ( معا ) يدخل في حالة مرضية . إذا لابد من التوافق.
المزيد
14 سبتمبر 2023
شخصيات الكتاب المقدس أنيسيفورس الرسول
أنيسيفورس: إسم يونانى معناه من يأتى بالنفع (2تى1: 16 - 18).
انيسيفورس خدم في أفسس وبارسنيه، سحله والي أفسس علي الصخر والشوك حتي استشهد
2تي 1: 16 ليعط الرب رحمة لبيت أنيسيفورس لانه مرارا كثيرة اراحني ولم يخجل بسلسلتي
2تي 4: 19 سلم على فرسكا واكيلا وبيت أنيسيفورس .وكان هذا الرسول من السبعين رسولا خدم في افسس ولما قبض علي بولس الرسول وسجن في روما زاره انيسيفورس في السجن وخدمة وساعده.بعد ذلك قبض عليه والي افسس المدعو اوريانوس وعذبه عذابا شديدا ثم سحبه بين الصخور والاشواك فأسلم روحه الطاهرة ونال اكليل الشهادة.
نياحة القديس أنيسوفورس أحد السبعين رسولا (25 برمهات
في هذا اليوم تذكار نياحة القديس أنيسوفورس أحد السبعين رسولا. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
المزيد
13 سبتمبر 2023
الألفاظ الرقيقة
الإنسان الروحي لا يستخدم ألفاظًا قاسية، إنما ألفاظًا رقيقة، لأنه من ثمار الروح القدس (لطف) فهل أنت تتميز باللطف في كلامك ومعاملاتك..؟
انظر إلى السيد المسيح وهو يكلم المرأة السامرية وهى امرأة خاطئة جدًا، يقول لها "حسنًا قلت انه ليس لك زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الآن ليس هو لك"، عبارة (أزواج) عبارة رقيقة جدًا، لأنهم لم يكونوا أزواجًا ولكن الرب لم يستخدم العبارة الأخرى الشديدة كما أن قوله "الذي معك ليس هو لك" هي أرق أسلوب، لم يضمنه أي لفظ جارح بدلًا من أن تجرح الناس، حاول أن تكسبهم إن بولس الرسول لما دخل أثينا واحتدت روحه، إذ وجد المدينة مملوءة أصنامًا، قال لهم في رقة، أيها الرجال الأثينيون، إني أرى على كل حال أنكم متدينون كثيرًا "والسيد الرب حينما تكلم عن أيوب، امتدحه بكلمات رقيقة أمام الشيطان بقوله أنه "ليس مثله رجل كامل ومستقيم، يفعل الخير ويحيد عن الشر"، بينما ليس أحد كامل إلا الله وحده بل من أرق كلام الله في حديثه عن نينوى، المدينة الخاطئة، الأممية، التي لا يعرف أهلها يمينهم من شمالهم قال "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة" أكانت نينوى عظيمة حقا، أم هي رقة الرب؟
ومن رقة الله في ألفاظه، الأسماء التي أطلقها على الناس، فقد سمى سمعان (بطرس) أي صخرة، وسمى ابرآم (إبراهيم) أي أبو جمهور كلها تحمل مديحًا من أشهر القديسين الذين كانوا مشهورين بالكلمة الطيبة، القديس ديديموس الضرير، ناظر الإكليريكية في القرن الرابع لم يكن هدفه أن يغلب الناس، إنما أن يكسبهم، فلم يحاول أن يحطمهم، بل كان يقنعهم لقد أدان الرب الكلمات القاسية فقال "من قال لأخيه (رقا)، يكون مستوجب الحكم. ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم" إن الألفاظ القاسية، لا يرضى عنها الله الوديع المحب، الذي كان حلقه حلاوة، وشفتاه تقطران شهدا.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
12 سبتمبر 2023
دور الأغنسطس في الكنيسة
كلمة «الأغنسطس » تترجم دائماً «قارىء»، والكلمة منشقة أصلاً من «أنا غنوسما » أي «فصل من الكتاب المقدس »، لأن الأغنسطس هو « قارىء » أو بالحرى دارس» وبالأكثر «معلم» للكتاب المقدس، حسب نص الطقس الكنسى الخاص بسيامته. هي رتبة جليلة وخطيرة إذن ، تتعلق بشرح الكتاب المقدس للناس ، والانذار والتعليم . لهذا تعلمنا من قداسة البابا شنوده الثالث ، أن لا تعطيها إلا للشباب الكبار الذين يعدون لخدمة التربية الكنسية ، أو يخدمون فيها فعلاً . لذلك فمع أن الكثيرين يطلبون هذه الدرجة البركة ، لكن الأساس الذي يجب أن يعرفوه ، أن هذه الدرجة تقوم بالخدمات التالية في الكنيسة :
١ - خدمة التسبيح ....
٢- خدمة الذبيحة .
٣- خدمة التعليم ....
وحسب سن الشخص المتقدم لنوال هذه الدرجة، وحسب قامته الروحية، يقوم بالتدرب على خدمة الكتاب المقدس، وتقديم التعليم المناسب للأعمار التي تناسبه ، فالصغار المبتدئون منهم يخدمون الأطفال في فصول التربية الكنسية، والكبار يخدمون الشباب أو الشعب .ولعله من المناسب أو المهم أن تلاحظ كيف تخصص كنيستنا المقدسة درجة خاصة ، وتمنحها لأعداد كبيرة مدربة ، بهدف واحد هو نشر التعليم الكنسى ودراسة الكتاب المقدس بين الشعب بفئاته المختلفة . فكنيستنا تهتم جداً بالتعليم، إذ تلاحظ قول الرب في الكتاب المقدس: «هلك شعبي من عدم المعرفة ( هو ٤ : ٦). كما أن كنيستنا كتابية وانجيلية حتى الأعماق ، فها نحن نرى كيف تقدم لنا هذه الدرجة الإنجيلية الخاصة، وكيف تضع البشارة فوق المذبح ، وفوق الرؤوس، وتقبلها الشفاه، وتنحنى لها الجباه، ويرفع قداسة البابا تاجه إكراماً لصوت الرب وكلمات المسيح، ونخصص للإنجيل أوشية خاصة، ونقف خاشعين لسماعه، وتضيء الأنوار على حامل الأيقونات وفى شمعتين حول القطمارس، إعلاناً أن الإنجيل هو النور الذي يرشد الحائرين في الظلمة .
طقس سيامة الأغنسطس : بعد أن يتأكد الأب الأسقف من تزكية الآباء الكهنة للمتقدمين لنوال هذه الدرجة ، يصلى الصلاة الربانية وصلاة الشكر، ثم يقوم بقص شعر رأس المتقدم - على مثال الصليب في خمسة مواضع إعلاناً أنه قد نذر قلبه للرب ، ونزع فكر العالم من ذهنه ، ليضع بدلاً منه فكر المسيح والإنجيل.ثم يعطيه الأب الأسقف إسماً كتابياً أو كنسياً، حبذا لو كان إسم شفيع المتقدم ، علامة بداية الحياة جديدة في الكنيسة والخدمة ، ويتلو الأب الأسقف على رأسه الرشومات الثلاثة، للثالوث القدوس ، طالباً بركة الرب للمتقدم. ثم يصلى الأب الأسقف أربع قطع جميلة ، لكل منها محور خاص ، وهدف محدد :
1 - «أيها السيد الرب... أقبل إليك عبدك ( فلاناً ) أغنسطساً في بيعتك، فهمه حقوقك ، وهب له مخافة عبوديتك ، واجعله مستحقاً أن يلمس الأوانى، ويكون أغنسطساً مكرماً أمامك » .
2- املأه من كل حكمة ، ومن كل فهم، ليتلو أقوالك الإلهية والأغنسطسية.
واحفظه في عبادتك بغير لوم ... » .
3- ... أظهر وجهك على عبدك ( فلان ) القائم أمامك، الذي قدموه لينذر بأقوالك المقدسة، التي لعهدى العتيقة والحديثة ( أى العهدين القديم والجديد)، ويكرز بأوامرك لشعبك، ويعلمهم كلامك الطاهر، الذي من جهته خلاص أنفسهم ونجاتهم ... » .
٤- امنحه حكمة ، وروح النبوة ، ليتلو أقوالك المقدمة لشعبك، بسيرة بغيرلوم.ثم يوصيه الأب الأسقف قائلاً : يجب عليك أن تتعلم واحداً فواحداً، من فصول الكتب المقدسة أنفاس الله ، التي أؤتمنت عليها كي تعظ بها الشعب . لأن هذا أمر عظيم، يحتاج من ينتصب له أن يكون كالمصباح المضيء على المنارة، لكنى تملأ مسامع سامعيك مما تقرأ عليهم، وتكون أنت غير مجرب .
إذن ، فالأغنسطس في الكنيسة ، يحمل درجة حسنة، كقول الرسول : « الذين تشمسوا حسناً ( أى صاروا شمامة) يقتنون لأنفسهم درجة حسنة ، وثقة كثيرة في الإيمان الذي بالمسيح يسوع (اتي ٣: ۱۳ ) ذلك لأن الأغنسطس :
١ - يلمس الأواني ( أي يخدم الذبيحة والمذبح، ويجفف الأوانى بعد الصلاة من خلال قطعة قماش ، وليس بلمسها مباشرة ) .
2 - يتلو الأقوال الإلهية (في القداس الإلهى وفى البيوت ) .
٣- يعظ بها الشعب (في تواضع وتحت تدبير الآباء ) .
4- تكون له سيرة بغير لوم حتى لا يعثر الخدمة .
رتبة الشماسية جليلة، ودرجة الأغنسطس مكرمة ، فليراجع كل من أخذها نفسه على ما تقدم، لينال بركتها وفاعليتها في حياته، ويساهم من خلالها في خدمة الكنيسة !
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب.
عن مجلة الكرازة العدد الثانى عشر عام ١٩٨٩
المزيد
11 سبتمبر 2023
كيف نحب الآخرين ؟. المحبة الخادمة
بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً » ( غل ٥ : ١٣ ) .
المحبة الخادمة : تفرح بالخدمة، وتسرع إليها ، بلا توان أو تقصير. فالخدمة كامنة في طبيعتها وفي أعماق إقتناعاتها .هي تتخطى كل الحواجز والعقبات، ولا تتعلل بأية عقبةمهما كانت صعوبتها . وهى تضع نفسها تحت الكل لكى ترفعهم، لأن الخدمة "الفوقية " التي تتعالى على الآخرين لا تنجح في كسب النفوس ، ولا ترفع أحداً من حضيض ضعفه، بل بالعكس ربما تأتى بنتيجة عكسية، وتزيد المخدومين إنحداراً إلى اسفل. هذا قال السيد المسيح «من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً . ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً. كما أن إبن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين » مت ٢٦:٢٠ -٣٨
المحبة الخادمة : لا تسعى وراء الألقاب ولا الوظائف الرسمية، بل تعمل بفرح فى الحدود اللائقة برتبتها دون جسارة.ولكنها تستطيع أن تعمل الكثير حتى من خلال أبسط الأمور التي لا يكترث لها المنقادون إلى الأمور العالية . للأسف فإن بعض الخدام يكون لهم أسماء لامعة في مجال خدمة الكنيسة، ولكنهم ينفرون من الأعمال البسيطة التي لا تحيط بها مظاهر العظمة والتوقير. فقد يتهربون من أداء أية خدمة بسيطة في المنزل لمساعدة أهل البيت مثل الوالدين ويصير الخادم العملاق ذو الصيت الذائع أبعد ما يكون عن روح الخدمة الحقيقية في حياته الخاصة والعائلية بل ربما يصير عشرة لمن يعرفون عنه هذا المسلك . المحبة الخادمة : تهرب من المناصب - كلما وجدت الفرصة لذلك. وتجد مسرتها فى أن تخدم في الخفاء، لأن دافعها هو الحب للآخرين .
المحبة الخادمة : لا يهدأ لها بال حتى تتمم عملها بصورة مرضية، وتطمئن على مصير من تحبهم .. مثل الأب الكاهن الذى يسهر على نفوس مخدوميه، وهو يردد قول المزمور «لا أعطى لعيني نوماً، ولا لأجفاني تماماً، ولا راحة لصدغى، إلى أن أجد موضعاً للرب ومسكناً لإله يعقوب » (مز ۱۳۲ : ٤، ٥) . فهو يبحث عن موضع للرب في قلب كل إنسان، ويهتم بكل أحد ليخلصه . المحبة الخادمة : تهتم جداً بأن تكون أمينة في القليل الذي بين يديها، لأن الأمين فى القليل أمين أيضاً في الكثير» (لوا١ : ١٠) . لهذا فهى لا تسعى إلى مزيد من المسئوليات حتى تكمل العمل المطلوب منها بأمانة .
كيف نتدرب على المحبة الخادمة ؟
1 - فلنبداً بأبسط الأمور لأن الذي يحمل حقيبة لإنسان مسافر قد أصابه التعب، يستطيع أن يحمل أثقال الغير في رحلتهم نحو الأبدية والذي لا يحتمل أن يترك إنساناً عطشاناً في موضع قفر، بل يسرع لنجدته لن يحتمل أن ينظر حالة العطش الروحي الرهيبة الموجودة في العالم، بل يتحرك بقوة ليعمل من أجل إنتشار ملكوت الله والذي يعرف قيمة النفس البشرية الواحدة في شخص زميل أو صديق أتاحت له الظروف الفرصة لخدمته روحياً ، سوف يعرف قيمة كل نفس في الرعية إذا اختارته العناية الإلهية لرعاية الآلاف من أنفس شعب المسيح وفى كل ذلك نرى أن الخدمة ليست وظيفة ولكنها أسلوب حياة .
٢- لندرب أنفسنا على الإسراع إلى خدمة الآخرين لكي نأخذ بركة هذه الخدمة فلا نضيع الفرصة المتاحة لنا، وذلك لأن الفرصة التي تفوتنا قد لا تتكرر مرة أخرى .
٣- ولتدرب أنفسنا أن لا نطلب خدمة الآخرين لنا بقدر ما تخدمهم نحن أى أن يضع الإنسان في قلبه أن لا يكون في موضع الذي يتكى بل الذى يخدم وأن لا يكون هو في موقف الذي يأخذ بل الذى يعطى متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ » (أع ٢٠: ٣٥) .
٤- ولندرب أنفسنا أن تتعب لكي يرتاح الآخرون وحينئذ سوف نجد راحة لأنفسنا فى الرب، كما أننا سوف نجد لأنفسنا بعد التعب - موضعاً في كل قلب ترتاح فيه .
إذا تقدمنا لكى ننال شرف الخدمة فلنتذكر أن الخدمة هي طريق الصليب، وهى أيضاً طريق المجد، كقول الرب « إن كان أحد يخدمني فليتبعني. وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي . وإن كان أحد يخدمتى يكرمه الآب » (يو ١٢ : ٢٦) .
أنواع من المحبة الخادمة : هناك خدمة الصلاة ، وخدمة التسبيح، وخدمة الكلمة والتعليم، وخدمة الأسرار وخدمة الرعاية والإفتقاد، وخدمة الفقراء والمحتاجين، وخدمة المرضى، وخدمة المجتمع أنواع كثيرة من الخدمة نقدمها لله وللناس، ولكن المحبة هي القوة الدافعة لها جميعاً وحينما نخدم فإننا نشترك مع المسيح الذي جاء ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين. كما أننا نشترك مع الملائكة خدام العرش الذين يسبحون الرب بغير فتور ومع الملائكة المرسلة للخدمة «أليس جميعهم أزواجاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب ١: ١٤ ).
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الثانى عشر عام١٩٨٩
المزيد
10 سبتمبر 2023
الزمن والأبدية
تُعَوِدْنَا كِنِيسِتْنَا يَا أحِبَّائِي فِي آخِر أسَابِيع قِبْطِيَّة فِي السَّنَة أنْ تُذَكِّرْنَا بِنِهَايِة العَالَمْ وَكَأنَّ الكِنِيسَة تَعِيش مَعَنَا يُوم بِيُوم وَسَاعَة بِسَاعَة وَلَحْظَة بِلَحْظَة وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَنْقِل لَنَا مَشَاعِر مُعَيَّنَة فَنَحْنُ بِنَسْتَقْبِل سَنَة جِدِيدَة وَالكِنِيسَة تَقُول لَنَا إِسْتَفِيدُوا بِالسَّنَة فَالأيَّام بِتِجْرِي حَاوْلُوا أنْ تَسْتَفِيدُوا بِفُرْصِة الحَيَاة الَّتِي أعْطَاهَا لَكُمْ الرَّبَّ إِجْعَلُوهَا فُرْصَة لِبِرُّكُمْ وَلَيْسَ لِهَلاَكَكُمْ حَاوْلُوا أنْ تَغْلِبُوا الزَّمَنْ فَعِيشُوا فِي الزَّمَنْ وَلكِنْ لاَ تَعِيشُوا تَحْت سُلْطَان الزَّمَنْ وَلِذلِك المَزْمُور يَقُول ﴿ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ مِنْ قِدَمٍ أسَّسْتَ الأرْضَ وَالسَّموَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ هِيَ تَبِيدُ وَأنْتَ تَبْقَى وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ وَأنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِي ﴾( مز 102 : 24 – 27 ) رَبِّنَا يَقُول لَنَا أنَّهُ هُوَ غَالِبْ الزَّمَنْ هُوَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَارْتَفَعْ فَوْقَ الزَّمَنْ رَبِّنَا يَسُوع يَا أحِبَّائِي عِنْدَمَا تَجَسَد بَارَك الزَّمَنْ وَحَوِّل الزَّمَنْ المَيْت إِلَى زَمَنْ خَالِدٌ وَحَوِّل سَاعَات اليُوْم إِلَى سَاعَات مُبَارَكَة وَمُقَدَّسَة وَحَوِّل كُلَّ لَحْظَة إِلَى لَحْظِة مَجْدٌ وَلَحْظَة خَالِدَة رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض مَلأ الزَّمَان وَلَمْ يَكُنْ هذَا فَقَطْ فِي الفِتْرَة الَّتِي عَاشَهَا عَلَى الأرْض وَلكِنْ مَلأهُ إِلَى الإِنْقِضَاء فَقَدْ قَدَّس الزَّمَنْ وَبَارَكَهُ كُلَّ مَا عَمَلَهُ رَبَّنَا يَسُوع فَقَدْ عَمَلَهُ لأِجْلِنَا فَهُوَ وُلِدَ لأِجْلِنَا وَصُلِب لأِجْلِنَا رَفَعْنَا فَوْقَ الزَّمَنْ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي مَحَبِّة رَبِّنَا وَمَخَافِة رَبِّنَا يَكُون بِذلِك غِير مَغْلُوب مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ يَقَعْ تَحْت وَطْأة أوْ سُلْطَان الزَّمَنْ فَعِنْدَمَا يَقُول لَهُ أحَدٌ إِنَّ الأيَّام بِتِجْرِي لاَ يَخَاف وَلاَ يَرْتَبِك لأِنَّهُ غَالِبْ الزَّمَنْ مِنْ أجْمَل العَطَايَا الَّتِي سَيُعْطِيهَا لَنَا الرَّبَّ يَسُوع فُوق فِي السَّمَاء أنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ فَعَلَى الأرْض هُنَا الزَّمَنْ بِيِغْلِبْ الإِنْسَان وَبِيِضْغَطْ عَلِيه وَلِذلِك نَجِدٌ أنَّ النَّاس تُحِبْ المَال لِكَيْ تُؤمِّنْ المُسْتَقْبَل وَهذَا نَاتِج مِنْ ضَغْط الزَّمَنْ فَالزَّمَنْ هُوَ الَّذِي يُقْلِقٌ الإِنْسَان وَيُخِيفُه أحْيَاناً عِنْدَمَا يَفْقِد إِنْسَان أحَدٌ أحِبَّائُه نَجِدُه حَزِينْ جِدّاً لأِنَّهُ يُوْجَدٌ زَمَنْ سَيَعِيشُه مِنْ غِيرُه وَعِنْدَمَا يَكُون الشَخْص الَّذِي تَوَفَّى صَغِير نَجِد أنَّ النَّاس تِحْزَن أكْثَر لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الزَّمَنْ الَّذِي كُنَّا نَتَوَقَعُه أنْ يَعِيشُه مَعَنَا هُوَ كَثِير وَلكِنْ هُوَ عَاش فِتْرَة قَصِيرَة وَلِذلِك فَإِنَّ الزَّمَنْ يُسَبِّب حُزْن وَتَوَتُر وَحُبْ المَال رَبِّنَا يَسُوع جَاءَ عَلَى الأرْض وَقَدَّس الزَّمَنْ وَجَعَلْنَا غَالِبِينْ الزَّمَنْ عَلَى الأرْض وَفِي الأبَدِيَّة لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ فَالكِتَاب المُقَدَّس يَقُول أنَّ السَّمَائِيين سَيَظَلُّوا يُسَبِّحُون وَيُمَجِّدُون بِلاَ إِنْقِطَاع فَهَلْ سَيَشْعُرُون بِالمَلَلْ ؟ لاَ لأِنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ هُنَاك وَلِذلِك لاَ يُوْجَدٌ مَلَلْ فَإِنَّ عَطِيِة غَلْبِة الزَّمَنْ هِيَ أنْ أشْعُر إِنْ رَبِّنَا مَالِئ الكُون وَمَالِئ الزَّمَنْ وَجَعَلَنِي أعِيش فِي حَيَاة أعْلَى مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ أعِيش تَحْت سُلْطَان السَّاعَة وَلاَ أكُون قَلِقٌ وَجَدْنَا رَبَّنَا يَسُوع يَتَكَلَّمْ عَنْ الزَّمَنْ أنَّهُ سَاعَة تَكَلَّمْ عَنْ الصَّلِيب بِأنَّهُ سَاعَة فَيَقُول ﴿ قَدْ أتَت السَّاعَة ﴾ ( يو 12 : 23 ) فَعِنْدَمَا تَكَلَّمْ عَنْ الأبَدِيَّة قَالَ ﴿ لَيْسَ لَكُمْ أنْ تَعْرِفُوا الأزْمِنَةَ وَالأوْقَات ﴾ ( أع 1 : 7 ) وَكَأنَّ الله يَقُول لَك لاَ يَصِح أنْ أجْعَلَك تِعِيش تَحْت سُلْطَان الأزْمِنَة فَلاَ تَعِدٌ السَّاعَات فَهَدَف رَبِّنَا هُوَ أنْ يَجْعَلْنَا فَوْقَ سُلْطَان الزَّمَنْ وَيَدْفَعْنَا إِلَى ذلِك فَفِي يُوم الخَمِيس( خَمِيس العَهْد ) أخَذَ يِكْسَر الجَسَد وَيَقُول لِتَلاَمِيذُه ﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾( مت 26 : 26 ) مَعَ أنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَّ الصَلْب فَكَيْفَ يَكُون ذلِك ؟ رَبَّنَا يَسُوع يَقُول لَنَا أنَّ الزَّمَنْ هُوَ يَكُون عِنْدَكُمْ أنْتُمْ عِنْدَكُمْ مَاضِي وَحَاضِر وَمُسْتَقْبَل أمَّا أنَا فَإِنِّي أعِيش فِي المِلْء فَلاَ يُوْجَدٌ عِنْدِي زَمَنْ مُجَزَّأ مَا أجْمَل إِنْ الإِنْسَان يَأخُذْ غَلْبِة الزَّمَنْ وَكُلَّ يُوم عِنْدُه يَكُون يُوم مُبَارَك وَمُقَدَّس وَجُمْلِة حَيَاتُه تَكُون حَيَاة مُبَارَكَة وَلاَ يَكُون الزَّمَنْ ضَاغِطْ عَلَى الإِنْسَان وَغِير مُخِيف لِلإِنْسَان وَهذَا يَجْلِب لِلإِنْسَان فَرَح دَائِم وَلاَ يَشْعُر الإِنْسَان بِرُعْب وَعِنْدَمَا يِكْبَر الإِنْسَان لاَ يَشْعُر بِخُوف أوْ قَلَقٌ فَالسَيِّد الْمَسِيح عِنْدَمَا تَجَسَد قَدَّس الزَّمَنْ وَلِذلِك أنَا بَعِيش الزَّمَنْ وَأنَا مَرْفُوع فَوْقَ الزَّمَنْ وَلِكَيْ يُعْلِنْ لَنَا رَبَّنَا يَسُوع سُلْطَانُه فَوْقَ الزَّمَنْ نَجِدٌ فِي قِصِّة يَشُوع بْن نُون أنَّهُ عِنْدَمَا دَخَلْ فِي حَرْب وَاللِّيل بَدَأ يُخَيِّمْ عَلَى المَكَان وَكَانَ يَشُوع لاَ يُرِيدْ أنْ يُؤجِل الحَرْب إِلَى يَوْمٍ آخَر لأِنَّ جِيشُه كَانَ مُرْتَفِع عَلَى أعْدَائُه فَكَانَتْ لَهُ طِلْبَة عَجِيبَة مِنْ الرَّبَّ وَهيَ أنَّ الدُنْيَا تَظَلْ مُنِيرَة وَقَالَ يَارَب إِجْعَل الشَّمْس تَدُوم عَلَى جَبْعُون ( يش 10 : 12) وَفِعْلاً حَدَث ذلِك لَكَ اللِّيل يَا الله وَلَكَ النَّهَار وَاحِدٌ إِسْمُه حَزَقِيَّا المَلِك أرْسَل إِلِيه رَبِّنَا أشْعِيَاء لِكَيْ يَسْتَعِدٌ وَقَالَ لَهُ ﴿ أوْصِ بَيْتَكَ لأِنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ ﴾ ( أش 38 : 1) وَحَزَقِيَّا المَلِك هذَا كَانَ رَجُل بَار وَتَقِي وَقَدْ هَدَم مُرْتَفَعَات الأوْثَان المَوْجُودَةٌ فِي البَلَد وَقَامَ بِإِصْلاَح الهِيكَل وَعِنْدَمَا سِمِعْ ذلِك أخَذَ يَبْكِي لِكَيْ يُطِيل لَهُ الرَّبَّ عُمْرُه حَتَّى يِزَوِدٌ مِنْ الإِصْلاَحَات الَّتِي كَانَ يَقُوم بِهَا وَكَانَ الله يَعْرِف أنَّ هذَا هُوَ أجْمَل وَقْت يَأخُذْ فِيهِ حَزَقِيَّا فَهُوَ كَانَ فِي قِمَّة الإِسْتِعْدَادٌ .. وَكَانَ يَعْمَل أعْمَال جَمِيلَةٌ فِي الهِيكَل كَانَ سَيَذْكُرْهَا لَهُ الله فَقَالَ لَهُ الرَّبَّ ﴿ قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ . قَدْ رَأيْتُ دُمُوعَكَ هَأنَذَا أُضِيفُ إِلَى أيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً ﴾( أش 38 : 5 ) فَيَالِفَرْحِة حَزْقِيَّا وَفِي ألـ 15 سَنَة أنْجَبْ حَزَقِيَّا إِبْن إِسْمُه مَنَسَّى وَمِنْ المُؤسِفْ جِدّاً أنَّ مَنَسَّى أفْسَد كُلَّ مَا عَمَلَهُ أبُوه وَأعَادَ عِبَادِة الأوْثَان وَصَنَعْ الشَّر أمَام الرَّبَّ لإِغَاظَتِهِ ( 2مل 21 : 1 – 9 ) وَجَعَل عِبَادِة الأوْثَان تَكُون بِدَاخِل الهِيكَل وَلكِنْ رَبِّنَا أذَلْ مَنَسَّى وَقَادَهُ إِلَى أرْض السَبْي وَتَاب وَرِجِعْ وَقَدْ مَلَك مَنَسَّى 55 سَنَة عَلَى المَمْلَكَة وَأضْعَفْ مُلْك أبِيهِ كُلَّ هذَا حَدَث عِنْدَمَا حَدَثِتْ مُحَاوَلَة فِي تَغْيِير الزَّمَنْ وَلِذلِك عَلَيَّ أنْ أقُول لِلرَّبَّ إِنَّ هذَا الزَّمَنْ هُوَ مِلْكَك وَأنْتَ قَادِر أنْ تُسَخِّرُه فَسَخَّرُه لِخَلاَص نَفْسِي فَكُلَّ إِشْرَاق جَدِيد وَكُلَّ دَقِيقَة وَكُلَّ ثَانِيَة هِيَ فُرْصَة لِمُتَاجَرَة لِخَلاَص نَفْسِي مِثْل العَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت الجَاهِلاَت ظَنُّوا أنَّ الزَّمَنْ سَيَظَلْ بِلاَ تَغْيِير وَأنَّهُ مُمْكِنْ أنَّ العَرِيس لَنْ يَأتِي فَصَارَ صُرَاخ هُوذَا العَرِيس قَدْ أقْبَل ( مت 25 : 6 ) فَالعَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت كَانُوا مُتَشَابِهِينْ وَصَرَخُوا وَلكِنْ صُرَاخ الحَكِيمَات هُوَ صُرَاخ الفَرْحَة لأِنَّ العَرِيس جَاءَ فَالَّذِي كَانُوا يَسْتَعِدُّونَ لَهُ قَدْ جَاءَ وَلكِنْ الجَاهِلاَت كَانُوا يَصْرُخُون صَرَخَات الحَسْرَة وَالرُعْب فَالزَّمَنْ أحْيَاناً يَكُون لِخَلاَص الإِنْسَان وَأحْيَاناً لِهَلاَك الإِنْسَان وَلِذلِك يَقُول لَنَا الرَّبَّ أنَّ السِّنِينْ بِتْمُر فَهَلْ تَقْضِي الزَّمَنْ بِحِكْمَة أم أنَّهُ ضَاغِطْ عَلِيك ؟ فَعِنْدَمَا تَقُول أنَا أعِيش فِي دَوَامَة وَكُلَّ يُوم مُشَابِه لِلَّذِي قَبْلُه فَإِنَّهُ بِذلِك يَكُون الزَّمَنْ مِسَيْطَر عَلِيك وَلَنْ تُقَدِّس الزَّمَنْ إِنْسَان آخَر يُقَدِّس الزَّمَنْ وَمِحَدِّدٌ أوْقَات لِلصَّلاَة فَهُوَ بِذلِك يَجْعَل الزَّمَنْ زَمَنْ أبَدِي وَمُبَارِك الزَّمَنْ وَمِسْتَفِيد مِنُّه حَيَاتْنَا يَا أحِبَّائِي مِحْتَاجَة لِهذِهِ النِّعْمَة وَهيَ نِعْمِة غَلْبِة الزَّمَنْ وَرَبِّنَا يُرِيدْنَا أنْ نَنْتَقِل مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد وَلاَ يَمُر الزَّمَنْ فِي لَهْو بَلْ فِي يَقَظَة مِثْل طَالِبْ فِي المَدْرَسَة نِحَدِّدٌ لُه فِتْرَة قَبْل الإِمْتِحَان مَثَلاً 6 شُهُور وَهذَا الزَّمَنْ مَحْسُوب عَلِيه وَلِكَيْ لاَ يُظْلَم الطَّالِبْ قَدْ أعْطُوه هذِهِ الفِتْرَة فَإِنْ قَضَاهَا فِي إِجْتِهَادٌ سَيَكُون فِي نَجَاح فَهكَذَا رَبِّنَا قَدْ أعْطَانَا الزَّمَنْ الَّذِي نَعِيشُه الآنْ لِكَيْ نَرْبَح بِه وَلَوْ قَارِنَّا هذَا الزَّمَنْ بِالأبَدِيَّة فَسَنَجِدُه مِثْل نُقْطَة فِي مُحِيط وَسَنَجِدٌ أنَّ عُمْرِنَا هذَا تَافِه جِدّاً وَأنَّهُ سِنِينْ لاَ قِيمَة لَهَا فَنَحْنُ أكْثَر شِئ يِشْغِلْنَا هُوَ الزَّمَنْ الحَاضِر وَرَبِّنَا أكْثَر شِئ يِشْغِلُه هُوَ الأبَدِيَّة رَبِّنَا يِقُولَّك نِفْسِي أُعْطيك زَمَان الأبَدِيَّة إِتْعَب شِوَيَّة عَلَى الأرْض إِجْتَهِدٌ إِسْتَفَادٌ مِنْ كُلَّ وَقْت القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ العُمْر قَصِير وَمَهْمَا إِجْتَهَدُوا وَتِعْبُوا يَقُولُوا نَحْنُ لَمْ نَتْعَبْ فَأحَدٌ القِدِّيسِينْ كَانَ يِتْعِبْ نَفْسُه جِدّاً فَجَاءَ لَهُ الشَّيْطَان وَقَالَ لَهُ لاَ تِتْعِبْ نَفْسَك كُلَّ هذَا التَّعَبْ فَأنْتَ بَاقِي لَك عَشَر سِنِينْ سَتَقْضِيهَا فِي الأرْض فَقَالَ لَهُ القِدِيس بَاقِي لِي عَشَر سِنِينْ فَقَطْ ؟!! فَأنَا عَلَيَّ أنْ أُضَاعِفْ مِنْ جَهْدِي وَتَعَبِي فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي إِسْتِهْتَار يَكُون عُمْرُه سَبَبْ دَيْنُونَة عَلِيه وَمَا هِيَ وِجْهِة نَظَر الله لِحَيَاتْنَا ؟ إِنَّ الغِنَى وَالفَقْر وَالصِّحَة وَمَا إِلَى ذلِك هِيَ أُمور لاَ تَشْغِل الله وَإِنَّمَا الأُمور الَّتِي تَشْغِلُه جِدّاً جِدّاً جِدّاً هِيَ الأبَدِيَّة وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذلِك فَإِنَّهُ بِذلِك يَخْدَعْنَا وَحَاشَا أنْ يَكُون الله هكَذَا وَكَأنَّ الله يَقُول لَك أنَا لِكَيْ أكُون مُخْلِص مَعَك عَلَيَّ أنْ أأمِنْ لَك الأبَدِيَّة فَعِنْدَمَا تَنْشَغِل بِأُمور صَغِيرَة تَافِهَة رَبِّنَا يَقُول لَك أنْتَ لَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تَفْهَمْ أحْكَامِي بَعْد أتَذَكَّر سَيِّدَة ذَهَبَتْ لِلطَّبِيب لِتِعْمِل عَمَلِيَّة فِي القَلْب وَقَالَتْ لَهُ أُرِيدْ أنْ تَفْتَح لِي فَتْحَة صَغِيرَة فَالَّذِي يَشْغِلْهَا هُوَ أمر صَغِير تَافِه أمَّا الَّذِي يِشْغِل الطَّبِيب هُوَ العَمَلِيَّة وَهذَا مَا نَفْعَلُه نَحْنُ فَنَحْنُ بِنَنْشَغِل بِأُمور تَافْهَه صُغَيَّرَة مِثْل الغِنَى وَالمَال وَالمُقْتَنَيَات وَالصِحَّة أمَّا الله فَيُرِيدْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأهَمْ وَهُوَ الدَّاخِل فَالأُمور الخَارِجِيَّة هِيَ أُمور بَسِيطَة وَزِيَادَة وَالأُمور الدِنْيَاوِيَّة أُمور فَانِيَة عَابِرَة عَلَيْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأبَدِيَّة فَالله مَعَهُ مَفَاتِيح الأبَدِيَّة وَيُرِيدْنَا أنْ نَعِيش فَوْقَ الزَّمَنْ وَبِالزَّمَنْ القَصِير نِرْبَح أبَدِيَّة سَعِيدَة رَبِّنَا يُعْطِينَا أنْ نَقْضِي حَيَاتْنَا فِي رِضَاه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
08 سبتمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٠ )
حياتي في المسيح السعادة »
أتيت لتكون لهم حـيـاة ولـيـكـون لـهـم أفـضـل ( يو ١٠ : ١٠ ) المسيح له المجد قال : « أتيت لتكون لهم حـيـاة وليكون لهم أفـضـل ( يو ۱۰ : ۱۰ ) ، الأفضل هنا هو تعبير عن السعادة قـال غاندي حكيم الهند : « إننا جميعاً نبحث عن السعادة وهي بين أيدينا » أمـثـال العـرب يقولون الرفيق قبل الطريق » ، والرفيق هو شخص السيد المسيح ، لذلك فالسعادة فيه أولاً وآخراً
كلمة سعادة:
السعادة كلمة تتكون من خمسة حروف ، ودائما رقم خمسة يعني قبضة اليد أي منظومة عمل متكاملة وشاملة
س- رمز السماء:
١- البـداية : السـعـادة لا تبدأ من الأرض ، وإنما تبدأ من السماء.
٢- الـعـلاقـة : الإنسان له علاقة بالسماء لأنه مخلوق إلهي وفيه نسمة حياة من الله.
٣- الفكر : عندما يكون فكر السماء حاضراً في حياة الإنسان ، تكون حياته كلها سعادة.
٤- العلو : زكا العشار كل عالمه كان مرتبطاً بالأرض في جمع الضرائب وبالتالي لم يكن عنده فـرصـة أن ينظر إلى فوق .
ع- رمز العطاء:
الآية الوحيدة التي قالها السيد المسيح ولم تذكر في البشائر الأربع وذكرت في سفر الأعمال هي : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠ : ٣٥ ) . الغبطة في السعادة .
١- التعود : وصية العشور أو البكور الهدف منها هو أن يتعود الإنسان على العطاء ، فيصير أكثر سعادة.
٢- الإعـواز : عندما تمتلك أي شيء هو ملك لله لكنه منـحـه لك . الأرملة صاحبة الفلسين ، امرأة فقيرة ولكن روح العطاء الذي في داخلها جعلها تقدم الفلسين من إعـوازها ، وكانت أكثر سعادة.
٣- الاستمرارية : إذا أردت أن تحيا السعادة فعليك أن تقدم باستمرار .
٤- المحـبـة : لا يهم الله مـقـدار مـا تقدمه ، ولكن ما يهمه هو المحبة في هذا العطاء ، وعندما تقدم هذا العطاء بروح المحبة تكتسب سعادة.
أ- رمز الآخرين :
١- الأنانية : يجب على الإنسان أن يتخلى عن أنانيته فلا مكان للسعادة مع الأنانية .
٢- الذات : العنف الموجود في العالم يدور حول كلمة واحدة وهي ذات الإنسان ، أمـا إذا نظر الإنسان إلى الآخر يشعر بالسعادة .
٣- الآخر أولا : السعادة ليست في الجمال أو المنصب .. إلخ ، السعادة تأتي في أن الإنسان يضع الآخر أولاً .
٤- الخدمة : نظرة الإنسان لاحتياج الآخر هي في غاية الأهمية لأجل سعادة الأوطان .
د- رمز الدموع
1- التعب : الدموع معناها التعب حتى الكتاب يقول : « الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتـهـاج ( مز ١٢٦ : ٥ ) . السعادة فيها دموع وتعب ، فيها اجتهاد وفيها بذل .
٢- البـذل: الدمـوع تعنى البـذل ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ( إر ٤٨ : ١٠ ) . حتى مسيحنا القدوس حمل صليب الألام من أجل سـعـادة الإنسان .
٣- الاجـتـهـاد : الدموع تعنى الاجتهاد ، فالسعادة ليست في الكسل" الرخاوة لا تمسك صيدا "( أم ١٢: ٢٧).
٤- التوبة : الدموع هي أيضاً دموع التوبة . ويقول الكتاب في سفر الأمثال النفس الشـبـعـانة تدوس العسل ، وللنفس الجـائعة كل مـرحلوه ( ام ٧:٢٧).
هـ- رمز الهناء
١- الاكتفاء الإنسان الذي يشعر أنه مكتف ، وعنده شبع داخلی يشعر بالسعادة .
٢- الرضا : بالاكتفاء يشعر الإنسان بالرضا ، ومن ثم السعادة.
المزيد